مقالات

الكلمة الحرة..

 

25 عاماً من الكلمة الحرة.. ملخص لمسيرة حافلة بالإنجازات والمكاسب سطرتها الشرق، طوال عمرها الممتد منذ عام 1987 الى هذه اللحظة..

سنوات عايشت الشرق نهضة الوطن، وسجلت بالكلمة والصورة مراحل التطور والبناء، وكانت حاضرة في كل حدث يعيشه الوطن، ويتفاعل معه المواطن، لتصبح شريكاً في صنع الحدث، وناقلاً أميناً لمجريات الاحداث، ومساهماً فاعلاً في خطوات البناء والتقدم الذي يعيشه الوطن، في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير المفدى وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله ورعاهما.

25 عاما قد تكون طويلة في عمر الافراد نسبيا، لكنها بالتأكيد في عمر المؤسسات هي قصيرة، الا ان الشرق استطاعت خلال هذه السنوات ان تحقق قفزات نوعية، ادارياً وتحريرياً وفنياً وتقنياً..، مما جعلها في مصاف الصحف العربية ذات المصداقية والمهنية العالية…

لم يأت ذلك من فراغ، انما بفضل من الله اولا واخيرا، ثم بالدعم الكبير الذي تلقاه الشرق من مجلس ادارة دار الشرق برئاسة سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني نائب الرئيس، العضو المنتدب للدار، واعضاء مجلس الادارة، الذين لا يألون جهدا في تقديم كل الدعم الممكن من اجل تطور الشرق، واعتلائها المراكز الاولى محليا وخارجيا.

ثم ان هذه المكاسب جاءت كذلك بوجود تكامل بناء بين الادارة والتحرير، بقيادة الاستاذ عبداللطيف بن عبدالله آل محمود المدير العام لدار الشرق، الذي يسعى جاهداً لتوفير كل ما من شأنه تدعيم ادارة التحرير، وتعزيز حضورها في المجتمع، فنحن في “الشرق” نؤمن بالعمل الجماعي، ونؤمن بتكامل الادوار بين جميع اطراف العملية الصحفية، بما يخدم القارئ، ونؤكد اننا جسد واحد.. تحريراً وادارة وكتّاباً وقراء..، وهي ميزة نعتز بها كثيراً، ونعمل على ترسيخها بين اسرة الشرق في محيطها الصغير، ومحيطها الاكبر بالمجتمع.

لم تكتف الشرق ببناء تقنية طباعية عالمية، او شبكة صحفية عالية ذات مصداقية ومهنية رفيعة، او مبان ادارية راقية..، انما سعت الى بناء اكبر واعظم من ذلك، بناء علاقات راسخة مع شرائح المجتمع المختلفة، مبنية على المصداقية والموضوعية وامانة الكلمة والحرية المسؤولة..، وهو الرصيد الذي دائما نراهن عليه…

نعم حققت الشرق قفزات نوعية، وكان لها السبق في العديد من المجالات الاعلامية والصحفية تحديدا، اضافة الى الجانب التقني النوعي، لكن مكسبنا الحقيقي كان القارئ الذي باتت علاقتنا به اكثر توثيقا ورسوخا، وهي علاقة نعتز بها كثيرا، ونعتبرها وساما على صدورنا، اضافة الى استقطاب الكوادر القطرية من الصحفيين والكتّاب الذين يشكلون ركيزة اساسية مع زملائهم الصحفيين من الدول العربية الشقيقة، الذين يعملون كأسرة واحدة.

لقد تبنت الشرق خلال مسيرتها العديد من المبادرات الاجتماعية النوعية، التي تهدف الى خدمة المجتمع، وتبني قضاياه، وكان لها صدى ايجابي، بفضل من الله ثم بتعاون وتفاعل قرائنا الكرام، الذين نعتز بهم، ونؤمن بمشاركاتهم، كونهم يمثلون المرآة الحقيقية لنا.

لقد بدأت الشرق كصحيفة واحدة تطل على القارئ بإمكانات محدودة، وها هي اليوم بعد ربع قرن، قد تحولت الى دار للاعلام، ومؤسسة متعددة الاغراض، تهدف الى خدمة المجتمع، بعد ان كانت صحيفة، باتت اليوم دارا تصدر منها اكثر من مطبوعة يومية وشهرية، وملاحق متعددة ومتخصصة، وصحيفة الـ “بننسولا” باللغة الانجليزية، وتطبع العشرات من الصحف العالمية، مع امكانات طباعية عالية التقنية، وشبكة واسعة للتوزيع تتولى توزيع اكثر من 500 مطبوعة يومية واسبوعية وشهرية، ومركز فني وادارة للتسويق والمؤتمرات، وادارة للاعلان بأحدث التقنيات..

ان احتفال الشرق باليوبيل الفضي ليس احتفالاً مقتصراً على العاملين بهذه الدار، بقدر ما هو احتفال بمسيرة الاعلام في قطر، وما حققه من مكاسب كبيرة.

وهنا اقدر عاليا الجهود الكبيرة التي بذلها زملائي الافاضل الذين تعاقبوا على رئاسة تحرير الشرق طوال السنوات الـ “25” الماضية، بدءا بالاستاذ سعد بن محمد الرميحي الذي اختار اسم “الشرق”، وكان اول رئيس تحرير لها، مرورا بالاستاذ عبدالله بن حجي السليطي والاستاذ ناصر بن محمد العثمان والاستاذ عبدالعزيز بن ابراهيم آل محمود والدكتور احمد عبدالملك والاستاذ عبداللطيف بن عبدالله آل محمود.

هذه الكوكبة من القيادات قدمت الكثير من الوقت والجهد، وتركت بصمة واضحة في مسيرة الشرق، هي قائمة حتى هذه اللحظة، وكان لهذه الجهود الكبيرة الدور فيما حققته الشرق من تطور في مختلف المجالات.

اننا في هذه المناسبة، نعاهد الله اولا، ثم نعاهد قيادتنا الرشيدة، ومجتمعنا الكبير، وقراءنا الافاضل، على المضي قدما في خدمة هذا الوطن في كل ما من شأنه رفعته وعلو شأنه، وان نبقى للكلمة الحرة منبرا، ولقضايا الوطن صوتا، حاملين هذه القضايا بكل امانة واخلاص ومصداقية ومسؤولية..، داعين الله عز وجل ان نكون على قدر هذه المسؤولية، والامانة التي حملنا اياها، وأن نكون عند حسن الظن.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x