لم تكتف قطر في افتتاح بطولة العالم لكرة اليد بالأمس أن تقدم عملا فنيا مبهرا، بل رافق ذلك قيمة إنسانية لبطولة رياضية، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ هذه البطولة .
هذه القيمة الإنسانية التي قدمتها قطر بالأمس بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وأعلن عنها سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة في افتتاح البطولة، تمثلت في الإعلان عن التبرع بريع البطولة لأطفال العالم عبر مبادرة “علم طفلا”، لتؤكد قطر من جديد أن يدها البيضاء ممتدة بالخير في كل المناسبات، وأن مساعيها بالخير مرتبطة بكل الأحداث . فإذا كان حفل الافتتاح سيظل صداه مترددا، وسيكون حديث العالم، فإن هذه المبادرة ستسجل كذلك بأحرف من نور في تاريخ هذه البطولة .
كما كان متوقعا، فإن حفل الافتتاح جاء بالفعل مبهرا ومبدعا، وحمل رسائل ذات قيم إنسانية، ومستوحى من الرؤية الوطنية 2030، جامعا بين الأصالة والمعاصرة، محافظا على الهوية الوطنية، رابطا بين الأجيال في تواصل إبداعي، مجسدا الدوحة عاصمة الرياضة، .. وقبل هذا وذاك مشددا على دور التعليم في بناء الأمم وتطور المجتمعات، وهي رسالة مهمة في الربط بين الرياضة والتعليم .
كل فقرة من فقرات الحفل حملت مغزى ورسالة، وفي صورتها النهائية شكلت عملا إبداعيا، وعملا متكاملا في تناسق جميل، مع توظيف رائع للتكنولوجيا في إظهار الحفل بهذا التجانس والإبداع والتجديد في الأفكار والتقديم .
مجددا قالت قطر بالأمس كلمتها، وأضافت إلى رصيدها إنجازا تنظيميا جديدا، لتؤكد أن استضافتها لأي حدث كان لابد أن تسجل من خلاله تميزا وتألقا يظل راسخا في الأذهان، فليس الهدف من استضافة بطولة ما مجرد إقامتها على الأرض القطرية، فهذا الأمر قد تجاوزته قطر منذ زمن، فإذا لم تضف له إضافة حقيقية فإنها لا تقدم على استضافته، وهو ما حدث بالفعل مع جميع الأحداث التي أقيمت بالدوحة، بشهادة الأطراف الدولية وكل المختصين، الذين باتوا يرون اليوم في قطر أنها الأكثر مصداقية وثقة لاستناد أي حدث لها، فهي تعمل بصمت، وتبدع في الإنجاز عند تولي أي عمل .
هذه الثقة والمصداقية التي تحظى بها قطر وقيادتها هي التي دفعت رؤساء دول ورؤساء حكومات إلى أن يشاركوا في حفل افتتاح البطولة بالأمس، كونهم يؤمنون بتميز قطر في مثل هذه الأحداث .
وإذا كانت هناك من كلمة، فإنها لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد، الذي يقف خلف هذا الإبداع، الذي رأيناه بالأمس، فقد سهر متابعا لسير أعمال الملاعب التي تعد مفخرة للوطن وأبنائه، وإنجازا حضاريا ستستفيد منه الأجيال القادمة ..، إضافة إلى متابعة سعادته للترتيبات المتعلقة بالتنظيم والتجهيز والأمور الفنية .. لحظة بلحظة، وواقفا على كل صغيرة وكبيرة، حريصا كعادة سعادته على إظهار هذا الحدث بالصورة التي تليق بدولة قطر، لتواصل بذلك مسيرة التميز الذي عرفت به .
لم يعد مقبولا عند القيادة في قطر حتى الوقوف عند مستوى معين من النجاح والتميز الذي صاحب استضافاتها للأحداث والفعاليات والبطولات التي تقام على أرضها، بل تعمل دائما على الانتقال إلى مربع آخر عنوانه التألق والإبهار والإبداع ..، هذه الروح هي التي تحكم العمل في قطر .
◄ وقفة ..
شكرا رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد د.حسن مصطفى على كل ما قدم من جهد وعطاء ومتابعة طوال الفترة الماضية، وانحيازه المبني على الحق لقطر ..
وأحيي فيه بالأمس الكلمة التي فضل إلقاءها باللغة العربية، وهو أمر يقدر له ..
كما نقدر له إعلانه أنه كان قريبا من العمال الذين تولوا تشييد ملاعب البطولة، وجلس معهم، ناقلا عنهم تأكيدهم أنهم لم يتعرضوا لأي ضغط لإنجاز العمل في هذه الملاعب .. .
فشكرا د.حسن مصطفى على هذه المواقف الكبيرة ..