مقالات

صور أميركم لماذا غير موجودة في الشوارع كما هو حال الرؤساء العرب في بلدانهم؟

بعيداً عن الجانب السياسي للقمة العربية.. إعلاميون يتساءلون:

 

بعيدا عن الاجواء السياسية التي صاحبت القمة العربية بالدوحة الاسبوع الماضي، وما تمخضت عنه من قرارات حيوية، وقبلها تلك المشاركة العالية المستوى، حيث لم تشهد قمة عربية خلال السنوات الماضية هذا العدد من القادة والرؤساء من الدول العربية، نظرا لما تتمتع به القيادة القطرية من مصداقية عالية، وما لدورها وجهودها من اثر ايجابي وناجح في العديد من الملفات العربية والاقليمية، واستطاعت ان تقدم حلولا ناجعة لتلك الملفات بكل جدارة وهدوء، ودون “فرقعات” اعلامية.

وفي الوقت نفسه شهدت القمة حضورا اعلاميا لافتا، وهو ما لاحظناه بصورة واضحة، فقد سبق ان حضرت شخصيا العديد من القمم بما فيها القمم العربية، ولكن الحضور الاعلامي في قمة الدوحة بلغ رقما كبيرا من مختلف المؤسسات الاعلامية.

كانت القمة وبعيدا عن الجانب السياسي فرصة امام الاعلاميين للاطلاع على قطر، بعيدا عما يعرفونه عنها اعلاميا، او ما تسعى بعض الجهات والاطراف لتشويه صورة قطر بشكل متعمد، ونشر اكاذيب وادعاءات غير حقيقية عن قطر ومواقفها حيال مختلف القضايا…

القمة كانت فرصة لتغيير هذه الصورة، خاصة ان الكثير من الاعلاميين لم يسبق لهم زيارة قطر، والبعض منهم زارها خلال القمة العربية عام 2009 على وجه السرعة، والبعض الآخر زارها مرورا، ولم يتجول في شوارعها ليرى ما تعيشه من نهضة، وما حققته من انجازات حقيقية على ارض الواقع، تبشر بمستقبل مشرق لهذا البلد.

حقيقة.. سعدت جدا عندما سمعت من كل الذين التقيتهم خلال قمة الدوحة بانبهار لما شاهدوه من تطور ونهضة ومشاريع جبارة يتم العمل بها، ورؤية طموح تقود البلد في مختلف القطاعات..، الكثير منهم يؤكد انه لم يكن يتوقع ان يشاهد كل هذا التطور في قطر.. ولم يكن يتوقع ان يرى هذا الترحاب الذي وجده من المسؤولين القطريين، والجهات المنظمة مع كل التسهيلات التي قدمت للوفود المشاركة، والتنظيم العالي الذي شاهدوه لكل هذا العدد من المشاركين…

تجولت مع عدد من الاعلاميين في اماكن مختلفة بالدوحة، ورأوا مظاهر التقدم والتطور، اضافة الى الاماكن السياحية والتراثية والاسواق، وهو ما اثار فيهم الاندهاش والانبهار…

خلال لقاءاتي المختلفة مع عدد من الاعلاميين من جنسيات عربية مختلفة، استوقفني تساؤلان من عشرات التساؤلات والاسئلة التي كان الزملاء الافاضل يتحدثون فيها، التساؤل الاول الذي قاله احد الصحفيين في جلسة عامة كانت تجمع عددا من الاعلاميين، قال: تجولت في شوارع الدوحة، والاماكن العامة، غير أني لم اشاهد أي صورة لأميركم، ولم أرَ مجسما قائما له، على الرغم من أني لمست في من التقيتهم من المواطنين حبا غير عادي له.

يضيف هذا الزميل: في بلدي -لن اذكر بلده- هناك المئات من صور الرئيس منتشرة في كل مكان، بل حتى مجسمات له موجودة في اهم الاماكن، ليس بالضرورة ان يحبه الناس، ولكن صوره منتشرة وباحجام كبيرة في الشوارع، وهو امر لم اشاهده في الدوحة. قلت له: وهل تعتقد ان حب الرؤساء والزعماء من قبل شعوبهم مرتبط بوجود صورهم في الشوارع؟.. اذا لم يكن الرئيس جزءا من الشعب، يعايشهم في حياتهم، ويتواصل معهم بصورة عفوية وتلقائية، بعيدا عن الرسميات، وبعيدا عن أرتال من البشر تفصل بينه وبين شعبه.. فإن صوره لن تفيد في الشوارع…

قربت له الصورة، واستشهدت بترجل سمو الامير في اليوم الوطني، واصراره على ان يقوم بالسلام على اعداد هائلة من الحضور، ومن كل الجنسيات، في يوم مفتوح، ومكان مفتوح، دون أي حواجز ودون أي ترتيبات أمنية..، كانت صورة عظيمة للعلاقة القائمة بين الامير والشعب بمواطنيه ومقيميه، الذين لم يكن يراودهم حلم في يوم ما ان يقوموا بمصافحة رئيس دولتهم، بينما صافحوا امير دولة قطر، في مكان عام، ومناسبة وطنية عامة…

تدخل العديد من الزملاء الذين ابدوا اعجابهم بهذا المشهد غير المألوف في غالبية الدول العربية ان لم يكن جميعها حيث تقابلك صور الرؤساء في كل شارع، وكل حي، وكل “زنقة”..، فقلت لهم: هذا هو امير قطر، يرفض ان يتم وضع صورة له في الشوارع، لأن صورته مكانها في القلوب وليس الشوارع.

الامر الآخر، او التساؤل الآخر الذي ابداه ايضا احد الزملاء العرب، قال: خلال تنقلاتي في الشوارع لم اشهد مظاهر امنية لافتة، ولم اشاهد دوريات وسيارات شرطة كثيرة في الشوارع، خاصة ان الدوحة تستضيف حدثا مهما، وهو قمة عربية، يشارك فيها قادة ورؤساء ومسؤولون كبار، ولكن نرى الحركة المرورية عادية، والشوارع المؤدية الى الفنادق ومقرات الرؤساء مفتوحة…، لو كانت هذه القمة في بلدي لما رأيت شارعا مفتوحا، بل عندما يمر موكب الرئيس يتم اغلاق الشوارع، فما بالكم اذا تمت استضافة رئيس او رئيسين او اكثر، حتى اسطح المباني يتم اعتلاؤها من قبل رجال الامن.. استغرب -والكلام لزميلي- من هذا الانضباط الامني، في شوارعكم، وهذا التنظيم الدقيق، دون احداث أي ارباك حقيقي للحركة المرورية او ازعاج للناس…

ابتسمت وانا فخور بالطبع بهذا الثناء على رجال الامن والداخلية وقلت له: بالمناسبة للعام الرابع على التوالي وقطر تتصدر دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا -طبعا من بينها الدول العربية- في مؤشر السلام العالمي، واحتلت المرتبة الـ12 عالميا من بين 158 دولة، وهو مؤشر يأخذ في الاعتبار نحو 88 معيارا في الجوانب الامنية والاستقرار والمحافظة على الامن….

سعدت جدا ان اسمع من هؤلاء الزملاء الاعلاميين شهادات تدعو للفخر، وتغير ما لديهم من صور ومعلومات مغلوطة عن قطر، اتوا بها ولكنهم خرجوا بانطباع وصورة اخرى تماما، مغايرة لما دخلوا بها.

العديد من الزملاء الاعلاميين الذين عادوا الى بلدانهم كتبوا خلال الايام الماضية مقالات ايجابية عن زيارتهم للدوحة بعيدا عن القمة وتداعياتها السياسية، وما خرجت به من مواقف.

صورة حضارية تقدمها قطر لكل من يزورها، ويعايشها عن قرب، بعيدا عما تقذف به آلات اعلامية “مسمومة” و”مدفوعة” الاجر، ضد قطر وقيادتها، وتحاول التشويش على المكاسب التي تحققها، والانجازات التي تنجزها، اقليميا ودوليا، وهي انجازات ومكاسب لكل العرب، وليس فقط لقطر، كما قال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بعد الفوز باستضافة نهائيات كأس العالم 2022: “قطر جزء من امة عربية عظيمة”.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x