“الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته .. فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر” ..
بهذه الكلمات رسخ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، من جديد خلال زيارة قام بها أمس إلى جامعة قطر، الإيمانَ المطلق الذي يوليه لإنسان هذا الوطن، وأنه الركيزة الأساسية في بنائه، والثروة الحقيقية لنهضته، ومن أجله تسخر كل الإمكانات.
هذا الإيمان يترجم على أرض الواقع في أكثر من مكان، ويرافق سمو الأمير في الداخل والخارج، فالاهتمام بشباب الوطن ليس مقصورا على من هو في الداخل، فلم يغب الشباب القطري الذي يدرس في الخارج عن برنامج سموه في أي زيارة يقوم بها إلى أي دولة، وآخرها الزيارة التي قام بها سموه إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، والتي استقبل فيها الطلاب القطريين الدارسين في ولاية كاليفورنيا، وقبلها استقبل الطلبة القطريين في بريطانيا واليابان، وفي كل جولة يقوم بها لا يغيب الطلبة القطريون عن برنامج سموه، وهو دليل اهتمام ورعاية خاصة يوليها لأبنائه وإخوانه الطلبة في الداخل والخارج.
زيارة سموه بالأمس إلى جامعة قطر، هي واحدة من الأمثلة التي تؤكد الحرص على الاهتمام بالتعليم، والذي هو واحدة من ركائز تقدم المجتمعات والدول، إضافة إلى الصحة، فقطر تعد واحدة من أكثر الدول إنفاقا على التعليم والصحة، ففي موازنة العام الحالي كان نصيب التعليم 20.4 مليار ريال من الموازنة، وهو ما يشكل نحو 13.4% تقريبا من إجمالي الموازنة العامة للدولة، وهو ما يمثل 3.8% من الناتج المحلي السنوي.
هذا الاهتمام انعكس إيجابا على تقدم التعليم وجودته وتصدره، ليس فقط على المستوى العربي، بل اليوم قطر تحتل مركزا متقدما في مجال جودة التعليم، وربما تقرير مؤشر التنافسية الدولية، وهو أهم مؤشر عالمي، يشهد بذلك، حيث احتلت قطر المركز الأول عربيا والرابع عالميا في جودة نظام التعليم، حسب مؤشر التنافسية الدولية، وهو معيار عالمي، من بين 140 دولة.
وفي كل خطابات سمو الأمير المفدى، خاصة الخطاب الشامل الذي يلقيه سموه أمام مجلس الشورى لدى افتتاح دورة الانعقاد السنوي، يتصدر التعليم اهتمامات سموه، وفي رؤية قطر الوطنية 2030 تعد التنمية البشرية ركيزة أساسية فيها.
ثمار هذا الاهتمام بالكوادر الوطنية عبر سلاح التعليم بات يؤتي أُكله، باتت هذه الكوادر التي حرصت الدولة ، وحرصت قيادة هذا الوطن على تسليحهم بالعلم، أصبحوا يتولون المناصب القيادية، ويمثلون العنصر الفاعل في التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا في كل المجالات، بفضل من الله أولا، ثم هذا الاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة.
الابتعاث اليوم في قطر من أجل التعلم في أفضل الجامعات في الداخل والخارج لم يعد مقصورا على وزارة التربية، وإن كانت تتولى جانبا مهما، إلا أن هناك جهات أخرى أيضا تصب في هذا الاتجاه، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، مع منح المبتعث امتيازات وظيفية ومالية عالية.
وبالتالي، فإن الوطن لم يقصر تجاه أبنائه، وهو ما أشار إليه سمو الأمير المفدى بالأمس في الكلمة التي سجلها من أن “قطر استثمرت فيكم وتنتظر منكم”، وهذه كلمة في محلها تماما،هناك استثمار بالمليارات في القطاعات التي تخدم الشباب تحديدا، والوطن ينتظر منهم رد الجميل.
زيارة سموه تضمنت الحديث المباشر مع الطلبة حول أفكارهم ومشاريعهم الحالية وتوصية سموه أبناءه وإخوته بضرورة استثمار طاقاتهم العلمية والمهنية فيما يخدم المجتمع ويعود على الوطن بالنفع ويعزز مسيرة العلم ويضيف إليه عالميا، محققا الريادة لدولة قطر في هذا الميدان، مثمنا سموه دور الشباب في تقدم أوطانهم ودور الجامعة في خدمة الوطن والمساهمة في رفعته.
عندما يؤكد سمو الأمير المفدى أن الشباب هم الثروة الحقيقية، وهم عماد الوطن، فإن ذلك يُترجم مباشرة عبر خطط ومشاريع واسترتيجيات توفر كل السبل التي تخدمهم، والتي يتم من خلالها تأهيلهم لقيادة دفة المجتمع. فإذا كان الشباب اليوم هم نصف الحاضر، فإنهم في الغد يمثلون كل المستقبل، لذلك كان هذا الاهتمام والرعاية بهم، وتأهيلهم عبر سلاح العلم والمعرفة لخوض غمار المستقبل، وهم يمتلكون أهم سلاح وهو سلاح العلم، فالأوطان لا تُبنى إلا بالشباب المتعلم، وأي نهضة لا يمكنها المُضي دون العلم والاهتمام بالتعليم.
جابر الحرمي
ولنا كلمة