مقالات

المالكي يعلن أجندته «الطائفية» بعد قمة «الآمال الخائبة» طوال عام ساند نظام الأسد بالمال والسلاح والأفراد

وقاحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم تعد تحتمل، وتصريحاته “الهوجاء”، وخطاباته “الجوفاء” باتت على “الطالع والنازل” كما يقولون، وبصورة استفزازية ليست للشعب العراقي المسكين، الذي يعيش تحت ظل حكومة “مافيا” من الفساد والافساد، بل تجاوز ذلك ليعلن على الملأ مباركته القتل اليومي الذي يقوم به النظام السوري ضد الشعب الاعزل المنتفض ضد نظام الاسد.

المالكي هاجم بالامس كلا من قطر والسعودية، لكونهما دعتا الى تسليح المعارضة السورية، المتمثلة بالجيش الحر، في وقت يتلقى النظام السوري الذي يواصل حرب الابادة ضد الابرياء من الشعب السوري، وينتهك كل الاعراف والقوانين الدولية، ويستخدم كل انواع الاسلحة ضد شعبه، بما فيها الطائرات والمدافع وراجمات الصواريخ…، هذا النظام يتلقى كل الدعم العسكري والبشري من دول شتى، وفي مقدمتها حكومة المالكي، التي لا تدخر جهدا ومالا وافرادا في تزويد نظام الاسد بما يريد.

كل التقارير تتحدث عن قيام حكومة المالكي بتزويد نظام الاسد بالافراد لقمع المتظاهرين في المدن المنتفضة، والسماح بمرور الاسلحة من دول اخرى الى سوريا، حتى اصبح العراق ممرا آمنا لنقل الاسلحة الى النظام السوري ليمعن في القتل اليومي، ثم يأتي المدعو المالكي ليتحدث عن ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من الجانبين، أي وقاحة هذه التي يتحدث بها المالكي؟!

المالكي في تصريحات الامس يؤكد تضامنه الكامل، ودعمه اللامحدود لنظام الاسد في سوريا، ويقول متباهيا “النظام السوري لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط”!!!.

صحيح، نظام المالكي هو صورة اخرى لنظام الاسد، وبالتالي هناك تضامن تام، ودعم متكامل بين الطرفين، وسقوط احدهما سيقود الى سقوط الاخر.

المالكي الذي فرض بالقوة في منصب رئاسة الوزراء في عام 2010، وفرض بالقوة على الشعب العراقي، الذي يعرف جيدا تاريخه “الملوث” لم يبق ولم يذر من خيرات العراق، فقد بنى له ولأسرته وابنائه “امبراطوريات” من الثراء الفاحش، و”امبراطوريات” من الفساد والافساد، والشيء المضحك في احد لقاءاته مع قناة العربية يقول “ليس لي سوى راتب اتقاضاه في نهاية الشهر ويقدر بعشرة آلاف دولار فقط”!.

تضحك على من، على الشعب العراقي الذي دفعت به سياساتك الاقصائية الى سلم الفقر، بعد ان نهبت خيرات العراق، ام على الشعوب العربية، التي تعرف جيدا تاريخك، وارتباطاتك الخارجية، وعلاقاتك مع مختلف الاجهزة الامنية.

المالكي تولى رئاسة الوزراء لاول مرة في عام 2006، ودعونا نتوقف قليلا مع الميزانية السنوية للعراق، وكيف يتم ابتلاعها وسرقتها على يد “لصوص” يتولون المسؤولية في الحكومة العراقية، ليظل الشعب يعاني الامرين، ويعيش تحت حالة الفقر.

ميزانية 2006، وهو العام الذي تولى فيه المالكي الرئاسة كانت 33.9 مليار دولار، ارتفعت في عام 2007 الى 41 مليارا، زادت في عام 2008 الى 70 مليار دولار، وفي عام 2010 وصلت الى 72.4 مليار دولار، وفي العام الذي يليه وصلت الى 82.6 مليار دولار، وفي هذا العام 2012 وصلت الى 100.5 مليار دولار، أي ان مجموع ميزانية العراق منذ ان تولى المالكي الرئاسة وصلت الى 470.4 مليار دولار، والسؤال: اين ذهبت هذه الاموال؟

لا اعتقد انكم بحاجة لمعرفة واقع العراق، سواء كان الامني او الاقتصادي او المعيشي او الاجتماعي..، يكفي القول انه حتى هذه اللحظة هناك من الشعب العراقي من يفتقر للحصول على مياه صالحة للشرب، ناهيكم عن حجم البطالة بين الشعب العراقي التي تجاوزت 15% حسب المرصد العراقي العام الماضي، أي بما يعادل مليون عاطل عن العمل، وغياب الرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية غير الموجودة اصلا، وهجرة العقول، وحالة الاقصاء التي تمارس ضد فئة من الشعب لحساب فئة اخرى.

اين ذهبت هذه الاموال، اليس من حق الشعب العراقي ان يعرف مادام لا يرى اثرا للتنمية في مجتمعه؟ ومادام يرى تردي الاوضاع على مختلف الاصعدة، الاقتصادية منها والاجتماعية والانسانية والبنى التحتية…

لن تمر حالات النهب والسرقة والفساد على الشعب العراقي مرور الكرام، فالمالكي الذي حوّل العراق الى مزرعة خاصة، وشركة يستنفع منها، سيأتي عليه الدور عاجلا او آجلا، ولا يعتقد ان تأخر الشعب السوري في الانتصار سوف يبعد عنه الدور.

هذا الدفاع المستميت من قبل المالكي عن النظام السوري، ودعمه بالمال والسلاح والافراد، ليس بالجديد، والرهان على بقاء النظام السوري يتحدث به المالكي بين فترة واخرى، لكن اليوم بات يجاهر بهذا العداء للشعب السوري ويعلن علانية وبكل وقاحة دعمه ووقوفه مع النظام في سوريا، والذي يواصل حرب الابادة ضد الشعب.

هذا العداء الصريح والمعلن لم يتجرأ عليه ليس تعاطفا مع الشعب السوري، او انه كان غير داعم للنظام في دمشق، ابدا انما كانت هناك حسابات القمة العربية، التي كان يتوسم ان يحضرها القادة العرب، وان تكون القمة العربية تمثل بأعلى المستويات، فكان يداهن ويراوغ عند الحديث عن الثورة السورية، اما الآن وقد انعقدت قمة “الآمال الخائبة”، وانفض “المولد” كما يقولون، ولم تعد هناك حسابات يعمل لها حساب، فقد “كشر” عن انيابه، واعلن اجندته “الطائفية” علانية، كاشفا عن تأييده لممارسات القمع التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه.

المالكي اليوم هو شريك في الجرائم التي ترتكب في سوريا، فهو الذي يدفع بالافراد للمشاركة في قمع الشعب السوري، وهو الذي يمرر الاسلحة للنظام، وهو الذي يوفر له الغطاء لقتل المزيد من الابرياء في سوريا، ثم يطالب الآخرين باطفاء الحريق القائم في سوريا، ارايتم وقاحة اكثر من ذلك؟!.

المالكي الطائفي ينادي بـ “اطفاء” الحريق في سوريا، في وقت الكل يعرف مدى مساهمته في قتل الشعب السوري، بعدما مارس هذه الهواية مع اطياف من الشعب العراقي، قتلا وتشريدا وابعادا وسجنا.. انه لأمر مضحك.

◄ أخيرا..

أتحسر، كما يتحسر عشرات الملايين من هذه الامة، على بغداد العروبة.. بغداد عاصمة الرشيد، التي طالما انتصرت لقضايا الامة، فاذا هي اليوم “مختطفة”، يحاول مختطفوها حرف مسارها التاريخي العظيم، ولكن لن يستطيعوا ذلك، حتى وإن قادوها عنوة في مرحلة انحطاط عربي، فان اشاوس العراق لن يقبلوا بهذا الوضع المختل والمحتل، وقريبا سيصحح العراقيون مسار التاريخ، وستعود بغداد عاصمة للعروبة، وقلعة للاسلام

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x