المالكي يقود العراق إلى مستنقع الطائفية.. وهذه هي الحقائق
«الغارديان» تساءلت كيف يحكم بهذه العقلية اللاوطنية؟
نوري المالكي صرح في صحفية الغارديان البريطانية وهي ليست صحيفة عربية حتى يقال إننا فبركنا التصريحات بتاريخ 14 /12 /2011 في اجابة على سؤال لصحفي أجنبي خلال مؤتمر صحفي طلب من المالكي أن يصف نفسه، فماذا قال المالكي؟.
المالكي قال واصفاً نفسه ” إنني أولاً شيعي وثانياً عراقي وثالثاً عربي ورابعاً في حزب الدعوة “!.
صحيفة الغارديان استغربت من هذا القول، وعلقت على ذلك بالقول: كيف يمكنه؛ تقصد المالكي، الحكم بهذه العقلية اللاوطنية الطائفية؟.
أنا أجزم أن هناك من عقلاء الشيعة، وشرفائهم من يرفض هذا القول، ويرفض السياسات الاقصائية التي يتبعها المالكي ضد كل من يخالف رأيه أو منهجه أو توجهه.
مصلحة العراق بالنسبة للمالكي ليست مهمة، فهي في الدرجة الثانية، هذا حسب قوله، وليس قولي، فماذا ينتظر العراق والعراقيون من شخص يحكم بلادهم بهذه العقلية.
في مقالي السابق لم يعجبهم عندما تعرضت إلى مظاهر الفساد والافساد القائمة حالياً في العراق، وكيف تحول العراق الى ” مزرعة ” خاصة للمالكي وأبنائه وأتباعه، والمليارات من الدولارات التي ذهبت ادراج الرياح دون أن يشعر المواطن البسيط بأي تنمية في موازنات سنوية بلغت اجماليها منذ ترأس المالكي للوزارة الأولى 2006 إلى أكثر من 470 مليار دولار، اضافة الى فشل القمة العربية الأخيرة، التي نفاها طبعا السفير هنداوي، ولم يذكر حقيقة أي نجاح، ولماذا غاب غالبية القادة العرب، فيما عدد من الرؤساء (5 رؤساء) أتوا بطائرات خاصة تم تأجيرها لهم للحضور الى القمة بلغت تكاليفها مليار دينار عراقي من أجل مشاركة هؤلاء الرؤساء، وأحدهم غادر قاعة المؤتمر قبل إلقاء كلمته، وبعد جهود حثيثة أعيد مرة أخرى إلى الجلسة، أليس الشعب العراقي الذي يعيش غالبيته تحت خط الفقر أولى بذلك؟.
مظاهر الفساد فقط خلال القمة “الفاشلة ” في مشروعين هما اعادة تأهيل الطرق التي سيسلكها القادة وعدد من الفنادق التي سيسكنها الضيوف غير القادة بلغت أكثر من 800 مليون دولار، ولم ينجز من هذه المشاريع سوى 10 %، فأين ذهبت هذه الأموال.
ولا أتحدث هنا عن القاعة التي عقدت فيها القمة، أو المنطقة الخضراء، أو التجهيزات الداخلية، التي كلفت الملايين.
ماذا فعل نوري المالكي في العملية السياسية في العراق؟
الكل يعرف أن المالكي لم يفز في انتخابات 2010، ولكن بالرغم من ذلك فرض على الشعب العراقي، الذي رفض اختياره عبر صناديق الانتخاب، اليوم المالكي يقود العملية السياسية الى طريق الهاوية، ويحاول تصفية كل الرموز التي تختلف معه، وطارق الهاشمي هو نموذج واحد من عشرات النماذج التي إما يتم اقصاؤها عبر تلفيق تهم لها، ومن ثم إبعادها عن الساحة السياسية، أو تصفيتها جسديا كما هو الحال مع الدكتور حارث العبيدي، وتصفية العشرات من عناصر الصحوة الذين يرفض المالكي ادخالهم ضمن الجيش والشرطة، فيما تم ادخال فيلق بدر وجيش المهدي وميليشيات حزب الدعوة الى الجيش والشرطة لتشكل هذه الفرق أكثر من 75 % منها.
والغريب أن المالكي في حربه الاقصائية ضد مخالفيه لديه تهمتان الارهاب والانتماء إلى البعث، وهما التهمتان اللتان تمثلان جزءاً من حياة المالكي في السابق أو اللاحق، ولا أريد هنا ان افتح تاريخ المالكي منذ ان غادر العراق في عام 1979.
أما الانتماء إلى البعث الذي يحاربه المالكي فأمره عجيب، ففي الوقت الذي يشن حرباً لا هوادة فيها على البعثيين من أبناء جلدته، يقدم على الطرف الآخر؛ وأقصد لبعث سوريا كل الدعم والمساندة والسلاح، بل والافراد كذلك، أليس في ذلك مفارقة عجيبة.
الوزارات السيادية من يتولاها.. المناصب القيادية من يشغلها.. الدفاع والداخلية من يولى أمرهما.. أتمنى من السفير العراقي أن يجيبنا على ذلك بكل شفافية ووضوح.
نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي أصدر المالكي حكماً سياسياً عليه، وسعى إلى تصفيته؛ وهذه هي الحقيقة كما تمت تصفية شقيقيه وشقيقته، ولم يعرف الى الآن من قام بذلك، ولم تبذل الحكومة العراقية أدنى جهد في سبيل معرفة الجاني، هذا الشخص طارق الهاشمي قال في مقابلة مع ” الجزيرة ” إن العرب السنة في العراق مستهدفون، وإن قضيته تحمل بعداً طائفياً، خاصة وانه خامس شخصية سنية يتم استهدافها، وأن 90 % من المعتقلين في العراق من العرب السنة…
لا أريد الانحياز الى أي طرف من الرجلين، ولكن اقرأوا سيرة وتاريخ كل من المالكي والهاشمي، ثم قرروا من تصدقون.
اليوم المالكي من أجل تصفية الهاشمي، قام باتهام حماية الهاشمي بتفجيرات وأصدروا بحق الهاشمي مذكرة اعتقال، لمجرد اتهامات لم تثبت، بينما قبل نحو ثلاث سنوات قام حماية عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية بقتل حراس مصرف الرافدين في منطقة الكرادة وسرقوا الاموال واعترفوا بذلك، لكن لم يتم اتخاذ أي اجراء ضدهم ولا ضد عبدالمهدي، على ماذا يدل هذا؟.
المالكي يقود العراق إلى الهاوية، هذه هي الحقيقة.. المالكي بسياساته الاقصائية والطائفية يريد تمزيق المجتمع العراقي، وتحويله الى طوائف ومذاهب يقاتل بعضها بعضا، فهل يقبل الشرفاء من العراقيين من كل مكونات المجتمع هذه السياسة، ويرضون بالوقوع في مستنقع الطائفية؟.
حديثي لم ينته بعد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي يمثل خطراً ليس فقط على السنة في العراق، بل ان خطره أكبر على الشرفاء من العراقيين من كل مكونات هذا الشعب، بمن فيهم الشيعة الأحرار، الذين يرفضون الانطواء تحت عباءة المالكي الطائفية بامتياز، أو الانجرار الى المستنقع العفن الذي يريد ادخال العراقيين إليه، وهو مستنقع الطائفية البغيض. استغرب من السفير العراقي بالدوحة، عفواً سفير المالكي تحديداً السيد جواد هنداوي، الذي قاتل في مؤتمره الصحفي الثلاثاء الماضي ” لتبرئة ” المالكي من الطائفية، وليقول إنه لا مكان للطائفية في العراق، وهو بذلك يناقض رئيس وزرائه نوري المالكي في تصريحاته وأحاديثه المعلنة، وليس فقط في الجلسات المغلقة أو اجتماعات حزب الدعوة، أو ائتلاف دولة القانون وهو أمر مضحك هذا المسمى في بلد يضرب رئيس وزرائه عرض الحائط بالقانون أو الاجتماعات السرية التي تعقد لتنفيذ ” اجندات ” تآمرية.