احتفالنا بفوز العنابي احتفاء بقيادة صنعت لنا الإنجازات
دليل على سياسة صحيحة وتخطيط مدروس في كل المجالات
إنجاز رياضي آخر تحققه قطر ليضاف الى سلسلة من الإنجازات التي حققتها خلال السنوات القليلة الماضية، لتؤكد بذلك نهجها القويم، وسياستها الصحيحة التي تسير عليها، واستراتيجيتها التي تخطها…
لا أتحدث هنا عن الرياضة فحسب، بل عن مختلف القطاعات التي باتت تثمر نتائج إيجابية، ومكاسب متعددة الجوانب، لتشير بوضوح إلى التخطيط السليم، الذي تنتهجه القيادة الحكيمة في دولتنا الفتية.
اليوم نحن نحتفل بالفوز بكأس الخليج “خليجي 22″، ليكون هو الثالث في تاريخ الكرة القطرية، والأول بالفوز بها خارج قطر، ففي الدورتين الماضيتين كانتا خلال إقامة البطولة بالدوحة في خليجي 11 وخليجي 17، لذلك طعم الفوز في هذه البطولة ” غير “.
طعم الفوز في هذه البطولة ” غير ” ليس لهذا فحسب، بل الشعور الاجمل هو الفرحة التي أتتنا من شعوب عربية مختلفة، بدءا من اهلنا واشقائنا في خليجنا العزيز، الذين فرحتهم لم تقل عن فرحتنا، والبعض منهم قاد مسيرات فرح في بلدانهم الخليجية..، واجزم بان كل فرد في قطر قد تلقى مئات الاتصالات من الاشقاء في الخليج مهنئين ومباركين، بل ان الاشقاء الخليجيين بات يهنئ بعضهم بعضا بفوز قطر باعتباره فوزا لهم، وهو بالفعل كذلك.. فوز قطر هو فوز لكل اهلنا واحبتنا في دول الخليج..، فشكرا لأشقائنا على هذه المشاعر النبيلة والعظيمة، وهي ليست بالامر المستغرب.
هذا هو رصيدنا في قطر.. حب الشرفاء المخلصين الطيبين.. لهذا البلد واهله..، والذي اتى بفعل مواقف قطر، قيادة وشعبا تجاه قضايا امتها وشعوبها.
وفي غمرة هذه الافراح التي نعيشها نستذكر معا ما قاله سمو الأمير في أول خطاب له عندما تولى الحكم:
“لقد عرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم، وإقلالهم الكلام واكثارهم العمل، ونصرتهم المظلوم.. وأخشى أن يفوتنا أن ننقل الى شبابنا قيمنا الأصيلة هذه، قيم العمل، والتواضع، وحسن الخلق، ومعاملة الآخرين باحترام.. فعلينا أن نحرص على أن يجد الشاب معنى لحياته في هذا كله، في ظروف الحضارة الاستهلاكية.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق “، وقال أيضا ” انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “.
هذه الصفات التي عرف بها القطريون تثمر لنا هذه المكاسب.. عمل بصمت واخلاص، دون ضوضاء أو كثرة كلام هنا وهناك.
اليوم هذا الفريق الذي حصد كأس الخليج بكل جدارة واستحقاق هو نتاج جهد مخلص، وعمل دؤوب أشرف عليه وقاده سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الذي يعمل بصمت بعيداً عن كل الاضواء من اجل هذا الوطن ورفعته، بدعم من لدن سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وقبله سمو الأمير الوالد حفظه الله ورعاه، وما تجربة “سباير” إلا خير شاهد على الرؤية الحكيمة، والتخطيط المستقبلي المدروس والعلمي الذي تتبناه القيادة القطرية، والصبر على هذه التجربة، التي باتت تؤتي أكلها اليوم.
ما نحصده اليوم من مكاسب على مختلف الأصعدة هو نتاج التخطيط السليم، والسياسة الناضجة، والاستراتيجيات المدروسة، والرؤى الواضحة، دون الاستعجال على قطف الثمار.
ربما الفترة القليلة الماضية شهدت حصد اكثر من إنجاز رياضي، كان من بينها الفوز بكأس آسيا للشباب والتأهل إلى كأس العالم العام المقبل، والفوز باستضافة بطولة العالم للقوى في 2019، والفوز بذهبية اليد الشاطئية الآسيوية، وآسيوية السلة، وتصدر قطر للدول العربية في البطولة الآسيوية في كوريا مؤخرا..، وبعد نحو شهرين ستشهد قطر استضافة واحدة من اكبر البطولات العالمية ألا وهي بطولة اليد،..، رافقت هذه الإنجازات الرياضية إنجازات عالمية أخرى في قطاعات مختلفة حققتها قطر، ان كان ذلك على صعيد التنافسية العالمية او المشاريع الاقتصادية والاستثمارية او التعليمية….
ما يميز قطر أن هناك نهضة شاملة تسري في كل القطاعات، تماما كالروح في الجسد، وهذه هي النهضة السليمة، فلا يمكن لمجتمع أو دولة أو أمة من الأمم أن تنهض في قطاع دون أن تكون هناك نهضة شاملة في كافة القطاعات، وإذا ما حدثت نهضة أو تطور في قطاع معين دون أن يرافقه باقي القطاعات، فإن في الأمر فيه خلل.
إذا كنا اليوم نحتفل بالفوز بخليجي 22، فاننا في حقيقة الامر نحتفل بما هو أكبر، نحتفل ونفتخر بالقيادة التي صنعت هذه الإنجازات في هذا الوطن العزيز.. نفتخر بهذه القيادة التي تمتلك هذه الرؤية في رسم السياسات، ووضع الاستراتيجيات، في صورة متكاملة بين مختلف القطاعات، ليشهد هذا الوطن كل هذه الإنجازات.
قطر قبل أن تفوز بهذه الكأس، فانها فازت بحب الشعوب، التي اندفعت لتحتفل مع قطر في هذا الفرح وأفراح ومناسبات أخرى سبقت ذلك.
ونؤكد أن أي إنجاز لا يزيد هذا الوطن وقيادته وشعبه إلا تواضعاً وسمواً في الاخلاق، فالفضل لله أولا وأخيراً على هذه النعم التي يتفضل بها الكريم على هذا الوطن العزيز.