ومطلوب الوقوف بحزم في وجه مثل هذه المخططات الرامية الى ابقاء المنطقة ودول المجلس تحديداً في وضع اللااستقرار، وبالتالي ادخال دولنا الخليجية في حالة من غياب الأمن الفردي والجماعي، والدخول في نفق مظلم من عدم الاستقرار، بدلا من التركيز على التنمية في مجالاتها المختلفة.
الأمن أساس بقاء أي مجتمع، وغيابه يعني فناء المجتمع، لذلك لا يجب التهاون في قضية الأمن أو التقليل من مخاطر انفلات الأمن، وما أعلنت عنه مملكة البحرين الشقيقة من قيام عناصر بالتحريض على ممارسة الأعمال الإرهابية والحض على التخريب والاتلاف في مناطق مختلفة، يمثل خطاً أحمر لا يجب السكوت عليه أو التهوين منه، وسيكون المتضرر الأول والأخير هو المجتمع بأسره، فإثارة الفتن منهي عنه مجتمعيا ودينيا، ففي الحديث “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ” أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
وحقيقة فان دخول أي دولة خليجية في دوامة عدم الاستقرار سوف ينسحب على بقية دول المجلس، وسوف يتأثر الجميع بعدم الاستقرار أو غياب الأمن، فالمجتمعات الخليجية مترابطة ومتكاملة، ولا يمكن فصل أحدها عن المجتمعات الأخرى، ومن المؤكد ان الضرر سوف يلحق بالجميع.
دول مجلس التعاون اليوم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وإذا كانت الآمال والطموحات واحدة، فان الآلام كذلك واحدة، فالانسان الخليجي اليوم يفرح لأي انجاز يحدث في أي بلد خليجي، ويعتبر ذلك انجازاً له ولبلده، لأننا أسرة واحدة، فأي انجاز يحدث في قطر أو في المملكة العربية السعودية أو الامارات أو الكويت أو البحرين أو عمان هو انجاز للجميع، نفرح به، ونصفق له، لأنه بالفعل اضافة لمسيرتنا الخليجية، وفي المقابل إذا ما حدث أي إضرار بأي بلد خليجي فانه بمثابة إضرار بالجميع، دولاً وشعوباً، ويعد تعدياً على الجميع، وخرقاً لسيادة الجميع، وهو أمر غير مسموح به إطلاقاً.
لن تسمح دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبه لأي جهة كانت بضرب وحدتها الوطنية، ولن تسمح لأي طرف كان بالإضرار بالأمن الوطني، أو زعزعة الاستقرار في أي دولة خليجية، أو الدفع باتجاه غياب الأمن وإحداث فوضى وقلاقل…، لن تتهاون دول المجلس مع أي طرف يحاول الإضرار بمجتمعاتنا الخليجية، فالأمن هو الرصيد الحقيقي، والركيزة الأساسية لاستقرار المجتمعات، فلا تنمية ولا نهضة ولا تطور ولا بناء ولا تقدم.. إذا ما غاب الأمن والاستقرار عن أي دولة وأي مجتمع، ولله الحمد فان مجتمعاتنا الخليجية مجتمعات مسالمة.. متحابة.. متآلفة.. متعاونة.. ترفض العدوان، لكنها في نفس الوقت لن تسمح لأي طرف كان بالتدخل في شؤونها أو الإضرار بأمنها، وستقف صفاً واحداً، كالبنيان المرصوص، للتصدي لمثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون.
حفظ الله مملكة البحرين الشقيقة، وحفظ الله كل دولنا الخليجية، من أي مكروه، وأدام على دولنا الخليجية الأمن والأمان والاستقرار، وزادها نهضة وتقدماً وتطوراً..، وأبعد عنها كل الأعداء والمخربين والطامعين والمتآمرين.
من المؤكد ان منظومة دول مجلس التعاون الخليجي لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يتعرض الأمن والاستقرار في أي دولة منها إلى الاضطراب، أو قيام بعض الأطراف والأفراد بالتلاعب فيه، أو تنفيذ مخططات ترمي إلى إحداث فوضى وقلاقل وتدمير للمجتمع، واستهداف لافراده، وترويع لأبنائه.
ما كشفت عنه مملكة البحرين الشقيقة قبل يومين من مخطط ارهابي كان يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وخلق حالة من البلبلة والفوضى في المملكة، لهو أمر مرفوض ومدان رسمياً وشعبياً على المستوى الخليجي،