لن تنال قوى الظلام من إرادة قطر، قيادة وحكومة وشعباً، ومواقفها الداعمة لقضايا الأمة، والمنحازة إلى الشعوب المظلومة والمضطهدة، التي سجلت قطر مبادرات نوعية في التصدي للمظالم، التي تتعرض لها الشعوب العربية المطالبة بحقوقها، وحريتها، وكرامتها.
قوى الظلام التي استباحت الدماء والحرمات في سوريا، وأحالت الشام إلى مقبرة جماعية للأبرياء المطالبين بالحرية، لم تستطع الوقوف أمام المطالب المشروعة التي ينادي بها الشعب السوري، ولم تتردد قطر في قول الحق، ولم تأخذها في الله لومة لائم، مدافعة بذلك عن حقوق الشعب السوري المغلوب على أمره.
لقد عجز النظام السوري وزبانيته وشبيحته والداعمين له، من الوقوف أمام ثورة الشعب السوري الباسلة، وها هو يتلقى الضربات، ويتهاوى في كل مكان، ونظامه يتصدع في جوانبه المختلفة، وما هي إلا أيام وسوف يرينا الله به عجائب قدرته، وما ذلك على الله بعزيز.
هذا النظام والداعمون له أفراداً ودولاً، يحاولون عبثاً النيل من قطر، التي أعلنت دون مواربة انحيازها للشعب السوري الشقيق، الذي يذبح اليوم على يد نظام الأسد، فسعى بداية إلى نشر وتلفيق أخبار كاذبة في الأبواق الإعلامية، التي تحتضنها وتعيش في مستنقعات آسنة، تماماً كما هو حال هذا النظام وتابعيه وزبانيته
ومن يحميه، وعندما لم يجد لها آذاناً صاغية حتى من مريدي النظام، وافتضح أمام الرأي العام، وبان أنها أخبار كاذبة وملفقة، اتخذ في سبيل تشويه صورة قطر وقيادتها طرقاً شتى، باءت جميعاً بالفشل الذريع، وانتكست مساعيه، وخاب مراده.
فلجأ خلال الفترة الأخيرة إلى محاولة اختراق بعض الأنظمة الإلكترونية لشن حرب دعايات كاذبة، بعد أن فشل في حرب الميدان أمام أبطال الشام، الذين يوجهون له الضربات الموجعة في كل يوم، على الرغم من جرائمه، التي يندى لها جبين الإنسانية، ولم تشهدها البشرية على مر تاريخها.
بالأمس سعى زبانية النظام السوري وشبيحته ومن يدور في فلكه إلى اختراق موقع الجزيرة موبايل، وإرسال رسائل نصية تحوي أخباراً كاذبة عن قطر ورموزها وشخصياتها، ظناً من هؤلاء الأقزام أن مثل هذه الإشاعات يمكن أن تنال من المجتمع القطري، أو يصغي إليها أحد، فقد اصطدمت – هذه المحاولة التي أعلنت الجزيرة في بيان نفيها لكل ما نشر عبر الرسائل النصية عن قطر وأنها عارية تماماً عن الصحة – بالفشل الذريع، ولم يلتفت لها أحد، فهؤلاء الأقزام لا يعرفون قطر، وأهلها، ومدى تماسكهم، وولائهم لقيادتهم، ولا يعرفون العلاقة الوثيقة التي تربط قيادة هذا الوطن بأبنائه.
لست بصدد الحديث عن هذه العلاقة التي لا تعرفها قوى الظلام، لكن أود هنا الإشارة إلى قضية مهمة، اعتقد بأن على الدولة أن تلتفت إليها بصورة جدية:
العالم اليوم يعيش ثورة تقنية، والحروب ربما في المستقبل لا تشن عبر الطائرات أو الصواريخ..، إنما الحروب القادمة ستكون حروباً إلكترونية، يمكن من خلالها تعطيل أداء الدول، وشل حركتها، عبر التدخل في الأنظمة المتحكمة في إدارة مؤسسات الدولة، من خلال الاختراق الإلكتروني لأجهزة تلك المؤسسات، وهو ما يدعو إلى ضرورة التنبه للاستعداد لمثل هذه الحروب خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن مؤسسات كبرى قد تم اختراقها، محلياً، كما حدث قبل أيام في راس غاز أو الجزيرة، وعالمياً هناك المئات من المؤسسات والشركات الكبرى التي تم اختراق أنظمتها، أبرزها البنتاغون ورويترز وأرامكو السعودية.. وغيرها من المؤسسات العملاقة.
لذلك يمكن أن أسجل هنا اقتراحاً حول إمكانية إنشاء هيئة متخصصة في الحماية الإلكترونية، يكون من جملة أهدافها التأكد من رفع مستوى الحماية الإلكترونية لمختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، بدرجة عالية، ولا يترك الأمر للمؤسسات أو الوزارات أو الأجهزة المختلفة للقيام بذلك، إنما لابد لهذه الهيئة تولي ذلك، والكشف عن مدى قدرة هذه الشبكات من التصدي لأية محاولة اختراق خارجية.
وليس هذا فحسب، بل يكون لهذه الهيئة فريق متخصص وعلى درجة عالية من الكفاءة مهمته السعي لمحاولة اختراق هذه الأنظمة الحكومية بصورة مستمرة، ويوجه ضرباته لجميع مواقع المؤسسات، للتأكد من قدرة وجاهزية هذه المواقع من التصدي لاي اختراق من جهات معادية، وبالتالي حماية أنظمة الدولة ومؤسساتها المختلفة من أي اختراق خارجي.
اليوم هناك مؤسسات ووزارات وأجهزة حكومية تعتمد في إدارتها على الجانب التقني، وأي إخلال فيها، أو قيام جهات معادية في تحويل بعض الأجهزة أو التحكم فيها ولو لدقائق، قد يسبب كوارث لا قدر الله، وبالتالي فإن الحذر مطلوب، والاستعداد وبدرجة عالية لمثل هذه الأوضاع مطلوب من الآن.
حمى الله قطر، أميراً وولي عهد وشعباً، من كل مكروه، وأدام الله على هذا الوطن العزيز الأمن والأمان والرخاء، وحفظه من كيد الكائدين، ودسائس المتآمرين.. .. (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
صدق الله العظيم