مقالات

أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً

في الأيام الخمسة الأولى من هذا الشهر الفضيل الذي انطلقت فيه حملة ” الشرق ” للغارمين تحت شعار ” تفريج كربة “، استطعنا أن نجمع أكثر من ثلاثة ملايين ريال، وهي تمثل المديونيات التي تنطبق على حالتين من السجناء: إحداهما على مواطن، والأخرى على مقيم، من أصل خمسة عشر مليوناً وسبعمائة وتسعة وتسعين ألفاً ومائة وثلاثة وستين ريالاً، وهي المبلغ الذي نطمح إلى أن نجمعه خلال هذه الحملة لإخراج عدد من السجناء المعسرين خلال هذا الشهر الفضيل، وبالتالي إدخال الفرحة على أسرهم، وحتى يكون ” عيدهم عيدين “. هذا التدافع من أهل الخير والمحسنين والمؤسسات والشركات ليس بالأمر الجديد على أهل هذا البلد المعطاء، ولا على المقيمين على أرضه الطيبة، فقد ظهر ذلك جلياً من خلال التفاعل الكبير مع الحملة، سواء بالتوافد على دار الشرق مباشرة، أو من خلال الجهات المتعاونة معنا، وهي: مؤسسة الشيخ عيد الخيرية والأفرع التابعة لها، بالإضافة إلى الحسابات الخاصة بالحملة في كل من مصرف قطر الإسلامي، والدولي الإسلامي . لقد سعت ” الشرق ” إلى أن تضيف مبادرة جديدة ضمن مبادراتها الرامية لخدمة المجتمع وقضاياه، فكان أن جاءت هذه الحملة التي تهدف لإخراج عدد من المسجونين، بعد تسديد ما عليهم من مبالغ مالية، بدعم وتبرعات خيرية من قبل المؤسسات والشركات والافراد، الذين أكدوا من جديد خيرية هذا البلد . وإذا كنا قد أنجزنا حالتين بفضل من الله، ثم بتبرعات المحسنين وأهل الخير، فإن الطريق لازال بحاجة إلى مزيد من التفاعل من أجل إنجاز بقية الحالات، التي نعمل جاهدين ـ ومن خلال تعاون الإخوة بوزارة الداخلية ـ على إنهاء معاناتهم وفك سجنهم خلال هذا الشهر الفضيل، بحيث يتمكنون من قضاء العيد بين أسرهم وأهلهم وأحبائهم، و هو أمل ليس بالصعب أو المستبعد، لما عرف عن أهل هذا البلد من مد يد العون والمساعدة لكل محتاج، والجميع يعلم المدى الذي وصلت إليه مساعدات هذا البلد وأهله، وأعتقد أن شريحة الغارمين بحاجة إلى من يقف معها، ويقدم لها الدعم، حتى تتمكن من العودة للحياة من جديد، خاصة أن الحالات التي نتبناها لها أبناء وأسر، وكثير من هذه الأسر ليس لها عائل سوى ذلك القابع خلف القضبان، بسبب ديون وأزمات مالية ـ تراكمت لسبب ـ ما في دخوله السجن . إن تنفيس كربة المسلم لهو عمل عظيم، ففي الحديث النبوي الشريف فيما معناه ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .. ” . إننا نضع حملة الغارمين “تفريج كربة ” أمانة في عنق كل فرد من افراد مجتمعنا، وأمانة في يد مؤسساتنا وشركاتنا، ونحن على ثقة أن أهل الخير في مجتمعنا كثر، وأن هذه الحملة ستتم تغطيتها بكامل ما هو مطلوب من مبلغ مالي خلال أيام قليلة، والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، فلنغتنم فضل هذا الشهر ونفحاته الإيمانية، لنزيد من الأجر والثواب، ولنقدم لأنفسنا عملاً صالحاً، فما نقدمه من دعم وتبرع، هو في حقيقة الأمر نقدمه لأنفسنا، قبل أن يذهب إلى المستفيدين من هذه الحملة . فلننفق ولا نخش من ذي العرش إقلالاً .

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x