حوارات

الأمين العام لإكسبو: شراكات عالمية ومحلية لتطوير النظم الزراعية

أكد المهندس محمد علي الخوري الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة أن معرض البستنة الدولي المُقام تحت شعار «صحراء خضراء.. بيئة أفضل» نجح في تبديد مخاوف اللجنة المنظمة من عزوف بعض الدول عن المشاركة في معرض زراعي بمنطقة صحراوية، مؤكدا أن أكثر من 70 حناجاً تم افتتاحها حتى الآن، وتوقع في حوار حصري مع صحيفة “الشرق” زيادة وتيرة الزوار مع تحسن الأجواء بعد بلوغهم 1,235,313 زائراً حتى الآن.

وكشف الأمين العام لإكسبو الدوحة عن توجه لافتتاح قاعة محاضرات جديدة نظرا للطلب الكبير على المشاركة من داخل قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن 15 ألف طالب استفادوا من مختلف الفعاليات، خاصة وأن 60 % من البرامج موجهة لهذه الفئة رغبة من القائمين على الإكسبو في ترسيخ ثقافة الاستدامة لدى الأطفال وتعزيز الوعي بالمخاطر التي تهدد البيئة في العالم.

وأوضح أن إرث الإكسبو ستتم المحافظة عليه بناء على النجاح الذي حققته دولة قطر؛ والزخم الذي أحدثه تنظيم كأس العالم، مؤكداً انفتاح المعرض على جميع الجهات بقطاعيها الخاص والعام في الدولة من أجل الاستفادة من الحلول والإسهامات التي برزت خلال فعاليات الإكسبو.

واعتبر المهندس محمد الخوري إكسبو الدوحة منصة للتشجيع على الابتكارات المستدامة والحد من التصحر، مشيراً إلى أنه قدَّم فرصة عظيمة للوفود من الدول والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لتبادل التجارب والمعارف، وبحث الحلول الممكنة من خلال المحاور التي يطرحها وهي: الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا، والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة.

فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار..

 

– بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق إكسبو 2023 الدوحة.. كيف تقيِّمون هذه النسخة؟

مثلما تفضلت نشهد اليوم مرور أكثر من شهرين على انطلاق إكسبو 2023 الدوحة الذي انطلق في الثاني من أكتوبر الماضي، وحظينا بتشريف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وضيوفه الكرام وافتتاحه لهذا الحدث الأول من نوعه في قطر والمنطقة.

قد تكون مشاركتنا الأكبر في تاريخ الإكسبو المخصص للبستنة، وهذه المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة صحراوية المعرض. لا أخفيكم أننا كنا متخوفين في البداية من عزوف بعض الدول عن المشاركة في إكسبو للبستنة بمنطقة صحراوية، علما بأن أول نسخة من الإكسبو بدأت عام 1960، وجميع الدول التي استضافت الإكسبو تتمتع بمناخ بارد، وكانت محاور الدورات السابقة ترتكز حول البستنة وتبادل الخبرات في هذا المجال، لكننا أضفنا في إكسبو الدوحة محورا جديدا هو كيف نزرع في الصحراء، وأغلب الدول الأوروبية لم يخطر ببالها موضوع الزراعة في الصحراء لأن لا مشكلة لديها في التربة أو في المياه.

المشاريع في دولة قطر تسير وفق منظومة متأنية ولكن بشكل مدروس بحيث نستطيع أن نزرع كميات كبيرة من الأشجار، وربما بعد فترة قصيرة يكون لدينا عجز فلابد من دراسات تستجيب لمتطلبات الاستدامة.

نسق تصاعدي

– كيف رأيتم تنفيذ الفعاليات التي أقيمت خلال الشهرين الماضيين ومستوى الإقبال عليها؟

بالنسبة إلى الشهر الأول لا يخفى عليكم أن الجو كان حارا مما تسبب في نقص عدد الزوار، واليوم نرى أن العدد تضاعف ثلاث مرات مقارنة بالبدايات، حيث مثلت الفعاليات الموجهة لطلاب المدارس أكثر من 60 % من البرنامج. ونحرص في إكسبو الدوحة على أن تكون فعالياتنا ذات مغزى وهدف، وأن تكون هناك رسائل موجهة للأطفال. فالأنشطة أخذت منذ منتصف شهر نوفمبر نسقاً تصاعدياً حتى يومنا هذا، وستزيد في الفترة القادمة بالتنسيق مع 80 دولة مشاركة يتم ترتيب جدول الفعاليات بحيث نعطي الزائر الفرصة لمواكبة مختلفها. إلا أن الإشكال الحاصل هو أن الزوار عندما يأتون إلى الإكسبو يظنون أنهم قادرون على الاستفادة والاستمتاع بمحتوى المعرض في ساعتين فقط ولكن الواقع يقول بأنهم يحتاجون إلى أيام. نحن شهدنا افتتاح أكثر من 70 جناحا، وعادة ما تقتصر مشاركة بعض الدول في الإكسبو على شهرين أو ثلاثة أشهر وفق المتاح، وهناك دول تركز فعالياتها لفترة معينة ومن ثم تغادر.

بحث الحلول

 – ما بين النسخة الأولى عام 1960 ونسخة الدوحة الصحراوية لإكسبو البستنة.. ما الذي يميز نسخة الدوحة عن هذه المسيرة الممتدة؟

أكبر تحدٍّ أن تقام هذه النسخة من إكسبو في بلد صحراوي، ونحن نجحنا في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها هذا الإقليم الممتد والشاسع، فإذا كانت الدول الخضراء تعاني من قلة الأمطار وتصحر بعض المناطق التي كانت خضراء في يوم ما فما بالك بالدول الصحراوية. حيث يبلغ احتياج النخيل من الماء 4 أضعاف، معنى ذلك أنك أهدرت كميات كبيرة من المياه في مكان أنت في أمسِّ الحاجة لكل قطرة ماء مما يزيد في حجم التحديات التي تواجهها هذه الدول. هذه المشاكل وغيرها نعمل نحن في إكسبو على إبرازها وبحث الحلول لها. «على سبيل المثال نحن في دولة قطر استطعنا أن نوفر أكثر من 70 % من المياه باستخدام التقنية الحديثة، مع العلم أننا نستهلك المياه المعالجة، وهو ما يمثل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب للخروج بحلول للمشاكل المطروحة».

اقتراح فرص استثمار أمام الشركات الأجنبية

– حجم ما هو مطروح اليوم في مسألة الأبحاث والتقنيات الجديدة في عالم الزراعة هل يشكل دافعا لتغيير نمط الزراعة سواء كان في قطر أو في المناطق المشابهة؟

هناك معرض زراعي تقيمه وزارة البلدية بشكل سنوي تم تطوير بعض البيوت المحمية من شركات هولندية وفق الظروف في دولة قطر، حيث تم تطوير بيت محمي بإحدى المزارع يستجيب لواقع الدولة والمنطقة. نحن حريصون على تطوير الأنظمة والتقنيات بهذه الشركات التي لديها خط إنتاج معتمد للدول ذات المناخ البارد، لاقتراح فرص استثمار أمام هذه الشركات من أجل تطوير تقنيات تتماشى مع بيئتنا ومنظومتنا الزراعية وتبذل جهدا أكبر في سبيل تحقيق هذا الهدف.

– هل غيرت بالفعل هذه الشركات مفاهيم ما هو منتج لديها من تقنيات بحيث يتوافق مع هذه البيئة؟

أتكلم معك بكل صراحة؛ هناك عدة شركات عالمية كانت مهتمة جدا بهذا الموضوع، وبتطوير المنتج. يجب إدخال بعض التقنيات لتستجيب البيوت المحمية من المناخ الموجود بمنطقتنا وتحقق الأهداف المتعلقة برفع الإنتاج الزراعي، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد. نحن في إكسبو الدوحة قد لا نصل في نهاية الستة أشهر إلى تحقيق جميع ما نصبو إليه، ولكن الهدف أن ننبه الشركات إلى أن هناك مشكلة في هذه الدولة، وهناك مجال خصب للاستثمار وتطوير البيوت المحمية.

جودة المنتج القطري

– هل هناك أرقام تشير إلى حجم الإنفاق في هذا المجال أو اتفاقيات يتم الإعلان عنها لتطوير هذه التقنيات؟

الأرقام تأتي على غرار المعرض المتخصص في الزراعة والذي سيقام ضمن فعاليات إكسبو الدوحة. دائما ما تعقد شراكات أو صفقات بين الشركات والمزارع. كن على يقين بأن المزارع في دولة قطر قفزت قفزة نوعية وبالتأكيد فإن المستهلك العادي يشاهد المنتج القطري الآن وجودته في السوق المحلية. لا تظن أن هذا المنتج تطور بين عشية وضحاها وأن الإنتاج تطور دون مبادرات سواء من أصحاب المزارع أو من الحكومة أو من الشركات التي وفرت البيوت المحمية.

– ما هو حجم استفادة المزارع أو الجهات المعنية بقطاع الزراعة من وجود الإكسبو بكل ما أشرت إليه من تقنيات وأبحاث؟

هناك بعض الدول تعرض منتجاتها في الأجنحة الدولية. أيضا هناك دول تخصص أسبوعا عبارة عن ملتقى بينها وبين الشركات التي تعمل في هذا المجال. ونحن في الإكسبو نستقطب بين 4 إلى 5 شركات خاصة بأنظمة البيوت المحمية، وفي مضخات الماء والطاقة الشمسية، وكذلك الطاقة المتجددة وهي تقنيات مستحدثة يتطلع الجميع في دولنا الصحراوية للاستفادة منها؛ فيتم تخصيص زيارات إلى بعض المزارع للتعرف على الإمكانيات الموجودة لدينا والاستفادة من الأنظمة الزراعية في بلادنا، وأفرزت بعض هذه الزيارات شراكات.

مشاركة القطاعين العام والخاص

–  قبل الحديث عن حجم توافد الجهات المعنية من الخارج على إكسبو الدوحة.. ماذا عن مشاركة الجهات والمؤسسات من داخل قطر سواء من القطاع العام أو الخاص؟

أولا الإكسبو هو عبارة عن لجنة وطنية تشمل كل الوزارات والهيئات، ونرحب بكافة المشاركات من مختلف الهيئات والوزارات والقطاع الخاص في الدولة. ومن خلال منبر “الشرق” أتوجه إلى كل من لديه فكرة أو بحث لإبرازه والتعريف به من خلال إكسبو الدوحة.

– هل وجدتم إقبالاً خليجياً للاستفادة مما تم طرحه في إكسبو الدوحة؟

نحن في دول الخليج نتشارك نفس المناخ والمشاكل والقضايا التي تم طرحها في الإكسبو تدور حول ثلاثة محاور: التربة والمياه ودرجة الحرارة العالية. تقريبا كل دول الخليج مشاركة في الإكسبو. كل الأجنحة تستقطب الزوار بشكل يومي مثل جناح سلطنة عمان والكويت والسعودية والإمارات، هناك مشتركون بشكل أسبوعي يأتون من هذه الدول ويعرضون تجاربهم ويستفيدون من بعض المحاضرات التي تقام على هامش الإكسبو.

20231210 1702171970 40602 الأمين العام لإكسبو: شراكات عالمية ومحلية لتطوير النظم الزراعية

رسائل لاستدامة المنظومة البيئية

– هل يعكس حجم الإنفاق لهذا المعرض الفوائد التي يمكن أن تستفيد منها الدولة والقطاع الخاص؟

ليس شرطاً أن تكون الفوائد كم أنفقت وكم المدخول. نحن نتكلم عن مشاكل تعاني منها الدول وهي كيف نحافظ على البيئة وكيف نكافح التصحر. كذلك كيف أكون شخصا مستداما في هذا البلد. كل الهواجس الخليجية اليوم تدور حول تلوث البيئة. ونحن في إكسبو الدوحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وهيئة المتاحف ممثلة بشكل خاص في متحف الطفل (دَدُ) لدينا أكثر من 60 % من البرامج مخصصة للأطفال بحيث نضمن من خلالها وصول الرسالة للطفل بضرورة الانخراط في جهود مكافحة التغيرات المناخية واستدامة المنظومة البيئية.

زراعة بتقنيات حديثة

– كيف يمكن أن يلعب إكسبو الدوحة دوراً في قضية الاستدامة في المجتمع والحد من انبعاثات الكربون في المجتمع؟

لابد أن توضع هذه المواضيع في إطار علمي بحت. يمكن أن تزرع شجرة ولكن كيف تحافظ عليها. في دولة قطر مثلا أعلنت هيئة الأشغال العامة (أشغال) منذ فترة عن الانتهاء من الأعمال التنفيذية لـ 3 آلاف كيلومتر طولي من الطرق السريعة. قد لا تكون الزراعة بنفس سرعة إنجاز الطريق ولكن أنت تحتاج إلى أن يكون لديك مصدر دائم. هناك – ولله الحمد – بعض التجارب بدأت وسنزيد منها وهي كيف نعمل مصدات على جانبي الطرقات باستخدام الأشجار البيئية المحلية وبالتقنيات الحديثة في الري بحيث نزرع عددا كبيرا من الأشجار في جانبي هذه الشوارع.

نحن في دولة قطر لدينا غرفة تحكم تتحكم في الري بكافة الحدائق، وبمجرد ظهور مشكلة أو خلل يستقبل المهندس رسالة يتحرك على إثرها فريق لحل المشكلة. هذه الأمور ستعطينا إمكانية زرع مساحات أكثر إذا كانت التكلفة أقل.

زراعة 10 ملايين شجرة

– كمسؤول في وزارة البلدية.. هل هناك خطط أخرى لزيادة المساحة الخضراء في الدولة؟

عندما أطلقت حملة زراعة مليون شجرة في البداية لم يكن الرقم بسيطا. نحن نتكلم عن زراعة مستدامة أي أن المليون شجرة التي قمنا بزراعتها موجودة ولم تتلف لأي سبب من الأسباب. والحمد لله انتهت الحملة في اليوم الختامي لكأس العالم 2022، وأطلقت بعدها مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة لغاية 2030. طبعا هذه المبادرة جاءت متزامنة مع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في المملكة العربية السعودية، والكل يحاول أن يساهم معنا سواء من الشركات الخاصة أو حتى شركات البترول والغاز. طبعا التحدي كبير ونحن نطمح في حال توفر المياه أن نزرع هذه الكمية من الأشجار؛ ولكن التحدي الأكبر كيف تزرع وكيف يكون لديك مصانع للأكسجين ومصانع لامتصاص المواد الضارة، ونحن في دولة قطر قطعنا شوطا كبيرا وأصبحنا نتحدث عن ترشيد وتقنين استهلاك المياه المعالجة.

نظام ري حديث وإرث مستدام

– هل هناك تقنيات جديدة قد نشهدها في المستقبل على غرار منظومة التحكم؟

نحن نركز في جانب كبير على خدمة التصاميم لأصحاب المنازل بشكل مجاني، وندعوهم إلى تجنب الري اليدوي للتقليل من إهدار المياه، واستعمال التقنيات الحديثة. «نحن في دولة قطر – ولله الحمد – تعطى المياه بشكل مجاني للمواطن، ولكننا مطالبون بالمحافظة عليها».

الدراسات التي قمنا بها بعد تطبيق النظام في وزارة البلدية على حديقتين، واحدة جهزت بنظام الري التقليدي، والأخرى بالري المحدث، استخدمنا في الحديقتين الأشجار المثمرة وأشجار الظل حيث كانت النتائج مشجعة جدا في الحديقة التي جهزت بنظام الري المركزي، إذ تم توفير 70 % من استهلاك المياه، مما مكن من زراعة مناطق جديدة أخرى بالتركيز على استخدام التقنية الحديثة، والتطوير يقام على شبكة الري في الصيف.

– ما الذي يمكن أن يشكله إكسبو الدوحة من إرث مستدام تتحدث عنه الأجيال القادمة؟

هناك بعض المواقع في المعرض ستتم المحافظة عليها حتى بعد انتهاء الإكسبو مثل منطقة الفان زون التي كانت متواجدة في كأس العالم وهذا الجزء من الإرث سيظل موجودا، وكذلك هناك أبحاث كثيرة انطلقت من إكسبو الدوحة، بينها 3 أبحاث من جامعة قطر بدأت دراستها وستتواصل بعد انتهاء الإكسبو، وهذه الأبحاث تعد نقلة في معرض البستنة الدولي الذي يعتبر البذرة لتلك الأبحاث وتشمل المجال الزراعي والبيئي وأيضا تطوير النظم الزراعية. هذا إرث سيستفيد منه المجتمع والمؤسسات في الدولة. كما أن هناك محاضرات وندوات هامة وقيمة تعرض على هامش الإكسبو ولدينا قاعتان يتم فيهما عرض الكثير من القرارات التي يتم اتخاذها فيما بعد بشأن تطوير المنتجات وغيرها. نحن نشهد الآن إقبالا من مختلف الجهات لتنظيم وعقد محاضرات في الإكسبو، وسيتم افتتاح قاعة محاضرات أخرى تلبية لهذا الطلب الكبير من المشاركين والحضور، فعلى الصعيد الخارجي أيضا تحرص الدول المشاركة على استضافة خبراء لتنظيم محاضرات في الإكسبو بسبب الزخم الإعلامي الذي اكتسبته هذه النسخة من المعرض.

– هل وجدتم إقبالاً من الشركات المعنية بتطوير الأبحاث، مثل تواجد شركات عالمية؟

بالفعل تسجل الشركات العالمية على غرار مايكروسوفت وسيمنز حضورها في الإكسبو وهم يعملون على تبني بعض القضايا وتطويرها.

– تنتظر قطر مناسبة وطنية بعد أيام.. حَدِّثْنا عن التجهيزات الخاصة في معرض إكسبو لليوم الوطني للدولة؟

تتواصل فعاليات اليوم الوطني في الإكسبو على امتداد عشرة أيام، وهناك جناح قطري مخصص داخل المعرض بالإضافة إلى احتفالية خاصة بالإكسبو في اليوم الوطني لتعزيز الهوية الوطنية نفضل عدم الكشف عنها الآن، ونعدكم بمفاجآت تسر الجميع. ونحن من خلال صحيفتكم نوجه دعوة للجميع لزيارة المعرض خلال الأيام القادمة ومتابعتنا على منصات التواصل الاجتماعي والتعرف على كل ما هو جديد.

– تنتظر أغلب العائلات عطلة منتصف العام لاصطحاب أبنائها إلى زيارة الإكسبو خاصة مع تحسن حالة الجو في هذه الأيام.. فهل هناك فعاليات خاصة تتماشى مع هذا الإقبال الكبير؟

صحيح، هناك منطقة عائلية كاملة تبدأ فعالياتها من الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء، وأغلب الفعاليات مخصصة للطفل والعائلة سواء كانت هذه الفعاليات مسابقات وتوزيع جوائز أو مسرحيات وعروضا.

– على ذكر اتساع مساحة الإكسبو، هناك ملاحظات فيما يخص تنقل الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن.. كيف تتعامل إدارة الإكسبو مع الفئات التي تحتاج إلى مساعدة خلال الزيارات والمرور على الأجنحة المختلفة؟

نحن نرحب بكافة فئات المجتمع في إكسبو الدوحة، ولدينا زيارات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء مؤسسة دريمة وغيرها، ونوفر العديد من السيارات داخل المعرض، فهناك سيارات مخصصة لنقل الوفود، وهناك أيضا عربات متوافرة لنقل الزائرين والتجول داخل المعرض، وحرصنا أيضا على تسهيل الدخول إلى الأجنحة خاصة لعربات ذوي الاحتياجات الخاصة والدعم وتسهيل حركتهم داخل المعرض.

– حَدِّثنا عن إجمالي عدد الزائرين للمعرض منذ افتتاحه؟

وصل عدد الزائرين لإكسبو الدوحة حتى اللحظة 1,235,313 زائراً، وقد حققنا زيادة في عدد الزائرين فكان المتوقع تسجيل مليون زائر خلال شهرين، ولله الحمد كان العدد أكبر، كما نتوقع إقبالاً أكبر مع تحسن الأجواء وإقامة فعاليات مختلفة في الدولة مثل بطولة كأس آسيا.

انطباعات جيدة من رؤساء الدول

– هل تشَكِّل مثل هذه البطولات الرياضية والمنتديات السياسية والاقتصادية المقامة حالياً تكاملاً مع الإكسبو؟ وتحقق سمعة أكثر إيجابية عن قطر كما فعلت بطولة كأس العالم قطر 2022؟

لا أخفيك أننا استفدنا من الهالة الإعلامية التي صاحبت كأس العالم قطر 2022، وهذا وضعنا أمام تحدٍّ لاستمرار سلسلة النجاحات في دولة قطر، فأغلب المؤسسات تضع على جدولها زيارة إكسبو الدوحة، والكل متكاتف في قطر لإنجاح هذا الحدث.

– ما هي الانطباعات التي تصلكم من الزوار خاصة مع توافد رؤساء دول وشخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى ومؤخراً زاركم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ هل يتم تسجيل ملاحظات أو انتقادات؟

تصلنا من الزوار انطباعات جيدة وهذا لا ينفي وجود بعض الإشكاليات التي نسعى إلى حلها مثل كبر المساحة والتنقل بين منطقة وأخرى، ولكن الانطباعات بشكل عام جيدة خاصة من رؤساء الدول الذين حضروا وتشرفنا بمشاركتهم لنا زراعة شجرة في المعرض، ونحن محظوظون بهذا الإكسبو لأنه في قلب الدوحة. لدينا صورة بانورامية حيث يطل الإكسبو على كورنيش الدوحة ومنطقة الأبراج مما يضفى صورة جمالية على هذه النسخة.

– في سياق آخر وتزامناً مع الأحداث التي يشهدها قطاع غزة من عدوان غاشم، وعلى ذكر الدور القطري الداعم والبارز في الوساطة لوقف هذا العدوان.. هل هناك أنشطة تضامنية أو فعاليات على هامش الإكسبو؟

تم تأجيل فعاليات كبيرة كان مخططاً لها مثل الحفلات الغنائية نظرا لأحداث غزة، واقتصرت كافة الفعاليات في الإكسبو على الأنشطة المخصصة للأطفال والعائلات بشكل عام، ولدينا في معرض الإكسبو جناح دولة فلسطين، وهو من الأجنحة المفضلة لدى كافة الزوار، ويشهد إقبالا كبيرا، ويستعرض تاريخ فلسطين وما يتعلق بثقافتها الزراعية وتراثها.

تنشيط القطاع الاقتصادي

– هل نشَّط الإكسبو القطاعات الاقتصادية مثل إشغالات الفنادق والقطاع السياحي؟

حقيقة نشهد إقبالا من بعض زوار الترانزيت، ولدينا محطتا مترو تخدمان خط المطار مباشرة لتسهيل الوصول للمعرض في عشر دقائق، وهناك فنادق مخصصة لزوار الإكسبو من الخارج، فمثلا في اليوم الثاني بعد الافتتاح زارنا 50 وزير زراعة من دول مختلفة.

– هل ساهمت بطاقة «هيّا» أيضاً في تنشيط هذا الجانب؟

كما تعلم، الدخول مجاني للإكسبو ولا يشترط التسجيل، وبالتعاون مع وزارة الداخلية يتم استقبال الزوار الخاضعين للشروط التي تضعها الدولة.

– هل مطروح اليوم في إكسبو الدوحة من ضمن الابتكارات والأبحاث استشراف مستقبل تغير المناخ؟

تغير المناخ قضية كبيرة والدول منقسمة بين مؤيد ومعارض، ولكن نحن نتناقش محاور تتعلق بهذا التغير للمساهمة في خلق بيئة صحية ومستدامة، ومن خلال إكسبو الدوحة نضع بعض الإسهامات للتخفيف من حدة تغير المناخ.

تطوير الأبحاث

– في ما يتعلق بالدول التي كانت تتحفظ على المشاركة.. كيف رأت حجم الاستعدادات والتجهيز؟ وأيضا البيئة التشجيرية الموجودة في قطر؟

لو نعود إلى الدعوة التي أرسلت لهذه الدول سنجد أننا عرضنا المشاكل التي نواجهها وأيضا الفرص الاستثمارية التي قد تكون موجودة في قطر والمنطقة كاملة. لا أتحدث فقط عن منطقة الخليج، بل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأنها تعتبر دولا صحراوية. الآن الكل يبحث عن تحقيق أرقام كبيرة من الأمن الغذائي وتحقيق اكتفائها من المنتجات الزراعية، ولكن تنقصنا في دول الخليج بشكل خاص التقنية الحديثة، كما أن لدينا مشاكل تتعلق بفصل الصيف، حيث تتوقف أغلب المزارع في الخليج عن الإنتاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فإذا أراد المزارع أو صاحب المزرعة أن يبرد البيت المحمي فإن التكلفة ستكون عالية. هذه المشاكل تم طرحها على الدول والشركات ومراكز البحوث العالمية بهدف تطوير الدراسات والأبحاث، وهناك فرص واعدة في هذا المجال تفتح الباب للشركات العالمية للتنافس. «يوجد في الإكسبو المنطقة الدولية ومنطقة العائلات والمنطقة الثقافية. هذه المناطق تقام فيها محاضرات وندوات بشكل كبير، ونحن نرحب بمشاركة دول مجلس التعاون والدول العربية لتقديم الإضافة في مجال البحث العلمي المتعلق بمحور الإكسبو لتطوير المنظومة الزراعية في هذه الدول الصحراوية».

خطة مجدولة لزيارة إكسبو

– حَدثنا عن مستوى مشاركة المدارس في معرض الإكسبو؟

مشاركة المدارس مهمة جدا بالنسبة لنا. نحن لدينا زيارات يومية لأكثر من مدرسة، ونتطلع لزيارات صباحية مجدولة لمشاركة أكبر عدد من المدارس، وقد استقبلنا أكثر من 15 ألف طالب خلال الزيارات المدرسية منذ بداية افتتاح الإكسبو وحتى الآن، ونطمح لاستقبال عدد أكبر ولكن نظراً لضيق وقت الزيارة بسبب التزام الطلاب وعودتهم مع انتهاء الوقت المدرسي وأيضا مساحة الإكسبو الكبيرة، لا تتيح لهم الزيارة الاطلاع على كل معالم وفعاليات المعرض. وفي هذا السياق، أود أن أنوه إلى أهمية وضع خطة مجدولة خلال زيارة الإكسبو على مدار أيام نظرا لاتساع مساحة المعرض وتعدد الأقسام والأجنحة، فالمعرض مقسم إلى ثلاث مناطق هي الدولية والمنطقة العائلية والمنطقة الثقافية؛ وكل منطقة تحتاج إلى وقت طويل للاطلاع على فعالياتها والاستمتاع بها والاستفادة منها أيضا. هناك 80 دولة مشاركة بثقافات متنوعة ولا يمكنك زيارة أجنحتها كلها في يوم واحد، لذا ننصح بتكرار زيارة الإكسبو على عدة أيام لتحقيق استفادة أكبر.

رسالة لمن يهمه الأمر

– في ختام هذا اللقاء.. ما هي رسالتكم إلى المؤسسات والأفراد والمتطوعين الذين يبذلون جهوداً كبيرة في معرض إكسبو الدوحة؟

أولا أوجه رسالة عامة عبر صحيفتكم للجميع في دولة قطر لحضور وزيارة المعرض والاستفادة من هذا الإرث البيئي؛ فالمعرض يعتبر بنك معلومات ويزخر بالعديد من الندوات والأبحاث والأفكار القيمة والمفيدة، إلى جانب الاطلاع على تجارب الدول الأخرى، وأحث الزوار على تخصيص وقت أسبوعي لزيارة هذا الحدث، كما أوجه رسالة لشركائنا في الدولة للاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها وتشجيع الأفراد على تنفيذ مبادرات الدولة من أجل تحقيق رؤية قطر 2030.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x