مقالات

مبادرة الأمير.. موقف خالد في مناصرة الشعوب

يضاف إلى مواقف سموه ومناقبه الكثيرة

رفض سمو الأمير المفدى -حفظه الله ورعاه- السكوت على ما يجري من ظلم فادح، وعدوان جائر، على شعب اعزل، كل ذنبه انه طالب بحريته بعد ان ظل تحت حكم مستبد لاكثر من 42 عاما، حكم أذاق الشعب الليبي الشقيق اصنافا من العذاب، وبدد ثروات هذا الوطن الهائلة، التي تزيد بأضعاف مضاعفة عن أي دولة خليجية، بدد هذا الذي يدعي انه زعيم “ثوري” هذه الثروات في مغامرات سواء في افريقيا او مع الدول الغربية او دعم حركات متمردة..، بينما الشعب الليبي يفترش الارض، ويلتحف السماء، فهناك اكثر من ثلث الشعب الليبي يعيش تحت خط الفقر، في حين بلاده تطفو فوق بحيرة من النفط.

هذه المبادرة الكريمة لسمو الامير المفدى تذكر من جديد بموقف سموه خلال العدوان الاسرائيلي على غزة قبل نحو عامين، عندما بادر بالدعوة لعقد قمة من اجل انقاذ غزة، بعد عدوان غاشم، وحرب ابادة مارستها الدولة العبرية على اهل غزة، فاذا بالقذافي اليوم يمارس الحرب القذرة ضد ابناء شعبه، اسرائيل لم تستخدم الاسلحة التي يذبح بها القذافي شعبه ضد شعبها، انما ضد شعب آخر، فكانت محل ادانة واستنكار وغضب شعبي عالمي، فما بالنا بالقذافي الذي وضع الشعب في معسكر رهيب، وصب عليه العذاب صباً.

ما يحدث اليوم في ليبيا جريمة حرب ضد الانسانية، ومطلوب من المجتمع الدولي وقفة صادقة بعيدا عن المراوغة والكيل بمكيالين او إمساك العصا من النصف، فشوارع ليبيا ومدنها باتت مكتظة بالقتلى والجرحى على ايدي مرتزقة القذافي الذين يتقاضون آلاف الدولارات من اجل ذبح الشعب الليبي، أي زعيم هذا الذي يقدم على مثل هذا السلوك العدواني والوحشي؟!

الشعب الليبي يستنجد بالشرفاء من ابناء امتنا العربية، يستنجد بالانظمة العربية، ويطالب بموقف موحد، وخطوات عملية توقف الجرائم التي ترتكب بحقه، وللاسف انها على ايدي من حكمه لأكثر من 42 عاما.

والمؤسف ان الخطاب الذي ظهر به القذافي بالامس وقبله ابنه، هو خطاب حرب، فما تضمن من وعيد وترهيب، وما وصف به الشعب الليبي الثائر من انه مجموعة من المهلوسين ومتناولي المخدرات والمجرمين..، يشير بوضوح الى مضي القذافي في غيه وصلفه وعنجهيته، فهو يعلن انه لن يترك ليبيا الا بعد ان يحولها الى ارض محروقة.

لقد حاول القذافي عزل ليبيا عن العالم حتى يصفو له الجو لارتكاب كل الجرائم بعيدا عن اعين العالم، وحاول إلقاء تبعية ما يحدث في ليبيا على دول عربية، محاولا القفز على الحقيقة التي يرفض الاعتراف بها وهي ان الشعب في كل المدن والقرى الليبية يرفض استمراره حاكما متنفذا ووحيدا على شؤونها.

المضحك ان القذافي قال في خطابه انه ليس رئيسا، ولو كان كذلك لرمى الاستقالة في وجه الشعب الليبي، لكنه زعيم ثورة، فهل وجد في العالم زعيم لثورة احرق بلده، وقتل ابناء شعبه، كما يفعل هو اليوم في ليبيا؟!.

في كل العصور لا اعتقد انه وجد مثل القذافي، الذي يصلح ان يكون “مهرجا” اكثر من ان يكون رئيسا او زعيما، ورأينا ذلك في كل المؤتمرات والاجتماعات التي يحضرها، فهو محل استهزاء و”نكات” الجميع، حتى خطاباته، فمن الصعب ان تفهم ماذا يريد، وانا هنا احسد قناة “الجزيرة” انها استطاعت بالامس ان تقوم باخراج عناوين لعبارات من خطابه، واعتقد ان من قام بهذا الدور يستحق المكافأة على ما بذله من جهد للقيام بذلك.

القذافي اليوم لم يعد رئيسا او زعيما تحت أي مسمى كان لليبيا، سواء بقي في الحكم لايام مستخدما كل الاسلحة الفتاكة والمحرمة لقتل شعبه، او رحل تحت ضربات ابناء الشعب الليبي احفاد المجاهد عمر المختار.. القذافي والمجموعة التي حكمت ليبيا بالحديد والنار طوال العقود الاربعة الماضية، باتت من التاريخ، تمثل حقبة سوداء في تاريخ هذا البلد الناصع البياض.

الادانات العربية والاسلامية والدولية لا تنفع مع هذا النظام، بل لابد من مواقف عملية تجبر نظام القذافي على وقف الاعمال الاجرامية التي تمارس ضد الشعب الاعزل.

العالم مطالب اليوم بازاحة القذافي ونظام حكمه من ليبيا، واعادة النظام الى هذا البلد، الذي عاش 42 عاما دون نظام فعلي، او دستور يحكم الشعب، او مؤسسات واضحة، او وزارات ذات هوية محددة، فكل ما هنالك لجان شعبية، كيف يتم تسيير البلد، وكيف يتم اتخاذ القرارات؟ هي امور بيد الآمر الناهي.. القذافي فقط، وبالتالي فإن الشعب الليبي اليوم بحاجة الى اقامة نظام فعلي اسوة بدول العالم وشعوبها.

الشعب الليبي يباد على أيدي مرتزقة القذافي واعوانه، ولم يعد للسكوت مكان في عالم الاحرار والشرفاء.

في المحن والشدائد يختبر الرجال، وفي المواقف العظيمة التي لا تقبل التفرج يظهر المعدن الحقيقي للعظماء، وفي الاوقات التي تمتحن الامة، وتمتحن فيها الشعوب، يتصدر المدافعون المخلصون الانقياء، وهذا هو حمد بن خليفة آل ثاني، رجل المواقف العظيمة والخالدة، التي سيظل التاريخ يسجلها بأحرف من نور.

 

المبادرة الانسانية التي قام بها سمو الأمير المفدى – حفظه الله ورعاه – يوم امس بالاتصال بالامين العام للامم المتحدة طالبا ضرورة التدخل السريع لوقف استخدام القوة ضد المدنيين الابرياء في ليبيا الشقيقة من قبل نظام القذافي، تمثل موقفا آخر يسجل لسموه من بين عشرات المواقف الخالدة في دعم قضايا الامة، ومناصرة الشعوب العربية والاسلامية.

فالشعب الليبي الشقيق يعيش اليوم في محنة، ويتعرض لحرب ابادة على يد القذافي وزبانيته ومرتزقته، الذين اتى بهم لقتل ابناء شعبه، وهو امر يؤسف له، بأن يقدم رئيس دولة على قتل شعبه كما يفعل القذافي اليوم، وربما يمثل النموذج الاوحد في العقود الاخيرة ممن اقدم على شن حرب ابادة ضد شعبه، مستخدما كل انواع الاسلحة بما فيها الطائرات.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x