مقالات

الأمانة والوطنية تقتضي التوجه غدا للتصويت واختيار الأصلح والأكفأ

«سلبيات» المجلس البلدي نحن صانعوها

التغيير لا ينطلق فقط من الآخرين، اذا لم نكن نحن مؤمنين بهذا التغيير، ولم نعمل من اجل انجاح هذه التجربة، واعتمدنا فقط على قيام الآخرين بذلك، فانه من الطبيعي حدوث سلبيات وقصور في جوانب مختلفة من أي عمل او تجربة نخوضها.

رغم بعض أوجه السلبيات التي تحدث عنها المواطنون، وان دور البعض من الأعضاء ليس بالصورة المأمولة، التي كان يتطلع اليها مواطنو الدوائر المختلفة، فإن كل تلك السلبيات التي يتم الحديث عنها نحن مشاركون فيها، بل ونحن صانعوها.. قد تقولون كيف ذلك؟

اقول: من الذي أوصل الأعضاء إلى عضوية المجلس، ألسنا نحن؟.

غدا سيكون هناك انتخاب، فمن الذي سنقوم باختياره، هل سيكون اختيارنا مبنيا على الكفاءة ام على العلاقات الشخصية والمعرفة؟ هل سنضع معيار المصلحة العامة ام المصلحة الفردية؟ هل سيكون اختيارنا قائما على القدرة والأمانة ام على النزعة القبلية؟…

الأمانة والوطنية تقتضي منا في الغد أمرين بالدرجة الأولى: الذهاب الى المقار الانتخابية والتصويت، والامر الآخر الاختيار للأصلح والأكفأ.

لا يحق لنا ان ننتقد أي عمل، او نقول إن فيه تقصيرا اذا لم نساهم فيه بايجابية، واذا لم نذهب في الغد الى صناديق الاقتراع لنبدي رأينا، فلا يحق لنا لاحقا ان نقول ان ذلك العضو غير مناسب او ان المجلس لم يقم بدوره،..، هذه امانة ومن الواجب علينا ان نتحلى بالمسؤولية التي تقع على عاتقنا تجاه مجتمعنا، وان نتحمل هذه المسؤولية بكل امانة، وان نذهب الى المقار الانتخابية للتصويت.

ومن الأمانة أيضا ان نختار الأصلح والأكفأ في هذه العملية، حتى وإن كان اخي من بين المرشحين ووجدت ان غيره في نفس الدائرة الأصلح منه، فمن الواجب ان اختار المرشح الآخر، وليس في هذا حرج اذا قدمنا المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية الضيقة.

انا لا اتحدث عن المثاليات، انما اذا اردنا لتجربتنا الديمقراطية المضي قدما بصورة نموذجية وحضارية، فان الواجب علينا جميعا التكاتف من اجل انجاحها، فالعمر الزمني لهذه التجربة قصير، وهو سبب رئيسي في وجود بعض السلبيات، التي من المؤكد ان البعض لم يستوعب العملية الانتخابية، ويذهب الى المقار الانتخابية من باب “انا واخي على ولد عمي، وانا وولد عمي على الغريب”.

نحن اليوم امام خيارين، امام تصحيح مسار المجلس البلدي، بحيث يكون اكثر فاعلية، واكثر نضجا، وهذا لن يتأتى الا من خلال الذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت للافضل والاكفأ، او الاستمرار على نفس النهج الحالي، دون التقليل من الإخوة الافاضل الاعضاء الحاليين، الذين من المؤكد ان الكثير منهم بذل جهدا مميزا خلال الدورة الحالية، وهناك من بين المرشحين حاليا اعضاء سابقين يستحقون التجديد لهم.

التغيير لا يعني بالضرورة ان الآخرين “سيئون”، فلربما لم تساعدهم الظروف، ولم تسنح لهم الفرص لتحقيق ما كانوا يحملون من افكار لدوائرهم الانتخابية، او لم يكن هناك انسجام وتوافق فيما بين الاعضاء، لذلك فان التغيير يكون عادة لصالح المنطقة والدائرة، ولا يجب النظر الى التغيير على انه سلبي.

مسؤوليتنا في الغد كبيرة لاختيار من هو الاصلح والاكفأ.. ومن يملك القدرة على التحرك بايجابية وفاعلية في الدائرة وفي المجتمع، وألا يكون اختيارنا قائما على العلاقات الشخصية والنزعة القبلية.

استحضر هنا قصة نبي الله موسى عليه السلام عندما ذهب الى “مدين” ووجد امرأتين تقفان بعيدتين عن بئر الماء، وبعد ان سقى لهما…، ملخص القصة ان احدى هاتين الفتاتين قالت لابيها بعد ان سألها عن الشخص الذي سقى لهما (.. يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين).

نعم.. القوي الامين.. صفة مطلوبة فيمن سنقوم باختياره في الغد، فالمهمة ليست “وجاهة” او “منصبا” اجتماعيا يمكّن صاحبه من الدخول الى ابواب ومناصب اخرى، بل ان عضوية المجلس البلدي هي تكليف قبل ان تكون تشريفا، وهو ما يجب على الاعضاء المترشحين وضعه نصب اعينهم.

مطلوب من الجميع في الغد التوجه الى صناديق الاقتراع، والتصويت بكل امانة لمن يستحق، بعيدا عن المجاملات وبعيدا عن العلاقات الاجتماعية..، الأصلح من المفترض ان يصل الى المجلس البلدي في الدورة القادمة.

◄ وقفة:

بالتأكيد الجميع مع المنافسة الشريفة، والحملات الانتخابية الواعية، من اجل الوصول الى المجلس البلدي، وهو امر مشروع للجميع، لكن ما حز في النفس بعض الصور غير الحضارية التي شابت تلك الحملات الانتخابية، والتي من بينها رمي لوحات المنافسين او سكب الأصباغ عليها، او تمزيقها والتلاعب بها،…، وهو امر لم نألفه في مجتمعنا المتحاب المتآلف والمتكاتف والمتعاون دائما..

سمعنا عن حملات “غير انتخابية” و”غير لائقة” بين البعض من المرشحين، وهو امر يرفضه المجتمع بأسره، وانا على ثقة ان هذه التصرفات غير المسؤولة قد تكون صدرت في لحظات حماسية زائدة، او من قبل افراد يريدون ضرب بعض المرشحين ببعض.

انني أنزه مجتمعنا، وأنزه المرشحين عن مثل هذه التصرفات والسلوكيات المرفوضة..

مع أمنياتنا بأن يحقق الأصلح والأكفأ الفوز في هذه الانتخابات..

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x