..وانتصرت الإرادة القطرية مونديال 2022.. الحلم الذي تحول إلى حقيقة
إنها أيام العرب… هكذا لخص سمو الأمير المفدى هذه اللحظات التاريخية، وهذا الفوز باستضافة كاس العالم 2022، الذي يمثل انجازا عظيما، جاء تتويجا للجهود الجبارة التي بذلها سمو الامير المفدى، وبذلها سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني فارس المونديال، الذي تصدى ورفاقه لواحدة من اعظم المهام الصعبة، وادارها بكل جدارة ومسؤولية، قدم من خلالها صورة حضارية، ونموذجا مشرفا لشبابنا، الذين يحق للوطن ان يفتخر بهم.
اللحظات التي سبقت التصويت، من الصعب وصفها، او التعبير عنها، فقد احتبست الانفاس، وترقرقت الدموع في العيون، ولهفة الانتظار كانت طويلة، خلالها كانت الاحلام تداعب الكبير والصغير، هل تصبح هذه الاحلام حقيقة، ويتجه كأس العالم لأول مرة في تاريخه الى منطقة جديدة، وغير مألوفة بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم.
هذه الاحلام تحققت، عندما فتح جوزيف بلاتر الظرف ليعلن اسم قطر، لترتسم الفرحة غير المحدودة على الشفاه والوجوه، وتنطلق الحناجر تعبر عن هذا الانجاز، وتشكر الله على هذا الفضل العظيم.
انه انجاز للعرب جميعا قاده سمو الامير المفدى بحكمة وحنكة ورؤية وفكر سديد، لتكون الدوحة بوابة العرب لمرحلة جديدة، كما حملت في السابق مبادرات من اجل العرب.
من جديد، القيادة الحكيمة لسمو الامير المفدى تصنع التاريخ، وتفتح بوابة الامل للمنطقة بأسرها، من اجل مستقبل مشرق للاجيال.
اليوم قطر تقود قاطرة العرب والاسرة الشرق اوسطية لمرحلة انتقالية، تتغير من خلالها وجهة هذه المنطقة، وتتغير الفكرة المأخوذة عن الشرق الاوسط عموما وعن العرب خصوصا، نظرا للحضور الكبير القادم من الغرب الى الشرق لمتابعة منافسات بطولة بحجم كأس العالم، التي تعد اكبر تجمع رياضي للعبة واحدة، والاكثر شعبية على مستوى العالم، وهو ما سيتيح تغيير المفاهيم والافكار النمطية المترسخة لدى الكثير من الغربيين عن المنطقة.
صحيح ان قطر تحتفل بهذا الانجاز، وصحيح ان الحلم الذي ظل يراود ابناء هذا الوطن العزيز قد تحقق على يد قائده العظيم سمو الامير المفدى، ولكن الصحيح ايضا ان قطر حملت ملفا عربيا اوسطيا، ودافعت عن هذا الملف بكل اقتدار، وقدمته الى العالم برؤية جديدة، استطاعت من خلالها ان تستقطب كل الاطراف، وان تبهر العالم بهذا الملف النوعي.
قطر اليوم تعيش ملحمة حقيقية، ملحمة تتجسد فيها كل معاني الحب والوفاء والاخلاص لهذا الوطن وقائده، ملحمة فيها من التفاعل والتكامل ما لا يمكن كتابته.
الفرحة اليوم تغمر الجميع، وستتواصل خلال الايام المقبلة لتعبر عن مدى التلاحم بين الشعب والقائد.
تابعت من النقل كيف غابت الجماهير من الشوارع في المدن المترشحة، الا الدوحة، التي توافد اهلها من المواطنين والمقيمين منذ الساعات الاولى من بعد ظهر امس انتظارا لساعة الحسم، وكيف ارتفعت حرارة الانتظار، وتجاوزت أعداد المشاركين الآلاف، وتواصل الاحتفال بعد الاعلان الى الفجر، في تعبير يؤكد قوة العلاقة ومتانتها ومدى ترابطها وتجذرها، والشيء الجميل هو الأعداد الكبيرة من المقيمين الذين شاركوا في هذه الاحتفالات ليؤكدوا ان هذا الفوز والانتصار هو للجميع، لكل عربي ومسلم ومنتمٍ الى هذه المنطقة.
هذا الفوز يمثل تقديرا وعرفانا من العالم اجمع الى سمو الامير المفدى لدوره الفاعل في ارساء السلام والامن بالمنطقة، ولجهود سموه الكريمة والنبيلة في مختلف الملفات، تشارك سموه صاحبة السمو الشيخة موزة التي تحمل هما انسانيا واجتماعيا من اجل خدمة قضايا العالم في ملفات تتعلق بالاجيال في غالبيتها.
صحيح اننا قدمنا ملفا متكاملا، تفوّق على ملفات الدول الاخرى بالامكانات والتجهيزات والحلول التي طرحها، والرؤية التي قدمها، والفكر الجديد الذي انبثق في جوانبه المختلفة، الا ان الدور المحوري والهام للمبادرات النوعية التي قادها سمو الامير المفدى في مختلف المجالات، وعلى مختلف الاصعدة، جعل دولة قطر تتبوأ مكانة مرموقة بين الدول، وفي المحافل القارية والدولية.
قطر اليوم.. كل قطر.. تعيش لحظات الفرح والسعادة، ولحظات لن تنسى من الذاكرة، لحظات صنعت تاريخا جديدا، لحظات ستظل راسخة في ذاكرة الاجيال.. هذا التاريخ لن ينساه حتى “الفيفا” واعضاؤه، الذين لن يندموا على تصويتهم لصالح قطر، فكما ان قطر كسبت التحدي، فان الفيفا سيكون هو الرابح كذلك من التصويت لدولة قطر.
شكرا لسمو الامير المفدى.. شكرا لسمو ولي العهد الامين.. شكرا لسمو الشيخة موزة.. شكرا لسعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني فارس المونديال.. شكرا لاعضاء لجنة ملف 2022.. شكرا لهذا الشعب العظيم.. هذا الشعب الذي يعشق التحدي.. شكرا لكل الاشقاء الذين ساندوا ملف قطر، واعتبروه ملفهم، ودافعوا عنه في كل مكان..، شكرا للجميع، ولكن القصة لم تنته بعد..، سنثبت للعالم من جديد ان ثقتهم في قطر هي في مكانها