مقالات

الأمير يترجم روح اليوم الوطني على أرض الواقع

شعب وقيادة.. تلاحم بأبهى صورة

كثيرا ما نتحدث بانشائية عالية عن المبادئ والقيم والمثل والاخلاق..، يتحدث الكثير منا نظريا عن هذه الامور، لكن عندما نبحث عن ترجمة فعلية على ارض الواقع، فقليل ما نجد ذلك معاشا على ارض الواقع.

يوم امس لم يتحدث تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني عن بر الوالدين او التواضع او قيمة الابتسامة في وجوه الآخرين.. لم يتحدث عن هذه القيم والاخلاق، انما ترجمها على ارض الواقع سلوكا، رأها القاصي والداني كيف بهذا الامير، وهذا الزعيم ان يترجم تلك الاخلاق الرفيعة في تعامله مع والده الزعيم الذي يسكن القلوب، او في تعامله مع الشعب، مواطنين ومقيمين على حد سواء، ليقدم بذلك درسا عمليا للشباب والاجيال.

مشهد سيظل راسخا في الاذهان عندما اقبل سمو الامير المفدى حفظه الله ورعاه مقبلا يد والده سمو الامير الوالد حفظه الله ورعاه، لدى وصوله منصة الاحتفال بالامس بتواضع وعفوية بعيدا عن اي تصنع، ليقدم مشهدا رائعا، وليضرب مثلا في بر الوالدين، على الملأ وامام عشرات الآلاف من الجماهير المحتشدة، واكثر من ذلك من يشاهد ويتابع حدث الامس على الهواء مباشرة.

هذا الموقف العظيم رسالة عملية للاجيال، وترجمة فعلية لروح اليوم الوطني، الذي يستمد مبادئه وقيمه من ديننا الاسلامي الحنيف المترسخة في المؤسس المغفور له ان شاء الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، فقد كان الحاكم والقائد والقاضي والاديب والمصلح..، ليؤسس هذا الكيان على فضائل القيم والمثل والمبادئ..، ولله الحمد ظلت هذه المبادئ مغروسة في هذا الشعب تنتقل من جيل الى جيل، لها سياج تحميه قيادة هذا الوطن، ليس بالقوة المادية، انما بقوة الاخلاق التي تتمثل فيهم، وتترجم على ارض الواقع، عملا وسلوكا حيا، يراه الشعب فيقتدي بقيادته.

هذه القيم حتى تغرس في الاجيال بحاجة الى نماذج وقدوات تتعايش معها في المشهد اليومي، وهو ما نراه اليوم في هذه الاخلاق الرفيعة، وهذا التواضع الجم، من سمو الامير المفدى وسمو الامير الوالد حفظهما الله ورعاهما، ومن ابناء سمو الامير الوالد، في مواقف متعددة، ومشاهد متكررة، وربما ما حدث بالامس حمل دلائل شتى، ومعاني اخلاقية وقيمية كبيرة، تجعل الجميع ينظر الى هذه المواقف باكبار وانبهار شديدين، واعجاب كبير.

لم يكن مطلوبا من سمو الامير وسمو الامير الوالد ان يترجلا سيرا على الاقدام ليصافحا الجماهير المحتشدة بطول الكورنيش، فقد كان يكفي المرور من امامهم وسموهما بالسيارة، والتلويح لهما بالسلام، فهذا الموقف بحد ذاته ستكبره الجماهير، لكن ان يترجلا من المنصة، ويمضيا قدما ليلتحما بالجماهير وجها لوجه، ويصافحا القريب والبعيد، بصورة حميمية، ويتوقفا للتصوير مع الكبار والصغار، في مشهد غير مألوف على الاقل عربيا، فهذا قمة التواضع، بل هو اكبر من ذلك.. لا يحدث هذا الا في قطر، ولا يحدث هذا الا من قيادة هذا الوطن، التي تعيش روح الاسرة الواحدة مع الشعب.

هذا التلاحم بين القيادة والشعب ليس فقط في يوم واحد، بل هو حاصل طوال العام، ولا تكاد تمر ايام معدودة الا وتجد هذه المشاهد والروح قائمة، فبالامس كان سمو الامير المفدى في درب الساعي، يلتقي هذا ويسلم على ذلك، ويحمل ذلك الطفل، ويداعب تلك الطفلة..، وقبلها كان في معرض الدوحة للكتاب يناقش الحضور، وقبلها كان في زيارة للعزاء.. وقبلها في زيارة للمدارس يجلس الى الاطفال ويسمع منهم ويدارسهم.. وهكذا هو حال سمو الامير المفدى حفظه الله ورعاه.

هذا التواضع، وهذه الاخلاق العالية التي تتجلى في سمو الامير المفدى، اكتسبها من سمو الامير الوالد حفظه الله ورعاه، الذي لا يتردد في الجلوس الى الكبير والصغير، والانصات الى الشعب، والتواجد في كل مكان، والسلام على من يعرف ومن لا يعرف، والزيارات الميدانية بعيدا عن الرسميات، تجد سموه في معارض ومتاحف واماكن عامة.. يقف مع هذا، ويلتقط صورا مع ذاك، ولا يرد احدا… هذه هي قيادة هذا البلد وهذا الوطن.. فاللهم احفظهما وادم عليهما الصحة والعافية، واجعلهما سندا وذخرا لهذا الوطن وهذا الشعب.

من تابع خطوات سمو الامير المفدى وسمو الامير الوالد حفظهما الله ورعاهما منذ نزولهما من المنصة يلمح بوضوح الحب الجارف الذي يكنانه لهذه الارض، ولهذا الشعب، كل الشعب، مواطنين ومقيمين، فلم يفرقا سموهما بالسلام على هذا او ذاك، بل لم تفارق شفتيهما الابتسامة طوال المسير، ولم يكتفيا بالسلام على شخص او عشرة او مائة.. بل فضلا المضي قدما الى ابعد من ذلك، بعيدا عن كل البروتوكولات، وبعيدا عن كل الاجراءات الامنية التي يقدم عليها وزراء وليس الامراء والرؤساء في دول اخرى.

هذه الاخلاق هي التي أسرت الشعب، وملك بها سمو الامير وسمو الامير الوالد كل القلوب والعقول، بل باتت شعوب اخرى تتمنى ان يكون لديها ” عشر ” اخلاق قيادة قطر.

لا اقول ذلك مدحا او مجاملة، فالامير والامير الوالد ليسا بحاجة الى ذلك، وهما اكبر من كل الكلمات التي قد تقال فيهما، ولكن هي الحقيقة التي يعبر عنها اخوتنا المقيمون معنا على هذه الارض الطيبة.

ما الذي يدفع اخا مقيما على هذه الارض ولديه سيارة بسيطة، وربما راتبه كذلك بسيط، ان يقدم على وضع اعلام قطرية على سيارته، ويقوم بتزيينها وربما وضع صور للامير والامير الوالد، هل نحن اجبرناه على ذلك، او هل اجبرته الحكومة او الدائرة التي يعمل بها على ذلك.. او هل تم دفع اموال له..؟.

من المؤكد لا، بل تراه ذهب لكي يشتري تلك الاعلام بعد ان استقطع جزءا من مصروفه وربما مصروف ابنائه ولو ريالين لكي يشتري اعلام قطر ويضعها على سيارته ليحتفل بيوم وطني ليس لبلده، انما لبلد يقيم فيه.

هذه الروح كيف انغرست فيه، ولماذا انغرست فيه، ومن زرعها فيه…

بالتأكيد لم يقدم على مثل هذه الخطوة الا لأنه شعر بالامن والامان في هذا البلد.. شعر بقيمته كانسان.. وجد العدالة في هذا المجتمع.. حفظت له كرامته في هذا البلد..، لذلك كان الانتماء لهذه الارض، ولهذا الوطن، وان لم يكن مواطنا يحمل جنسية هذا الوطن العزيز، الا ان قيم هذا المجتمع ومبادئه قد انغرست فيه، وجعلته يشعر بشعور الفرح في هذه المناسبة، ودفعته للاحتفال جنبا الى جنب مع المواطنين، في ابهى صورة.

القدوة التي تقدمها قيادتنا ليس فقط للداخل، انما حتى على الصعيد الخارجي عبر تلك المواقف والمبادرات التي باتت يشار اليها بالبنان، دعما لانسانية الانسان، ودفعا للظلم الذي يقع عليه، واستجابة لاخوة الدين والانسانية ونداء الضمير..، هذه القدوة باتت نموذجا يحتذى، ويضرب بها المثل.

عندما يصطحب سمو الامير المفدى، سمو الامير الوالد الى سيارته ويصر على ان يقوم بنفسه باغلاق باب السيارة، أليس هذا نموذجا اخلاقيا وقيميا راقيا، يقدمه سمو الامير، ودرسا عمليا يقدمه سموه للاجيال في التعامل مع الوالدين، وبرهما واحترامهما وتقديرهما.. انها رسائل وما اعظمها من رسائل…

صدقا نحن نعيش في كنف الله اولا، ثم في كنف قيادة وضعت الله نصب اعينها في خطواتها واعمالها، واستشعرت ذلك في كل عمل تقوم به من اجل الوطن والمواطن.. قيادة تعمل بكل اخلاص وتفان من اجل مصلحة هذا الوطن وهذا الشعب.. فبوركت هذه الجهود، وبوركت هذه المساعي.. وبوركت هذه الاعمال.. وحفظ الله قطر وقيادتها ورجالاتها واهلها ومن يقيم على ارضها.. وادام عليها الامن والامان، وجعلها واحة سلام واستقرار.. ورزقها واهلها من بركات الارض وخزائن السماء…

<25C4> كلمة اخيرة..

أمران ينفعان المؤمن:

حسن الخلق وسماحة النفس

وأمران يرفعان شأنه:

التواضع وقضاء حوائج الناس

وأمران يدفعان البلاء عنه:

الصدقة وصلة الرحم

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x