حوارات

الرئيس السوري: قمة الدوحة جاءت بأكثر القرارات وضوحاً وعكست الواقع

اشاد الرئيس السوري بشار الاسد بالقرارات التي خرجت بها القمة العربية والتي اختتمت بالدوحة امس الاول.

وقال في حوار شامل مع ” الشرق ” ان القرارات التي تمخضت عنها القمة هي من اكثر القرارات وضوحا بين القمم التي عقدت في العشرين عاما الماضية، مشيرا إلى انها عكست الوضع العربي بشكل عام، مؤكدا أن قمة الدوحة تعد قمة ناجحة بكل المقاييس، منوها في الوقت نفسه باستكمال المصالحة العربية التي رعاها سمو الامير المفدى بين خادم الحرمين الشريفين والزعيم الليبي.

ونوه فخامة الرئيس السوري بالدور الذي تلعبه قطر، مشيرا إلى ان قطر وخلال السنوات الماضية اسست نفسها كدولة فاعلة، مستشهدا بنجاحها في الملف اللبناني، مؤكدا ان المبادرات القطرية ستستمر خلال المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بالمصالحات العربية اكد الرئيس بشار الاسد ان هذه المصالحات التي جرت جدية وصادقة، الا انه دعا إلى ضرورة وضع اسس واعراف للتعامل مع القضايا الخلافية، وان تكون هناك ادارة للخلافات.

وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية دعا الاسد الذين يريدون تحريك هذه المبادرة لأن يأتوا بشريك فعلي، موضحا ان هذه المبادرة منذ اعلانها في عام 2002 واسرائيل لم تعترف بها، بل ان اسرائيل قتلت هذه المبادرة. وأكد أن الدول العربية بات لديها وعي بأن مذكرة توقيف الرئيس السوداني هي بداية لسلسلة اعمال مشابهة اخرى، مشيرا إلى أن الدول العربية لديها قلق في هذا الشأن، موضحا أن هناك أطرافا تستخدم المؤسسات الدولية من اجل مصالحها.

وشدد الاسد على ان سوريا لن تسلم اي مواطن سوري إلى محكمة الحريري اذا ما طلبت ذلك، الا اذا طلب كشاهد فعندها يمكن النظر في هذا الامر وربما يكون في سوريا، وفيما يتعلق بالعلاقات مع امريكا قال الرئيس السوري ان البدايات مبشرة، مشيرا إلى انه لم تعد هناك املاءات عند التحاور، معربا عن استعداد بلاده لمساعدة واشنطن للانسحاب من العراق، إلا انه قال ان الامر لم يعرض بعد على الإدارة الأمريكية.

***

◄ فخامة الرئيس اختتمت بالأمس القمة العربية كيف ينظر فخامتكم لسير عملها والنتائج التي تمخضت عنها؟

– هي قمة عقدت ضمن الظروف العربية اولا، وثانيا ضمن حالة المؤسسة نفسها وهي مؤسسة الجامعة العربية، أما الحالة العربية فهي حققت قفزات جيدة نسبيا ولا سيما في الظروف التي كانت قائمة منذ أشهر خاصة انه منذ قمة الدوحة والعدوان على غزة وأكملت أمس بموضوع المصالحة السعودية الليبية .. أما القرارات التي تمخضت عنها فهي من أكثر القرارات وضوحا بين القمم التي عقدت في التسعينيات او في العشرين سنة الماضية واستطيع أن أقول انه منذ عام  2000 الى اليوم قمة الدوحة من أفضل القمم من ناحية القرارات التي عكست الوضع العربي بشكل عام وعكست تعلمنا كعرب من أخطائنا. وانتقلنا إلى قمة الدوحة ونحن متعلمون جزءا أساسيا من الدروس ووصلنا إلى قرارات واضحة، فبالنسبة للسودان القرار كان واضحا وبالنسبة لإسرائيل أيضا القرارات واضحة حتى المبادرة العربية كانت واضحة، فعندما يكون هناك شريك تكون هناك مبادرة وعندما لا يوجد شريك لا توجد مبادرة. ومن جانب آخر نوعية الحوار الدائر هذا الحوار لم يكن موجودا في السابق، فقد تطور الموضوع وفي قمة السودان في العام 2006 عندما بدأنا الجلسات مغلقة ولم تكن سهلة، أما في الدوحة فقد شهدنا نتائج وحوارا مفتوحا حتى على صعيد اللقاءات الثنائية فهي قمة ناجحة.

 

إدراك المخاطر

◄ فخامة الرئيس هل بدأ القادة العرب يدركون حجم المخاطر التي تواجههم وبالتالي فان لغة الحوار هي التي باتت تحكم العلاقات القائمة بينهم؟

– هذا أكيد .. وهذه مرحلة وبداية يجب أن نعرف المشكلة التي نعاني منها، أحيانا لم نكن نعرف ونعتقد أن الأمور تحل بهذه الطريقة ولكن اكتشفنا أن هناك مشكلة والجزء الأساسي منها هو أننا لا نتحرك، فاقتنعنا بالحوار لكن الآن المهم هو كيف نضع أساسا لهذا الحوار وبالتالي بناء على الكلمة التي ألقيتها في القمة طرحت بعض النقاط بالنسبة لموضوع التضامن العربي وسنقوم بصياغتها ونقدمها كمقترح للرئاسة وهي قطر لكي نصل إلى القمة المقبلة ولدينا أسس أكثر لبلورة حالة الحوار حتى لا تكون فقط حالة شخصية وتجاوبا شخصيا..

◄ فخامة الرئيس خلال رئاستكم للقمة العشرين فقد رفعتم شعار التضامن العربي وقمتم بدور نشط … هل لكم أن تطلعونا على أهم الانجازات التي حققتموها على ساحة العمل العربي المشترك والصعوبات التي اعترضتكم وخاصة أنها فترة حرجة وتعرضت خلالها الأمة للعديد من المخاطر؟

– حتى يكون الجواب دقيقا لابد أن نحدد ماهي صلاحيات الرئاسة من الناحية الفعلية كونه لاتوجد مؤسسة، مكتملة على مستوى الجامعة العربية وفعليا الرئاسة لديها صلاحيات وهي ليست مؤسسة الدور هنا هو دور البلد وكل ما قامت به سوريا هو بمعظمه قامت به كسوريا أكثر منه كدور جديد للقمة لأنه وكما قلنا لايملك الصلاحيات. فعندما جاء اتفاق الدوحة في لبنان حصل التعاون بين سوريا وقطر وإذا أردنا أن نضعه في إطار انجازات القمة نستطيع ولكن في الحقيقة هو انجاز سوري قطري ولكن حصل خلال هذه الفترة.

وأيضا مصالحات قمة الكويت هي كانت الانجاز الثاني على مستوى الساحة العربية وهي أيضا انجاز قطري سوري سعودي مصري وليس مرتبطا بالرئاسة ونحن كعرب وكجامعة لم نصل إلى مرحلة تأسيس العلاقات، لذلك لا يمكن أن تحكم على الرئاسة لكن كل الانجازات التي تحصل تربط هذه الدولة ..

 

تقييم لوائح الجامعة

◄ هل هناك إعادة لدراسة أو تقييم لوائح الجامعة العربية وهل هناك مشروع مطروح لاستبدالها باتحاد عربي وهل هناك تقييم للمؤسسة كمؤسسة؟

– بلا شك المؤسسة إذا لم تضع أسسا تلتزم بها الدول لا قيمة لها حتى لو وضعت بنى، فنحن نتحدث عن بنى سواء اتحاد أو مجلس السلم العربي أو محكمة عدل عربية كل هذه غير ملزمة للدول وبالتالي ستخلق مشاكل إذا لم يكن هناك حاجة ماسة لنوع العلاقات وتحديد صلاحيات كل دولة وما هو مسموح لها داخل الجامعة بدءا من الأمور التفصيلية الصغيرة التي هي عندما اطرح مبادرة وأفاجئ بها الجميع بالقمة فتؤجل للدراسة على الأقل أريد أن أمارس الممارسة السياسية وما هو مسموح لي أن أمارسه كعرف وإذا لم أبدأ بهذه الأمور ونكرسها كعرف لا نستطيع الانتقال إلى بنى بل سنحولها إلى بنى فارغة لاننا لم نلتزم بكل هذه البني ونضع بنى غير ملزمة لان كل شئ غير ملزم ليس له قيمة وانا مع الفكرة وهي مرحلة ثانية والمرحلة الأولى لا بد من مأسسة العلاقة المباشرة من ناحية كل دولة.

 

مصالحة سعودية ـ ليبية

◄ فخامة الرئيس شهدت جلسات القمة العربية مصالحة بين ليبيا والسعودية برعاية قطرية هل هي ضمن السياق الشمولي للمصالحات العربية ام تقتصر بين دولتين فقط؟

– هي انعكاس مربوط، فقمة الكويت بمبادرة الملك عبد الله و بطريقة المصالحة التي بها نوع من الخرق المفاجئ أثرت وأمس حصلت مبادرة من العقيد القذافي الذي أراد أن ينهي الموضوع والتقطها الأمير وقام بعملية المصالحة . فهي انعكاس لها ..

 

الحفاظ على المصالحات العربية

العديد من المراقبين يرون ان المصالحات العربية هي مصالحات وقتية وليست دائمة ثم تحدث انتكاسات اشد فما هي الضمانات للحفاظ على ما يتم من مصالحات بين الدول العربية؟

– في البداية يجب أن نحلل نوعية الخلافات هل يوجد بيننا خلاف على حدود لا يوجد، هل يوجد بيننا خلاف على آبار نفط أو حدود بحرية او على اقتصاد معين، أيضا لا يوجد، فالخلاف على قضايا أخرى أساسا ليست قضايانا، على سبيل المثال حصلت مشكلة في لبنان نختلف وإذا حصلت مشكلة في فلسطين أيضا نختلف لأنه لا يوجد مأسسة لدور الدول في القضايا الخلافية وأنا أتبنى طرفا، وجهة أخرى تتبنى طرفا، ويحدث خلاف في وجهات النظر، وتتحول وجهات النظر إلى صراع بدل أن نبقيها في إطار خلاف وجهات النظر، .. علينا أن ننظر إلى أوروبا كمثال، فأوروبا تختلف وقد انقسمت انقساما شديدا خلال الحرب على العراق ولكن لاحقا تصالحوا من خلال آلية معينة، ونحن نستطيع أن نختلف ولكن لا توجد لدينا آلية لحل الخلاف، ولا توجد لدينا آلية للوقاية، وإذا قمنا مثلا بتبني مبادرة معينة تجاه قضية لا نتبناها كجامعة إلا إذا كانت الأطراف المعنية موافقة عليها، وبالتالي لا ننقسم، ..، المشكلة نطرح مبادرة يتبناها طرف واعتقد أن الطرف الآخر الذي رفضها عنده الحق وبالتالي نختلف وينتقل الصراع من المشكلة الى الدول نفسها واغلب المشكلات من هذا النوع ولا توجد مشكلة أخرى.

وبالنسبة للبنان وفلسطين والعلاقة مع إسرائيل وأمريكا، فإذا وضعنا أسسا وأعرافا للتعامل مع هذه القضايا لا ينتقل الخلاف إلينا، ورغم كل ذلك اؤكد ان المصالحات القائمة جدية وصادقة، لكن يجب أن تضع أسسا حتى لا تنتقل لخلاف آخر وعندما تحصل مشكلة أخرى تنسى المصالحة وتبدأ من الصفر.

 

إدارة الخلافات

◄ كيف يمكن أن نرتقي إلى هذه المرحلة وان نعرف كيف ندير خلافاتنا و هل هناك مرجعيات أو ضمانات يمكن أن ندير خلافاتنا من خلالها إذا ما نشأت؟

هذه أمور بديهية .. فانا صاحب قضية، عندي ارض اسمها الجولان المحتل ومن غير المقبول أن أرى دولة تتحرك في موضوع السلام في أوروبا أو في أمريكا وأنا لا اعرف، فانا صاحب الشأن وهذا بكل تأكيد سيخلق خلافا، فلا يحق لك أن تتحرك إلا بموافقتي، وأعطي مثالا آخر، يختلف طرفان في بلد ما ونحن نعلن دعمنا لطرف ولكن يجب ان ندعم الدولة، فنحن لا ندعم طرفا حتى وان كان احدهما على حق والآخر على خطأ فنحن لا نستطيع ان نتبنى طرفا ونترك الطرف الآخر لأننا نتبنى دولة المؤسسات ونسهل المصالحة وبعد ان تنتهي المصالحة نستطيع أن نقول للطرفين أنت صح والآخر خطأ وإذا دخلنا في مشكلة سنؤزمها إذا لم نضع أعرافا من هذا النوع . واي مبادرة تحصل في القمة بموضوع يخصني يجب أن اسأل سابقا ومن ثم أوافق عليها .. ولدينا أمثلة كثيرة فإذا أخذنا سبب الخلافات نرى انه سبب من هذا النوع وتعد على صلاحيات بعضنا البعض.

 

تدخلات خارجية

◄ فخامة الرئيس هناك من يرى ان سبب خلافاتنا في الغالب هي بسبب تدخلات خارجية او حتى بسبب ضغوط أو أجندات خارجية تنفذ على الساحة العربية فما حقيقة هذا الأمر؟

– هذا صحيح ولكن ليس بالضرورة أن يكون مؤثرا إلا إذا كانت لدينا مشكلة، فالضغوطات دائما موجودة وهناك ضغوطات يتعرض لها الكل ولكن عندما تكون هناك متانة وأسس ومنهجية لا تؤثر ولنأخذ مثالا، العلاقة السورية القطرية ألا تعتقد ان هذه العلاقة خلال السنوات الثلاث الماضية تعرضت لضغوطات كبيرة لكي تنفك ولكن لم يتمكنوا لأن هناك أسسا في العلاقة وتمكنت سوريا وقطر من خلال منهجية معينة أن تحافظا عليها فالضغوط موجودة ولكن ليست أساسية.

 

مبادرة السلام العربية

◄ فخامة الرئيس كثر خلال الفترة الأخيرة الحديث عن مبادرة السلام العربية، ففي قمة غزة التي عقدت في الدوحة طالبت بتعليق المبادرة وبالأمس في خطابكم أمام القمة العربية فهم منه ألا جدوى من المبادرة طالما لايوجد شريك فما هو موقف فخامتكم تحديدا من المبادرة ؟

– بكل بساطة ماذا فعلنا في الدوحة، قلنا تعليق وقلنا ماتت، والحقيقة هي معلقة وهي ميتة، لأنه منذ ان أعلنت ليس لديها شريك، وإذا لم يكن لديها شريك فهي غير موجودة، هي موجودة في عقولنا وعلى الورق ولكنها فعليا غير موجودة فعليا . وفي الدوحة أعلنا عن تعليقها فمنذ العام 2002 معلقة وميتة يعني انها غير مفعلة، وقلنا ان إسرائيل قتلتها وشارون قتلها . ونحن في قمة الدوحة العربية لم نغير إي شئ عندما تحدثت انه لا يوجد شريك للمبادرة، فمن يريد أن يحرك المبادرة عليه أن يأتي بالشريك وهذا يفتح مبادرة فاعلة، فالتفعيل ليس بيدنا ان نفعلها أو لا نفعلها، فهل الشريك موجود؟ .. التفعيل بيد إسرائيل عندما تقر بعملية السلام تصبح المبادرة مفعلة بكل بساطة.

◄ ماهو موقف الزعماء والقيادات العربية من مبادرة السلام العربية وخاصة أن هناك من يؤكد بقاءها واستمراريتها وان الطرف الآخر الذي يريد ان يلغيها يجب أن يطرح البديل أولا؟

– ماهي المبادرة … المبادرة بالمرجعيات الموجودة فيها أضف لها جائزة ترضية أساسها انك إذا قبلت بمبادرة مدريد سنوقع معك جماعيا كل الدول العربية وفعليا مضمون المبادرة هو مضمون المرجعيات التي فيها، فنحن لم نلغ المرجعيات فلماذا نوجد بديلا لشئ لم نلغه.

 

الاعتماد على القوة الذاتية

◄ خطابكم فخامة الرئيس حمل العديد من الرسائل والعديد من المواقف أحدها الاعتماد على القوة الذاتية فهل هناك قوة عربية على الأرض يمكن الاعتماد عليها في المرحلة الراهنة؟

– بالمعنى السياسي والاقتصادي هي موجودة، ولكن لا نستخدمها طالما أننا متشرذمون وغير موجودين، فعندما تذهب دولة وتتحدث بالسلام والعدو الإسرائيلي يقتل في فلسطين، عندها سيضعف دورك السياسي وتضعف فاعليتك، وعملية السلام كأي شئ إذا طرحت في السوق كعملة بكثرة فتنخفض قيمتها ونحن نطرحها بسبب أو بدون سبب .. وفي قمة المتوسط قاد محمود عباس أبو مازن الوفد الفلسطيني من اجل اعتماد المبادرة العربية ورفضت أوروبا، ونحن تحدثنا عن مدريد وفرضناها، وبعد قمة المتوسط فجأة عادوا وتحمسوا عندما قلنا إننا لانريد المبادرة، وقالوا كيف تستغنون عن المبادرة العربية فقلنا انتم من رفضها. إذا القضية ماذا تطرح وكيف تتعامل، لذلك قلت ان التكتيك مهم ونحن كقوة غير موجودة عندما يكون تكتيكنا خطأ وإستراتيجيتنا صحيحة وخاصة إستراتيجية السلام ولكن التكتيك للوصول الى هذا السلام هو تكتيك خاطئ، لذلك نحن غير موجودين بتكتيك خاطئ ومع المصالحة نحن اقوى ويجب ان تكون هناك استمرارية.

◄ هل هناك تفهم لهذا الجانب من قبل القيادات العربية ؟

– هناك بداية تفهم على الأقل، نحن قلنا لهم في قمة الكويت الاقتصادية عندما كان هناك خلاف على هذا الموضوع اننا أصحاب الأرض ولا احد يحل مكاننا والسلام سلامي انا ولبنان وفلسطين، وهذه النقطة تفهموها ومرت الامور ولم نضح في قمة الكويت ونتائج التفهم رأيناها في قطر، فنفس القرارات التي فشلت في القمم السابقة نجحت في قطر، إذا هناك تفهم.

 

خيار المقاومة

◄ تحدثتم فخامة الرئيس ان خيار المقاومة في هذه المرحلة هو الخيار الوحيد هل يشارككم الزعماء العرب ذلك؟

هذه النقطة الوحيدة التي لم نناقشها، ولكن في قطر نعم، وانا لا أتحدث باسم السياسة القطرية، ولكنني احللها فقط من خلال قمة الدوحة، والسياسة القطرية تؤمن بشئ واقعي، فهذا العدو لا يرغب بالسلام فما هو البديل او الطريق الموازي لعملية السلام هو المقاومة فالإسرائيلي بالترغيب لم يأت فلا بد يأتي بالترهيب.

◄ الم يتم طرح هذا الموضوع على القيادات العربية في قمة الدوحة ؟

لم يتم طرحه بل هو موجود فالمبادرات لم نخترعها نحن كدول عربية بل هي قائمة كواقع واذا أردنا الا نناقش هذا الواقع فنحن أحرار.

 

مذكرة توقيف البشير

◄ خرجت القمة العربية برفض لمذكرة المحكمة الجنائية بحق الرئيس السوداني وهذا موقف عربي جديد هل يعني ذلك ان العرب لن يرضخوا لمطالبات غربية او من قبل المحكمة لاحقا ؟

– نحن في سوريا اعلنا ذلك مسبقا، وما قلته في الخطاب، قلت إن أي قرار دولي لا بد الا يكون أعلى من أي قرار وطني حتى لا نتحول الى دول مستعمرة ولكن بشكل حديث وراق، لكن مستمرون، واعتقد ان الدول العربية لديها وعي بان هذا العمل هو بداية سلسلة لأعمال مشابهة أخرى واليوم وضعوها تحت عنوان ابادة، ولم يتحدثوا عن موضوع الصومال الم يحصل فيها إبادة، فقد أبيدت المدينة كلها، وأيضا غزة وغيرها، والموضوع واضح بأن هناك أجندة، ونحن لدينا قلق كدول عربية لم نناقشه ولكن هناك شعورا لذلك كان القرار بهذا الشكل الحاسم.

«

الجنايات لم تلاحق إسرائيل

◄ كيف يفسر فخامتكم إغفال محكمة الجنايات الدولية لجرائم إسرائيل وأمريكا في العراق وتسارع الخطى من اجل تلفيق تهم لرئيس دولة عربية ؟

– نحن من خلال تجربتنا في سوريا في السنوات الخمس الأخيرة من الواضح أن هناك استخداما للمؤسسات الدولية أو استخدام القوة المباشرة من اجل مصالحها وهذا مما لاشك فيه أن هناك عملية تسخير للمؤسسات لمصالح دولية وقد صرح مصدر أوروبي بأنه يمكن إيجاد مخرج بشروط، هل هذا يعني أن الإبادة مسموحة لكن بشروط .

 

محكمة الحريري

هذا يقودنا إلى محكمة الحريري وقد بدأت منذ حوالي شهر، فكيف تنظرون إلى عمل المحكمة خلال المرحلة المقبلة وهل من الممكن أن توجه تهم عشوائية لأطراف ربما ليس لهم علاقة بها؟

– حتى الآن ليس لدينا أي معطيات بشأن أي شئ وقد أعلنا بشكل مسبق أن أي علاقة بين المحكمة ودولة سوريا تخضع لاتفاقية مع سوريا، لان أي مواطن سوري يخضع لنظام القضاء السوري، والشئ الوحيد الذي سمعناه من رئيس المحكمة في مقابلة عندما قال إن سوريا لديها حق، وهذا شئ جيد فإذن نحن نتفق معهم على أي نوع من التعاون، كان أي مواطن سوري يطلب كشاهد أو يستدعى أيضا كشاهد، وهذا قد يحدث ربما في سوريا ولكن ماهي الأسس والضمانات، يجب أن تقدم إليه كافة الحقوق والضمانات الموجودة في القانون السوري، وعندها ستسير الأمور بالشكل الصحيح، ولكن حتى الآن لدينا معطيات طبيعية، ولكن هل هذا يعني أنها لا تتحول إلى لا طبيعية، ليس لدينا أي ضمانات والحالة الدولية بشكل عام لا تطمئن ونحن موقفنا ثابت ولا نساوم عليه.

 

حكومة إسرائيلية

◄ وصول حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل هل يمكن الحديث عن سلام قادم معها ؟

– إن الحكومة التي كانت قبلها قامت بحروب ضد لبنان ومجازر واعتقد أن جميعهم مثل بعض فشارون ارتكب مجازر في فلسطين وباراك كان داعما لحرب غزة فليس هناك فرق بين يمين ويسار . لدينا أسس ومن يلتزم بها لا يشكل عندنا مشكلة .

 

تركيا ودورها في التوسط

◄ فخامة الرئيس .. تركيا تحدثت مؤخرا عن استعدادها لإعادة مساعيها للتوسط بينكم وبين إسرائيل واستكمال خطوات الحوار الذي قادته أنقرة ..كيف تنظرون إلى ذلك ؟ وهل هناك بوادر على هذا الصعيد ؟

هم أعلنوا استعدادهم ولكنهم يعرفون كما حصل في المرة السابقة عندما بدأوا المفاوضات، وأخذت العملية أكثر من سنة ونحن لدينا مبدأ صريح وواضح، إذا أعلنت أي حكومة عن استعدادها لإعادة الأراضي المحتلة كاملة عندها نستطيع أن نبدأ المفاوضات، الآن الأتراك عبروا عن استعدادهم على لسان رئيس الوزراء اردوغان ويبقى أن تقدم الحكومة الإسرائيلية للأتراك هذا الكلام بشكل واضح .

◄ لكن فخامة الرئيس إذا لم يتم التوصل إلى سلام مع إسرائيل ولم ترجع تل أبيب الجولان السوري المحتل.. إلى متى ستسكت سوريا عن أراضيها المحتلة ؟

– منذ حرب فلسطين إلى احتلال الجولان كل شئ يأتي هو أكثر عداء لإسرائيل، وخاصة في المنطقة المحاذية لإسرائيل تحديدا، وربما لا يأتي جيل يقبل بالتحدث بالسلام، والآن هناك نمو لفكرة المقاومة، ومن الواضح تماما الفرق بين عمليات المقاومة قبل عشرين أو ثلاثين عاما والعمليات التي تحصل، فإسرائيل تذهب باتجاه مستقبل ليس من مصلحتها وبالمحصلة كل الناس تذهب باتجاه المقاومة أولا بيولوجيا وثانيا من الناحية العملية، ليس هناك خيار آخر.

◄ هل الوقت يمضي لصالح العرب ؟ وليس لصالح الإسرائيليين ؟

– نعم هذا مؤكد فهو لصالح العرب .

◄ فخامة الرئيس يؤخذ على سوريا انه في الوقت الذي تدعم حزب الله للقيام بعمليات عسكرية نجدها ترفض فتح جبهة في الجولان أليس هذا مستغربا ؟؟

البعض يقول إن حماس تدفعها إيران ولكن هل تصدق ان شخصا مستعدا لأن يذهب ليموت مقابل أموال هذا غير صحيح هؤلاء يقدمون شهداء ولديهم قاعدة شعبية تريد أن تدافع عن أوطانهم. نحن ندعم المقاومة ونحن لا نستطيع أن نحرك مقاومة أو نخلق مقاومين، المقاوم لا يخلقه سوى الاحتلال والعقيدة التي تربى عليها. فهذا الكلام غير واقعي للأسف، وكما يقول البعض ان الانتحاريين ترسلهم المنظمات وأنا أقول ان الانتحاري يذهب ليموت لان لديه قراءة معينة ولا يمكن أن تقنع شخصا أن يذهب للموت. هذا من جانب أما بالنسبة للمقاومة في الجولان فلديها أسباب موضوعية وخاصة أن الجولان في معظمه ليس فيه سكان وهذه احدى النقاط وقد حصلت عملية تهجير للسكان في العام 1967 وبالتالي لا توجد فيه سوى أعداد بسيطة وعملية المقاومة تحتاج لحجم بشري وفي الجولان أبيدت القرى ولم يبق سوى 3 قرى مستقلة فلا يوجد لديك المتطلبات الأساسية للمقاومة، هذا بالإضافة إلى طبيعة الأرض وهي عامل آخر . وهناك نقطة أخرى انه في لبنان وفي فلسطين لايوجد جيش نظامي يقوم بمقاومة إسرائيل والجيش صغير وفي مرحلة البناء . أما في سوريا فالجيش موجود وطور في العام 1967 وخاض حرب 1973 والمقاومة تنشأ عندما لا تكون هناك بنية دولة مهيأة آو محضرة بهدف تحرير الأرض ونحن بنية دولتنا بجيشها واقتصادها كل شئ فيها مخصص للتحرير، لذلك المقاومة لا توجد بشكل طبيعي ولابد أن يأتي اليوم ونتحرر بالسلام أو بالحرب ولكن عندما يفقد المواطن الأمل سيذهب باتجاه المقاومة بشكل أو بآخر.

 

علاقة حزب الله بسوريا

◄ ماهي العلاقة التي تربط حزب الله بسوريا؟

– المبادئ والقضية، هو “الحزب” لديه قضية مع العدو الإسرائيلي ونحن لدينا نفس القضية، وبالتالي ندعمه من هذا المنطلق، هذا من جانب ومن جانب آخر هو حزب وطني لديه أجندة دينية ضمن وطنه اللبناني ونحن نعتبره حزبا وطنيا ومن الطبيعي ان تكون لدينا معه علاقة جيدة.

 

سوريا وإيران

◄ فخامة الرئيس يقال إن سوريا خلال الفترة الماضية تعرضت لترغيب وترهيب من قبل أطراف خارجية لفك ارتباطاتها بإيران … ما حقيقة ذلك؟

– نعم تعرضنا ولكن أولا يجب ان نسأل لماذا نقوم بهذا الفك، وقد نرى ان إيران تقف معنا في مراحل صعبة وإيران تقف مع القضية الفلسطينية، ثانيا ما الفائدة وماذا نربح عندما نبتعد عن دولة كبيرة أساسية مؤثرة موجودة في منطقتنا . ونحن نريد الاستقرار، لذلك نريد ان نبني علاقات جيدة مع الدول وليس العكس، وكيف نريد الاستقرار ونحن نخرب العلاقات والأفضل ان تحسن علاقاتك مع الناس، ومن البديهي ان تذهب إلى الآخرين وتبني معهم علاقات جيدة وأنا لا افهم المبدأ الذي يقول بان عليك ان تبتعد عنهم، وهناك علاقة اقتصادية جيدة بين البلدين، ولكن العلاقة ليست مبنية على هذا الجانب، والقضية ليست قضية رشوة، ونحن لسنا من الدول التي تؤمن بمبدأ الرشوة، بل نحن دولة لدينا مبادئ ولدينا مصالح، ونحن نتفق مع إيران في المبادئ، ثانيا نتفق معهم من ناحية المصالح المتبادلة وأنا أريد علاقة معك ومع الآخر.

 

ليست على حساب العواصم العربية

◄  البعض يرى فخامة الرئيس ان التحالف السوري – الإيراني يأتي على حساب علاقة دمشق مع عواصم عربية؟ هل بالفعل كذلك؟

-لا والدليل أننا حسنا علاقاتنا مع كل الدول العربية ولم تتغير علاقاتنا مع إيران، وهناك من يقول ان علاقتك مع الطرف الآخر على حسابي.

 

الانفتاح على سوريا

◄يقال أيضا فخامة الرئيس ان الانفتاح العربي على سوريا جاء بعد انفتاح أمريكي وهو ما يعني ان العلاقات العربية ـ العربية مرتبطة بأطراف خارجية؟

– من الطبيعي ان نقول ان هناك تأثيرا طالما تحدثنا قبل قليل عن الضغوط في مجال العلاقات العربية ـ العربية، فهي عامل مؤثر ولكن إلى أي مدى مؤثر هذا صعب التحديد، هذه قراءات ولا استطيع ان أقول ان لدينا معطيات واضحة وبلا شك انه طالما اننا نتأثر بالضغوط الخارجية فان انفراج الوضع الدولي يساعد على انفراج الوضع العربي .

 

العلاقات مع أمريكا

◄ أوفدت الإدارة الأمريكية الجديدة مبعوثين إلى دمشق وأقدمت مؤخرا على فتح المدرسة الأمريكية .. هل يعني ذلك أن العلاقات السورية ـ الأمريكية مقبلة على شهر عسل؟

– البدايات مبشرة وإذا قلنا شهر عسل يعني ان العلاقات ممتازة، ولم نصل إلى هذه المرحلة منذ تحرير الكويت، حتى في تلك الفترة كانت اقل من مستوى “شهر عسل» ان صح التعبير، ويمكن ان اقول ان البداية جيدة، لأنه لم تعد هناك املاءات عندما نتحاور، وهناك استعداد لسماع رؤيتنا تجاه القضايا المختلفة، هذان العاملان ايجابيان لدينا، والى أين تصل .. من الصعب التوقع، ولكن البوادر ايجابية من المتوقع ان تكون هناك أشياء أخرى مستقبلا .

◄ هناك وفود أمريكية جاءت إلى سوريا فهل ستشهد المرحلة المقبلة وفودا سورية إلى أمريكا؟

– بالأساس لم تنقطع هذه العلاقة، حتى خلال الإدارة السابقة كانت تذهب وفود سورية إلى أمريكا للحوار، وهذا لا يمنع ولكن يعتمد على مضمون العلاقة، فعندما توضع لها أسس من الاحترام المتبادل ستكون هناك وفود.

 

مساعدة أمريكا للانسحاب من العراق

◄ اشيعت أخبار عن إمكانية قيام سوريا بمساعدة أمريكا في الانسحاب من العراق فما هو فحوى هذا العرض؟

نحن ضد احتلال العراق ومنذ البداية، حتى اللحظة الأخيرة نقول إننا ضد هذا الاحتلال والشئ الايجابي الجديد هو إعلان اوباما خلال الحملة الانتخابية رغبته من الانسحاب من العراق، وهذه نقطة هامة، وأعلنا أننا مستعدون لمساعدة أمريكا على الانسحاب من العراق لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه والعراقيون يسعون إليه. وهذا يعتمد على الرؤية الأمريكية.

◄ هل تم عرض هذه الفكرة على الجانب الأمريكي ومناقشتهم في هذا الجانب؟

– لا وهذا الموضوع طرح فقط منذ نحو 4 أيام ولم يحصل أي لقاء مع الجانب الأمريكي منذ الإعلان عن ذلك.

 

المشهد العراقي

◄ كيف ترون المشهد العراقي الحالي حاليا؟

– أفضل بكثير وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة، فالقوى التي تسعى لتوحيد العراق هي التي أخذت الرقم الأكبر من المقاعد وحققت العراق الواحد.

هل موضوع الخوف على تقسيم العراق هل بدأ يتبدد؟

نعم وخاصة بعد الانتخابات، إضافة الى ان الوضع الأمني بالرغم من الانتكاسات هو أفضل من قبل، وقد بدأت عملية تكوين الشرطة العراقية ومن ثم تكوين الجيش العراقي.

 

ملفات مفصلية في يد دمشق

◄ يقال فخامة الرئيس ان الإدارة الأمريكية اقتنعت مؤخرا أن لدى دمشق ملفات مفصلية لا يمكن إيجاد حلول لها إذا لم يتم التعامل مباشرة مع سوريا… أليس كذلك؟

– لم يقل هذا الكلام مباشرة، ولا نريد أن نصاب بالغرور، ونفضل أن نبقى متواضعين، فنحن لدينا تأثير لكن لسنا اللاعب الوحيد، بل نحن ضمن مجموعة لاعبين، ولسنا في الوقت نفسه دولة هامشية، ولكن أيضا لسنا الدولة الوحيدة التي تقرر، فنحن نستطيع أن نلعب الدور الايجابي في هذه القضايا وهذا واضح، والمساعدة على الاستقرار فيه مصلحة لدول المنطقة بأسرها، فالوضع في العراق وانسحاب الجيش الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية كلها أمور سوريا لديها دور فيها .

 

الحوار الفلسطيني

◄ الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بالقاهرة يكاد يراوح مكانه والبعض يتهمكم انكم تملون على الفصائل الفلسطينية وتحديدا حماس مواقف متشددة لمنع أي اتفاق ماهو تعليق فخامتكم على ذلك؟

– ماذا نربح من عدم إتمام المصالحة ؟ .. هم لا يقدمون منطقا سليما يجب أن يكون لدي منطق سليم، فأنا لا اربح بل اخسر، وهذا لسبب بسيط، لان المصالحة الفلسطينية تحمي فلسطين من العدوان الإسرائيلي وأيضا تساعد في إطلاق السلام على المسار الفلسطيني، ونحن في سوريا نتحدث منذ اليوم الأول عن عملية السلام وعن السلام الشامل، والسلام الشامل لا يمكن أن يتم على المسار السوري وحده فنحن بحاجة للمسار الفلسطيني لكي يكون هناك تنسيق بين المسارين، ونربح نحن وهم يربحون، وعدم وجود المصالحة لا يجعلنا نصل إلى هذا وأيضا يضر بالمصالح السورية .

 

العلاقات مع لبنان

◄ فخامة الرئيس لقد استكملت العلاقات الدبلوماسية بينكم وبين لبنان هل يمكن القول ان مجمل الخلافات قد تمت تسويتها بين الجانبين؟

– السفارات ليس لديها علاقة بالخلافات، السفارة لم تكن مطروحة وانا من طرحها في العام 2005 عندما قررنا الانسحاب من لبنان، وكان بعض أصدقاء سوريا في لبنان قد طرح هذا الموضوع، وبعدها جاء اللقاء مع الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري، وقلت لهم اذا كنتم تعتقدون ان هذا الشئ مناسب فليس لدينا مانع وان السفارة ليست بالضرورة ان تؤكد ان الخلافات قد حلت .. هناك بعض الأطراف اللبنانية تختلف مع سوريا وهذا ليس له علاقة بالسفارة، على الرغم من ان البعض يضع السفارة كعنوان . وفي كل مرحلة عندما تحل مشكلة شكلية ننتقل الى مشكلة شكلية أخرى والسفارة في أي دولة لا تعبر عن حل للمشاكل بل ما يعبر عن حل المشاكل هي سياسة الدول.

◄ تقصدون أن الخلافات بين الدولة السورية والدولة اللبنانية لم تعد قائمة ولكن هناك مجموعة تحاول ان تخلق مشاكل معكم؟

– نحن ليس لدينا مشاكل مع الدولة كدولة بل نحن نحترم الدولة.

◄ لكن هذه الفئة التي تحاول اختلاق مشاكل ـ كما اشرتم تتحدث عن امور من بينها انه لماذا لا تقدم سوريا مستندات على ملكية مزارع شبعا للبنانيين وخاصة أنكم صرحتم أنها بالفعل لبنانية فلماذا لا تقومون بتأكيد ذلك عبر رسالة خطية إلى الأمم المتحدة ؟

– هذه الأراضي محتلة من قبل إسرائيل، وعندما تريد أن تقدم للأمم المتحدة فأول ما تقدمه هو الترسيم وليس الوثائق، لان العلاقة الحدودية بين الدول هي علاقة ثنائية لا تمر عبر الأمم المتحدة ونتفق على ملكية الأراضي ونرسم الحدود المتفق عليها ونخبر الأمم المتحدة بما اتفقنا عليه، ونحن قلنا للبنانيين وللأمم المتحدة أولا أن تنسحب إسرائيل .. لماذا ليسوا ـ اللبنانيون ـ قلقين على كل الحدود الشمالية والقلق فقط على مزارع شبعا، ونحن مستعدون مباشرة أن نبدأ الترسيم، وسنبدأ بكل الأراضي والحدود الأخرى التي بحاجة للترسيم..

 

الحوار مع المعارضة

◄  في الوقت الذي تتبنون مصالحات عربية ـ عربية هناك مصالحات داخلية يفترض أن تتم واقصد مع المعارضة السورية سواء بالداخل او بالخارج فهل هناك مبادرات للحديث مع المعارضة؟

– الباب مفتوح دائما للحوار في هذا المجال، وأكثر صدام في السابق كان بين الإخوان المسلمين في سوريا والدولة في الثمانينيات، وكل من دخل إلى السجن في هذه المرحلة هو خارج السجن اليوم، أما بالنسبة للجهات الأخرى التي تتحدث عنها فنحن لا يوجد أي مشكلة، بل لدينا مبادئ كل من يأتي مع وطنه خاصة في ظل وجود هجمة وتحديات كبيرة فنحن معه.

لدينا أسماء من هم خرقوا القانون، ومن يخرق القانون يحاسب، وهذا في أي دولة من دول العالم، أما نوع القانون فهو امر سوري، هل هو صح ام خطأ هذا شأن سوري ولا يوجد لدينا أي قانون يقول إذا آنت عارضت الدولة ستدخل إلى السجن.

 

رئاسة قطر للقمة العربية

◄ فخامة الرئيس لقد سلمتم رئاسة القمة العربية إلى قطر كيف تنظرون إلى رئاسة الأمير للدورة الحالية للقمة العربية ؟

من خلال دور قطر في السنوات الماضية نرى ان قطر أسست نفسها كدولة فاعلة وليس من خلال رئاسة القمة، بل من خلال دورها كدولة، ومرت أحداث كالحوار اللبناني، فمن الأحداث النادرة يمكن ان نحل مشكلة معقدة بدون تدخل خارجي، ولكن بحل عربي ـ عربي، وأيضا مؤتمر غزة كان على قدر كبير من الصعوبة وخاصة في ظل ظروف صعبة وفي ظل حالة إنسانية صعبة، وتوتر في الشارع العربي، فقد قامت قطر بمبادرة ونجحت، ومن البديهي أن يستمر هذا النجاح من خلال رئاسة القمة واعتبر ان ما بدأت به قطر ستستمر به.

 

العلاقات الاقتصادية

◄ كيف تنظرون إلى العلاقات الاقتصادية السورية ـ القطرية والاستثمارات القطرية الموجودة في سوريا وهل هناك خطة لزيادتها في المرحلة المقبلة ؟

– هي في تطور مستمر ونحن كنا نقوم بعملية تطوير للدولة السورية وتفعيل الاستثمار عموما، وهذا انعكس على هذه العلاقة، والآن الحركات الاستثمارية والبنوك القطرية، فهناك حركة قطرية ثابتة وهناك ثبات بمعنى الصعود الثابت لهذه العلاقة .

 

العلاقات القطرية ـ السورية

◄ كيف تستشرفون العلاقات القطرية ـ السورية خلال المرحلة المقبلة؟

– من خلال تمسك قطر بدورها كدولة فاعلة ومن خلال تكريس رؤية مهمة على الساحة العربية فان اي دولة يمكن ان تكون دولة هامة، اذا امتلكت الارادة، وقطر امتلكت الارادة وسوريا كذلك.

سوريا ليست من الدول الكبرى في العالم العربي، ولكن نحن امتلكنا الارادة ونستطيع ان نغير الكثير على مستوى الساحة العربية، وربما اكثر، واستشرف العلاقة من خلال هذه الارادة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x