مقالات

الملايين يحبسون أنفاسهم.. ويترقبون التصويت اليوم

آن الأوان للاتحاد الدولي لكرة القدم أن يلتفت إلى الشرق الأوسط

الأمل أن يتحقق الحلم اليوم، الذي لطالما راودنا جميعا، وآن الأوان ليكون واقعا، ليس بالأمنية، إنما من خلال عمل متقن، وملف مميز ومتكامل قدمته قطر، حاملا معه آمال الملايين، الذين يتطلعون إلى أن يروا كأس العالم 2022 في قطر، هذا البلد الذي قدم للعالم إبداعات ومبادرات، ليس على الصعيد الرياضي فحسب، بل قاد مبادرات إنسانية واجتماعية وخيرية وتصالحية.. تهدف في نهاية المطاف إلى استتباب مزيد من الأمن والاستقرار والسلام ليس فقط بالمنطقة، بل في العالم أجمع.

وبغض النظر عن الفوز بالاستضافة أو ذهابها إلى دولة أخرى، فإن قطر قدمت صورة مشرفة عن كيانها كبلد يمتلك كل المقومات، وقيادة لديها رؤية وعزيمة وفكر، وجيل طموح يتميز بالكفاءة والقدرة على تحمل المسؤوليات وهو في ريعان شبابه، والتصدي للمهام الصعبة بكل اقتدار وثقة، بل انها قدمت صورة مشرفة عن إقليمها الخليجي، وأمتها العربية، وأسرتها في الشرق الأوسط، وإنها بطلب تنظيمها كأس العالم تحمل رسالة سلام إلى العالم أجمع.

واذا كانت قطر قد أبهرت العالم من خلال ما قدمته من أفكار غير مسبوقة في عملية الاستضافة، وتوظيف التكنولوجيا في عالم الرياضة والملاعب، فإنها بالأمس من خلال رسالة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، قد أضافت بعدا أكثر أهمية من ذلك، وهو البعد الإنساني، والتفاعل بين شعوب العالم، بحيث تكون الرياضة جسرا للتقارب بين الأجيال، بعيدا عن الحروب، التي لطالما راح ضحيتها الملايين، وانكوت بنيرانها الشعوب، ودمرت دولا ومجتمعات.

الشرق الأوسط اليوم هو أحوج ما يكون إلى ثقافة جديدة، وأحوج ما يكون إلى التفاتة عالمية، خاصة كرة القدم التي باتت اليوم تشكل جسرا للتواصل والتعارف، وأحوج ما يكون كذلك إلى أن يعرفه العالم عن قرب، بعيدا عن الفكرة السلبية المأخوذة عن هذه المنطقة، بأنها منطقة عدم استقرار، وأنها مصدرة لما يسمى بالإرهاب والمشاكل..، والوقت قد جاء ليغير العالم نظرته تجاه هذه المنطقة الحيوية والمهمة في العالم.

العالم شاهد بالأمس العرض الذي قدمته قطر من خلال أبنائها، الذين قدموا مهارات وإمكانات خلاقة، وقبلها العالم اطلع على ما عرضته قطر من امكانات وتسهيلات لم يسبق أن تقدمت بها أية دولة، سواء فيما يتعلق بدعوة الآلاف من شباب العالم خلال استضافة كأس العالم، أو إهداء المدرجات الإضافية في العديد من الملاعب إلى الدول الفقيرة والمحتاجة، وهو أمر لم تقدم عليه أية دولة من قبل، وهو ما يتلاقى مع أهداف الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا “.

قطر قدمت ملفا متكاملا وغير مسبوق، ولكن يجب علينا كمواطنين وكأبناء أمة عربية ألا نظن أننا الوحيدون في الساحة، فهناك منافسون لنا في هذه الحلبة، ولديهم أيضا ملفات سعوا من خلالها إلى استمالة أعضاء الفيفا للتصويت لهم، مما يعني أن الآخرين لهم أيضا حظوظ أيا كانت، ويجب أن نعي ذلك، وهناك حسابات أخرى تتدخل في أحيان كثيرة عند اختيار الدولة المستضيفة.

لقد حضرت قطر بقوة بين العمالقة للتنافس في هذا المحفل الرياضي العالمي، وقدمت جهدا مميزا ومشرفا، واستطاعت أن تبهر العالم بملفها، وهذا بشهادة كل المراقبين، ولكن قد لا يكون كأس العالم 2022 في الدوحة، وحتى اذا حصل ذلك، لا قدر الله، سنكون فائزين، وهذا ليس من باب المجاملة أو التبرير، لكن إذا ما حسبنا المكاسب التي حققتها قطر من دخولها حلبة المنافسة في سباق الاستضافة، وما قدمته من مبادرات نوعية في عالم الرياضة، وادخلت مفهوما جديدا، وثقافة غير مألوفة، ونظرة متقدمة للدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة بين الشعوب.

التحدي والإصرار والعزيمة.. صفات متأصلة في الإنسان القطري، وملف استضافة المونديال تحد دخلته قطر وهي قادرة على إكماله للنهاية وبكل نجاح، وهو ما عرف عن قطر وقيادتها طوال المرحلة الماضية في مختلف الملفات.

وكما بدأ الملف القطري قويا، واشتمل على مفاجآت عديدة أبهرت العالم، فإنه في عرضه الأخير بالأمس في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا ” كان أكثر قوة، وأكثر إقناعا، وأكثر تميزا، وأكثر ثقة كذلك بالنفس وبأبنائنا الذين حملوا على عاتقهم ملفنا الوطني، وقدموه للعالم بهذه الصورة الحضارية الرائعة.

اليوم قطر على موعد مع التاريخ، فاذا ما جاء التصويت لصالح قطر فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيكون أكبر المستفيدين من هذا الاختيار.

نعم ” الفيفا ” سيكون هو الكاسب الأول إذا صوَّت من أجل الدوحة 2022.

ننتظر ونحن كلنا أمل..

 

صحيح اننا اليوم نحبس الأنفاس من أجل اللحظة الحاسمة.. صحيح ان قلوبنا اليوم معلقة بزيورخ، لكن الأكيد اننا فائزون بغض النظر عن التصويت اليوم لاختيار البلد الذي سيستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022.

الجميع اليوم ينتظر لحظة التصويت، ويتطلع إلى أن يكون الاختيار يقع على الدوحة، وهو أمل وحلم يقف الجميع داعمين له، قيادة وشعبا، ويحظى بتلاحم غير مسبوق، مدفوع بتأييد عربي ومنطقة الشرق الاوسط بأسرها.

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x