سعدنا بالأمس بالزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي حل ضيفا كريما على أخيه سمو الأمير المفدى، وعلى أهل قطر جميعا، فضيف سمو الأمير هو ضيف قطر كلها .
تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف للدوحة، التي هي الأولى لسموه للخارج بعد توليه منصب ولي ولي العهد بالشقيقة السعودية، تأكيدا على عمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتي تمتد لقرون مضت، سواء كان ذلك على مستوى خصوصية العلاقة الأخوية التي تجمع بين الأسرتين الكريمتين الحاكمتين في البلدين، أو على مستوى الشعبين الشقيقين، اللذين يتداخلان فيما بينهما بدرجة عالية جدا .
هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين ليست مبنية على علاقات دبلوماسية تقليدية كما هو متعارف عليه بين بلدان العالم، بل هي أكبر من ذلك بكثير، وفي جميع المجالات، وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين نموذجية ومتفردة .
تحمل الزيارة الكريمة للأمير محمد بن نايف أهمية كبرى، كونها تأتي في ظروف دقيقة، وتحديات جسام، ومخاطر متعددة، تواجه المنطقة، وللشقيقة السعودية الدور البارز، والثقل الأكبر في إعادة التوازن للمنطقة، فهي قائدة أي تحرك حيال جميع الملفات، سواء كان ذلك على صعيد مجلس التعاون الخليجي، أو العربي، أو المنطقة بأسرها، ودورها البارز حيال قضايا العالم جميعها .
اليوم المملكة العربية السعودية الشقيقة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وما عرف عنه من حكمة، وما يتمتع به من رؤية وبعد نظر، تتصدى لقضايا المنطقة بجهد كبير، ووفق رؤية جديدة، بفضل الخطوات البناءة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين، بضخ دماء شابة جديدة في المناصب القيادية، وهو ما يحسب للملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما يعني أن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة في مسيرة التنمية بالداخل، وأدوارها العظيمة في الخارج .
كما صاحب هذه الرؤية لخادم الحرمين الشريفين استحداث مجالس جديدة، تدفع بعجلة التقدم والنماء إلى الأمام، وربما أبرز هذه المجالس: مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، والذي يتولى رئاسته سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومجلس الشؤون الاقتصادية والذي يتولى رئاسته سمو الأمير محمد بن سلمان، وهما من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والجدية والإنجاز، سواء كان ذلك بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي استطاع أن يحقق تطورا وإنجازات كبرى بوزارة الداخلية، أو في الملفات التي تولاها في الداخل والخارج أيضا، وهو اليوم يتولى مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، إضافة إلى مناصبه الأخرى، وهو أهل لهذه الثقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، بفضل نجاحاته الكبرى .
والأمر كذلك بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، الذي يتولى رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية، فهو من القيادات الشابة، المتميزة علميا وعمليا، وهو ما يؤهله لإحداث نقلة نوعية في المجالين الدفاعي والاقتصادي لاستكمال مسيرة التطور والنهضة والتقدم التي تشهدها الشقيقة السعودية، والتي نحن في قطر أكثر الناس فرحا وسعادة بأي نجاح أو تقدم أو مركز متطور تحققه المملكة العربية السعودية، فهذا النجاح هو نجاح لنا، ونعتز به كثيرا، والحال كذلك مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يمثل بيتنا الإقليمي .
نحن واثقون بأن حكمة خادم الحرمين الشريفين، ورؤية قيادتها الرشيدة، قادرة اليوم على التصدي لكل المخاطر التي تواجه المنطقة، فالشقيقة السعودية قائدة أي تحرك في جميع الملفات، سواء كان ذلك على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو العربي، فهي مشهود لها بحرصها على الحفاظ على تدعيم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومده بمزيد من القوة والتماسك وتطوير مسيرته وتعزيزها، وسعيها الدائم لإقرار الأمن والسلام بالمنطقة، واحترام الجوار، وعدم التدخل، وتقديمها كل الدعم لاستقرار المنطقة، وتبذل كل الجهود من أجل خدمة قضايا أمتها العربية والإسلامية، وهذا أمر الحديث عنه يطول .
إن هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيدا من التواصل والعمل البناء بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن نكون على قلب رجل واحد في مسيرتنا الخليجية، التي هي اليوم بأمس الحاجة إلى مزيد من التكامل والتماسك وتقديم الأولويات، والابتعاد عن كل ما قد يثير الحساسيات، ونحن على ثقة من أن قادة دول المجلس يستشعرون المخاطر التي تواجه المجلس في هذه المرحلة .
إننا في قطر نثمن عاليا الأدوار الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، وتقوم بها الشقيقة المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، وجهودها المتواصلة من أجل خدمة قضايا أمتها، وعلى ثقة من أن المرحلة المقبلة سوف تشهد خلالها العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين مزيدا من التطور والتكامل والتداخل.
.. ولنــا كلمة