مدينة «لوسيل».. عالم آخر تحت الأرض .. الكوادر القطرية تدير بكفاءة عالية المشاريع العملاقة
وقبل الحديث عن هذه المشاريع الجبارة، هناك استثمار فيما هو اهم من هذه المشاريع، تمثل ذلك بالكوادر القطرية الحاضرة وبقوة في التنفيذ والاشراف على تلك المشاريع، وحقيقة لم اكن اتصور ان اجد ذلك العدد من الكوادر القطرية التي تدير وبكفاءة عالية هذه المشاريع النوعية، التي تبرهن من جديد على الامكانات والقدرات التي تتمتع بها الكوادر القطرية، والكفاءة العالية التي تتميز بها.
لم يكن حضورهم مجرد “واجهة”، بل اظهروا فهما دقيقا لطبيعة المشاريع، وآلية التنفيذ، والسبل الكفيلة بالادارة المثلى، وقبل هذا وذاك الحرص الشديد في الانجاز والجودة معا، قيادات شبابية يفخر الوطن بهم.
والامر الآخر الذي يحسب للاخ العزيز محمد علي الهدفة الرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية انه دعا كل الكوادر القطرية للمشاركة في اللقاء المفتوح والجولة الميدانية الخاصة بـ “الشرق”، ولم يستحوذ هو شخصيا على الحوار، وترك المجال امام الجميع للحديث، كل واحد عن المشروع الذي يديره ويشرف عليه، بعيدا عن الوصاية عليهم.
هذا بداية، اما المشروع، فهو في حقيقة الامر مشاريع متعددة في مشروع واحد، وكل مشروع من مشاريع “لوسيل” مثلا هو عالم آخر من الابداع والتميز.
هناك عالم آخر تحت الارض في منطقة “لوسيل”، ما هو موجود تحت الارض يفوق بكثير باعتقادي ما سيكون فوق الارض حتى في المراحل اللاحقة، التي من المتوقع ان تكون “لوسيل” واحدة من اكبر وافضل المشاريع التي تنفذ ليس في قطر او المنطقة، بل تتعدى ذلك.
◄ لماذا ما هو تحت الارض اهم واضخم ؟.
كلنا ربما تابع وشاهد المشاريع التقليدية التي تقام فوق الارض مع ما يتطلب بعضها من تجهيزات تحت الارض، لكن في وضع “لوسيل” فان الامر مختلف تماما، فتحت الارض مدينة كاملة تسير في انفاقها السيارات، وتشتمل على كافة الخدمات التحتية دون الحاجة مستقبلا للعمل فوق الارض بالنسبة لكل خدمات البنية التحتية والتمديدات، التي هي اليوم جاهزة ومكتملة بنسبة عالية، والبعض منها مكتمل بالكامل، كما هو الحال بالنسبة لمحطات الكهرباء التي بنيت تحت الارض بالكامل، وهي قصة اخرى من النجاح.
هذه الانفاق التي تحتوي مختلف الخدمات تقع على عمق يتجاوز في بعض اطرافه 20 مترا تحت الارض، مع توافر كافة اجراءات الامن والسلامة، بل ان التشدد في هذا الجانب يتجاوز احيانا المتعارف عليه في مثل هذه المشاريع كما اشار سالم الكواري مدير ادارة الصحة والبيئة والسلامة والامن.
مستقبلا بعد تشييد مدينة “لوسيل” فانك لن ترى القيام بالحفر فوق الارض من اجل تمديدات كهرباء أو توصيل المياه أو خدمات الهاتف أو الصرف الصحي.. أو ما شابه ذلك، فجميع هذه الخدمات تتم تحت الارض دون الحاجة الى اجراء أي هدم للبنية التحتية القائمة.
بل الامر تجاوز ذلك، فانك لن تجد كذلك سيارات نقل الحاويات الخاصة بالقمامة تتجول بشوارع “لوسيل” من اجل رفع هذه الحاويات، فقد تم اعتماد نظام يتم به سحب القمامة التي ترمى في الحاويات المنتشرة بالمدينة تلقائيا، وتجميعها في مكان خاص عبر انابيب ضخمة تحت الارض، ومن ثم تفريغها في اماكن معينة لنقلها حسب الاجراءات الصحية.
وعودة الى محطات الكهرباء المقامة تحت الارض فهي الاولى من نوعها في قطر، وعلى درجة عالية من التقنية، وجاهزة للاستخدام، وهو مشروع من المهم ان تحذو حذوه المؤسسة القطرية للكهرباء والماء وشركة الكهرباء بأن تكون محطات الكهرباء تحت الارض، خاصة في ظل توافر اجراءات الامن والسلامة لمثل هذه المحطات، والتي اعتمدتها شركة الديار في بناء هذه المحطات.
مشروع المواقف الذي هو الآخر جاهز حاليا ويمكن استخدامه، ومكوّن من 4 محطات للمواقف تحت الارض، كل محطة مكونة من 3 طوابق تستوعب في مجملها 550 موقفا لكل محطة، مع كافة التجهيزات والمرافق التي تخدم مستخدمي هذه المواقف.
مشروع المارينا الذي بدأ تشغيله حاليا، ويستقبل عددا من اليخوت، مع وجود مقهى يقدم خدمات لمستخدمي المارينا وللزوار كذلك، وهو متنفس سياحي على درجة عالية من الجمال والروعة، خاصة عند اكتمال المشروع بصورته النهائية، والذي سيمثل واجهة سياحية جديدة.
مشروع “لوسيل” بكامله سيكون مشروعا نموذجيا، تتوافر به خدمات ليست موجودة في المشاريع الاخرى، بما في ذلك الجوانب الترويحية والترفيهية، والمساحات الخضراء، والكورنيش الذي سيكون اضافة نوعية، بتشكيلاته وتداخل المياه في جنباته المختلفة.
ربما الحديث عن مدينة “لوسيل” يطول، فما شاهدناه خلال جولة “الشرق” التي نبدأ اعتبارا من اليوم نشر حلقات منها على مدار الايام القادمة، لا يمكن التعبير عنه بكلمات، فالانجاز يسير بخطوات واثقة، وقطع اشواطا كبيرة، وان لم يشعر الكثيرون به، كون ما انجز من المشروع يقع تحت الارض، وهو الاهم، فما فوق الارض سيكون هو الاسهل مقارنة بـ “العالم” الموجود تحت مدينة “لوسيل”.
والاهم من ذلك ان هذه المشاريع تنفذ على ايدي كفاءات قطرية، هي محل الثقة، وكانت على قدر المسؤولية التي انيطت بها، واثبتت جدارة في تبوؤ المناصب التي شغلتها.
لم تقتصر جولة “الشرق” على مدينة “لوسيل”، بل شملت ايضا قاعة ومركز المعارض والبرج الملاصق له، والمواقف الخاصة التي تقوم الديار بتشييدها بالقرب من فندق شيراتون الدوحة.
حقيقة هناك جهود كبيرة مبذولة في هذه المشاريع العملاقة، وان لم يشعر الكثيرون بها، وعندما سألت الاخ محمد الهدفة عن السبب في عدم الظهور إعلاميا للحديث عن الديار فكان جوابه “نحن نترك الاعمال هي التي تتحدث عنا “، وبالفعل اليوم هذا الحجم من المنجزات في مشاريع الديار هي التي تتحدث عن نفسها، وتفرض على الآخرين احترام وتقدير المشرفين عليها، الذين جلهم من الكوادر القطرية، مع كل التقدير والاحترام لكل العاملين في مشاريع الديار، سواء من الاخوة العرب أو غيرهم.
نقدر عالياً مبادرة الاخوة في شركة الديار القطرية لاتاحة الفرصة للاطلاع على هذا العالم “المخفي” القابع تحت الارض، ونقل هذه الجهود للرأي العام للوقوف على هذه الجهود الكبيرة، وهذه المشاريع الجبارة، التي ستغير من ملامح المنطقة بأسرها