مقالات

امض تميم.. خلفك شعب يعاهد الله ثم يعاهدكم على الولاء والإخلاص

حمد بن خليفة قائد ملهم سلم الراية لقائد يصنع المستقبل

 

“إنني ويعلم الله لم أسع الى هذا المنصب حبا فيه، لا والله فهو مسؤولية وامانة ثقيلة، اسأل الله ان يعينني على ادائها.. أعاهدكم بأن ابذل كل ما استطيع من جهد لرفعة هذا الوطن وتقدمه ورفاهية مواطنيه”.

كان هذا اول خطاب يلقيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه بعد توليه مقاليد الحكم في 27/6/1995.. واليوم بعد 18 عاما يثبت هذا الموقف النبيل الذي تحدث عنه في خطابه الاول..، فقد قال “.. والله يعلم انني ما اردت السلطة غاية في ذاتها ولا سعيت اليها من دوافع شخصية بل من مصلحة الوطن.. “.. ” لقد حان الوقت ان نفتح صفحة جديدة اخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وافكارهم الخلاقة.. “.

بين خطاب الحكم، وخطاب التنحي وتسليم مقاليد الحكم لسمو الشيخ تميم، جرت أمور في هذا البلد، ربما أكثر الحالمين لم يتوقعوا ما هي عليه قطر اليوم..

بعد 18 عاما من حكم قائد ملهم، وضع هذا الوطن في مصاف الدول المتقدمة، وجعلها حاضرة في مختلف المحافل، وقدمها للعالم بأبهى صورة، حتى بات الجميع دولاً وافراداً ينظرون الى قطر بنظرة اعجاب وتقدير، لزعيم خلق كل هذا الانجاز في فترة زمنية قصيرة، لم تكمل عقدين من الزمن.

التاريخ والاجيال لن تنسى الدور الذي قام به سمو الشيخ حمد بن خليفة، ليس فقط في بناء قطر، حيث يعد المؤسس الحقيقي لدولة قطر الحديثة، وتطورها ورفعة شأنها، ورفاهية شعبها..، انما كذلك نصرته للقضايا العادلة في العالم، ودعمه لقضايا امتنا العربية والاسلامية، وانتصاره للشعوب العربية ايمانا بحقها في تقرير مصيرها، والدفاع عن كرامتها وحرياتها…

يوم امس كان علامة فارقة، ومرحلة تاريخية جديدة تدخلها قطر، بقيادة سمو الشيخ تميم، بل يقدم سمو الشيخ حمد درساً جديداً للعالم في ان مصلحة الوطن هي الفيصل، وهي الحكم، فاذا ما جاء الدور على قيادة جديدة لتولي الامر فليكن ذلك، وهي صورة لم يتعود عليها العالم العربي…

احداث الامس، وخطاب سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تضمن رسائل عديدة، ربما ابرزها الإيمان بقدرة الشباب على تولي المسؤولية، وتولي القيادة، وانه لابد من افساح المجال لإظهار هذه الطاقات، التي تسلحت بالعلم، واكتسبت الخبرة العملية، والتأهيل الميداني، وما نموذج سمو الشيخ تميم بن حمد إلا خير شاهد، فلم يختره سمو الشيخ حمد إلا لأنه على قناعة تامة بأنه اهل للمسؤولية، وقادر على حمل الامانة وتأدية الرسالة، وجدير بقيادة قطر المستقبل خلال المرحلة المقبلة، التي ينظر فيها الى هذا البلد على انه نموذج غير تقليدي بين الامم، وهو ما يفرض علينا جميعا ان نكون على قدر هذه التحديات، فقطر اليوم هي محل انظار العالم، لما قدمته وما سوف تقدمه من مبادرات خلاقة خلال المرحلة المقبلة بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

رسالة اخرى عظيمة تضمنها الخطاب عندما تسامى سمو الشيخ حمد بعدم ذكر او الاشارة الى أي انجاز تحقق خلال المسيرة الظافرة التي تولى فيها الحكم، وكانت مرحلة نوعية في الاداء والانجاز، ومرحلة تصدرت فيها قطر المشهد في مختلف القطاعات، وحققت انجازات كبرى، لا يكاد يخلو موقع من حضورها الفاعل والمؤثر، وعلى الرغم من ذلك قال في تواضع العظماء “فيما احسنت واصبت فبتوفيق من الله وفيما اخطأت فمن نفسي وارجو ان يتعلم منه من يتولون الامر بعدي”.

درس تتعلم منه الاجيال التواضع، وانكار الذات من اجل الوطن، فكم انت عظيم سيدي سمو الشيخ حمد بن خليفة.

هذا النهج يسير عليه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي عرف عنه التواضع، والابتسامة الدائمة، التي لا تفارق محياه، متسلحا بالعلم والعمل الجاد، وهو ما يوصي به دائما سمو الشيخ حمد بن خليفة، وارسى في سبيل ذلك مؤسسات علمية وبحثية وتعليمية، من اجل النهوض بالمجتمع.

سمو الشيخ تميم يقود اليوم قطر بعد ان اثبت جدارة فائقة في ادارة مختلف الملفات المحلية والخارجية، وتعامل بكفاءة عالية، وهو ما اكسبه ثقة سمو الشيخ حمد بن خليفة، الذي رأى انه اهل لتحمل المسؤولية، ومؤهل لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة، وهذا الكلام ليس جزافا، انما من خلال الملفات التي تولاها سموه سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو الرياضي أو التنموي..، اضافة الى الملفات الخارجية التي كان سمو الشيخ تميم حاضراً فيها، اقليمياً ودولياً.

هذا الحضور الفاعل لسمو الشيخ تميم منذ توليه ولاية العهد في 2003 جعله مؤهلا لقيادة قطر المستقبل بكل الطموحات التي يحملها هذا الوطن الكبير برجالاته وابنائه، الذين توافدوا بالامس على الديوان الاميري لمبايعة سموه، والتأكيد على ان هذا الشعب على الوعد باق في ولائه لسمو الشيخ تميم بن حمد اميراً للبلاد، والتفافه حول قيادته في ابهى صور التلاحم بين القيادة والشعب، ربما غير مألوفة في العالم.

صورة حضارية قدمها الشعب القطري خلال مبايعته لسمو الشيخ تميم بالامس، وهو امر ليس بالمستغرب على هذا الشعب الوفي لقيادته، ولوطنه.

تميم بن حمد ابن هذا الوطن المعطاء، وخريج جامعة حمد بن خليفة، التي تخرّج القيادات المؤهلة والنوعية التي اثبتت للعالم قدرتها على قيادة الوطن ووضعه في مصاف الدول المتقدمة، تماماً كما تعلمت على يد معلمها واستاذها حمد بن خليفة، الذي قدم للعالم نموذجا رائدا ومتفردا في الحكم والادارة، وفي تسليم السلطة ايضا وهو في قمة عطائه، محققا نجاحات كبرى في فترة زمنية قصيرة في عمر الدول.

لقد اتعبت الحكام سيدي سمو الشيخ حمد بن خليفة، حكماً وعدلاً وسيرة وتفانياً وخدمة لشعبك وامتك..، وعدت فأوفيت بكل ما وعدت به.

اننا على ثقة أن مرحلة بناء هذا الوطن، وتسطير صورة اخرى من صور الابداع قد بدأت بتسلم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد، هذه المرحلة التي ستشكل مشهداً جديداً يستكمل مسيرة المشهد الحضاري الذي قاده سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني طوال السنوات الـ “18” الماضية، وينطلق بهذه الدولة الفتية الى آفاق ارحب من العمل والبناء والتنمية في مختلف المجالات، من اجل رفعة هذا الوطن ورفاهية مواطنيه.

ملحمة اخرى تسطرها قطر، حكمة في نقل السلطة، من قائد حكيم وعد فأوفى، الى قيادة شابة، تحمل طموحات الوطن وتطلعات ابنائه، قيادة متوثبة وخلاقة، قيادة تمتلك رؤية صناعة مستقبل هذا الوطن على اكمل وجه.

قطر ارضاً وشعباً تعاهد سمو الأمير على السمع والطاعة.. تعاهده على المضي قدما في بذل الغالي والنفيس من اجل هذا الوطن.. تعاهده على ان يكون هذا الشعب سنداً لقيادة سمو الأمير.. تعاهده على المحبة والاخلاص والولاء.. تعاهده على ان تكون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار…

امض تميم على بركة الله في خدمة هذا الوطن ورفعة شأنه.. امض تميم بحفظ من الله ورعايته وعين الله ترعاك.. امض تميم وخلفك شعب يعاهد الله ثم يعاهدكم على السمع والطاعة والاخلاص والولاء.. امض تميم قائداً لهذا الوطن العزيز وقائداً لشعبك الوفي.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x