مقالات

سمو الشيخ تميم بن حمد 10 سنوات من الحكم الرشيد

تصادف اليوم الذكرى العاشرة لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم في البلاد، استكملت البلاد خلالها مسيرة التنمية الشاملة، التي انطلقت بكل قوة وتنوع في عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

لقد شهدت البلاد خلال السنوات العشر الماضية من حكم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تنمية شاملة في مختلف القطاعات، جعلت دولة قطر تتصدر الكثير من المؤشرات التنافسية الدولية، وشكلت منها نموذجا مميزا في بناء الدول الحديثة.

قاد سمو الأمير المفدى مسيرة تنموية كان أمامها الكثير من الاستحقاقات الوطنية والدولية، واستطاع ليس فقط إنجازها أو تحقيق نسبة نجاح كما يقولون، بل إن ما حققته قيادة سموه من نجاحات فاق كل التصورات، وجدد التأكيد على قيادة راشدة وحكيمة يتمتع بها الشيخ تميم بن حمد، في إدارة دفة ملفات مختلفة محلية وإقليمية ودولية.

 

تسلم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم مقاليد الحكم – بعد سنوات عشر من ولاية العهد – كانت هناك ملفات وطنية واستحقاقات دولية، قد بدأتها دولة قطر، من ذلك رؤية قطر الوطنية 2030 التي أسند مهامها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما كان أميرا للبلاد إلى سمو الشيخ تميم وهو ولي للعهد في 2008، والتي تؤسس لبناء دولة المؤسسات وفق رؤية وإستراتيجيات وخطط واضحة المعالم، واصل سمو الشيخ تميم إكمال وترسيخ هذه الرؤية، فانعكست ثمار ذلك بتحقيق إنجازات في مختلف القطاعات، وربما أثبت أهم مؤشرين يقاس بهما تقدم المجتمعات وهما الصحة والتعليم قوتهما وتميزهما، وما جائحة كورونا التي كانت دولة قطر من الدول القلائل التي صمد نظامها الصحي وكانت الدولة الأقل وفيات عالميا، إلا نموذج واضحا لقوة وصلابة النظام الصحي.

أما على صعيد النظام التعليمي فكان واضحا حجم التطور والإنجاز الذي شهده، فجهود ومبادرات سنوات أثمرت تميزا في جودة التعليم، جعله يتصدر المؤشرات العالمية على هذا الصعيد.

كذلك مؤشر الأمن والسلام، وهو واحد من أهم المؤشرات، فدولة قطر تتصدر هذا المؤشر، وهو دليل على ما تتميز به من أمن واستقرار، وهو أساسي للتقدم والازدهار.

أما القطاعات الأخرى السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية والرياضية والثقافية والاجتماعية فقد حققت إنجازات، وقطعت أشواطا متقدمة في مسيرة تكاملية نوعية، مثلت تجربة رائعة يشار إليها بالبنان.

مشاريع تنموية كبرى أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية ربما أبرزها ما يتعلق بافتتاح مطار حمد وميناء حمد والريل وافتتاح متحف قطر الوطني وتوسعة مشاريع الغاز وإنشاء محطة الخرسعة للطاقة الشمسية وإنشاء مدن ومشاريع سكنية جديدة بالكامل، ومشاريع الاكتفاء الذاتي للعديد من المواد الغذائية والألبان، والاستمرار بنهج الوساطات وتحقيق نجاحات مميزة على هذا الصعيد، ربما المشهد الأفغاني خير شاهد على هذا الاختراق الكبير الذي استطاعت السياسة القطرية الرصينة أن تحققه، والتمكن من توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان بالدوحة في مطلع 2020، وما أعقب ذلك من انسحاب للقوات الأجنبية من أفغانستان، والأدوار الكبيرة الإنسانية والإغاثية التي قامت بها قطر في أفغانستان كانت محل إشادة العالم أجمع، وهو ما عجل بالأمم المتحدة لافتتاح بيت الأمم المتحدة بالدوحة، وهو دليل على المكانة التي تحظى بها القيادة القطرية، والثقة التي تتبوؤها دولة قطر في المجتمع الدولي.

أما الحدث الأبرز الذي استضافته قطر بنجاح منقطع النظير، ولأول مرة يقام بدولة عربية أو مسلمة، كان تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، والذي سجل نجاحا مميزا، ليس فقط في المنشآت والمرافق والملاعب الرياضية والمقار السكنية، بل فوق ذلك كان التنظيم المبهر وإدارة الحشود وسلاسة التنقل ونوعية الفعاليات والأحداث المرافقة، وتضمين البطولة قيما وأخلاقيات وعادات وتقاليد وقيمنا العربية والإسلامية، كل ذلك كان محل تقدير وإشادة الأوساط الرياضية العالمية التي لم تتوقع تنظيما بهذا المستوى من الدقة والانضباط والإبهار والرسائل الإنسانية التي تضمنها بدءا من حفل الافتتاح وانتهاء بحفل الختام، مرورا بكل المواقف والفعاليات والترتيبات والتنظيم العالي الذي شهده المونديال.

سنوات عشر من الإنجازات، رسخت الدور القيادي الرفيع لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقدمت قائدا فذا، ذا نظرة ثاقبة، وسياسة رصينة وحكيمة، ورؤية سديدة، وتوجهات راشدة، جمع بين المضي قدما في مسيرة تنموية شاملة لكل قطاعات المجتمع، ومواصلة بناء الدولة الحديثة، واستكمال بناء دولة المؤسسات، والاستثمار بالإنسان، وقيادة رشيدة وعقلانية واعية لكل المراحل والمنعطفات والتحديات التي واجهت بلادنا ومرت على المنطقة، بكل ثقة وحكمة بالغة.

سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قائد من نوع آخر، يستصحب الأخلاق والقيم والمبادئ في تحركاته وتوجهاته وسياساته، فقلما تجد قائدا يفعل كما يسير عليه هذا الزعيم والقائد، حتى باتت السياسة القطرية تعرف بأنها سياسة أخلاقية في تعاطيها مع مختلف الملفات والأزمات الإقليمية والعالمية، والأكثر رسوخا وثباتا حيال الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية، وذات بعد نظر ومصداقية عالية في المجتمع الدولي وأمام الرأي العام العالمي.

سنوات عشر – رغم قصرها في تاريخ الأمم والمجتمعات – إلا إنها زاخرة بالكثير من المكاسب والإنجازات، على مستوى الإنسان والعمران، بفضل من الله أولا ثم بفضل قيادة حكيمة ورشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه.

 

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x