مقالات

نعتذر عن أخطائنا بكل شجاعة

كل كلمات الاعتذار بالتأكيد لا تكفي عن الخطأ الجسيم الذي وقع بنشر صورة غير لائقة أخلاقيا في ملحق خارجي ينشر مع الشرق، ونتحمل المسؤولية كاملة أمام الله قبل كل شيء، وأمام قطر البلد والشعب اللذين ائتمنانا على أمانة النشر، وأمانة الكلمة، وأمانة الصورة، وأمام مجلس الإدارة، الذي وثق بنا، ونشهد الله أن الذي حدث خطأ غير مقصود تماماً، فالجميع يعرف جيداً سياسة الشرق التحريرية، ويعرف القائمين على هذه الصحيفة، التي ما فتئت تدافع عن قضايا المجتمع بكل أمانة وإخلاص، وتقود مبادرات عدة على صعيد دعم القيم والمبادئ والأخلاق، التي تربى عليها هذا المجتمع الأصيل، وما حملة “الدين النصيحة” و”والله عيب” و”انتبه”، التي تتحدث عن أهمية ترسيخ الأخلاق والقيم لدى أفراد المجتمع، والحفاظ على أرواح أبنائنا منا ببعيدة.

لا نقول ذلك دفاعاً عن الخطأ الذي وقع، ونملك الشجاعة للاعتراف بأخطائنا، ولكن الجميع يعلم أن الخطأ في أي عمل وارد، خاصة في عالم الصحافة، هذه المحرقة اليومية، التي تتطلب سرعة إنجاز، ودقة في التحرير، ومصداقية في الخبر..، بالتزامن مع عدد صفحات لا تقل عن 82 صفحة يومياً، فالعدد الذي وقع فيه الخطأ عدد الاثنين وصل عدد صفحاته إلى 112 صفحة.

قيمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا خط أحمر، لا يمكن التهاون أو التساهل فيها، ونعاهد قارئنا الكريم على أننا سنستفيد من هذا الخطأ، ونضع من التدابير ما يمنع تكراره بإذن الله. وقد تم إنهاء خدمات الصحفي الذي تسبب في نشر الصورة، والخصم والإنذار لمسؤوله المباشر، واتخاذ إجراءات أشد صرامة في عملية النشر والمتابعة والتدقيق في كل ما ينشر.

وإحقاقاً للحق، وأمانة الكلمة، فإن الشرق ظلت على الدوام وستبقى محافظة على القيم والأخلاق، رافضة تحت أي مبرر الانزلاق لنشر خبر أو صورة غير لائقة تتنافى مع قيم وخصوصية مجتمعنا، ونرفض على الدوام حتى تلك الإعلانات التي ترد بها صور قد تكون غير محتشمة، رادين حملات إعلانية يقدر البعض منها بالملايين، إيمانا منا بأن ديننا وأخلاقيات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، هي الأساس في النهج الذي تسير عليه الشرق، منحازين إلى هذه القيم على الدوام.

وكم أقدمت الشرق وبتوجيهات من سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، رئيس مجلس الإدارة، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب، ودعم ومساندة من أخينا الأكبر مقاماً الأستاذ عبداللطيف بن عبدالله آل محمود، الرئيس التنفيذي لدار الشـرق، على قيادة مبادرات نوعية في خدمة المجتمع، منها تفريج كربة، ومؤتمر حقوق العمال والمسؤولية الاجتماعية..، والتبرع بإيرادات الشرق والبننسولا لقضايا وشعوب أمتنا، والتبرع لدعم غزة والصومال وغيرهما من الأشقاء المحتاجين، وهذا ليس منة أو تفضلاً، إنما نعتبره واجباً، ورسالة نؤديها تجاه مجتمعنا وأمتنا.

لقد كشفت لنا هذه الواقعة الأليمة مدى تمسك أفراد مجتمعنا بالدين والقيم والأخلاق، وهذا أمر مفرح، وبقدر حزننا على ما حدث، إلا أن ردة الفعل من قبل الغالبية كانت مبشرة بأننا في مجتمع متمسك بهويته الإسلامية والعربية.

جابر الحرمي

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x