مقالات

وطن.. كبر بعطاءات الأمير ومبادراته الخلاقة ومواقفه العظيمة

في يوم الوطن.. استذكار لمبادئ غرسها المؤسس

في مسيرة الأمم والأوطان محطات تمثل مراحل مفصلية في تاريخها، وتدفع بها نحو مزيد من التمكن والاستقرار والتنمية.. في الداخل، وحضور أوسع، ومساهمة بارزة على الصعيد الحضاري، ودور فاعل على المستوى الإنساني.. بإيجابية تجعلها تتبوأ مراكز الصدارة بين الأمم.

هكذا هي الأمم التي تحظى بقيادة واعية، ولديها رؤية ثاقبة، فإنها تسجل لنفسها مقعد الصدارة بين الأمم، وفي المحافل الدولية، فالقائد الحكيم من يبني وطنه، ويقود مجتمعه، ويستنهض قواه، ويوظف الإمكانات من أجل رقي وطنه ورفعة شأنه، ليتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم، بعد أن صنع إنجازات كبرى في الداخل، وخلق تنمية عززت من قدرات هذا الوطن، ليسجل حضوراً بالتالي في مختلف المحافل، وعلى كل الأصعدة.

التاريخ القديم والمعاصر يقول: إن الوطن يكبر بقائده، فكلما كان القائد كبيراً بعطائه، عظيماً بمواقفه، خلاقاً بمبادراته، معطاء بجهوده، باذلاً الوقت والجهد والفكر.. من أجل وطنه، مستحضراً أبناء وطنه في حركاته وسكناته.. كان للوطن الذي يقوده شأن عظيم، وموقع متفرد، وحضور واسع..

نحن اليوم أمام هذا القائد، أمام هذا الزعيم الفذ، أمام شخصية قيادية، ليست كأي شخصية في عالم اليوم.. إنه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي نحتفل معه غداً بذكرى اليوم الوطني، في وطن كبر بعطاءات هذا القائد، ومبادراته الخلاقة، وجهده العظيم من أجل البناء والتنمية، في الإنسان والوطن..

احتفال الوطن.. هو في الحقيقة تجديد لعهد الولاء والوفاء لمؤسس هذه الدولة الحديثة المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، الذي حمل اللواء، وقاد شعبه نحو تأسيس قواعد الدولة الحديثة، في يوم تاريخي من سنة 1878، وسيظل محفوراً في الذاكرة، ويمثل انطلاقة لمرحلة جديدة من عمر هذا الوطن العزيز، ولقيادة هذا الوطن العزيز، المتمثلة بسمو الأمير المفدى وسمو ولي عهد الأمين حفظهم الله ورعاهم.

احتفال الوطن.. استذكار لمسيرة حافلة من الإنجازات، مسيرة سُلّم فيها اللواءُ جيلاً بعد جيل، ليواصلوا هذا الطريق، ويسلكوا نهج المؤسس، الذي أرسى قواعد هذه الدولة على الإيمان والعدل والتسامح والمبادئ والقيم والأخلاق الرفيعة.. ولا تزال هذه الدولة تسير على هذا الطريق، يعتز كل جيل بما ورثه من هذه المثل من آبائه وأجداده، لتظل نبراساً ينير الطريق.

احتفال الوطن.. استذكار للتضحيات التي قدمها الآباء والأجداد، من أجل بناء هذا الوطن، عزيزاً.. كريماً.. شامخاً.. متكاتفاً.. متعاضداً.. متعاوناً.. قوياً.

احتفال الوطن.. امتداد لعطاءات قيادة حملت لواء الوطن عالياً، يرفرف بعزة وشموخ، وقدمت في سبيل ذلك الشيء الكثير، حتى تحقق لهذا الوطن المنعة والسؤدد.. هذه المكاسب والإنجازات التي يعيشها جيل اليوم لم تأتِ من فراغ، ولم تسقط من السماء، إنما جاءت بفضل من الله أولاً، ثم بجهود مباركة ومخلصة ومتفانية من قيادة هذا الوطن، عملت ليل نهار من أجل الوصول إلى هذه المرحلة العظيمة في هذا الوطن المعطاء.

الرسالة التي حملها المؤسس ـ رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، ورسخها منذ اللحظة الأولى لتأسيس هذه الدولة الحديثة، والمبادئ التي قامت عليها ـ هي اليوم حاضرة بيننا بقوة، تستلهم منها الأجيال لتسير عليها، مسترشدة بها في حياتها وممارستها اليومية، وعلاقاتها الاجتماعية، وفي نطاقها القريب، وتواصلها البعيد، في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي.

احتفالية الوطن الحقيقية هي في الارتقاء بهذا الوطن في كل لحظة الى مرحلة جديدة، شعارها الابداع والانتاج والتميز.. في كل قطاع نعمل فيه، وفي كل مكان نوجد فيه، وفي كل عمل نقوم به..

الترجمة الحقيقية لحب هذا الوطن في الاخلاص بالعمل، والتفاني في المهام الموكلة الينا، والامانة في تأدية ما ائتُمنا عليه..

احتفالية الوطن يجب ان ترسخ فينا قيم ومبادئ واخلاقيات البذرة الاولى التي غرسها المؤسس، وسقاها من أتى من بعده حاملا راية هذا الوطن العزيز جيلا بعد جيل، وفاء لتلك القيم والمثل والمبادئ التي احتضنها هذا المجتمع فردا فردا، وآمن بها، وعمل على توارثها، حتى باتت قطر منذ يوم المؤسس رحمه الله رحمة واسعة، الى يومنا هذا كعبة للمضيوم، يفد اليها كل مظلوم او من ألمت به المصائب، او طارده الطغاة، او نفاه الجبابرة، او انقطع به الطريق..

لسنا فقط نعيش في وطن يسوده الأمن والامان والاستقرار، بل ان هذا الوطن يجب ان يعيش فينا، يجب ان يسري في دمائنا، يجب ان يكون جزءا لا يتجزأ من سكناتنا وتفكيرنا واحلامنا كذلك…

هذا الوطن الذي يمنحنا اليوم كل شيء، يمنحنا الأمن والامان، في حين شعوب أخرى لا تستطيع ان تنام.. يمنحنا الحياة الكريمة في حين شعوب اخرى لا تجد لقمة العيش.. يمنحنا الرعاية والاستقرار في حين شعوب اخرى لا تجد لحظة لتهنأ فيها.. وقبل هذا وذاك قيادة هي اكثر حرصا علينا من انفسنا.. تبذل كل شيء من اجل هذا الوطن والمواطن.. وتسعى لتوفير الحياة الكريمة له والاستثمار فيه وتعده الثروة الحقيقية التي ترتكز عليها..

اننا نحتفل بيوم الوطن فلابد ان يرتقي هذا الاحتفال الى مستوى هذا الوطن، سموا ورفعة وحضارة واخلاقا..، فلا ينبغي ان نقدم سلوكا يتنافى مع قيم هذا المجتمع، او تصدر منا اعمال تسيء الى هذا الوطن، او تلتصق بنا افعال لا تتوافق مع القيم والمبادئ التي عاش عليها الآباء والاجداد، وكانوا نموذجا في العطاء والتضحية والالتزام بالاخلاق والقيم العربية والاسلامية الاصيلة.

يجب ان نفهم اننا لا نمثل انفسنا في تصرفاتنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا.. بقدر ما نحن نمثل دولة ووطنا ومجتمعا عرفت عنه القيم النبيلة، والاخلاق الحميدة، والسلوك الحضاري القويم…

لقد كبر هذا الوطن بقيادته الحكيمة، التي تعمل ليل نهار من اجل رقي هذه الدولة ونهضتها وتطورها..، فما تحقق على ارض الواقع خلال السنوات الماضية من انجازات ومكاسب في كل القطاعات وعلى جميع المستويات، لم يكن ليحدث الا بتوفيق من الله عز وجل، ثم القيادة الحكيمة لسمو الامير المفدى وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله ورعاهما، وسدد على طريق الخير خطاهما.

لقد عرف هذا الوطن باللحمة الوطنية، والالتفاف الكامل حول القيادة، فروح الاسرة الواحدة هي التي تتجلى في علاقات ابنائه بعضهم ببعض، وتمثل رباطا قويا فيما بينهم،..، هذه السمة نريد تعزيزها في هذا اليوم الوطني، واستحضارها لتظل سياجا يحمي مجتمعنا في مسيرته الظافرة نحو مزيد من تحقيق الانجازات، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال المراحل الماضية.

ان اليوم الوطني ليس مظاهر احتفالية فحسب، بل هو قبل ذلك يحمل معاني سامية من القيم والمبادئ والاخلاق التي تحملها هذه المناسبة العزيزة لتغرسها في نفوس الاجيال، لتظل متمسكة بها في حياتها، ولتستلهم من هذه الروح زادا يدفعها نحو اكمال المشوار، ولتظل هذه المبادئ نبراسا ينير الطريق…

ان اليوم الوطني ليس محصورا بيوم واحد، او ساعات معدودة، انما هو ممتد طوال العام، لا تفارقنا ذكراه في أي لحظة من لحظات يومنا وعامنا..

في يوم الوطن.. نجدد الولاء والوفاء لهذه القيادة العظيمة؛ لسمو الامير المفدى وسمو ولي عهده الامين، ولهذا الوطن الغالي، ونسأل الله عز وجل ان يحفظ قطر قيادة وشعبا ووطنا، وان يديم عليها الامن والامان والاستقرار وتحقيق المزيد من الانجازات على مختلف الاصعدة وفي جميع المجالات.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x