تكريم الأمير للحاصلين على جوائز الدولة رسالة لكل المبدعين
ما تقدمه الدولة لأبنائها من تشجيع للتحصيل العلمي غير متوافر في أي مكان
لا تخفى على أحد الجهود الجبارة التي تبذلها القيادة الرشيدة في مجال دعم التعليم، وإيجاد بيئة تعليمية على مستوى متقدم، وانشاء مرافق علمية تدفع نحو الابداع، والعمل على كل ما من شأنه خلق منافسة شريفة بين أبنائنا من الطلاب والطالبات في ميدان العلم والبحث العلمي، وما المؤسسات التعليمية التي تقف شامخة إلا خير دليل على ذلك.
فعلى الرغم من أن سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه كان على سفر لحضور مؤتمر بتركيا، وقبل ذلك في صباح اليوم نفسه كان برنامج سموه حافلا بالاستقبالات العديدة لضيوف البلاد، فإن سموه فضل حضوره شخصيا لتكريم الحاصلين على جوائز الدولة، ليبعث رسالة من جديد ان القيادة في هذا الوطن تقف داعمة ومساندة وباذلة الوقت والجهد والمال من أجل تكريم أبنائها الذين أبدعوا فاستحقوا التكريم، والذين عملوا لرفعة هذا الوطن المعطاء فاستحقوا أن يبادلهم الوطن العطاء بالعطاء.
مواقف سمو الأمير حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو الشيخة موزة حفظها الله كثيرة ومتعددة في مجال دعم التعليم ودعم العلم والبحث العلمي..، وهي مواقف تسجل بكلمات من نور، وتؤرخ لمرحلة جديدة في مسيرة هذا الوطن.
كثر اولئك الذين يتحدثون عن قيمة الانسان، ولكن قلة اولئك الذين يترجمون ذلك على ارض الواقع، وقطر من بين القلة التي تترجم ايمانها بالإنسان وانه يشكل الثروة الحقيقية،التي تترجم ذلك على ارض الواقع، فسمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه لا يتحدث فقط عن ان الانسان هو ثروة هذا الوطن، بل ترجم ذلك من خلال الاستثمار في هذا الانسان، عبر السعي لإيجاد أفضل نظام تعليمي، والعمل على بناء مؤسسات تعليمية، وتوفير بيئة خلاقة تدفع نحو الابداع، مع توفير كل سبل النجاح أمام ابنائه من الطلبة.
اجزم انه لا توجد دولة في العالم تقدم كل هذه المغريات لأبنائها للدفع بهم نحو التميز والتحصيل العلمي، كما هو الحال بالنسبة لقطر، والعمل على منحهم الامتيازات المادية وتوفير كل الامكانات كما هو الحال بالنسبة لقطر، وبالتالي ليس هناك عذر أمام ابنائنا.
وتابعنا بالأمس الحوافز المالية والتشجيعية والمنح الدراسية الكبيرة التي وجه بها سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين للمبتعثين المتميزين، فأي دولة تقدم مثل هذه الحوافز والامتيازات لأبنائها؟.
دولتنا بقيادة سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين لم تقصر ابدا في مجال التعليم، وتوفير افضل الفرص، وبالتالي ليس هناك عذر امامنا سواء كأولياء أمور أو مسؤولين، وصولا الى الطلبة والطالبات الذين يفترض أنهم الأحرص على استثمار هذه الفرص، التي لا تتوافر لأقرانهم في الدول الاخرى.
إن الدعم المقدم اليوم للتعليم، والاهتمام الكبير من القيادة في هذا القطاع، لهو مؤشر على ان مجتمعنا مقبل على نهضة كبرى، فعبر التاريخ كان التعليم والبحث العلمي هو الباني للحضارات، والباعث للامم، وكلما كان هناك اهتمام بالعلم والعلماء، كانت هناك نهضة وتقدم وتطور، والعكس ايضا صحيح، ومسيرة الأمم خير شاهد على ذلك.
اليوم وضعت الدولة ثقلها في الاستثمار في الانسان، والعمل على البناء والتكوين السليم لهذه الثروة الحقيقية، والتركيز على بناء الاجيال، كونهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل، وبالتالي سخرت الدولة كل امكاناتها من اجل بناء الانسان، وفق منظومة متكاملة، في مقدمتها التعليم، الذي من خلاله تنهض الامم.
إن الجهد الجبار المبذول اليوم لتطوير منظومة التعليم بحاجة الى تعاون وتكاتف الجميع، ولا ينبغي القول إن هذا الامر مسؤولية الدولة فحسب، دون أن تكون هناك شراكة مجتمعية تتكامل مع جهد الدولة.
إن إحدى الرسائل التي تجلت بتشريف سمو الأمير المفدى لحفل جوائز الدولة أن العلماء واصحاب العطاء العلمي والمبدعين ممن قدم الكثير لهذا الوطن، لهم مقدرون من قطر كلها ممثلة بقيادة هذا الوطن سمو الأمير المفدى، وفي الوقت نفسه رسالة للشباب ولأبناء هذا الوطن ان الذين يتميزون ويبدعون وينجزون ويقدمون عطاء في سبيل الوطن، فان الوطن لا ينساهم، والقيادة تجلهم وتكرمهم، والجميع يحتفي بهم.
إن الوطن قدم لنا الكثير، والدولة لم تقصر مع ابنائها، ووفرت لهم كل السبل الكفيلة بتفوقهم، وبالتالي لا عذر لنا اذا ما تقاعسنا عن المضي في طريق الابداع، وطريق الجد والاجتهاد، وطريق بناء الأوطان، الذي لا يكون فيه مكان للمتقاعسين أو المتخاذلين أو الذين لا همم لديهم ولا طموح يدفعهم نحو الأفضل في بناء مستقبل أوطانهم.
المبادرة الكريمة لسمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه بتكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية هي تتويج لمسيرة من الخطوات العملية الداعمة للعلم والعلماء، والداعمة للبحث العلمي وللمبدعين في هذا البلد.
واليوم يتفضل سمو ولي العهد الأمين بتكريم الطلبة والمعلمين والمدارس الفائزة في يوم التميز العلمي، وهي مبادرة تجسد حرص القيادة الحكيمة على تحفيز المتميزين في قطاع التعليم بمجالاته المختلفة، سعيا للدفع بهم نحو المزيد من التنافس، وفتح آفاق أرحب من الإبداع.