نهج التواصل والتشاور يمثل حماية لدولنا الخليجية
أطراف خارجية تحاول النيل من دول المجلس وزعزعة الثقة فيما بينها
هذا النهج الذي تسير عليه القيادة القطرية، هو ما ينبغي أن يترجم على أرض الواقع بين دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة والعالم العربي، وما يعصف بدولنا الخليجية من تحديات تتطلب مزيدا من التشاور والتواصل والتنسيق الدائم للوقوف أمام هذه التحديات التي يراد منها ضرب مسيرة مجلس التعاون الخليجي، والعمل على تفكيك هذه المنظومة، التي استمرت كل هذه العقود، وصمدت أمام كل العواصف التي ضربت المنطقة.
اليوم هناك محاولات من أطراف خارجية تسعى للنيل من دول المجلس، وتحاول بث سموم وشائعات بهدف ضرب العلاقات الخليجية – الخليجية، تمهيدا لتفكيك هذا المجلس، ومن ثم يصفو الجو لتلك القوى الخارجية للنيل من كل دولة على حدة.
إلا أننا على ثقة بأن يقظة قادة دول المجلس، وإطلاعهم على حجم المؤامرات التي تحاك اليوم ضد هذه الدول، التي هي الأخطر في تاريخ ومسيرة دول مجلس التعاون الخليجي، سوف يحول دون تحقيق تلك الأطراف لمآربها الخبيثة، وأهدافها الدنيئة.
لقد صمد مجلس التعاون أمام العديد من العواصف التي ضربت المنطقة، واستطاع أن يقف أمام كل الذين أرادوا إيقاف هذه المسيرة، وحاولوا زرع بذور الفرقة، والتشكيك فيما بين هذه الدول، ومحاولة هدم الثقة فيما بينها، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، واستمر مجلس التعاون الخليجي صامدا وواقفا أمام كل العواصف التي اجتاحت المنطقة طوال العقود الثلاثة الماضية.
اليوم تتكرر الهجمات والضغوط على دول المجلس، صحيح أن هذه الضغوط لم تتوقف طوال المرحلة الماضية، إلا أن هذه الفترة تشهد تركيزا أكثر على هذه الدول، خاصة بعد مواقفها المشرفة تجاه الثورات العربية، والانتصار لقضايا الشعوب، والإعلان مباشرة عن تلك المواقف الكبيرة التي تنسجم مع تطلعات الأمة وشعوبها.
لقد حاول البعض الإساءة إلى قطر والسعودية، ولم تلتفت قيادتا البلدين الى ذلك، ثم حاولت أطراف مغرضة الإيقاع بين قطر والسعودية، ولم ولن تفلح كذلك بفضل من الله ثم بفضل ما تتمتع به قيادتا البلدين الشقيقين من وعي وإدراك لتلك المخططات الخبيثة، وبفضل نهج التواصل الدائم والتشاور الذي أشار إليه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة.
هذه الزيارات الدائمة بين قادة دول مجلس التعاون، سوف تقطع الطريق على كل الأطراف الخارجية التي تحاول الإساءة إلى دول مجلس التعاون، او التي تحاول بث سمومها، وزرع فتنها بين دول المجلس، وفي نفس الوقت ترسخ العلاقات الاخوية القوية بين هذه الدول، وتؤكد عمق هذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ والمتجذرة، التي تزداد تماسكا في كل يوم.
نعم دول الخليج اليوم مستهدفة، لأكثر من سبب، ربما أبرزها مواقفها المشرفة حيال قضايا الأمة، وما تتمتع به هذه الدول من خيرات، وما تنعم به من استقرار وأمن وأمان، إضافة إلى محاولة هدم هذا الكيان الخليجي الذي ظل شامخا رغم كل التحديات، ورغم كل العواصف التي ضربت المنطقة، الا انه ظل متماسكا، وصامدا في وجه كل المؤامرات التي أرادت النيل منه وتفكيكه، حتى يخلو الجو لتلك الأطراف المعادية للتفرد بكل دولة على حدة.
إن دول مجلس التعاون اليوم أمام تحد كبير، انها اليوم تواجه حربا معلنة وواضحة في بعض جوانبها، لكن ما كان خفيا أكبر بكثير، وهو ما ينبغي على دول المجلس وقادتها الانتباه الى هذه الحرب الخفية التي تشن على دول المجلس، والسعي الى مزيد من التكاتف والتكامل، وتفويت الفرصة امام تلك الاطراف المغرضة التي تحاول النيل من دول المجلس، ومن هذا الكيان، وهذا لن يتأتى الا بمزيد من التواصل ورص الصفوف وعدم الاستماع الى الشائعات التي تحاول تلك الأطراف المعادية بثها لزعزعة الثقة بين دول المجلس.
مطلوب من قادة دول المجلس التواصل الدائم، والتشاور حيال مختلف القضايا، وعدم الالتفات الى صغائر الامور التي قد تنشأ في خضم العمل اليومي وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة على كل صعيد، فما يواجه هذه الدول من مخاطر أكبر بكثير من الانشغال بصغائر الأمور، ونحن على ثقة بأن قادة دول المجلس يدركون تماما تلك المخاطر، ويعملون على التصدي لها بوعي وحكمة، وسينجحون باذن الله تعالى في تجاوزها، وتجاوز هذه المرحلة، كما تجاوزوا قبلها تلك التحديات التي عصفت بالمنطقة منذ إنشاء هذا المجلس في عام 1981.
دول مجلس التعاون، قيادة وشعبا، لن تتيح الفرصة للمتآمرين لتنفيذ خططهم، وتحقيق غاياتهم، والنيل من دولهم، منفردة او بصورة جماعية، فالإساءة إلى أي دولة هي إساءة لجميع الدول الخليجية، وهو ما تؤكد عليه هذه الدول، وما يؤكد عليه قادة ومسؤولو دولنا الخليجية، وما تؤكد عليه اكثر الشعوب الخليجية، التي لن تسمح بمرور اي مؤامرة أو إساءة لأي دولة خليجية أو مجتمع خليجي.
اللحمة الخليجية اليوم أكثر تماسكا من ذي قبل، واكثر وعيا بما يحاك ضدها من قبل بعض الاطراف، ولن تستطيع الجهات الخارجية التي تريد الإساءة لدولنا تمرير مخططاتها لضرب مجتمعاتنا الخليجية الآمنة والمستقرة.
النهج الذي أشار إليه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين وهو التواصل بين قيادات دول المجلس وتعزيز ذلك وترسيخه هو الذي سيحمي دولنا بعد الله عزوجل، وسيسهم في دعم هذه العلاقات وتقويتها في مختلف المجالات لما فيه خير ومصلحة دولنا الخليجية وشعوبها.
جاءت زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين ومع سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ترسيخا للعلاقات الأخوية القوية التي تربط بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين، واستمرارا لنهج التواصل والتشاور بين قيادتي البلدين حيال مختلف القضايا الإقليمية منها، والقارية والدولية.