مقالات

حمد بن خليفة.. المنتصر لقضايا الأمة

نعم الشاهد على المصالحة أنت يا سمو الأمير

من منا لا يتذكر قمة غزة والانتصار لغزة خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع في عام 2008، والدعوة التي أطلقها سمو الأمير المفدى – حفظه الله ورعاه – من أجل المسارعة إلى نجدة غزة في اليوم الأول من العدوان، وحشد كل الطاقات من أجل الانتصار لغزة في معركتها مع الاحتلال الصهيوني، وحربه القذرة على غزة، وكيف جاهد سمو الأمير المفدى من أجل اكتمال النصاب لعقد تلك القمة بالدوحة، وظلت مقولة سموه في خطابه الشهير قبيل انعقاد قمة غزة تتردد بالآفاق “.. إلا أن نصاب قمة غزة ما إن يكتمل حتى ينقص.. حسبي الله ونعم الوكيل”.

لم يكتف سمو الأمير بالقول، بل حوّل ذلك إلى فعل، كما هي عادة سموه دائماً، وقدم سموه لغزة وإعادة إعمارها، وكذلك الدعم المادي لمؤسساتها وشعبها لتجاوز تلك المحنة، وظل سموه يؤكد مركزية القضية الفلسطينية مهما جاءت من ملمات وأحداث جسام عصفت بالأمة، إلا أن القضية الفلسطينية ظلت هي الهاجس لسمو الأمير المفدى، وظلت تمثل قضية الأمة الرئيسية لسموه.

وبالأمس حقق سمو الأمير المفدى – حفظه الله ورعاه – ما عجز آخرون عن تحقيقه، فكان أن تمت المصالحة بين الأشقاء والإخوة في فتح وحماس، بحضور الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، اللذين وقعا على اتفاق المصالحة التاريخي، وكان الشاهد سمو الأمير.. ونعم الشاهد.. ونعم القائد.. ونعم الزعيم…

اتفاق يعيد للبيت الفلسطيني دوره، ويعيد للجسد الفلسطيني لحمته، ويعيد للقضية الفلسطينية مكانتها.. اتفاق يأتي في وقت عصيب تواجه الأمة بأسرها – والقضية الفلسطينية تحديداً – ظروفاً صعبة، ولكن في الظلمة الحالكة السواد يولد الفجر، فكان النور الذي انبعث على يد سمو الأمير المفدى لينير الطريق في هذا الوقت العصيب، الذي تمر به أمتنا.

اتفاق الأمس يمثل مرحلة جديدة في مسيرة العمل الفلسطيني، الذي ظل تتقاذفه أمواج الفرقة والتشتت والتشرذم، وهو ما مثّل هدية للعدو الإسرائيلي، الذي استغل الوضع فسعى إلى بث مزيد من الفرقة وزرع الخلافات بين الأشقاء، وسعى جاهداً إلى تكريس هذه الفرقة والتناحر في البيت الفلسطيني، ليتفرغ العدو لمصادرة مزيد من الأرض وتهويد القدس، وتشريد الأهل من فلسطين.

اتفاق الأمس، الذي تحقق على اليد الكريمة لسمو الأمير – حفظه الله ورعاه – الساعية في الخير، يعيد الحياة من جديد للقضية الفلسطينية، ليوحد الجهود والطاقات ليس فقط بين فتح وحماس، بل بين جميع الفصائل والمنظمات الفلسطينية، التي من المؤكد ستبدأ من اللحظة في استثمار هذه الهدية، التي قدمها سمو الأمير للقضية الفلسطينية، وللأشقاء في مختلف الفصائل، والمنظمات من أجل فلسطين الغد، ومن أجل الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة، ومن أجل وحدة الصف الفلسطيني، الذي طالما حلم به كل طفل فلسطيني ينظر بأمل لاستعادة الحقوق ومستقبل الأجيال.

هذا الاتفاق وضع القضية الفلسطينية من جديد على المسار الصحيح، بعد فترة من الضياع وغياب البوصلة، وبعد فترة من التناحر الداخلي في البيت الفلسطيني.

إصرار سمو الأمير، وإخلاصه في مساعيه الخيرة، وجهده المتواصل من أجل القضية الفلسطينية، ومن أجل خدمة قضايا الأمة بأسرها، حقق هذا النجاح، وحققت قطر بقيادة سموه نجاحاً تلو الآخر، في مختلف المحافل، وعلى كل الأصعدة، وكانت الصوت العاقل المدافع عن قضايا الأمة، وكانت العامل المخلص من أجل خدمة قضايا الأمة، وقدمت في سبيل ذلك الكثير، انطلاقها من إيمانها بالمسؤولية تجاه هذه الأمة، وشعورها بالواجب في القيام بدورها في هذه المرحلة الحرجة، التي تمر بها أمتنا.

هذا الدور التاريخي، الذي تقوم به قطر قيادة وشعباً هو امتداد لعطائها، وتضحياتها عبر التاريخ، ومن يقرأ سيرة المؤسس المغفور له – إن شاء الله – الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، ومن أتى بعده من أبنائه وأحفاده، وصولاً إلى سمو الأمير المفدى – حفظه الله ورعاه – وسمو ولي عهده الأمين – حفظه الله ورعاه – يعرف جيداً أن قطر كانت – ولا تزال وستبقى – معطاءة من أجل أمتها، مدافعة عن المظلومين، ساعية إلى الخير في كل مكان، باذلة للمعروف دون منٍ أو أذى، ودون الحديث عن ذلك.. هي قطر بقيادتها وشعبها ورجالاتها دائماً في الخير سباقة، وللمعروف يد ممدودة.

صحيح أن فلسطين وقضيتها هي الهاجس الأكبر، وقدمت قطر في سبيل ذلك الكثير، ولكن في الوقت نفسه، قدمت قطر لقضايا أخرى في العالم العربي والإسلامي الشيء الكثير، وكانت الحضن الذي احتضن اتفاقيات السلام بين الأشقاء، ووأد بؤر الفتن بين العديد من الدول، وقدمت مبادرات نوعية من أجل حل الخلافات وتوحيد الصفوف.

الدوحة تشكل اليوم عاصمة للسلام والمصالحات.. عاصمة للوئام ولم الشمل.. عاصمة للود والمحبة.. عاصمة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الإخوة والأشقاء…

قطر قلب العروبة النابض، ومنارة الإسلام والمدافع عن قضايا الأمة، والمنحازة إلى الشعوب المظلومة والمضطهدة والمغلوبة على أمرها.. ستظل كذلك لأنها تنطلق من مبادئ وقيم لا تتغير ولا تتبدل، ولن تنحرف عن ذلك مهما لاقت من صعاب، ومهما حاول “الأقزام” الإساءة إليها…

ستظل قطر وقيادتها وشعبها أكبر من كل “الأقزام” الذين يحاولون اليوم عرقلة دورها المنحاز إلى الأمة وإلى الشعوب المضطهدة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها أمتنا.

أدام الله على قطر الأمن والأمان والاستقرار.. وحفظ الله سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين.. وحفظ الله هذه الأرض الطيبة.. وهذا الشعب المعطاء من كل مكروه…

 

ظل هاجس مصالحة الأشقاء الفلسطينيين في فتح وحماس هو المسيطر عليه، ولم يترك مناسبة أو حدثاً إلا وسعى إلى لم الشمل بين الإخوة والأشقاء، والدعوة إلى وحدة الصف في مواجهة العدو الحقيقي للأمة، ونبذ الخلافات، والترفع إلى مستوى التحديات، التي تواجه الشعب الفلسطيني.. إنه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى – حفظه الله ورعاه – الذي مهما انشغل بقضايا الأمة الكثيرة والمتعددة تظل القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لسموه.

 

ولنا كلمة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x