الشرق مكانة وامانة
بسم الله الرحمن الرحيم بهذه الكلمات ابدأ مرحلة جديدة من عمري الصحفي، برئاسة تحرير جريدة “الشرق”، اخلف بذلك أخي الأكبر الأستاذ عبد اللطيف بن عبد الله آل محمود المدير العام لدار الشرق، الذي تفرغ لهذا المنصب، بسبب التوسع الكبير الذي تشهده الدار، والاستراتيجية الجديدة المقبلة عليها خلال المرحلة القادمة. وإذا كانت لي من كلمة في مرحلتي الجديدة، فإنني أتوجه بخالص الشكر والتقدير الى سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس ادارة دار الشرق على هذه الثقة، والتي أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وان استطيع تأدية الأمانة التي أوكلت لي على اكمل وجه. والشكر موصول كذلك لسعادة الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني العضو المنتدب، الذي يقف داعما ومساندا لتدعيم مسيرة الشرق، والارتقاء بها نحو الأفضل، والبحث عن كل ما من شأنه التميز صحفيا في خدمة الوطن والمواطن، ولا يتوانى ابدا في توفير كل الدعم للاستمرار في تقديم خدمة صحفية مميزة للقارئ. ولا أنسى هنا أخي الفاضل الأستاذ عبد اللطيف بن عبد الله آل محمود المدير العام، الذي سعدت وتشرفت بالعمل تحت رئاسته خلال توليه منصب رئيس تحرير “الشرق” طوال السنوات الاربع الماضية من عمري في هذه الدار، وتعلمت منه الشئ الكثير مهنيا وإداريا، وشهدت “الشرق” برئاسته نقلة كبرى، فله كل الشكر والتقدير على جهوده الكبيرة والمميزة، التي بذلها ومازال في موقعه كمدير عام لدار الشرق، التي تحولت الى دار اعلامية متكاملة. واليوم أكمل مسيرة عدد من الاخوة رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على رئاسة “الشرق”، والذين ساهم كل في مرحلته بجزء كبير في تطوير مسيرة هذا الصرح الاعلامي الصحفي، ووضع كل منهم لبنة مهمة حتى تبوأت “الشرق” هذه المكانة في المجتمع، وهو ما يلقي عليّ مهمة كبيرة في استمرارية التطوير والارتقاء بهذه المؤسسة الاعلامية خلال المرحلة المقبلة، لتصبح “الشرق” الصحيفة المفضلة لكل قارئ في مجتمعنا، تتفاعل مع قضاياكم، وتتحدث بلسانكم، وتلامس مشاكلكم وآلامكم، وتحمل آمالكم وتطلعاتكم نحو المستقبل. طوال السنوات التي قضيتها في مهنة الصحافة والتي تمتد لـ “18” عاما، كانت أمور ثلاثة تشغلني وتدفعني للبقاء بالعمل في المؤسسات الصحفية مهما كان الثمن باهظا، في الوقت والجهد، وفي أحيان كثيرة على حساب الاهل والأسرة، تمثلت هذه الامور في خدمة المجتمع من خلال موقع غاية في الأهمية، وقلما نجد فيه من شبابنا من يعمل باستمرارية وعطاء متصل لأسباب متفاوتة ومتشابكة، إلا أن الواجب على كل فرد ان يسعى جاهدا لرد الجميل الى هذا الوطن كل في موقعه، فاخترت الاستمرار في هذا الطريق، ولا أنسى هنا أيضا دعم عدد من الاخوة الزملاء الصحفيين العرب الذين يعملون في مؤسساتنا الصحفية المختلفة، والذين تعلمت من الكثير منهم، فلهم كل الشكر والتقدير. الأمر الآخر .. كنت احمل طموحا ـ ومازلت أكثر ـ باستقطاب الكوادر القطرية للعمل في مجال الصحافة، وهو ما يدعوني اليوم للتأكيد على هذا الجانب، ودعوة كل الاخوة والاخوات وكل الكوادر القطرية ممن يجد في نفسه الرغبة لخوض تجربة العمل الصحفي فليتقدم، وأؤكد للجميع أن ابواب “الشرق” كانت و ستظل مفتوحة، في أقسامها المختلفة، وليس هذا فحسب، بل إن التدريب والتأهيل والاعداد سيكون البداية لكل من يرغب بالانخراط في العمل الصحفي، وسنعمل جاهدين لتوفير كل الامكانات المتاحة لإنجاح مسيرتهم، والعمل معا من اجل صحافة قطرية متألقة، وكم يسعدني ان اجد من شبابنا وفتياتنا من لديه الطموح المصحوب بالصبر والتعلم والنفس الطويل لتحقيق طموحاتهم، وسأكون أكثر سعادة إذا ما وجدت شابا او فتاة يعلن تحديه لأخذ مكاني. الصحافة في عالم اليوم هي مرآة المجتمع، وهي الناقل لكل ما يدور في المجتمعات، والمستقبل أقولها بكل ثقة للصحفي المميز والمقتدر على ادارة العمل الصحفي بفنونه المختلفة اينما وضع، وفي اي مكان كان. الأمر الثالث هو التركيز على الشؤون المحلية في كل ما يخص المجتمع، فالهم الوطني، واتاحة اكبر مساحة ممكنة لطرحه امام الرأي العام ومناقشته بكل موضوعية وشفافية وتجرد .. سيكون هو المحور الاكثر تركيزا عليه في “الشرق” خلال المرحلة المقبلة، وسيتصدر الأولوية، وان كنا خلال الفترة الماضية نعمل جاهدين لإعطاء الشأن المحلي كل الاهتمام، سواء عبر ابرازه على الصفحات الاولى او عبر تخصيص مساحات واسعة في التناول، إضافة إلى ملحق يومي متخصص في الشأن المحلي فقط، إلا أن ذلك لم يكن ابدا على حساب او اغفال القضايا الاقليمية او العربية او الدولية. ونؤكد أن “الشرق” هي صحيفة كل قارئ في هذا الوطن العزيز، تفتح صفحاتها لتبني كل قضايا الوطن والمواطن، وسنكون لسانكم الذي تتحدثون به، وقلمكم الذي تكتبون به، و عينكم التي ترون بها، ندافع عن قضاياكم اينما كانت. وفي الوقت نفسه فاننا نمد ايادينا لكل المسؤولين بوزاراتنا ومؤسساتنا المختلفة لمزيد من التعاون من اجل خدمة هذا الوطن، وتعزيز الشراكة بين الصحافة وبين هذه الجهات، ونؤكد الحرص على الموضوعية والمصداقية وتقصي الحقيقة في نشر الأخبار، وهو النهج الذي سارت عليه “الشرق”، إلا أننا في الوقت نفسه نأمل من هذه الجهات التعاون أكثر، وتوفير المعلومات لوسائل الاعلام وللصحفيين التي تتيح لهم البناء الصحيح لموضوعاتهم وأخبارهم، فإذا ما اعتمدت مؤسساتنا ووزاراتنا سياسة الباب المفتوح وحرية تدفق المعلومات، فانه من المؤكد سيكون هناك انتعاش أكثر، وحرية اكبر، ومصداقية اعلى ليس فقط للصحافة، بل لتلك الجهات التي تتبنى الشفافية في تعاملها مع وسائل الاعلام. جميعنا في مركب واحد، ونعمل من اجل هدف واحد وهو خدمة وطننا العزيز، والتكاتف من اجل رفعة شأنه في جميع المجالات. مرحلتي الجديدة من عمري الصحفي ابدأها باسطا يديَّ لكل وزارة .. لكل مؤسسة .. لكل مسؤول .. لكل قارئ عزيز ينشد العمل من اجل بناء مجتمعنا، الذي ننعم فيه بالامن والامان والرخاء في ظل القيادة الحكيمة والواعية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الامين حفظهما الله ورعاهما، وأدام الله على بلادنا العزة والرفعة.