طارق الهاشمي: العراق يدير خلايا تخريبية لأمن الخليج مقرها في السماوة
جدد السيد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي تحذيره لدول الخليج من ان أمن هذه الدول بات مهددا من جانب العراق في عهد نوري المالكي وان العراق تحول الى عبء على الخليج العربي بدل ان يكون سدا منيعا للأمة العربية.
وكشف في حواره الأخير لـ الشرق قبل إعلان استقالته احتجاجا على أحداث الأنبار عن انه أبلغ مسؤولين بدول خليجية بأن العراق يدير خلايا تخريبية للخليج العربي مقرها في السماوة لكن رد الفعل لم يكن على المستوى.. قائلا ان الدول العربيّة — إلا قلّة قليلة — تخلّت عن العراق، مبديا دهشته من ترك الدول العربية والخليجية العراق ينحدر حتى يؤذيها ويضر بمصلحتها الوطنية.
وأكد الهاشمي في حوار عشية محاولة القوات العراقية فض الاعتصام الذي تقيمه المعارضة في 6 محافظات عراقية اضخمها الانبار، أنه ثبت بعد مرور سنة من الاعتصام ان المالكي لايستجيب لهذا النوع من الممارسات الديمقراطية ولا بد من البحث عن خيار جديد.. قائلا انه حان الوقت لتشكيل جبهة وطنية للتغيير والانقاذ وبناء العراق دولة مدنية ذات مؤسسات، مشددا على ان الاصلاح في العراق اليوم يبدأ بتغيير حكومة نوري المالكي. مضيفا ان مشكلة المالكي مع الشيعة هي مشكلة الكرسي ومن يحكم، لكن مشكلته مع السنة هي موضوع العقيدة وموضوع الهوية وأن السنة يتعرضون للتطهير والخطف الجماعي والقتل والاعتقال ونساؤهن يتعرضن للاغتصاب.. مضيفا ان حملة التضييق والتطهير المنهجي للمحافظات السنية تشابه مايتعرض له مسلمو ميانمار حيث تم حرق 35 قرية في ديالى وحزام بغداد ومايحدث في ديالى والحويجة لايقل خسة عما تعرض له مسلمو البوسنة والهرسك. كما ان الناس في جنوب بغداد يتعرضون للابتزاز والتهديد فإما تغيير العقيدة والتحول من السنة الى الشيعة أو الهجرة.. وان سياسة العراق اليوم تقوم على قطع الارزاق وقطع الاعناق. وقال الهاشمي ان مهمتنا في التغيير ليست سهلة ومن الضروري ان نحظى بدعم عربي واسلامي وان الانتخابات القادمة سوف يلعب فيها المال السياسي دورا كبيرا في الحصول على الاصوات نافيا بشدة اي دعوة الى تشكيل فصيل مسلح من اجل إسقاط الحكم او احداث فوضى في العراق قائلا انني لا ادعو لقلب الطاولة وخلال 10 سنوات حققنا نجاحات نبني عليها ولكن يكفي المالكي هذه السنوات.
***
< تهديدات المالكي الأخيرة قبل أيام بأن آخر جمعة للاعتصام كانت الجمعة الفائتة، وأنه سيقدم على حرق خيام الاعتصام ومحاولته فض الاعتصام بالقوة.. كيف تقرأ تلك التهديدات؟
> تلك التهديدات إنما هي انعكاس لسياسة المالكي في إدارة الأزمات. المالكي ضيع فرصة ذهبية لتحقيق سلم أهلي أفضل للشعب العراقي عندما لم يستجب خلال سنة كاملة لمطالب هو وصفها بأنها «مطالب مشروعة» لساحات الاعتصام في المحافظات الست.
اليوم، بعد مرور سنة كاملة دون الاستجابة لهذه المطالب، عندما يتصرف المالكي بأسلوب التهديد والوعيد والاتهامات، فهذا معناه أنه قرر تحويل هذه التظاهرات من «سلمية» إلى «لا سلمية»، لأنه أمام العالم ليس هناك خيار آخر.. استنفدوا كل ما لديهم من الوسائل السلمية والعمل في إطار الدستور والقوانين، لكنْ رئيس الوزراء اليوم هو الذي يدفع مسيرة هذه التظاهرات إلى مسار جديد، وهو الذي يجبر الناس على التشدد والتعصب، وبالتالي تبقى كل الخيارات مفتوحة أمام الناس.
< هل من الممكن أنْ يتطور المشهد إلى الخروج عن السلمية بعد مضي عام من المطالبات السلمية دون الوصول إلى أي نتيجة؟
> بالتأكيد، اليوم ما الذي يعنيه أنْ يقول رئيس الوزراء إن مطالب الناس مطالب مشروعة وبالإمكان تلبيتها — إما من خلال السلطة التنفيذية أو من خلال السلطة التشريعية — ولكنْ بعد مرور سنة من هذا الاعتراف يهدد بحرق ساحات الاعتصام ويعتبر أنها ملجأ للإرهابيين وأنها مصانع تفخيخ السيارات وما إلى ذلك. اليوم، بعد أنْ التزم الحراك الشعبي بما قرره الدستور العراقي بحق التظاهر السلمي، هذا الالتزام والانضباط الرائع على مدى سنة لم يسمح لأية عناصر متشددة أو متعصبة أو تميل للعنف بأنْ يكون لها دور في إدارة هذه الساحات.. لكنها اليوم أصبحت متهمة في هذا الموضوع. إن رد المالكي هذا هو على العناصر السلمية؛ بمعنى أنه سوف يفسح المجال أمام العناصر المتشددة لأنْ تتقلد المسؤولية لأنه ثبت الآن عمليا أن خيار العناصر التي اعتمدت السلمية في التعامل مع المالكي لمْ يكن خيارا عمليا، لأنه في نهاية المطاف نوري المالكي حقيقة لا يعرف في إدارة الأزمات إلا العنف. وأنا أشير في هذا الصدد إلى مجزرة الحويجة، ما الذي فعله الناس في الحويجة؟ متظاهرون سلميون، كانوا موجودين في خيام عندما هاجمهم وقت الفجر في تاريخ 23 من شهر أبريل/نيسان الماضي، وقتل ما يزيد عن 90 شخصا، و250 جريحا، نوري المالكي يريد أنْ يكرر هذه المجزرة في الأنبار وفي سامراء وفي غيرها من المناطق.
< وهل يمكن للعشائر أنْ تستسلم لهذا الواقع؟
> لا نتمنى حقيقة الأمر صراعا بين عراقيين وعراقيين، لا نتمنى اليوم أنْ يواجه المواطنون العاديون الجيش العراقي، فمهمة الجيش العراقي أسمى من أنْ تنزلق وتنحط إلى قتل عراقيين سلميين، لكنْ يؤسفني القول إن لدينا اليوم مصيبة اسمها «نوري المالكي» في العراق، هذا رجل نزق أحمق لا يتقن إدارة الأزمات السياسية، وبالتالي فهو سوف يجر البلد إلى مزيد من سفك الدماء، ومزيد من الضحايا. المطالب التي تقدم بها المعتصمون هي خمسة عشر مطلبا بالإمكان تلبيتها بكل سهولة، لكن هذا الرجل في حقيقة الأمر — كما ذكرت — غير مناسب لإدارة أزمات العراق في الوقت الحاضر.
< لقد اتهم ساحات الاعتصامات بأنها ملجأ للقاعدة والإرهابيين، ومصانع تفخيخ السيارات..
> أنا أسأل: محافظة الأنبار من الناحية الجغرافية تشكل حوالي ثلث مساحة العراق، فهل هي بحاجة إلى عناصر متشددة تميل إلى العنف — سمها ما تشاء، إرهابية أو غير ذلك —؟ هل هي بحاجة إلى أنْ تترك كل هذه الصحارى والمناطق والملاذات الآمنة لتلجأ إلى ساحة اعتصام تسلط عليها أضواء الإعلام في الداخل والخارج على مدار الساعة؟ بماذا اتهم نوري المالكي طارق الهاشمي بالإرهاب؟ بماذا اتهم ستة من قيادات العرب السنة بالإرهاب؟ بماذا اتهم رافع العيساوي، والآن أحمد العلواني بالإرهاب؟.. في حقيقة الأمر، استخدم نوري المالكي هذه المادة لتلبية النزعة الطائفية لهذا الرجل، وبالتالي كل هذه الاتهامات التي كادها. ولا تنسى، أنه عندما ذبح الحويجة في أبريل/نيسان الماضي فهو أيضا ذبحها بنفس التهمة، إذ قال إن هناك إرهابيين ومعامل سيارات، ولكنْ بعد أنْ كشف الغطاء واطلع الناس على حقيقة هذه الساحات وجدوا أنها خيام، وأن هناك قدورا لطهي الطعام، وأناسا سلميين ليس لديهم حتى وسائل بسيطة للدفاع عن أنفسهم.
< أي أنه ليس من المستبعد أنْ يقوم في الأنبار بما قام به في الحويجة؟
> لا بالعكس، أنا كنت أتوقع في حقيقة الأمر أن ذلك الرجل لا يصبر مدة سنة حتى يقوم بارتكاب حماقة جديدة في الأنبار، لكنْ يبدو أنه كان هناك حوار سياسي وكما عرفت أن يوم غد كان يوم تلبية المطالب؛ المالكي كان قد تعهد إلى رئيس مجلس النواب العراقي، وكان هناك مباحثات بأن يوم أمس يوم تلبية هذه المطالب، حتى يبرر لساحات الاعتصام أنْ ترفع الخيام من الطريق السريع إلى أماكن أخرى، لكن الكل فوجئ. وأنا قلت إن هذا الرجل لا يلتزم باتفاق ولا يفي بعهد، وبالتالي فإن الحذر في التعامل معه واجب.
< لكنه الآن رئيس الوزراء، وهو من يصنع القرار في نهاية الأمر، وجميع الكتل تمشي تحت لوائه..
> صحيح، هناك معارضة حقيقية بصرف النظر عما يحدث اليوم، أنا لا أقلل من هيمنة هذا الرجل على صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.. وإلى آخره، والسبب هو استقطاب السلطة غير المسبوق الذي حصل بيد نوري المالكي؛ نوري المالكي بيده الأمن الآن، وبيده المال، فكل عقود الدولة رهن توقيعه الشخصي، وهو في نفس الوقت أمين عام حزب تمكن من السلطة وسيطر على الإعلام الرسمي والقضاء. فعندما يكون هناك شخص بشخصية نوري المالكي المعروفة بأنها ذات نزعة طائفية وكره غير مسبوق للسنة، كما قال في كتاب نشرته كونداليزا رايس عندما حاورته حول هذا الموضوع وذكر أنه لا يطيق ولا يأمن سنيا في العراق.. هذا الرجل يأتي ويصبح رئيس وزراء العراق، وفي نفس الوقت، الهوس الذي عنده حوْل الاحتفاظ بالكرسي يجعله يتصدى لكل نوع من أنواع المعارضة، سواء كانت شيعية أمْ سنية أمْ كردية. وعلى هذا الأساس، قد حرق هذا الرجل كل الجسور مع الجميع. اليوم، المالكي بقي وحده، في حقيقة الأمر. والذي يبقيه إلى الانتخابات القادمة هو هذا الاستقطاب غير المسبوق للسلطة. مكامن القوة في العراق أصبحت بيده، وبالتالي فإن إزاحته — حتى من خلال الممارسات الدستورية كسحب الثقة — لمْ تعد قضية سهلة كما كنا نتوقع.
< هل تحول الصراع في العراق إلى صراع طائفي سني – شيعي، بالغا قمة البروز بهذا الشكل؟
> القضية ليست جديدة، أنا في العملية السياسية منذ سنة 2004،
وكان لدينا رئيس الوزراء إياد علاوي.. لمْ نشهد هذا التحول حقيقة في بناء الدولة وفي مسيرة البناء الديمقراطي للعراق، لكنْ حصل تغير جذري في ولاية الدكتور إبراهيم الجعفري، ونذكر بالمجازر التي تبعتْ تفجير المرقدين العسكريين في سامراء.. التحول الجذري الذي حصل، هو من عام 2006، عندما ابتلي العراق بأنْ يكون نوري المالكي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بدأ الانحراف المنهجي؛ من بناء الدولة المدنية وبناء دولة المؤسسات والعدل إلى بناء الدولة الاستبدادية المبنية على المذهب وإقصاء وتهميش الآخرين. نعم، أنا أؤكد هذه المسألة، وهي أن العراق بدأ منذ عام 2006 يشهد تحولا من بناء دولة المواطنة إلى بناء الدولة المذهبية، الثيوقراطية، الاستبدادية التي تنتهج التمييز بين العراقيين على أساس الانتماء المذهبي والديني.
< ما هو المطلوب اليوم من العرب السنة في العراق؟
> وافق العرب السنة على المشاركة بعد الاحتلال، وشاركوا في مجلس الحكم ولمْ يعترضوا على الدستور — أنا لا أقول وافقنا على الدستور، لمْ نعترض على الدستور على أساس تعديله وفق المادة 142 —، شاركنا في أول حكومة منتخبة، وشاركنا في الانتخابات عام 2005 و2010..
< ما هو المطلوب من العرب السنة غير ذلك؟..
> اتهمنا البعض بأننا منحنا الشرعية للحكم في العراق دون أنْ نستحقها، وقبلنا ذلك النقد، وضحينا. اليوم، قدم طارق الهاشمي ثلاثة من إخوته ضحية مقابل مشاركته في العمل السياسي، مقابل أنْ يخدم بلده. ومع ذلك، بعد كل هذا النبل؛ من المشاركة والمساهمة ودفع التضحيات، أصبحنا اليوم متهمين.
◄ هل تعتبر هذا ضعفا، وبالفعل قد قدمتم مظلة شرعية للقادمين الجدد لحكم العراق؟
► هذه الإشكالية التي حصلت في وقتها هي أن كل النداءات التي وصلتنا في حينها، أنه بصرف النظر عما حدث عام 2003 من احتلال العراق وغيره، وأن القادمين لا يملكون رؤية وطنية لخدمة العراق.. النصيحة التي جاءت لنا من إخواننا في الداخل والخارج من الدول العربية والإسلامية، هي ألا تتركوا العراق فالاحتلال مؤقت وبالتالي ينبغي أنْ يكون لكم دور في صناعة هذه الدولة. ونحن شاركنا في الحكومة على هذا الأساس، وربما واحدة من إفرازات هذه المشاركة غير المباشرة هي أنْ تعطى الشرعية إلى شخصيات لا تستحق أن تحكم العراق، هذا الذي حصل. لكنْ على الأقل فيما يتعلق بنوايانا، فنحن قلنا إن هذا البلد بلدنا، وبالتالي فينبغي أنْ نخدم هذا البلد وألا نسمح بأنْ يدار، أو أنْ نصنع نموذجا سوف يدفع ثمنه الجميع في نهاية المطاف.. ومع الأسف فإن هذا ما حدث في نهاية المطاف.
ذوو عزيمة وعروبة
◄ الذي أشار عليكم بأنْ تبقوا وأنْ لا تتركوا العراق، هل تخلى عنكم اليوم؟
► في الحقيقة، إخوانكم في العراق ذوو عزيمة وشعور بالعروبة قل نظيره في بقية الدول العربية — إلا ما ندرْ —، لكن هذا الموقف وهذا الشعور لمْ يلق الدعم الذي يساعده في مواجهة تحديات كانت نتيجتها أن هوية العراق أصبحت اليوم مهددة، وأن أمن العراق أصبح مهددا، بل وأمن المنطقة الخليجية أيضا أصبحت مهددة بسبب التحول الذي حصل في العراق. كنا نتمنى أنْ يكون الدعم أفضل بكثير مما حصل، لكنني أقول بمنتهى الصراحة: إن الدول العربية — إلا قلة قليلة — تخلت عن العراق، وكأنه لم يكن تاريخيا السياج الذي يحقق أمن المنطقة العربية.
حملة تطهير
◄ هل تشعرون أن هناك تطهيرا يمارس حاليا ضد السنة، ليس في المؤسسات فحسب، وإنما حتى مجتمعيا؟
► لو نظرنا على سبيل المثال إلى حملة مصادرة مساجد أهل السنة، ونظرنا إلى اعتقالات شباب أهل السنة بدون مذكرات قبض، ونظرنا إلى السياسيين الذين استهدفوا، وإلى التوازن في أجهزة الدولة الحكومية، وإلى نسبة الموازنة بالنسبة إلى المحافظات ذات الأغلبية العربية السنية، وإلى المعتقلين وحجز الحريات.. اليوم عندما تمر من خلال نقاط السيطرة وتسأل إبراز الهوية الشخصية، ويطلع الجندي الموجود في نقطة السيطرة على أن عشيرتك توحي بأنها من العشائر العربية السنية، فيبدأ بتعليقات سيئة واستفزازية، وربما يقوم أيضا بإلقاء القبض عليك لمجرد انتمائك لهم. حملة التضييق التي تسير على محافظاتنا، والتعامل مع ساحات الاعتصام، وهذه الانتفاضة التي مضى على بدئها سنة، كيف تفسرها؟ الخطف الجماعي الذي حصل في دائرة البعثات، معهد النفط، اللجنة الأولمبية.. كل هذه الاختطافات الجماعية التي حدثت ولم تعثر عائلاتهم حتى هذه اللحظة على جثثهم، هم كلهم من العرب السنة. كل هذه الظواهر تعني أن العرب السنة في العراق يتعرضون اليوم لتطهير منهجي لا يقل عن التطهير الذي واجهه إخواننا في البوسنة والهرسك. وحتى عندما تحرق قرى في الروهنجيا في ميانمار لأنهم مسلمون، فما هو الفرق بين ذلك وبين حرق المخيمات في الحويجة؟ وما هو الفرق بين تهديد المالكي لحرق المخيمات وساحات الاعتصام السلمي في الأنبار؟.. واليوم ديالى مهددة في حقيقة الأمر، لقد حرقتْ يوم أمس 35 قرية بما تملكْ تتبع المهجرين في المقدادية.. ديالى تتعرض إلى حملة تطهير واسعة النطاق، وكذلك حزام بغداد اليوم، واقول بمنتهى الصراحة: المالكي ظلم الجميع، ظلم حتى الشيعة والظلم الذي تعرض له العرب السنة يرقى الى ان يكون تطهيرا لانه في نهاية المطاف مشكلته مع الشيعة هي مشكلة الكرسي ومن يحكم، لكن مشكلته مع السنة هي موضوع العقيدة وموضوع الهوية وبالتالي فان التحدي اليوم في تشويه المناهج العراقية في كتب التربية والعقيدة والتاريخ واليوم الصحابة يتم سبهم وامهات المؤمنين يتم سبهن وانظر الى الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وما يحدث اليوم حقيقة هو حملة منظمة تستهدف المكون السني واليوم سياسة العراق تقوم على قطع الارزاق وقطع الاعناق فالذي لا يتم قتله على تهمة الارهاب يجري تجويعه وبدأ الناس في جنوب بغداد يتعرضون للابتزاز والتهديد، إما تغيير العقيدة والتحول من السنة الى الشيعة تكون هناك فرصة عمل لك وإلا تتحمل كل هذا الضيم وما عليك الا ان تهاجر!! وقد اجريت مسحا لسفارات العالم والامم المتحدة ووجدت الملايين من العراقيين يطالبون اليوم باللجوء لدول العالم و 90 % من هؤلاء من العرب هم سنة، واليوم عندما تذهب الى السجون وانا اتحدى نوري المالكي فان النساء اللائي يتم اغتصابهن كلهن من العرب السنة وعندما تذهب الى السجون فان 99 % من المسجونين هم من شباب العرب السنة وهذه هي الفاجعة التي حلت بالعراق اليوم، ومن خلال “ء” الغراء أرجوكم توجيه صيحة الى العالم العربي والاسلامي ان يولوا قضية العرب السنة في العراق ما تستحق من الاهتمام، والله اقول لا صوت يعلو اليوم على فاجعة الشعب السوري ولكن والله فان الفاجعة التي تحل بالعراق لا تقل عن الفاجعة التي تحل لإخواننا في سوريا.
افتحوا المجال
◄ لكن دوركم في التعريف بهذه المآسي فأنت قمت بجولة دولية ووصلت الى الاتحاد الاوروبي ولكن القضية غائبة عن الشعوب العربية والاسلامية فأين دوركم؟
► افتحوا المجال ووجهود الدعوات الى الهاشمي وغير الهاشمي ونحن مستعدون ولكن الاشكالية لم أجد حتى هذه اللحظة سوى استثناءات قليلة من الدول العربية ان تولي لهذا الملف مايستحق من الاهتمام ونحن جاهزون ولدينا كل المعلومات ولدينا الشخصيات ومستعدون لنشرح قضيتنا للعالم العربي والاسلامي ولكن كل مانريده هو المنافذ والدعوات حتى تتطلع شعوب العالم العربي والاسلامي على طبيعة الفاجعة التي حلت بالعراق.
لا علاقة لنا بالاخوان
◄ هل احجام العالم العربي راجع في جزء منه الى النظرة اليكم على انكم محسوبون على تيار الاخوان المسلمين بحكم بروز الحزب الاسلامي وجبهة علماء السنة كمعارضة سنية؟
► بالنسبة لي منذ عام 2009 علاقتي بالحزب الاسلامي انتهت حيث قمت بتشكيل حركة “تجديد ” وانا لازلت على ديني وعروبتي ولن اتخلى عن ذلك رضي الناس بذلك او غضبوا وبالمناسبة فان بعض الدول لم تغير من علاقتها سواء وقت ان كنت امين عام الحزب الاسلامي وبعد ان خرجت، وانا اخشى ان يكون الموضوع اكبر من ذلك فالموقف الدولي كأنه يريد ان يبقى العراق ويتدهور ويكون غير آمن ولا يكون اهل السنة اي دور في ادارة بلدهم ولا يرقى بلدهم ويصبح موطنا لعدم الاستقرار لمجموع المنطقة بدل ان يكون العراق متماسكا وقويا ومزدهرا وقيمة مضافة للعالم العربي والاسلامي ويصبح عدم استقرار للخليج وأخشى من المستقبل اذا بقيت حالة عدم الاستقرار قائمة وهذا يجرنا اذا كان هناك موقف دولي فاين المصلحة العربية ولماذا تترك الدول العربية والخليجية امر العراق ينحدر دون ان يكون لها يد في ايقاف هذا التدهور خصوصا ان هذا التدهور سوف يؤذيها ويؤثر على مصالحها الوطنية مستقبلا.
◄ بل يبدو ان هناك محاولات من قبل نوري المالكي لفتح قنوات حوار مع بعض الدول العربية ومنها مصر على سبيل المثال؟
► الاشكالية التي تواجهنا اليوم في العراق ان هذا البلد مع هذا النمط المشبوه من الادارة بلد غني لديه موارد ضخمة وهذه الحكومة لاتوظف هذه الموارد من اجل خير شعبها وانما من اجل تكريس السلطة وزرع حالة عدم الاستقرار في الدول الخليجية وزيادة معاناة الشعب السوري اليوم، ولذلك لاتجد حركة عمرانية حقيقية توازي حجم الميزانية الضخمة التي بدأ يشهدها العراق منذ سنوات بينما عندما تزور اربيل على سبيل المثال تجد هناك تطورا نوعيا حقيقية وتنمية حقيقية بينما ميزانية هذا الاقليم لاتزيد على 17 % من مجموع الميزانية السنوية للعراق والمالكي يشتري بمال الدولة ولاءات الدول.
السنة متفرقون
◄ اذا تحدثنا عن الاستهداف من جانب المالكي والعصابات التابعة له لايمكن ان نتجاهل الانشقاق داخل المكون السني ايضا فإلى اي حد وصل وكيف يمكن رص الصف السني العراقي؟
► التحديات التي واجهتنا ليست قليلة والعرب السنة الكل يشعر انه صاحب قضية ولديه قضية حقيقية والاشكالية انه ليس هناك مشروع موحد متفق عليه وليس لدينا دولة راعية واليوم لدينا مشكلة ولاحظ الطرف المقابل وعندما اقول الشيعة اقصد الشيعة الصفوية الموالية لايران التي تريد ان تغيب الهوية العربية للعراق لكن اليوم هذا التحالف الوطني الشيعي من يضبط ايقاعه سوى ايران؟ هذه الدولة الراعية تضبط الاطار السياسي لكل مكونات البيت الشيعي وهي التي تمول وتدعم اعلاميا وسياسيا ومخابراتيا وهناك دولة راعية لمشروع ينجح في العراق وتقول ان العرب السنة متفرقون نعم بسبب التحديات التي يواجهونها على مدى سنوات وجيد انهم صامدون حتى هذه اللحظة والذي يتعرضون له يرقى الى التطهير وبالتالي ليست سهلة وسؤالى اذا كان هناك شعور عربي او اسلامي الا يستدعي هذا الموقف وقفة خاصة او عامة لجمع هؤلاء العرب السنة في محضن مشابه والاتفاق على مشروع معين ودعم هذا المشروع حتى نستطيع ان نواجه التحديات وغياب المشروع الموحد وغياب الدولة الراعية هو الذي يعقد مهمتنا داخل العراق، واخوانكم في العراق على خير وعزيمة ومستعدون للتضحية من اجل بلدهم ومن اجل هوية هذا البلد ومن اجل عقيدة ولكن لايستطيعون بسبب ان التحديات التي تواجههم تحديات دول وليست جماعات ومهمتنا ليست سهلة.
دور ايران
◄ لكن اقليم كردستان كان مؤهلا للقيام بهذا الدور وان يكون حاضنة للمكون السني العربي واستضافته لكم في بداية الازمة كان يؤشر لذلك ومبادرة برزان كانت تؤشر لذلك فماذا حدث؟
► دورايران اليوم ليس قليلا في العراق ويؤسفني ان اقول ان ايران تغلغلت ووصلت الى صناعة القرار السياسي وبالتالي فالسياسيون يتحسبون الدور الايراني والنفوذ الايراني وايران تستطيع ان تعبث بأمن العراق على مستوى المجموعات او الاشخاص، فهناك نفوذ غير مسبوق لدولة تحمل حقدا تاريخيا للعراق ولشعبه ومهمتنا لم تكن سهلة لجمع المكون السني في مؤتمراربيل وبالتالي اعتذر الاقليم عن المؤتمر ولكن الا توجد دولة عربية ترعى هذا المؤتمر وتقول ابوابي مفتوحة لكم اليوم واذا انغلقت ابواب العراق فنحن مستعدون لاستضافة مؤتمر للعرب السنة في العراق فهل نعقد هذا المؤتمر في امريكا ام في غرب اسيا؟ عندما اقول نحن بحاجة الى دولة راعية فانا اقصد هذه المسألة وهذا جزء من الاشكال الذي واجهنا.
استهداف العشائر
◄ اذا توقفنا امام اعتقال النائب احمد العلواني نجد ان هناك اكثر من مؤشر فهو من عشيرة قوية لها نفوذها وهو ايضا نائب لديه حصانة فكيف تغول المالكي على هذين الامرين كونه نائبا له حصانة ووراءه عشيرة فيبدو ان المالكي يحمل في جعبته في 2014 هدفا لتصفية العشائر والقضاء حتى على البرلمان؟
► هذا الذي حصل هو انعكاس لسلوك هذا الرجل نوري المالكي وليس جديدا، وأما موضوع استهداف الحصانة فقد سبق عندما استهدف نائب رئيس الجمهورية وهو لديه حصانة بموجب المادة 93 من الدستور وما اعطاني الامل في معارضة نوري المالكي هي هذه المادة وليس الدعم الخارجي وليس دعما داخليا واستطيع ان امارس اعتراضي على اي شخص في السلطة التنفيذية ولدي الحصانة وهذا الرجل تجاوز على المادة 93 واليوم يفعل نفس الشيء بالنسبة الى عضو مجلس النواب احمد العلواني ولا ينبغي القاء القبض عليه دون رفع الحصانة بقرار من مجلس النواب لكن المالكي قال ان هدف الهجوم على بيت العلواني القاء القبض على اخيه لكن القي القبض على احمد العلواني بعد قتل اخيه.
وقيل انه شوهد متلبسا باطلاق النار على افراد القوة التي داهمت بيته وادعوا انه قتل احد افراد القوة المهاجمة وفي المادة القانونية لايجوز القاء القبض على عضو بمجلس النواب الا اذا كان متلبسا بجريمة والبارحة الكلام الاعلامي المسيس الكاذب اعطى المبرر القانوني لالقاء القبض على احمد العلواني دون رفع الحصانة بالطريقة الدستورية التي نص عليها القانون وهذا الموضوع بالنسبة الى نوري المالكي طبيعي للغاية فهذا الرجل عام 2007 ارتكب مجزرة في حق الشيعة في كربلاء مجزرة الزرقاء حيث قصف زوارا بطائرات الهليكوبتر ولم يتحرك المجتمع الدولي وكان السبب خلافا عقديا بين هذه المجموعة التي تسمى جند السماء لديها نظرة ورأي فيما يتعلق بالمهدي المنتظر يخالف ماورد في فكر الجعفرية الاثنى عشرية، فقصفهم المالكي بالطائرات وكرر هذه المجزرة في الحويجة قبل ايام فهو رجل دموي ولذلك أتهمه بأنه المسؤول عن كل هذا التدهور الامني اليومي الذي يحصل بالعراق، واليوم نجد مسرحية السيارات المفخخة فكل دول العالم تتعرض للارهاب فلماذا كل دول العالم آمنة باستثناء بغداد؟ لماذا رغم ان لدينا مليون ونصف مليون جندي قوة مسلحة واجهزة امنية فهل هو نقص في المعدات الالكترونية؟ لا فالولايات المتحدة قدمت للعراق كل مايريده من تكنولوجيا فيما يتعلق بكشف الاشخاص والمتفجرات والتدريب منذ عام 2003 صرفت بلايين الدولارات عليه بمعرفة الولايات المتحدة فاين الخلل؟ قبل ايام سرد احد الاخوة لي قصة حدثت له حيث كان يمر بسيارته بنقطة للسيطرة فوقف الجندي وطلب ان يفتح الصندوق الخلفي للسيارة وذهب جندي آخر ليفتشها فاذا بالجندي الواقف بجواره يضحك ويقول غريبة نحن نفتش السيارات ونعرف السيارات المفخخة حيث تأتينا تعليمات تحدد نوع السيارة ورقمها ويتم الطلب منا الا نفتشها وهذه السيارة تتوجه الى هدف وتنفجر ويقول الجندي اننا نجد انها نفس السيارة التي بلغنا الا نقوم بتفتيشها، ونحن نعلم كيف يدار الامن اليوم في بلدي والمطلوب لمواجهة هذا التدهور الامني في العراق هو وقفة لمعرفة الحقيقة وكل هذه التفجيرات المستهدف منها هو المناطق الشيعية و90 % من الاهداف شيعة ومنطق المالكي انه اليوم رئيس وزراء محسوب على الشيعة ويسمح بهذه الهجمات تتكرر بنفس النمط وبنفس الطريقة على اهداف شيعية ولا اتحرك فهذا لايعني الا واحدا من اثنين اما اني متورط او اغض النظر عن هذه المسائل وفي كلتا الحالتين انا لدي علم وعلاقة بما يحصل لانه في اليوم التالي لهذه التفجيرات تتحرك الميليشيات بمنتهى الحرية سواء البطاط او عصائب الضلال التي يسمونها عصائب اهل الحق برعاية المالكي وتقتل من ابناء السنة ثأرا للضربات التي حصلت في اليوم السابق في المناطق الشيعية والسنة براء من قتل الشيعة ولا علاقة لهم بهذا الموضوع ابدا ولا يبررون لاهم ولا علماؤهم قتل الناس لأنهم شيعة على الاطلاق وليس لدينا علاقة بالعنف لامن قريب ولا من بعيد.
اذن لماذا يستمر هذا القتل؟
► المالكي في الانتخابات القادمة ليس لديه ما يقدمه للشعب العراقي من شيعة وسنة وتركمان وكرد الخ، ليس عنده شيء يقدمه فلم ينجح فى الامن ولا في الاقتصاد ولا في التنمية ولا في العلاقات الدولية ولا في الخدمات والمرافق ولا في التعليم وقبل يومين منطقة في ذي قار ذات اغلبية شيعية اولادنا يدرسون في خيام تعصف بهم الرياح وليس لديه مرافق صحية ولا مياه شرب ولا اي معالم تربوية وهذا يحدث في عراق ميزانيته 120 مليار دولار سنويا، فما الذي سيقدمه نوري المالكي للشعب هل عالج الفساد؟ في مرة من المرات قال لدي 100 يوم للقضاء على الفساد وهاهو الفساد يضرب اطنابه فلا يوقع عقد الا ويذهب جزء منه الى جيوب المرتشين، اذن هو كما وصفته الامم المتحدة رئيس وزراء فاشل لكن عليه ان يقدم البديل وهو يأخذ اصواته من اخواننا الشيعة فيقدم نفسه على انه حامي المذهب واليوم جزء من حملة الانبار مربوطة بالحملة الانتخابية.المالكي يسمح بالضرب بالسيارات المفخخة التي مصدرها ساحات الاعتصام في الانبار ويقول انه سيقوم بالقضاء على هذه الساحات من اجل حمايتكم ولذلك فليس هناك بديل اخر يستطيع ان يخدم المذهب من المالكي وينجيكم من الارهابيين السنة ورد عليه مقتدى الصدر ردا موضوعيا لان مقتدى الصدر يعلم جيدا ان كل استهداف يقوم به المالكي للسنة هو حقيقة يأتي في اطار الحملة الانتخابية للترويج للحصول على مزيد من الاصوات الشيعية.
نقف مع مقتدى
◄ على ذكر مقتدى الصدر الا تمثل تصريحاته تشجيعا لكم للاتصال والتواصل وخلخلة هذا الموقف المنغلق بين الشيعة والسنة؟
► نحن نثمن هذا التصريح ولكن لانريد ان نطرح انفسنا اليوم اننا نقف مع مقتدى الصدر ضد نوري المالكي لان هذا يوظف هذا الموقف لصالحه فقد اساء لسمعتنا داخل البيت الشيعي فالشيعة البسطاء ينظرون الى طارق الهاشمي ليس النظرة الموضوعية الحقيقية وتم غسل ادمغة الناس بالاعلام الكاذب والتضليل الكاذب ولذلك عندما يمدح الهاشمي الصدر فهذا لن يكون له صدى داخل الشيعة انفسهم.
شيعة عروبيون
◄ هناك في الشيعة عروبيون يرفضون سياسة نوري المالكي الطائفية كيف يمكن ان تنفتح التيارات السنية على هذه المجموعات؟
► انا لا اريد ان اكرر نفسي، فالعراق اليوم وصل الى حالة من الاستقطاب وبحاجة الى مراجعة للعملية السياسية واذا قلنا انه لا ينبغي استنساخ الماضي فلا بد من البحث عن مقاربة سياسة جديدة بتشكل جبهة وطنية للتغيير او للانقاذ هذه الجبهة ينبغي ان ينشط فيها كل من يرفض الواقع والحال المزري ويتطلع الى عراق الدولة المدنية ودولة المؤسسات والعدل ودولة المواطنة وحان الوقت لقيام هذه الجبهة والتي يمكن ان يشارك فيها الاسلامي والعلماني والكردي والعربي والتركماني والعربي واليزيدي والكلدواي والاشوري وكل من يرفض واقع الحال ويتطلع للتغيير ينبغي ان يشارك في تأسيس ودعم هذه الجبهة.
جبهة للتغيير
◄ هل بدأتم التشاور لتأسيس هذه الجبهة؟
► نعم وقد أطلقت قبل اشهر في اسطنبول في يونيو الماضي الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي تكون نواة لجمع هذه العناصر من اجل بلورة كيان جديد يتعهد بالتغيير في اطار الرؤية المتفق عليها حتى نستطيع ان نسوق قضية العراق بالعالم ومن ثم حدوث التغيير وأسعى في هذه المسألة عبر اتصالات مع احزاب وشخصيات عامة لديها تجارب في الحكم ودور فاعل في الداخل لبلورة تشكل جديد نستطيع ان ننهض من خلاله بمهمة التغيير ان شاء الله.
الانتخابات القادمة
◄ هل يمكن ان يتغير المشهد في الانتخابات القادمة؟
► لا أعتقد ذلك الاشكالية ان نوري المالكي فقد الكثير من الاصوات التي حصل عليها في 2010 والاشكالية الرئيسية ان الانتخابات القادمة سوف يلعب فيها المال السياسي دورا كبيرا في الحصول على الاصوات الانتخابية واليوم الذي يملك اموال الدولة هو المالكي وهذا الرجل من الان حتى 30 ابريل المقبل سوف يعمل على تحويل الصراع من سياسي الى صراع ديني ومذهبي لكسب المزيد من اصوات الشيعة ويورج ان العراق اليوم في خطر وان الارهابين قادمون ومن خلال تخويف الشيعة والقيام بعمليات عسكرية ضد السنة يحاول ان يحصل على المزيد من الاصوات للفوز بدورة ثالثة في الانتخابات. صحيح هناك معارضة وطنية وشيعة يعارضون وقوى وطنية تعارض ولكن الاستقطاب الذي حصل ونفوذ ايران يشكلان تحديات كبيرة جدا في طريق التغيير.
القائمة العراقية
◄ وأين القائمة العراقية الان وما هي رسالتك الى قادتها؟
► القائمة العراقية لم تبق قائمة وتشطت كما تشطت بقية الكيانات السياسية التي كانت موحدة عام 2010 ومهمة التغيير في العراق اصبحت معقدة بحيث لايمكن انجازها كما حصل في الانتخابات السابقة. واليوم كل المطلوب ان نقف عند هذه المرحلة كي نعرض المشهد السياسي العراقي والى اين يسير، وقفة غرضها مراجعة عشر سنوات من عملية سياسية كان مآلها نتائج كارثية على الشعب العراقي وعلى العراق نفسه، والمراجعة باتت مطلوبة لتشخيص نقاط الخلل والضعف ومعرفة اسباب اوضاع العراق واذا استطعنا ان نحدد مكامن الخلل ونقاط الضعف والتحديات التي واجهتنا سنكون على وضع افضل من اجل الاتفاق على الحل. ويبقى الهدف المركزي الذي ورد في الدستور وهو دولة مدنية لكل العراقيين ودولة مواطنة قائمة على المؤسسات والعدل فيها فصل سلطات وتداول سلمي للسلطة على اسس الديمقراطية وهذا مايجمع كل العراقيين وهذا لايحدث اذا لم تكن لديك ضمانات كافية في الداخل والخارج والا فالانحراف وارد وهذا ماحصل في تجربة العراق واذا رجعنا الى الدستور نستطيع ان نضع من الضوابط والاجراءات من اجل اعادة العراق الى سكة بناء الديمقراطية الصحيحة.
◄ البعض ممن يتوقون الى التغيير يصعب عليه ان يتكرر المشهد السوري في بلدهم العراق ويقولون ان التغيير الذي يدعو اليه الهاشمي يؤدي الى انهيار العراق ويفضلون البقاء عند المطالبة بالاصلاح وفقط فهل التغيير الذي تدعو اليه على طريقة الربيع في سورية او في ليبيا؟
► لا لا، عندما ادعو الى تشكيل جبهة وطنية سوف تعمل من خلال الدستور والقوانين المرعية ولا ادعو الى تشكيل فصيل مسلح من اجل اسقاط الحكم او احداث فوضى او الى مزيد من القتل وسفك الدماء ولكن اقول بمنتهى الصراحة ان الوضع في العراق سيء في مختلف المجالات الا يستدعي ذلك التغيير والتغيير من خلال اليات الديمقارطية الحالية هي استنساخ لعملية 2010 مع وجود شخص تمكن من السلطة وهيمن على القضاء وهيمن على المال العام فان مهمة التغيير والاصلاح لن تكون سهلة.
في اجندتي
◄ أسأل لماذا استهدف الهاشمي وما هي اجندته التي دفعت المالكي لاستهدافه بهذه الاجراءات القاسية؟
► لم يكن في اجندتي غير اطلاق سراح المعتقلين وانصاف المحرومين وايقاف قضية التهميش وايقاف التعدي على رئاسة الجمهورية وتطلق ايادينا في المساهمة في القرار وايقاف سرقة المال العام وهذه كلها قضايا اصلاحية.
◄ لكنك تجاوزت الخطوط الحمراء في مسألة كشف المعذبين؟
► لأن هذا خلاف الدستور ويفترض ان يكون جزءا من اجندة اي اصلاح وهل تقبل اليوم اغتصاب النساء او انتزاع الاعترافات بالتعذيب او اعتقال الناس على الهوية. الاشكالية الرئيسية التي تواجهنا ان الهاشمي بدأ الاصلاح لكنه لم يستطع اكماله في نهاية المطاف واليوم بدل ان اوجه اتهامات الى نوري المالكي اصبحت انا اليوم متهما ومطاردا فكيف يتمنى غيري ان يسير في ذات الطريق وقد شاركت في الانتخابات عام 2005 واصبحت نائبا بمجلس النواب ونائبا لرئيس الجمهورية وعام 2010 وحاولت الاصلاح ولكن على مدى 7 سنوات كانت هذه هي النتيجة، فكيف يحلم الاخرون بالمشاركة ونفس الممارسات الحالية بعد هيمنة نوري المالكي على السلطة تبقى هذه الاشكالية، فلو كان لدينا رئيس وزراء يلتزم بالدستور ويحترم القوانين ويؤمن بالشراكة، ويعتقد ان الحكومة ينبغي ان تكون لكل العراقيين كانت مهمة المعارضة بسيطة، وأسال كم عدد من تم رفع الحصانة عنهم في مجلس النواب؟ حوالي 20 شخصا منهم معارضون سنة وشيعة والسبب ان المالكي لايستطيع ان يتعايش مع اي نوع من انواع المعارضة. واذا لم نستطع ان نغير هذا الرجل اليوم من خلال الاليات الديمقراطية الا ينبغي ان نبحث عن مقاربة جديدة تبقى ايضا في نطاق الدستور، انا لااقول اليوم قلب الطاولة بالعكس فخلال 10 سنوات حققنا نجاحات نبني عليها ولا اطالب بأن يكون العراق ارضا محروقة او نلغي العملية السياسية جملة وتفصيلا
فخلال 10 سنوات قدمنا تضحيات واجرينا انتخابات ديمقراطية وشكلنا حكومات ولكن بسبب رئاسة الوزارة ونفوذها تأزمت العملية السياسية وباتالي فالتكرار بنفس الطريقة لن يحقق الاغراض المطلوبة حتى لو اعتمدنا منهج الاصلاح فالاصلاح في العراق اليوم يبدأ بتغيير حكومة نوري المالكي وهذه المسألة ليست سهلة في اطار الانتخابات القادمة لانه سيعمل كل مابوسعه على الارض كي يضمن بقاءه دورة ثالثة.
اين الدعم العربي
◄ بعد مرور سنة على الاعتصام ماذا أنتجت هذه التجربة ام انه مجرد تقليد للعواصم العربية؟
► الناس قدمت تضحيات وانفقت الكثير من الموارد والوقت في الساحات ولكن ثبت بعد مرور سنة ان هذا الرجل لايستجيب لهكذا نوع من الممارسات الديمقراطية في ساحات الاعتصام والمظاهرات السلمية التي حصلت جرت وفق الدستور ووفق القوانين ولكن لم يقدم المالكي اي تنازل تجاه مطالب وصفها هو بأنها مشروعة ولا بد من البحث عن خيار جديد وليس هو خيارالعنف بل هو خيار السلام بتشكيل الجبهة الوطنية ونقل ملف العراق الى الخارج ولا بد من تدخل المجتمع الدولي في قضية التغيير ومهمتنا ليست سهلة ومن الضروري ان نحظى بدعم عربي واسلامي من اجل احداث التغيير في الداخل.
◄ على مدى 10 سنوات تقولون ان المشكلة في نوري المالكي فهل بإزاحة هذا الشخص يمكن تصويب هذه العملية؟
► نوري المالكي ليس عراب هذا المشروع هو من ينفذه وبالتالي ازاحته سوف تسهل في اجراء بعض الاصلاحات الضرورية لكنها لن تغير من واقع الحال، وبعد كل هذا التدهورالذي حصل في مختلف مجالات الحياة في السياسة والامن والثقافة والاقتصاد والخدمات فان الحل في مراجعة منهجية للعشرسنوات وقد قرأت كثيرا من التقارير عما حصل في العراق والذي كان برغبة دولية فنوري المالكي لم يكن الشخص المناسب ولكن اقتضت الارادة الدولية ان يكون شخصا مثله وان يقع هذا البلد العربي العزيز في براثن النفوذ الايراني، ونحن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر لازلنا متهمين بالارهاب والولايات المتحدة والغرب غير نظرته الى العرب السنة وهذه النظرة ينبغي ان تتغير وهذه مهمة العرب والمسلمين.
مهمتنا تتعقد
◄ التعليق على الاطراف الدولية والاقليمية لإحداث التغيير ألا يعد فشلا؟
► انا لااقول المجتمع الدولي ينشط بالنيابة عنا ولكن اقول ان مهمتنا تتعقد بسبب نظرة الغرب لنا وبالتالي فهو يسهل اجندات ضارة بالوجود العربي والاسلامي وبالهوية العربية والاسلامية وبتوجهات هذه الدول ان لم نحسن ادارة هذه المرحلة وهذه القضية قبل ان تكون سياسية هي مسألة ثقافية واليوم ينظر لنا الغرب نظرة اتهام ولاحظ الطائرات بدون طيار فهناك ناشطون شيعة لكنهم لايستهدفون وانما تستهدف هذه الطائرات فقط الناشطين السنة فهناك اطراف تعتمد العنف غير السنة والحالة السورية نموذج على ذلك لكن هذه الميليشيات غير متهمة في شيء ويتم توجيه الاتهام فقط للسنة وبالتالي لابد من معالجتها كقضية استراتيجية ومصيرية ومهمتنا صعبة للغاية اذا بقيت الامة متفرقة ولا يجمعها جامع وتفرقنا هو من يسمح للآخرين بان يتغلغلوا في قلب مصالحنا ويعبثوا بها بالطريقة التي تخدم اجندتهم ولا بد من وحدة الامة بالاتفاق على بعض الثوابت المركزية التي لاينبغي تجاوزها ونتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه.
خلايا لتخريب الخليج
◄ قلت ان امن الخليج مهدد من العراق اذا نظرنا الى هذا التهديد في ضوء اطلاق ميليشيات البطاط الصواريخ على حفل الباطن بالسعودية وفي ضوء التوغل في سورية لقلب المعادلة لصالح ايران وفي ضوء التدخل في البحرين والتجسس على دول الخليج هل بدأ حزب الدعوة نهج الثورة الايرانية في تصدير تجربته لمحيطه الخليجي وفي بلاد الشام؟
► هذا ماكنا نتحدث فيه مع اخواننا فأنا لااتكلم فقط عن امن واستقرار العراق انا اتكلم عن امن الخليج العربي واجد امامي مخططا لحرف قضية العراق بدل ان يكون سدا منيعا يحمي الخليج العربي هذا البلد خلال سنوات سوف يتحول ليكون عبئا على الامن القومي العربي وهذا الذي حدث
واليوم اللعب على المكشوف وسيل الطائرات الايرانية من خلال المجال الجوي العراقي الى دمشق لاينقطع والميليشيات الشيعية العراقية ولاؤها لدولة ولاية الفقيه تأتمر بأمرها وتعبث بأمن سورية وتزيد من معاناة الشعب السوري واموال العراق تستخدم من اجل كسر الحصار على ايران وحكومة بشار الاسد ودعم المنظومة الارهابية لحزب الله في لبنان واطلاق يد ميليشيات البطاط لقصف المناطق السعودية والغريب انه قبل استهداف المالكي وصلتني معلومات عن ان العراق يدير خلال تخريبية للخليج العربي مقرها في السماوة وجاءتني هذه المعلومات ونبهت اخواننا في الخليج بأن القضية اصبحت واضحة اليوم فهناك تواطؤ للمالكي مع ايران من اجل تجنيد خلايا من ابناء الخليج العربي لأجل تخريب الامن وزعزعة الامن في هذه الدول ومع الاسف وصلنا لهذه المرحلة.
خيبة أمل
◄ وماذا كان رد فعل المسؤولين؟
► للأسف التجاوب لم يكن بالمستوى الذي كان متوقعا، ولدي خيبة امل كبيرة مما حصل، ونحن مقدرون ان هناك حدودا معينة للدول كي تتحرك وعلينا ان نتأمل تصريح قائد الحرس الثوري الايراني عندما قال اليوم لانتخلى عن سورية فهي تمثل لنا الجبهة الامامية للدفاع عن ايران وسؤالي الذي أختم به: أين أصبح العراق من الناحية الجغرافية؟ تحول جزءا من املاك الامبراطورية الايرانية ونحن كنا نقول للخليج العربي اعتبروا العراق الساحة الامامية لإدارة الصراع فاذا سقط هذا البلد سوف ينتقل الصراع الى داخل اراضي الخليج وهنا مكمن الخطر لكن مع الاسف الشديد وانا مع العمل السياسي وألتقي القادة وأتحاور اقول للأسف الشديد: هذه الامة بحاجة الى التغيير وبحاجة الى مراجعة قبل فوات الاوان.