زيارة سموه لأسر الضحايا وشهداء الواجب تأكيد من جديد على روح الأسرة الواحدة
تميم بن حمد.. لفتة كريمة من رجل عظيم
بالامس قام سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الامير ولي العهد الامين بلفتة كريمة وان لم تكن مستغربة على سموه من خلال زيارة اسر الضحايا وشهداء الواجب لتقديم العزاء في هذا المصاب الجلل، حيث نقل سموه تعازي سمو الامير المفدى وتعازي سموه لأسر الضحايا.
هذا الموقف الرائع من سموه، وهذه اللفتة الانسانية بالقيام بزيارات شخصية الى السفارات المعنية واماكن العزاء الخاصة بالاسر، التقى خلالها سموه بأهالي وذوي الضحايا وشهداء الواجب، هو امر عظيم، يدل على عظمة من قام به.
وليس هذا فحسب، بل ان تصريحات سموه عندما قال “ان الذين فقدناهم هم ابناؤنا”، دليل على مدى الترابط القائم في هذا المجتمع بين جميع افراده، مواطنين ومقيمين، ودليل على روح الاسرة الواحدة، التي تربط الجميع، ودليل على ان هذا المجتمع كالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.
وسبق هذا كما نعلم تشكيل لجنة للتحقيق امر بها سمو نائب الامير حفظه الله ورعاه، واسند رئاستها الى سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية، على ان ترفع تقريرها عن الحادث لسموه خلال اسبوع، وهو دليل آخر على مدى الحرص الذي يوليه سموه لمتابعة سير التحقيقات في هذا الحادث الاليم، وعدم الاكتفاء فقط بتشكيل اللجنة، بل يشرف سموه شخصيا على الوصول الى الحقيقة، وكما قال سموه خلال زيارته امس لتقديم واجب العزاء “ان الدولة لن تتساهل مع كل مقصر في هذا الحادث وستقتص منه”.
لقد استشعر الجميع في هذا المجتمع مواطنين ومقيمين حجم هذه الفاجعة، فكان الالتفاف الجماعي حول اسر الضحايا، وكان كل فرد في هذا المجتمع يشعر انه فقد عزيزا عليه في هذا الحادث، فظهرت هذه اللحمة المتراصة في هذا المجتمع، فالاطفال الذين فقدناهم في هذا الحادث الاليم هم في حقيقة الامر اطفال قطر… ورجال قطر.. ونساء قطر..، وهو ما عبر عنه سمو نائب الامير حفظه الله بالامس عندما شدد بالقول “الذين فقدناهم ابناؤنا”.
صحيح أن الحادث ترك حزناً عميقاً لدى الجميع، لكن في نفس الوقت أظهر مدى قوة وصلابة هذا المجتمع، وحميمية العلاقة التي تربط بين أفراده من كل الجنسيات، فليس هناك فرق بين هذا وذاك، فالجميع هم أبناء قطر، والدولة تدافع عنهم، وتحميهم من أي سوء لا قدر الله، سواء بسواء.
نقرأ ونشاهد ونسمع عن حوادث كثيرة في دول شتى، ربما أرقام الضحايا تفوق ما حصل في قطر في حادث فيلاجيو، لكن هل شاهدنا أو قرأنا هذا التفاعل السريع ومن أعلى المستويات كما حصل في قطر؟.
في اللحظات الأولى رأينا كيف كان الإقدام والتضحيات التي قدمتها وزارة الداخلية بكل أجهزتها وأفرادها، من أجل إنقاذ الأرواح بالدرجة الأولى في هذا الحادث الأليم، وعملت فوق طاقتها من أجل ذلك، وقدمت شهداء، فكان رجال الداخلية نعم الرجال، فقد سجلوا مواقف عظيمة لا يمكن أن يقدم عليها إلا الرجال، الذين يضعون الوطن فوق أي اعتبار، وفي المواقف الصعبة تختبر معادن الرجال، فكان هذا الموقف خير شاهد على بسالة وتضحيات رجال وزارة الداخلية.
ولا نقلل أيضا من الدور الذي قام به رجال الصحة بكل طواقمهم وأفرادها، فقد عملوا وبذلوا الجهود الكبيرة من أجل إنقاذ هذه الأرواح البريئة، وأصابهم ما أصابهم أيضا.
لقد شهدت الدولة استنفاراً في مختلف أجهزتها من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومحاسبة المقصرين أيا كانوا، فنحن نعيش في دولة المؤسسات، ودولة القانون، التي أرسى قواعدها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى – حفظه الله ورعاه -، فليس هناك أحد فوق القانون أو فوق المحاسبة، فالجميع أمام القضاء سواسية.
في قطر لا يمكن السماح بالعبث في الوطن وفي ثروته الحقيقية، وهي الإنسان، وسنشهد خلال الأيام المقبلة نشر تفاصيل وملابسات الحادث، وسيعرف الجميع حقيقة الأمر، بكل شفافية ووضوح، ومن المؤكدأنه سيتم إعلان نتائج التحقيقات على الملأ.
وهنا لدي رسالة إلى كل مواطن ومقيم، وهي الابتعاد عن نشر الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة، سواء المتعلقة بهذا الحادث أو القضايا الأخرى، وللأسف أن هناك من يعمل على بث هذه الرسالة بقصد أو دون قصد، مما يثير بلبلة في المجتمع، وهذه جريمة ومحرمة شرعاً وديناً وعرفاً وأخلاقاً، فكيف نسمح لأنفسنا بارتكاب مثل هذه الجرائم بحق مجتمعنا وبحق رجالاته؟.
يجب أن نقطع دابر هذه الإشاعات، وهذا الأمر بأيدي المواطنين والمقيمين، الذين من المؤكد هم حريصون على أمن واستقرار هذا المجتمع، وهذا الوطن الذي نستظل بظلاله، ونعيش على أرضه الطيبة.
وأقول لإخواني الذين فقدوا عزيزاً عليهم في هذا الحادث الأليم، إن مصابكم هو مصاب كل بيت في قطر، مواطناً كان أو مقيماً، فنحن نعيش في هذا البلد بروح واحدة، ونشكل أسرة واحدة، وما ألم بكم من مصاب، ألم بكل فرد في هذا المجتمع.
كل فرد في هذا المجتمع يحزن لحزن أخيه، ويفرح لفرح أخيه، هكذا نعيش في هذا المجتمع، وهكذا سنظل، ولن تزيدنا الحوادث والملمات والشدائد إلا تماسكاً ووحدة وتعاضداً وتكاتفاً وتآخياً بيننا جميعاً.
منذ اللحظة الاولى لوقوع كارثة مجمع فيلاجيو التجاري ظهر الاهتمام جليا من اعلى السلطات، بالمتابعة والعمل الجاد، والتحرك السريع على اكثر من صعيد، والاستنفار التام لمختلف الاجهزة، لكشف ملابسات الحادث، والتعامل معه بكل شفافية ومصداقية، وهو ما يحسب لكل الاجهزة المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية.