الأمير .. ينتصر للقدس
مجددا ينتصر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه للمسجد الأقصى .. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وللقدس .. المدينة المقدسة .
فقد جاءت الجهود الحثيثة التي قادها سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه خلال الأيام الماضية ، لحشد المجتمع العربي والدولي، وتشكيل جبهة موحدة لصد العدوان الإسرائيلي الغاشم على المسجد الأقصى والمقدسات في القدس الشريف، تأكيدا لنهج القيادة القطرية الثابت في الدفاع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية وحقوق الشعب الفلسطيني، ضد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والتي بلغت مرحلة خطيرة هذه الأيام، من خلال مخططاتها الرامية إلى تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، والتي باتت تأخذ منحى متسارعا على هذا الصعيد .
سمو الأمير المفدى منذ اللحظة الأولى للاعتداءات التي قامت بها إسرائيل، بادر باتخاذ مواقف وخطوات عبر اتصالات دولية مع قادة وزعماء العالم العربي والدولي، وأكد وقوف دولة قطر مع الشعب الفلسطيني، مشددا سموه على أهمية تكاتف الجهود العربية والإسلامية لاتخاذ موقف موحد لتعزيز وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي الغاشم .
أول هذه الاتصالات التي أجراها سمو الأمير المفدى كان مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتنسيق المواقف على هذا الصعيد، فالشقيقة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين هي القادرة اليوم على قيادة موقف عربي ودولي لرفض العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والمدينة المقدسة في القدس الشريف، وجهدها على هذا الصعيد واضح ومحل تقدير العالم العربي والإسلامي، ومبادراتها محل احترام العالم، نظرا لما تتبوأ من مكانة، وما تتمتع به من مصداقية في المجتمع الدولي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قادر اليوم على قيادة العالم العربي والإسلامي لتوحيد الكلمة، وتعزيز الصف، من أجل مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة على أكثر من صعيد .
كما كان لسمو الأمير المفدى اتصالات مع قادة عرب وزعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة للإعراب عن استنكار العالم العربي والإسلامي للتصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل، واقتحاماتها المستمرة للأقصى، ومحاولة فرض الأمر الواقع في مدينة القدس، وإعلانها بشكل رسمي عن نيتها بفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني المرفوض على المسجد الأقصى المبارك .
مواقف قطر وقيادتها الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، والمدافعة عن المقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة ترجمت إلى أفعال ومبادرات نوعية لحماية هذه الحقوق، ودعم ثبات المقدسيين، وخير شاهد على ذلك المبادرة التي دعت إليها قطر خلال القمة العربية التي عقدت بالدوحة في 2013 بإنشاء صندوق لدعم القدس والمقدسيين برأس مال يقدر بمليار دولار، وأعلنت مباشرة عن تبرعها بربع المبلغ ـ 250 مليون دولار ـ لهذا الصندوق، إضافة إلى اللجنة الدائمة لدعم القدس، ومواقف عملية أخرى في مجالات متعددة تهدف لدعم القدس والأقصى، ومشاريع إنسانية تستهدف تعزيز صمود العرب ..، أما المواقف من غزة فالحديث عنها يطول .
هذه المواقف هي واجب على الأمة جمعاء تجاه قضية فلسطين والقدس والأقصى، التي تمر اليوم بمنعطف خطير، ومرحلة حرجة، وأصبح العدوان عليها من قبل الدولة العبرية مسلسلا يوميا يتصاعد بشكل وقح، وهو أمر لم يكن ليحدث إلا بسبب التقاعس العربي، والعجز الذي تمر به الأمة، والتشتت الذي نعاني منه، وهو ما دفع الكيان الإسرائيلي لارتكاب هذه الأعمال الإجرامية بحق أهلنا الصامدين في القدس، وبحق مقدسات الأمة .
إن التحرك الذي قاده ولا يزال سمو الأمير المفدى على الصعيدين العربي الإسلامي والدولي يؤكد من جديد الدور التاريخي الذي تقوم به قطر انطلاقا من واجبها تجاه قضية فلسطين والقدس، والتي تمثل القضية المركزية للأمة، وستظل تعمل لتوحيد الصف العربي الإسلامي للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، ووضع حد لها، ومواجهة المخططات التي تستهدف القدس والأقصى، وفضح الممارسات الإسرائيلية التي تقوم بها رسميا أو من خلال المستوطنين الذين يحظون بحماية قوات جيش وشرطة الاحتلال .
ولنا كلمة