مقالات

«ساحل عمان».. فيلم وثائقي لا علاقة له بالإمارات

«حبيب الصهاينة» و«ذو الوزارتين» سقطا في «الفخ»

تفاجأت من حجم ردود الأفعال المفتعلة وغير المبررة التي صدرت تجاه بث قناة الجزيرة الوثائقية لبرنامج “ساحل عمان” الجمعة الماضي، والهجوم غير المعروف ان كان على قناة الجزيرة او على قطر، الذي تولت “كبره” اقلام مارقة، عرفت بعدائها السافر تجاه قطر، بل وافتعال اكاذيب وخلق تهم من اجل الاساءة الى قطر.

هذا قد يكون مفهوما من قبل هذه الاقلام “الطفيلية” التي تقتات على “الموائد”، ولكن ماذا عن مسؤولين يتولون مناصب وزارية سيادية ينساقون الى نفس المستوى من ضحالة التفكير؟.

حتى تكونوا بالصورة بثت قناة الجزيرة الوثائقية الجمعة الماضية فيلما بعنوان “ساحل عمان”، واعلنت القناة عن هذا الفيلم منذ شهر تقريبا، وكانت تشير في اعلانها الدعائي انه فيلم يستكشف الشاطئ العماني، ينطلق من اعماق البحر ليحط عند مدينتي صور ومسقط بقلعتها البرتغالية واسواقها القديمة، ويلقي الضوء على العلاقة بين السكان والمكان، الذي هيأ لسلطنة عمان الشقيقة مركزا تجاريا بحريا عبر التاريخ.

ما ان بث هذا الفيلم، الا ورأينا اقلاما “مسمومة” تنطلق من “خضراء الدمن” تسعى لتسميم الاجواء بين الاشقاء، وتحديدا بين قطر والاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، الذي لم يأت الفيلم على ذكر للشقيقة، وعتبنا ليس على جهل من سطر تلك الكلمات المسمومة، بقدر ما عتبنا على بعض المسؤولين الذين تداعوا لنقل ما كتب دون وعي ودون معرفة حقيقية.

واجزم ان من تحدث او كتب عن الفيلم لم يكلف نفسه عناء مشاهدة الفيلم، بل كفاه الاسم فقط “ساحل عمان”، ليبدأ بشن هجوم ممنهج على شبكات التواصل الاجتماعي وفي صحف “خضراء” ضد شبكة الجزيرة وضد قطر، وليت اولاء قضوا دقائق لمشاهدة الفيلم لاستمتعوا بأوقات رائعة وشيقة، فالفيلم لم يتطرق الى اية امور سياسية، وفحواه كلها عن حياة البحر والنواخذة الاشداء وقلاع الماضي، التي تتجسد في حاضر اليوم بكل شموخ، دون الحديث عن امور سياسية او لها علاقة بالاشقاء في الامارات، فلماذا كل هذا الصراخ؟.

اعرف ان هناك من يعيش على خلق هذه المشاكل، وهناك من يسعى الى افتعالها بكل ما لديه من خبرات في “الفبركة” وتصنيع “الكذب”، لكن ان يسقط في هذا “الفخ” مسؤول كبير في الشقيقة الامارات، كما هو الحال مع وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي د. انور قرقاش، الذي يفترض انه اكثر حنكة من غيره في التعاطي مع مثل هذه القضايا، ولا يقدم على اصدار احكام دون الوقوف على حقيقتها، ومعرفة كل ملابساتها؛ فهذا هو غير المتوقع.

د.قرقاش يظهر انه لم يكلف نفسه ان يطلب نسخة من فيلم “ساحل عمان”، ولم يستقطع جزءا من وقته لمشاهدة الفيلم الذي قام بالتغريد عنه سلبا، بل والاساءة الى قطر، قبل ان يعرف شيئا عن الفيلم، فكيف بوزير يتولى منصبا في وزارة سيادية ويكون هذا تصرفه؟.

ان كان كاتبا عرف بدعمه المستميت ودفاعه الدائم عن اسرائيل، واقصد به طارق الحميد، في الشرق الاوسط، وتولى فترة رئاستها، وقامت اسرائيل بمنحه جائزة اصدقاء اسرائيل، وتعتبره “حبيبا لها”، يحاول اختلاق اي شيء للهجوم على شبكة الجزيرة، التي فضحت الصهاينة، وأتباعهم وعملاءهم، وتدافع بقوة عن الشعب الفلسطيني وقضاياه، ومن ثم الهجوم على من يحتضن القناة، فهذا امر مبرر، لكن ان يفعل ذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي الاماراتي، فهذا امر مستغرب.

الوزير ذو الوزارتين سقط في “فخ” العنوان، وقال في تغريدة على تويتر “طارق الحميد في الشرق الاوسط يتساءل عن تطاول الجزيرة على الامارات، ونحن نتساءل معه حول الاسباب التي تدفع بعدم طي صفحة الخلاف، اين المصلحة؟”.

وانا اسأل الوزير: اين المصلحة في تبني آراء تحمل الفتنة دون تمحيصها والتأكد منها؟ هل العمل الدبلوماسي يعتمد على مثل هذه الامور ام من المفترض منك الوقوف مليا قبل الاعلان عن اي موقف، خاصة تجاه دولة شقيقة؟.

الفيلم لا يثير اي مخاوف، وليس فيه اي اساءة للاشقاء في الامارات، وليس له علاقة بالامارات اصلا، الا اذا كان الاسم “ساحل عمان” يمثل اشكالية للبعض، على الرغم من ان هذا الاسم يمثل مصطلحا جغرافيا وتاريخيا وليس فيه عيب او انتقاص من احد.

لكن يظهر ان الفجور في الخصومة يدفع لما هو اكثر من ذلك، على الرغم من ان الحميد يقول في الفقرة قبل الاخيرة من مقاله المسموم “انه مهما بلغ الخلاف فلابد ان يبقى خلاف الفرسان، ولا فجور في الخصام”، ليته الزم نفسه بهذه الخاتمة، التي ناقضها هو وصحيفته والوزير قرقاش، فلو كانت لديهم اخلاق الفرسان لوفروا على انفسهم وعلى من جيشوهم والمتصيدين، عناء اللدد وتزييف الوعي وايغار الصدور.

لقد شنوا هجوما على “الجزيرة” وادعوا كذبا وزورا ان فيلم “ساحل عمان” فيه تهجم على الامارات، فليثبتوا ذلك، وحسب معلوماتي فان “الجزيرة” سترد، وسوف تطالب باعتذار من كل من اساء اليها، وهذا من حقها، ويفترض على الآخرين ان كانوا يملكون اخلاق الفرسان ان يعتذروا علانية عن هذا الخطأ الفادح، الذي يكشف ضحالة فكر صانعي ومروجي الفتن.

لم تجد هذه الاقلام المسمومة شيئا لتوغر به الصدور، فما ان وجدت هذا العنوان “ساحل عمان”، الا وهرولت دون وعي، معتقدة انها وجدت ضالتها في الاساءة الى شبكة الجزيرة، ومن ثم الى قطر.

لقد باءت مساعيكم بالفشل، وليت الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة العزيزة يعون ما يكاد لهم، ويأخذون حذرهم من الاقلام المسمومة التي تعيش بينهم، ومن “الافاعي” ذات الملمس والجلد الناعم، التي تتحرك فيما بينهم.

 

.. ولنــا كلمة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x