قطر تنجز مشاريع تنموية في الداخل وتعقد صفقات ناجحة في الخارج
في الوقت الذي يحاول فيه البعض الإساءة إليها وإثارة «شغب» إعلامي حولها
نعرف في قطر أن المواقف المشرفة التي اتخذتها قيادتنا -حفظها الله ورعاها- حيال مختلف القضايا، والانجازات التي حققتها في مدى زمني لا يتجاوز بضع عشرة سنة، في الداخل والخارج، سياسيا واقتصاديا وتعليميا وصحيا واجتماعيا، والمكاسب التي توجت بها رؤيتها الثاقبة في مسيرتها، لن تقبل بها اطراف عدة، اقليميا وعربيا ودوليا، وستعمل هذه الاطراف على “التشويش” على السياسة القطرية ومنجزاتها في مختلف الملفات، اعلاميا عبر الترويج لموضوعات واخبار “مفبركة”، والسعي لتضليل الرأي العام لتشويه صورة دولة قطر.
هذه ضريبة كل الشرفاء، دولا وأفرادا عبر التاريخ، وهو امر ليس بالمستغرب، خاصة في ظل النجاحات التي تحققها قطر في كل يوم، والنهضة التي تعيشها وتحققت على ارض الواقع، بفضل سياسة حكيمة، ورؤية واضحة المعالم، وعمل مخلص ودؤوب من اجل رفعة هذا الوطن ومواطنيه.
بالارقام، قطر اليوم في كل مكان، عبر استراتيجية تنويع المصادر، وعدم الاعتماد على مصدر واحد في الاقتصاد، او الاكتفاء على بما يتم تصديره من نفط أو غاز، بل انها الدولة الوحيدة التي استطاعت ان توظف امكاناتها من أجل نهضة شاملة بالداخل في مختلف أركان الدولة والمجتمع في عمر زمني قصير جدا، والبحث عن استثمارات خارجية لتعزيز مصادر الدخل في الخارج، وهو ما استطاعت تحقيقه بالفعل عبر استثمارات واعية وذكية، واقتناص للفرص بصورة اذهلت كل المراقبين، مما جعل دولة قطر تتبوأ مكانة مرموقة.
اليوم قطر تتجاوز استثماراتها في الخارج 215 مليار دولار حسب صندوق النقد الدولي، وهي استثمارات لم تأت جزافا، ولم توزع كذلك عشوائيا، بل تم انتقاء قطاعات متنوعة، وفرص ذكية في مختلف دول العالم، تغطي قارات العالم الخمس، في كل المجالات.
وحسب تقرير صندوق النقد الدولي فان الاستثمارات القطرية في الخارج يتوقع ان تصل الى 485 مليار دولار بعد 5 سنوات، وفي الوقت نفسه فان النمو الاقتصادي لقطر سيتواصل خلال السنوات القادمة، حيث يتوقع له هذا العام تحقيق 5.2 %، فيما حقق خلال السنوات الماضية ارقاما قياسية جعلت قطر تتصدر دول العالم نموا، على الرغم من كل الازمات المالية التي كان العالم يعيشها.
قطر اليوم موجودة في كل مكان عبر استثماراتها المتنوعة، سواء في مجال العقار او البنوك او الزراعة والاغذية او السيارات او الرياضة او التعدين او النفط او الفضاء او الاتصالات او البتروكيماويات او الكهرباء او التكنولوجيا او ماركات الرفاهية العالمية او الفنادق او المتاجر العالمية، وغيرها من مشاريع استثمارية ناجحة، استطاعت قطر الاستحواذ عليها بذكاء شديد، وتمثل بالفعل اضافة حقيقية للاقتصاد.
ليس هذا فحسب، بل ان الاستراتيجية التي يتبناها سمو الامير المفدى وسمو ولي العهد الامين تتمثل في الاقتصاد المعرفي، الذي بات اليوم يشكل ركيزة اساسية في اقتصادات المستقبل، فانتبهت قطر لهذا الامر، وبدأت في تبني ووضع خطط مستقبلية تدفع نحو هذا الاتجاه، فكان ان خصصت موازنات كبرى من اجل البحث العلمي، ويكفي القول إن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي خصصت 2.8 % من الناتج المحلي لدعم البحث العلمي، وهي خطوة لم تقدم عليها أي دولة عربية، لتضع بذلك أسسا حقيقية في طريق البحث العلمي منذ عام 2006، ويخصص 3.5 مليار دولار سنويا لتحقيق هذا الهدف. وفي هذا المجال شيدت قطر واحدا من اكبر مراكز الابحاث على مستوى العالم، وهو مركز “سدرة ” للابحاث بوقف استثماري قدره 8 مليارات دولار تحت مظلة مؤسسة قطر، وانشأت صندوقا لرعاية البحث العلمي في مؤسسة قطر، انفق خلال السنوات الخمس الماضية 500 مليون دولار لتمويل ودعم المشروعات البحثية في قطر، فيما انفقت جامعة قطر خلال عامي 2010 و2011 حوالي 63 مليون دولار، كذلك للبحث العلمي، فضلا عن تأسيس واحة العلوم والتكنولوجيا التي تعتبر منارة الاقتصاد المعرفي في الشرق الأوسط.
هذه الجهود الجبارة التي حققت نجاحات متميزة، اقليميا وقاريا ودوليا، طبيعيا تدفع بجهات حاقدة التحرك ليس للاقتداء بقطر، انما لاثارة الغبار على خطواتها.
هذه الانجازات التي حققتها قطر ليس فقط لكون لديها مقدرة مالية، فهناك العديد من الدول العربية وغير العربية التي تمتلك اضعاف ما تمتلكه قطر من امكانات مادية، ولكنها لم تستطع تحقيق أي قفزة نوعية، او تنمية شاملة في الداخل، او تحقيق مكاسب في الخارج،..، هذه الانجازات التي حققتها قطر بسبب وجود قيادة لديها رؤية واستراتيجية وحكمة وحب الوطن والحرص على مصلحته.
المال وحده لا يحقق انجازات، فلطالما وجدت ثروات طائلة لدى افراد ودول، ولكن لم تفرز الا فسادا وضياعا وشعوبا جائعة، وبطالة ترتفع ارقامها بارتفاع ثروات تلك البلدان.
العقول هي التي تدير الاموال، وتستثمرها بصورة صحيحة، وطرق سليمة، من اجل بناء الوطن، وحفظ حقوق الاجيال، وهذا هو الفرق.
قطر وظفت ما حباها الله من ثروات من اجل نهضة الوطن، ورفاهية مواطنيه، والبحث عن الاستثمارات الصحيحة والحقيقية، وفي الوقت نفسه لم تنس امتها واشقاءها في كل مكان، فكان ان حملت على عاتقها مسؤولية دعم الشعوب المحتاجة، والتصدي للدفاع عن قضايا امتها، وتحملت في سبيل ذلك الكثير، الا انها لم تتراجع عن مبادئها التي آمنت بها، ودافعت عنها بكل ثبات.
النجاح له ضريبة، والدول التي تعمل لابد ان تتعرض مساعيها لمحاولات عرقلة، ومحاولات تشويه، من اطراف متعددة، بصورة مباشرة او بايعاز افراد ومؤسسات، وهو ما تتعرض له قطر اليوم، والمؤسف ان هذه المحاولات المسيئة تأتي من قبل اشقاء لطالما وقفت قطر بجانبهم دون ان تعلن ذلك، وقفت الى جانب العديد من دول من منطلق “.. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا “.
ما يميز قطر انها لا تلتفت الى مثيري “الشغب” الاعلامي، او مثيري الغبار، لانها تعلم ان هذا الغبار سوف يعود الى ناثريه.
قطر تعمل بصمت، ولو انها انشغلت “بالقيل والقال” لما حققت شيئا من رؤيتها المستقبلية.. حكمة الصمت اكثر ايغاظة للمحترقين على نجاح قطر، ففي الوقت الذي يحاول البعض الاساءة لقطر، فان قطر تنجز مشاريع تنموية في الداخل، وتعقد صفقات ناجحة في الخارج. فبوركت العقول التي تفكر، والأيادي التي تنجز، من أجل هذا الوطن.