الشيخة نوف آل ثاني: مبادرة “راسخ” تعزّز مكانة اللغة العربية وخطة لتطوير المناهج بمدارس مؤسسة قطر
رؤية صاحبة السمو لملامح الخريج القطري نقطة انطلاق المبادرة.. واعتماد «راسخ» متاح للمدارس الدولية التي ترغب في تطوير برامجها

في سياق التوجّه الوطني لترسيخ مكانة قطر الريادية في تطوير التعليم وتعزيز الهوية الثقافية، تواصل مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بناء منظومة تعليمية متوازنة تجمع بين الانفتاح على العالم والاعتزاز باللغة العربية والقيم الأصيلة. هذا ما أكدته سعادة الشيخة نوف بنت أحمد بن سيف آل ثاني، نائب الرئيس للمبادرات التعليمية الإستراتيجية للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، خلال حوار خاص مع «الشرق»، تناولت فيه أبرز القضايا التي ناقشتها في قمة «وايز»، ودور مبادرة «راسخ» في تعزيز حضور اللغة العربية في التعليم الدولي، إلى جانب استعراض الركائز التي تقوم عليها المبادرة.

وأوضحت سعادة الشيخة نوف بنت أحمد بن سيف آل ثاني أن مبادرة «راسخ» تأتي استجابةً لرؤية قطر الوطنية 2030، إذ تهدف إلى بناء نموذج تعليمي ثنائي اللغة، متجذّر في الهوية الوطنية، وقائم على قيم محلية وعالمية تُحقق التوازن بين الأصالة والانتماء والمعايير الدولية. وأكدت أن المبادرة تسعى إلى تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة للتفكير والتعلّم إلى جانب اللغة الإنجليزية، عبر منهج ثنائي اللغة يدعم التواصل العالمي ويحافظ في الوقت نفسه على الخصوصية الثقافية.
وبيّنت سعادتها أن إطار «راسخ» يقوم على أربعة عناصر رئيسية مترابطة هي: التوازن اللغوي، وتوطين المناهج الدولية، وترسيخ القيم المحلية والعالمية، وتعزيز الابتكار والتواصل محليًا ودوليًا. وأشارت إلى أن ثنائية اللغة تضمن إتقان الطلبة للعربية والإنجليزية بشكل متوازن، بما يرسخ اللغة العربية كركيزة للهوية.
وفي ما يتعلق بمدارس مؤسسة قطر، أوضحت سعادتها أن مستويات الاعتماد تختلف من مدرسة إلى أخرى، فهناك مدارس استوفت جميع المعايير، وأخرى قطعت شوطًا كبيرًا وغطّت نحو 70% منها، فيما تعمل مدارس أخرى على استكمال متطلبات الاعتماد. وأكدت أن اعتماد «راسخ» متاح كذلك للمدارس الدولية الراغبة في تطوير برامجها لتصبح عالمية برؤية محلية.
وكشفت سعادتها عن خطة مستقبلية لتطوير المناهج الدراسية، من خلال إطلاق منهج «بيان» في مدارس مؤسسة قطر، على أن يبدأ تطبيقه اعتبارًا من العام المقبل في مرحلة رياض الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي، وبشكل تدريجي عبر إصدار كتابين سنويًا على مدار خمس سنوات.
فإلى تفاصيل الحوار:
◄ ما أبرز المحاور التي تطرقتم إليها خلال مشاركتكم في قمة «وايز»؟
تحدثنا خلال مشاركتنا في قمة «وايز» عن مجموعة من القضايا المرتبطة بالتعليم الدولي، ومن أهمها ضرورة أن يتقن الطفل لغات العالم، ولكن من دون أن يخسر لغته الأم. فالطفل يستحق أن يفكّر ويعبّر ويبدع بلغته، وأن يشعر بأنها مصدر قوة وليست عبئاً، كما يستحق أن يكون مواطنًا فاعلًا في مجتمعه أولًا قبل أن يكون مواطنًا عالميًا.

• مبادرة «راسخ»
◄ حدثينا عن مبادرة «راسخ» ودورها في تعزيز مكانة اللغة العربية في التعليم الدولي؟
تهدف مبادرة «راسخ» إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بجعلها لغة للتفكير والتعلّم إلى جانب اللغة الإنجليزية. ويرتكز إطار المبادرة على توطين المناهج الدولية ودمج محتوى يعكس التراث القطري والواقع الوطني، بما يبرز خصوصية الطالب القطري داخل بيئة تعليمية عالمية.
وتأتي المبادرة استجابة لرؤية قطر الوطنية 2030، إذ تسعى إلى بناء نموذج تعليمي ثنائي اللغة متجذّر في الهوية الوطنية، وقائم على قيم محلية وعالمية توازن بين الأصالة والانتماء من جهة، والمعايير الدولية من جهة أخرى. ويهدف هذا النموذج إلى تحقيق ثنائية لغوية تنمّي التواصل العالمي وتحافظ في الوقت نفسه على الهوية الثقافية.
كما تركّز «راسخ» على تكييف المناهج الدولية بما يتلاءم مع السياق الوطني في قطر، من خلال دمج محتوى محلي يعبر عن التراث والواقع الثقافي، ليكون الطالب جزءًا من عالم واسع من دون أن ينفصل عن جذوره.
• دمج القيم الإنسانية
◄ ما هي الركائز الأساسية التي تقوم عليها المبادرة؟
يعتبر التعليم القيمي من الركائز الجوهرية لمبادرة «راسخ»، حيث تعمل على دمج القيم الإنسانية المشتركة – مثل الاحترام والمسؤولية والتعاون والنزاهة والعدل – في جميع المواد الدراسية والأنشطة التربوية، بما يجعل الأخلاق ممارسة يومية وسلوكًا حاضرًا في حياة الطالب.
ومن خلال هذا النهج، تسهم المبادرة في إعداد جيل واثق بهويته، متمكن من لغته، منفتح على العالم، ومتمسك بقيمه الإنسانية والأخلاقية، وقادر على الإسهام في التنمية الوطنية والمشاركة الحضارية عالميًا.
• الانتماء الوطني
◄ كيف ستعمل المبادرة على بناء شبكة من التعليم ثنائي اللغة؟
نلتزم في «راسخ» ببناء شبكة من المدارس الدولية والخاصة تكون منصات رائدة في تطبيق نموذج التعليم ثنائي اللغة، المتجذر في الهوية الوطنية والقائم على قيم واضحة، بما يضمن تحقيق توازن حقيقي بين المعايير العالمية والانتماء الوطني. ومن خلال توطين المناهج الدولية ودمج القيم الإنسانية المشتركة في كافة مكونات التعليم، نهدف إلى تمكين الطلبة والمعلمين من بناء فهم عميق للهوية الثقافية، وتقدير أصيل للقيم الأخلاقية التي تُسهم في تعزيز المواطنة الإيجابية والمشاركة العالمية الواعية.
وتؤمن مبادرة «راسخ» بأن كل مدرسة قادرة على أن تكون منارة مضيئة تعكس الهوية الوطنية، وتجسد القيم المحلية، وتقدّم للعالم نموذجًا عربيًا معاصرًا للتعليم المتجذر في الأصالة والمنفتح على الإنسانية.

• التمكن اللغوي الثنائي
◄ إلى ماذا تهدف مبادرة «راسخ»؟ وكيف تساهم في تعزيز اللغة العربية لدى الطلبة؟
تهدف المبادرة إلى أن يكون الطالب معتزًا بلغته العربية وهويته الوطنية، وواعيًا لجذوره الثقافية محليًا وعالميًا، ومدركًا لدوره كمواطن فاعل يسهم في خدمة وطنه والعالم. كما تسعى «راسخ» إلى تعزيز التمكن اللغوي الثنائي – العربية والإنجليزية – بحيث يتقن الطالب اللغتين بعمق وتوازن في الفهم والتعبير والكتابة والتفكير النقدي، وأن يكون سفيرًا للغة العربية في المحافل الدولية.
وتعمل المبادرة كذلك على تمكين الوعي الحضاري والثقافي من خلال تعريف الطلبة بإسهامات الحضارة العربية في مجالات المعرفة والعلوم، وتنمية قدرتهم على تقدير تنوع الثقافات، وممارسة الحوار الحضاري بثقة واحترام.
كما تركّز «راسخ» على تنمية التفكير والقيم، ليتمكن الطالب من ممارسة الأخلاق والقيم الإنسانية في حياته اليومية، وتوظيف التفكير النقدي والإبداعي في التعامل مع المشكلات الواقعية والمشروعات المجتمعية.
وتسعى المبادرة أيضًا إلى تعزيز مبادئ القيادة والمواطنة المحلية والعالمية، بحيث يكون الطالب قائدًا مبادرًا ومسؤولًا في مدرسته ومجتمعه، وقادرًا على المشاركة الفاعلة في القضايا الوطنية والعالمية مثل الاستدامة، والريادة، والتطور العلمي، وتعزيز التواصل والابتكار محليًا وعالميًا.
• تحفيز الطلبة على الإبداع
◄ كيف تساهم هذه المبادرة في تحفيز الطلبة على الإبداع والابتكار؟
تسهم مبادرة «راسخ» في تمكين الطلبة من الإبداع والابتكار عبر توفير بيئة تعليمية تُعزّز التعاون وتبادل الخبرات محليًا ودوليًا، وتُشجعهم على توظيف مهاراتهم لخدمة مجتمعاتهم، مع الحفاظ على انتمائهم وهويتهم القطرية. وفي «راسخ» نؤمن بأن كل مدرسة قادرة على أن تكون منارة مضيئة تعكس الهوية الوطنية وتحتضن الإبداع.
ويرتكز الإبداع في إطار «راسخ» على تحقيق التوازن اللغوي، حيث تُعد اللغتان العربية والإنجليزية لغتين متكاملتين للتعلّم والمعرفة والإنتاج الإبداعي، مع بقاء اللغة العربية محور الهوية ووعاء التفكير.

• إطار «راسخ»
◄ لماذا جاء «إطار راسخ» للمدارس الدولية؟
جاء «إطار راسخ» ليقدّم إجابة واضحة على التحديات التي تواجهها المدارس الدولية في الموازنة بين المعايير العالمية والهوية الوطنية. فهذا الإطار ليس مشروعًا تقنيًا بقدر ما هو موقف تربوي يُؤمن بأن الطفل الذي يتقن لغته الأم يفهم العالم بشكل أفضل، وأن المدرسة التي تحترم ثقافة طلابها تبني إنسانًا متوازنًا وواثقًا.
• رؤية صاحبة السمو
◄ كيف تبلورت لديكم فكرة إطلاق هذه المبادرة المهمة؟
انبثقت فكرة إطلاق مبادرة «راسخ» خلال حفل تخريج طلاب المدينة التعليمية، حيث تجسّدت بوضوح صورة الخريج القطري الذي نطمح إليه. ففي تلك المناسبة وصفت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، ملامح هذا الخريج بقولها: «شاب متعلم تعليمًا عصريًا، واثقًا من نفسه، معتزًا بثقافته، متحدثًا بلغته العربية، مرتديًا لزيه الوطني… وهذا هو الإنسان القطري الذي نطمح إليه».
ومن هذا المنطلق، جاءت مبادرة «راسخ» لتكون الإطار التربوي الذي يحوّل هذه الرؤية إلى واقع ملموس داخل مدارس مؤسسة قطر. ويرتكز الإطار على أربعة عناصر مترابطة هي: التوازن اللغوي، وتوطين المناهج الدولية، وترسيخ القيم المحلية والعالمية، والابتكار والتواصل المحلي والعالمي.
• عناصر نجاح المبادرة
◄ كيف نضمن نجاح مبادرة ثنائية اللغة محليًا وعالميًا؟
تكفل ثنائية اللغة، كما يطرحها إطار «راسخ»، إتقان الطلبة للغتين العربية والإنجليزية بشكل متوازن، بما يعزّز مكانة العربية بوصفها ركيزة الهوية وأداة للتفكير والتعبير والإبداع داخل التعليم الدولي. وعلى المستوى العالمي، تمكّن ثنائية اللغة الطلبة من المنافسة الأكاديمية والتواصل الفعّال في المحافل الدولية بلغتهم العربية.
كما يدعم «راسخ» توسيع حضور العربية كلغة تعليم وتعلّم عبر تدريس وحدات من برنامج السنوات الأولى للبكالوريا الدولية باللغة العربية، وتدريس منهج الحضارة الإسلامية كاملًا بالعربية، إضافة إلى تشجيع الشركاء الدوليين على تقديم مواد أو مقررات باللغة العربية.

• توطين المنهج
◄ ما مبادرة توطين المناهج العالمية في إطار «راسخ»؟
يمثل «التوطين» عملية مهنية إبداعية يقودها المعلمون، حيث يعمل المربّون على إثراء البرامج العالمية بأمثلة قطرية ودراسات حالة ومشروعات مجتمعية، بالاستفادة من «بنك المعرفة المحلي – راسخ». ويهدف هذا التوجّه إلى جعل المناهج الدولية معبّرة عن البيئة القطرية، ومُجسّدة لخصوصية الطالب في إطار تعليمي عالمي، من دون أن تنفصل عن الجذور والهوية الثقافية.
◄ ما خطوات توطين المنهج الدولي؟
يتم توطين المنهج الدولي عبر توظيف المحتوى والسياق القطري الأصيل من خلال «بنك المعرفة المحلي – راسخ»، وتمكين الطلبة من ابتكار حلول مستوحاة من التراث القطري وأهداف الاستدامة، وربط التعليم بالمجتمع والثقافة والإبداع والتأمل. كما تُسهم المبادرة في تقديم دروس تُنمّي قيم الرحمة والاحترام والمسؤولية من خلال أنشطة الخدمة المجتمعية.
ويُعزّز «راسخ» التعلّم المرتبط بالمكان، بحيث يمتد التعلّم خارج الصف الدراسي ليشمل المجتمع والبيئة والمؤسسات القطرية عبر مشاريع وزيارات ميدانية وأنشطة تُعمّق الانتماء والمسؤولية الوطنية.
ويرتكز التوطين كذلك على عناصر الابتكار المحلي، من خلال تمكين الطلبة من ابتكار أفكار وحلول مستوحاة من التراث القطري وأهداف الاستدامة والتحديات الواقعية، بما يجمع بين الأصالة والإبداع المعاصر.
ويتم ربط التعليم بالثقافة والإبداع والتأمل والتعبير من خلال «دفتر راسخ للطالب»، الذي يدوّن فيه الطلبة ملاحظاتهم ورسوماتهم وخواطرهم توثيقًا لرحلتهم التعليمية. إلى جانب ذلك، يتم تعزيز القيم والمواطنة عبر دروس تُرسّخ قيم الرحمة والاحترام والمسؤولية من خلال المشاركة الإيجابية والخدمة المجتمعية.
• تكييف المناهج الدولية
◄ ما العناصر التي تم الاعتماد عليها في توطين المنهج الدولي محليًا وعالميًا؟
محليًا، يتم تكييف المناهج الدولية لتكون أكثر ارتباطًا بالبيئة القطرية، من خلال تضمين موضوعات ترتبط بحياة الطالب اليومية في قطر، مثل البيئة الطبيعية، والتنمية العمرانية، والتحديات الاقتصادية والبيئية. كما يتم الاعتماد على «بنك المعرفة المحلي – راسخ» وموارد التعلّم القطرية لربط المنهج الدولي بالسياق المحلي، إذ توفر المنصة أكثر من 500 مصدر تعليمي، مع الالتزام بإضافة 100 مصدر جديد سنويًا لدعم المعلّم في إثراء الدروس بمواد مستمدة من البيئة المحلية.
وعالميًا، يتم تقديم نموذج رائد يوازن بين العالمية والجذور المحلية، ويبرز التجربة القطرية مثالًا عمليًا على قدرة المناهج الدولية المرتبطة بالبيئة الوطنية على إثراء الطالب وتعزيز تطوره من دون فصله عن ثقافته وجذوره.
• التعليم القيمي
◄ ما مكانة التعليم القيمي ضمن ركائز «راسخ»؟
التعليم القيمي من الركائز الأساسية في إطار «راسخ»، حيث تعمل المبادرة على دمج القيم الإنسانية المشتركة – مثل الاحترام والمسؤولية والتعاون والنزاهة والعدل والرحمة – في المواد الدراسية والأنشطة التربوية، بما يجعل الأخلاق جزءًا حيًا من الممارسة اليومية للطلبة، وليس مفهومًا نظريًا منفصلًا عن واقعهم المدرسي.

• عناصر التعليم القيمي
◄ التعليم القيمي يقوم على عدة عناصر… ما أبرز تلك العناصر؟
يرتكز التعليم القيمي في «راسخ» على دمج القيم الإنسانية والأخلاقية المشتركة داخل المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية، بحيث يمارسها الطالب يوميًا كسلوك عملي لا كمادة تُدرَّس بشكل منفصل. ويتم التركيز على القيم المستمدة من البيئة المحلية، والتي تعكس روح الاحترام والصدق والعدل والرحمة والتعاون والمسؤولية.
كما يتم تدريب المعلّمين على تضمين القيم داخل كل درس وكل تفاعل صفي، لضمان ربط التعلّم الأكاديمي بالسلوك الإنساني. ويتم كذلك تفعيل القيم من خلال مشاريع خدمة المجتمع والمبادرات المدرسية التي تمكن الطلبة من ترجمة هذه القيم إلى ممارسات حياتية واقعية.
وعلى المستوى العالمي، يتم إبراز نموذج قطر في التعليم القيمي، الذي يجعل الأخلاق أساسًا في بناء الشخصية الأكاديمية والإنسانية، بحيث يتخرج الطالب متوازنًا في المعرفة والسلوك. كما تُربط القيم المحلية بالقيم الإنسانية العالمية، مع المشاركة في مبادرات تربوية دولية تُظهر كيف يمكن للقيم أن تكون محورًا استراتيجيًا في التعليم الحديث.
وتهدف المبادرة إلى تمكين الطلبة ليكونوا سفراء للقيم الإنسانية، يُعبرون عن هويتهم الثقافية والوطنية بثقة واحترام، ويسهمون بإيجابية في المجتمع العالمي.
◄ كيف تُترجم هذه القيم إلى وعي وسلوك لدى الطلبة على المستويين المحلي والعالمي؟
– يتم ذلك عن طريق التعامل مع القضايا البيئية والاجتماعية برؤية وطنية ومن خلال تطوير حلول عملية تخدم المجتمع القطري ومن خلال الربط بين التحديات المحلية والعالمية وعن طريق إعداد الطالب كمواطن محلي قبل أن يكون مواطنًا عالميًا، قادر على خدمة الإنسانية وعكس هوية قطر.
• الابتكار المحلي والعالمي
◄ كيف تُسهم مبادرة راسخ في تحفيز الطلبة على الإبداع والابتكار؟
تعزّز المبادرة التعاون وتبادل الخبرات، وتمكّن الطلبة من الإبداع لخدمة مجتمعهم. ويُعتبر التوازن اللغوي أساسًا يجعل العربية والإنجليزية لغتين متكاملتين للمعرفة والإبداع، كما يشجع برنامج «سَبق» الطلاب على ابتكار حلول هادفة وعرضها بلغتهم وهويتهم.
ويتم التعامل مع القضايا البيئيّة من منظور وطنيّ يعزّز الوعي البيئي لدى الطلبة، ويحفّزهم على المشاركة في حماية البيئة المحليّة.
إلى جانب تعزيز التفكير التصميمي في معالجة التحدّيات المحليّة مثل الاستدامة، وإدارة الموارد الطبيعيّة، والحفاظ على التراث الثقافيّ والماديّ.
ويتم تشجيع الطلبة على تطوير حلول عمليّة تُسهم في تحسين جودة الحياة داخل المجتمع القطري، وتدعم أولويّات التنمية الوطنيّة. ويتم ترسيخ ثقافة الابتكار في هويّة قطر وتراثها وبيئتها بوصفها ركيزةً للنهضة والتنمية المستدامة.
وعالميًا يتم ربط التحدّيات البيئيّة في قطر بالتحدّيات العالميّة ضمن منظومة التعليم من أجل التنمية المستدامة من خلال تبادل الخبرات والممارسات الجيّدة. وإقامة شراكات دوليّة مع مؤسّسات تعليميّة وبحثيّة لتعزيز التبادل المعرفيّ وتنمية الكفاءات العالميّة لدى الطلبة. وتنفيذ مشروعات ابتكاريه ثنائيّة اللغة تُسهم في معالجة القضايا المشتركة بين قطر والعالم، وتعكس روح التعاون الدوليّ. وإعداد الطلبة ليكونوا مواطنين عالميين فاعلين قادرين على توظيف قيمهم الوطنيّة وهويّتهم الثقافيّة في خدمة الإنسانيّة، والمشاركة في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلًا.
• الربط بين التعليم والابتكار
◄ كيف تربط مبادرة «راسخ» بين التعليم والابتكار والوظائف المستقبلية؟
ترتبط مبادرة «راسخ» بالابتكار والوظائف المستقبلية من خلال التركيز على تنمية مهارات التواصل والإبداع، وربطها بمتطلبات سوق العمل المتجدّد. ويتم ذلك عبر تعزيز التعاون والعمل الجماعي والقيادة بين الطلبة، وربط الدروس ببيئة قطر وتقاليدها وصناعاتها، بما يتيح للطلبة توظيف معارفهم في سياقات واقعية معاصرة.
كما تقدم المبادرة أنشطة ثنائية اللغة تُنمّي التفكير النقدي لدى الطلبة، وتُسهم في بناء مهارات حل المشكلات. وتعمل المشروعات الصفية والميدانية على تعزيز التواصل والقيادة والتعاطف والعمل المشترك على حلول مبتكرة. ويتم دمج السياق المحلي من خلال استخدام موارد محلية وأمثلة واقعية تُبرز ارتباط التعليم بالبيئة القطرية. وتوفر مبادرة «راسخ» أنشطة باللغتين العربية والإنجليزية تدعم التأمل الثنائي في المفاهيم، كما تم تصميم تحديات وأنشطة قائمة على حل المشكلات يقودها الطلبة، لربط التعلّم بمنظومة الابتكار في قطر.
• قطر نموذج تعليمي
◄ هل ستتمخض هذه المبادرة عن رؤية تجعل قطر نموذجًا تعليميًا يحتذى به في المنطقة؟
نتطلّع إلى مستقبل تتبنى فيه المدارس الدولية والخاصة في قطر والمنطقة نموذجًا تعليميًا يعزز ثنائية اللغة، ويجعل توطين المناهج الدولية ركيزة أساسية في العملية التعليمية، ويُرسخ القيم الإنسانية العالمية في الممارسات اليومية للمدارس. وتسعى مبادرة «راسخ» إلى أن تكون المدارس بيئات تربوية تُنمي الهوية الثقافية والوطنية، وتُسهم في تخريج جيل متوازن فكريًا وأخلاقيًا، متجذر في لغته وثقافته، ومنفتح على العالم بروح من الاحترام والتفاعل الإيجابي.
• زيادة ساعات التدريس
◄ كيف يترجم «راسخ» مفهوم التوازن اللغوي في زمن التعلّم عبر المراحل الدراسية في التعليم الدولي؟
يلتزم إطار «راسخ» بتوفير زمن تعلّم كافٍ للغة العربية وللمواد التي تُدرّس بالعربية في مختلف المراحل الدراسية. ففي مرحلة رياض الأطفال، لا يقل زمن التعلّم المخصص للغة العربية عن 14 ساعة أسبوعيًا، أي ما يعادل نصف زمن التعلّم. وفي المرحلة الابتدائية، يُخصّص ما لا يقل عن 10 ساعات أسبوعيًا، بما يعادل 13 حصة دراسية. أما المرحلة الإعدادية، فيتضمن البرنامج ما لا يقل عن 8 ساعات أسبوعيًا تشمل تدريس منهج الحضارة الإسلامية، لتمكين الطلبة من التعرّف على حضارتهم العربية والإسلامية وإسهاماتها في العلوم والفنون.
◄ ما هو نظام الاعتماد الذي يقدمه «راسخ» لضمان الاستدامة؟
قدّم إطار «راسخ» نموذج اعتماد بثلاث فئات: البرونزية، والفضية، والذهبية، ليضمن أن تكون المدارس نماذج لتعليم متجذر في الهوية ومنفتح على العالم. ويمكن لمدارس مؤسسة قطر الحصول على أيٍّ من هذه المستويات وفق مدى تحقيقها للمعايير المعتمدة.
وتوجد مدارس في مؤسسة قطر حققت جميع المعايير، فيما غطت مدارس أخرى نحو 70٪ من المعايير، بينما تعمل مدارس إضافية على استكمال متطلبات الاعتماد. وتملك كل مدرسة خطة واضحة للوصول إلى مستوى الاعتماد الذهبي خلال 3–5 سنوات. كما يتيح «راسخ» الاعتماد للمدارس الدولية الراغبة في تطوير برامجها التعليمية لتصبح برامج عالمية برؤية محلية.
• مصادر الدعم
◄ ما الموارد التي طوّرتها مؤسسة قطر لدعم تطبيق «راسخ»؟
طوّرت مؤسسة قطر خلال الأعوام العشرة الماضية مجموعة واسعة من الموارد التي تدعم تطبيق إطار «راسخ» وتعزّز حضور اللغة العربية في التعليم الدولي، بما يضمن تنفيذ الإطار بفاعلية واستدامة في المدارس.
رؤية مستقبلية
◄ ما الرؤية المستقبلية لإطار «راسخ» خلال المرحلة المقبلة؟
نطمح إلى أن تتبنّى المدارس الدولية في قطر والمنطقة نموذج «راسخ» بوصفه تعليمًا متجذّرًا في الهوية الوطنية ومنفتحًا في الوقت ذاته على العالم، بما يعزز مكانة قطر كنموذج رائد في التعليم ثنائي اللغة والقيمي.
◄ كيف نضمن نجاح مبادرة ثنائية اللغة محليًا وعالميًا؟
على المستوى المحلي، تضمن ثنائية اللغة إتقان الطلبة للعربية والإنجليزية بشكل متوازن، بما يعزز مكانة اللغة العربية باعتبارها ركيزة الهوية الوطنية وأداة أساسية للتفكير والتعبير والإبداع. أما عالميًا، فتمكّن ثنائية اللغة الطلبة من المنافسة الأكاديمية والتواصل الفعّال في المحافل الدولية باللغتين.
وتسهم المبادرة في توسيع استخدام العربية كلغة تعليم وتعلّم من خلال تدريس وحدات من المناهج بالمناصفة بين العربية والإنجليزية، وتدريس منهج الحضارة الإسلامية كاملًا بالعربية، وتقديم مادة الموسيقى بالعربية لتمكين المصطلحات الفنية والثقافية العربية. كما تعمل «راسخ» على تشجيع الشركاء الدوليين لتقديم مواد أو مقررات باللغة العربية، دعمًا لانتشارها عالميًا.
• تعزيز انتشار اللغة
◄ ماذا تقدم هذه المبادرة للطلبة غير الناطقين بالعربية محليًا وعالميًا؟
محليًا، توفر المبادرة برامج تعليمية رصينة تمكّن الطلبة المقيمين والناطقين بغير العربية من اكتساب المهارات الأساسية للتواصل والاندماج في المجتمع القطري. وعالميًا، تعمل على تعزيز حضور اللغة العربية كلغة ثقافة ومعرفة عبر شراكات تعليمية ومبادرات مشتركة مع المدارس والمؤسسات الدولية.
• اعتماد مبادرة راسخ
◄ ما فئات اعتماد مبادرة «راسخ»؟
تقدم المبادرة ثلاث فئات للاعتماد: العضوية البرونزية: نقطة الانطلاق وبداية الالتزام. العضوية الفضية: مستوى يعكس التميز في معظم المحاور. العضوية الذهبية: أعلى مستويات الالتزام بجميع المحاور، حيث تصبح المدرسة نموذجًا يُحتذى به.
ويمتاز الاعتماد بعدد من العناصر، منها الجمع بين التميز الأكاديمي والهوية الوطنية، ما يجعل المدرسة قادرة على تقديم تعليم عالمي بجذور محلية. كما توفر «راسخ» موارد تعليمية عالية الجودة تدعم توطين المنهج الدولي، إضافة إلى محتوى رقمي تفاعلي للتطبيق داخل الفصول أو في سياقات التعلم عن بُعد، ومحتوى إضافي موجّه للناطقين بغير العربية يعزز الانتماء الوطني.
يتيح اعتماد «راسخ» للمدارس بناء قدرات مهنيّة متقدمة للمعلمين، عبر برامج تدريبية متخصصة تمكّنهم من دمج الهوية الوطنية في المناهج الدولية، إلى جانب منح المدرسة إمكانية الوصول إلى برامج تطوير مهني معتمدة من «راسخ»، وإتاحة فرص للتعلم المستمر والاطلاع على أحدث البحوث التربوية.
كما تحصل المدرسة على شهادة عضوية رسمية تُبرز التزامها برؤية قطر التعليمية، وتُعزز ثقة المجتمع وأولياء الأمور بها بوصفها مدرسة عالمية برؤية محلية. وتصبح المدرسة شريكًا في مشروع وطني استراتيجي يتماشى مع رؤية قطر 2030.
وتعمل المبادرة أيضًا على تمكين الطلبة كسفراء للهوية الوطنية عبر أنشطة وبرامج تُعزز الفخر بالهوية القطرية، ومسابقات تنمي الانتماء، ودعم مشاركات الطلبة في المنتديات الإقليمية والدولية بوصفهم واجهة حضارية لقطر.
• إطلاق منهج «بيان»
◄ ما أبرز الخطط المستقبلية التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟
تعمل مؤسسة قطر حاليًا على تطوير المناهج الدراسية، حيث سيتم إطلاق منهج «بيان» في مدارس المؤسسة ابتداءً من العام المقبل، وسيُطبّق في مرحلة رياض الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي. وسيتم إصدار كتابين في كل عام، وعلى مدار خمس سنوات يكتمل طرح المنهج بالكامل، وهو يُقدّم للمرة الأولى في قطر.




