رسمياً.. اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الموعد النهائي لإقامة بطولة كأس العالم 2022 في قطر، في الفترة من 21 نوفمبر على أن تقام المباراة النهائية في 18 ديسمبر، والذي يصادف اليوم الوطني للدولة، التي تصدت لكل الحملات المغرضة منذ الإعلان عن فوزها باستضافة هذا الحدث الرياضي العالمي في الثاني من ديسمبر 2010، وتعاملت بكل شفافية ومسؤولية مع كل الادعاءات وحملات التشويه التي قادتها أطراف مختلفة، ذات أجندات ومصالح شخصية، ومواقف عنصرية، ولم يثنها كل ذلك عن المضي قدما نحو الإعداد المبكر لهذا الحدث، وفق أحدث التقنيات، وأعلى المستويات والمعايير…
قطر عندما تقدمت لاستضافة هذا الحدث كان ملفها يتحدث عن إقامته في الصيف، وقدمت عرضاً مميزاً بتبريد الملاعب وفق الطاقة النظيفة، واستعرضت بدائلها التي أبهرت الجميع، وهو ما حقق لها فوزاً في سباق التنافس على استضافة 2022، وبالتالي فان قطر تعمل على إنجاز وعدها باستثمار الطاقة النظيفة، والتقنيات الحديثة، لتقديم كأس عالم مغايرة تماماً، وهي قادرة على ذلك، وشواهد التاريخ المختلفة تؤكد ذلك.
لكن.. ليست استضافة كأس العالم في 2022 هي التي تقود اليوم قاطرة المشاريع العملاقة في قطر، مشاريع كأس العالم ليست إلا جزءاً بسيطاً مما تشهده قطر اليوم من مشاريع في كل القطاعات، والخطط التنموية التي تتحدث عنها قطر تمتد لأبعد من تاريخ كأس العالم، سواء رؤية قطر 2030 أو الخطة العمرانية الشاملة.. المشاريع التي تشهدها قطر اليوم أكبر من متطلبات بطولة رياضية.
نعم هناك استحقاقات على هذا الصعيد، وهي تمضي وفق ما هو مخطط لها، سواء الملاعب التي بدأ العمل في خمسة منها، فيما البقية ستنفذ تباعاً، على أن يتم إنجازها قبل موعد كأس العالم بفترة زمنية كافية، أو المنشآت المرافقة، والبنى والمرافق اللوجستية المختلفة.. وغيرها من المتطلبات التي وعدت بها قطر في الملف المقدم، والذي فازت به في تلك المنافسات…
لم تتحرك قطر على صعيد إحداث نقلة نوعية في مختلف نواحي الحياة، وقطاعات المجتمع، فقط عندما أعلن عن فوزها باستضافة كأس العالم، بل إن حراك الدولة، وخطط نهوضها، ورؤيتها لدولة عصرية ومجتمع متقدم سبقت ذلك، وتتخطى ذلك ايضا.
كأس العالم التي حملت قطر راية استضافتها نيابة عن العالم العربي، هي أحد المشاريع الطموحة التي قادتها بكل اقتدار قبل البدء بالترشح، وأثناء الترشح، والأشهر التي سبقت التصويت، وخلال عرض الملف.. ثم ما تلا ذلك بعد الفوز المستحق، ثم تعاملها العقلاني، مع كل الحملات غير الشريفة التي تعرضت لها من أطراف مختلفة، البعض منها شنه “الأقربون” أبناء جلدتنا.. كل ذلك يبرهن على أن هناك عقلية لا تتعامل مع ردة الفعل القادمة من الخارج، ولا يمكن استدراجها لـ “مناطق” لا ترغب بدخولها، أو جرها لـ “حروب” جانبية تصرفها عن أهدافها الحقيقية، أو محاولة إشغالها بـ “ملاحقة” ما يقال هنا وهناك…
قطر ليست كأس العالم فقط، هي تتجاوز ذلك بكثير، عبر مشاريع تنموية، ومبادرات نوعية، ومشاريع اقتصادية واستثمارات عالمية.. جعلتها اليوم واحدة من أكثر دول العالم نموا، وتصدرت دول العالم في دخل الفرد، وتصدرت دول العالم في العديد من مؤشرات التنافسية.. وهذا لم يكن لتحققه لو لم تكن هناك رؤية واضحة تسير عليها، وعمل دؤوب يواصل الليل بالنهار، وتوظيف للمقدرات المالية والاقتصادية على قدر الإمكان، واستثمار للإمكانات المتاحة…
هناك دول أغنى من قطر، ولديها موارد متعددة أكثر من قطر، لكنها لم تحقق تقدما كما هو الحال في قطر…
المال وحده لا يمكن أن يحقق تقدما اذا لم يتم توظيفه بصورة صحيحة من قبل صناع القرار والعقليات التي تدير مؤسسات الدولة والمجتمع…
ما يميز قطر وقيادتها أنها لا تلتفت إلى ما يقال عنها، أو الحملات المغرضة التي تتعرض لها، أو تلك التي تحاول صرفها عن تحقيق أهدافها.. لا تنشغل بـ “توافه” الأمور، بل تمضي قدما في بناء الوطن، ودعم قضايا أمتها بكل إخلاص وتجرد، دون أن تبني قراراتها على ما تتعرض له من حملات حاقدة، سعيا لتشويه مواقفها، أو صرفها عن الوقوف مع الحق، ومع الإنسان وكرامته أينما كان.
الإرادة القطرية التي حققت تلك المكاسب والإنجازات خلال الفترة الماضية، هي اليوم تحقق مكسباً آخر بجعل نهائي كأس العالم 2022 يقام في نفس تاريخ يومها الوطني، ليحتفل العالم أجمع معها في يومها الوطني، وهو ما يحدث لأول مرة بأن يصادف موعد إقامة نهائي كأس العالم في البلد المستضيف نفس تاريخ يومه الوطني.
نجاح قطر في أي خطوة هو نجاح للعرب أجمعين، ونحن على ثقة بأن أشقاءنا يفرحون لنا كما نحن نفرح لكل خطوة أو إنجاز يحققونه في كل مجال.
.. ولنــا كلمة