إذا كان قد أسدل الستار بالأمس على بطولة العالم لكرة اليد قطر 2015، فان الحديث عنها سيظل يتردد سنوات، ولن يسدل في ظل هذا الإبهار الذي قدمته هذه البطولة في هذه الدولة، وهذا الانجاز الذي حققته قطر فيها، والذي لم تسبقها إليه دولة من خارج أوروبا في أن تكون طرفا في المباراة النهائية لهذه البطولة.
ستظل بطولة العالم لكرة اليد في نسختها 24 بالدوحة “قطر 2015” راسخة في الأذهان لسنوات قادمة، فما شهدته من تنظيم إداري غير مسبوق في تاريخ هذه البطولات الممتد لنحو 77 عاما، ومنشآت رياضية تتضمن أعلى المعايير وبمواصفات لم تتوافر في أي ملاعب سابقة شهدت إقامة هذه البطولة، وتجهيزات لوجستية نوعية، وقدرة تنظيمية أمنية فائقة ومتمكنة، وحفلي افتتاح وختام مبهرين، كل ذلك جعل من هذه البطولة حدثا استثنائيا في مسيرة هذا المونديال الذي انطلق في 1938 بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد د. حسن مصطفى الذي أكد ان هذه البطولة تعد أفضل بطولات العالم في كرة اليد.
قطر هي الفائز الأكبر في هذه البطولة.. نعم المنتخب الفرنسي، ذو الخبرة الكبيرة، والانجازات المتعددة عالميا، اقتنص الفوز في المباراة النهائية بفارق 3 أهداف، لكن المنتخب القطري يكفيه فخرا أنه أول منتخب ليس عربيا فحسب أو آسيويا، بل أول فريق من خارج القارة الأوروبية يكون طرفا في المباراة النهائية، لتسجل قطر بذلك انجازا غير مسبوق، ليس لقطر فقط، إنما للعرب قبل ذلك، بأن تكون دولة عربية هي صاحبة هذه البصمة، وأول من فتح الباب على مصراعيه لتحل بالمركز الثاني، وهو أفضل مركز يحققه العرب في تاريخهم طوال مسيرة بطولة العالم لكرة اليد، بل أفضل مركز يحقق عربيا في اللعبات الجماعية في المنتخبات الأولى.
كل من حضر هذه البطولة من لاعبين وإعلاميين وجماهير، ومن شاهدها، عرف بالابداع القطري تنظيما وإدارة وأمورا فنية ولوجستية، وجعل من قطر مجددا رقما مهما في استضافة البطولات الرياضية في جميع اللعبات، وهو ما جعل الفرنسيين يفكرون فيما سيقدمونه في البطولة القادمة التي سيستضيفونها في 2017، وهو دفعهم للتأكيد على انهم سوف يستفيدون من الخبرات القطرية في مجال التنظيم في البطولة القادمة، وهذا نجاح آخر يسجل لقطر وقيادتها.
انجاز المنتخب القطري لم يكن ليتحقق لولا فضل من الله اولا، ثم دعم لا محدود من سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وجهود جبارة من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد قطر2015، منذ إعداد ملف الاستضافة الى هذه اللحظة، ثم فريق العمل الذي عمل تحت قيادته بدءا من الاتحاد القطري لكرة اليد واللاعبين والمتطوعين.
قطر كسبت هذه البطولة بامتياز، وكسبت الرهان في قدرتها على الابداع عند استضافة أي حدث رياضي، لتقدم تنظيما نموذجيا، بعيدا عن التقليد، ولتفتح آفاقا واسعة في التنافس على تقديم نسخة جديدة في بطولة كأس العالم لم يسبق أن شهدتها مسيرة هذه البطولات.
هذا النجاح الباهر الذي حققته بطولة العالم لكرة اليد “قطر 2015” مقدمة لكأس العالم لكرة القدم 2022، وسيعزز في الفترة الفاصلة بنجاحات مميزة أيضا رياضيا واقتصاديا وسياسيا وفنيا وتعليميا….
أي بلد يحقق انجازات رياضية لا يمكن أن يسير بمعزل عن انجازات في قطاعات اخرى، وهو ما يترجم في قطر، فحجم الانجازات التي تشهدها قطر بفضل من الله ثم قيادة هذا البلد، رياضية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو ثقافية أو عمرانية ليست بحاجة للحديث عنها، فهي بحد ذاتها تتحدث عن نفسها، وبالتالي فان مسيرة قطر اليوم مسيرة متكاملة، متماسكة، مترابطة، قوية في تشابكها بين جميع القطاعات.
كل التهاني وأخلصها لسمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد حفظهما الله ورعاهما، ولسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، الذي لطالما واصل الليل بالنهار عملا وإخلاصا وجهدا، ليقطف اليوم هذه الثمار اليانعة..
والتهنئة موصولة لاتحاد اليد ولكل العاملين في هذه البطولة، من رجال أمن أوفياء كعادتهم للأمانة الملقاة على عاتقهم، وجنود مخلصين لهذا الوطن المعطاء.
كل الشكر والتقدير لأبناء الوطن الأوفياء في كل مجال كانت لهم البصمة والمشاركة في هذا الحدث أو غيره، وكانوا خير سفراء لكل من وفد إلى هذا الوطن، ليقدموا نموذجا مشرفا لأبناء هذا الوطن.
كل الشكر للاخوة المقيمين الذين شاركونا فرحتنا وقبلها شاركونا العمل باخلاص وجد واجتهاد من أجل إنجاح هذا الحدث وغيره ايضا، فهم شركاؤنا في هذه التنمية الشاملة التي يشهدها هذا الوطن، فلهم منا كل الشكر والتقدير.
لكم جميعا التهنئة والشكر والتقدير، فقد كنتم داعمين بالدعاء، ومساهمين في النجاح، ومشاركين في الإبداع، وستظل قطر تقدم دروسا في النجاح والابداع والتميز.
ولنا كلمة