الرئيس اللبناني: إرادة الأمير في توحيد العرب ستتحقق
قدر لبنان ان يكون ساحة مفتوحة للصراعات والتجاذبات الإقليمية والدولية، وقدر رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال سليمان ان يكون رئيسا استثنائيا لبلد استثنائي مما يجعله تاريخا في سيرة الرؤساء، ذلك انه الوحيد الذي جاء إلى الحكم بإجماع وطني غير مسبوق تتويجا لاتفاق الدوحة، كما انه الوحيد الذي توج رئيسا باجماع دولي واقليمي منقطع النظير.
هذا الإجماع النادر ضاعف من صعوبة مهمته، إذ انه لو كان رئيسا منتخبا بفارق الاصوات لسهل الامر عليه وتحرر من مسؤولياته الجسام التي يحتمها عليه الإجماع التوافقي ولتمكن من اتخاذ ما يشاء من المواقف بغض النظر عن الاعتبارات المحلية والإقليمية، لكن معايير الإجماع التوافقي لا يقوى على السير بها سوى رئيس جدير بقيادة الدور التوافقي من طراز العماد ميشال سليمان الذي اثبت في عامه الاول من الحكم مهارة بارعة في قيادة المركب اللبناني المحاصر بشتى انواع الامواج السياسية الهادرة والرياح الاقليمية العاتية الى شاطئ الأمان، فهو رجل الموقف الحكيم حيث تقتضي الحكمة، ورجل الموقف الحاسم حيث الحسم مطلوب بدون الاخلال بمعايير التوافق والوفاق.
يقف الرئيس سليمان على مسافة واحدة من جميع الاطراف وخصوصا بين فريقي الصراع السياسي في لبنان 8 و14 آذار، مما يجعله معتدلا في مواقفه لكنه، منحاز بقوة إلى مصلحة لبنان، وطنا وشعبا ومؤسسات، فهو حارس الميثاق الوطني والمدافع الأول عن استقرار وازدهار الوطن.
والرئيس سليمان لا ينزلق إلى دهاليز السياسة اليومية بما فيها من تفاصيل تثير الفعل ورد الفعل، ولهذا تجده ينأى عن الإعلام، لأن ما يقوله ليس مجرد كلام سياسي عابر، بل كلام مدروس كل حرف فيه موزون بميزان الحكمة والتوافق. وفي ذلك ما يبرر تحفظه على الحوارات الصحفية التي تنهال عليه طلباتها من مختلف الصحف العربية والعالمية، ولذلك فقد كانت لفتة كريمة وطيبة ازاء “الشرق” التي خصها بحوار هو الأول من نوعه للصحافة العربية، حيث فتح قلبه مثلما فتح أبواب القصر الرئاسي واستضافته بعثة الشرق بكرم لبناني معهود.
موعد حوار الشرق مع فخامة الرئيس اللبناني جاء في لحظة حراك سياسي كبير في لبنان والشرق الأوسط، حيث الاستعدادات لانعقاد القمة العربية في الدوحة، تسبقها جهود المصالحة العربية – العربية فيما لبنان يقف أمام استحقاقات كبيرة وعديدة, أبرزها المحكمة الدولية ومذكرة التفاهم بين لبنان والمحكمة, وبدء العد العكسي للانتخابات النيابية التي في ضوء نتائجها سيعاد رسم صورة المشهد السياسي.
وقد فاجأنا فخامة الرئيس بسعة صدره، حيث لم يتحفظ على سؤال ولم يتردد في الإجابة عن تساؤلاتنا، بالرغم من دقة الظروف وحساسية الموقف، مما جعلنا نخرج بانطباع واحد ان من لديه ميزان حكمة الكلام الوفاقي جدير بامتلاك الإجماع اللبناني والإقليمي والدولي على انتخابه رئيسا لجمهورية لبنان.
وفي ما يلي نص الحوار:
***
* بداية فخامة الرئيس.. ما هي تطلعاتكم للقمة العربية التي تستضيفها الدوحة نهاية الشهر الجاري؟
– في البداية لابد من توجيه رسالة شكر وعرفان الى قطر أميرا وحكومة وشعبا، فما فعلته قطر لاجل لبنان عبر اتفاق الدوحة تاريخي ونوعي، حيث إن هذا الاتفاق كان نقطة تحول في مصير لبنان، فقبل اتفاق الدوحة كان على شفير تطورات خطيرة وبعد اتفاق الدوحة عم الاستقرار والازدهار وعادت الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية التي كانت مصابة بالشلل والجمود.
وإنني اخص حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة بالشكر الكبير والتقدير للفتته الكريمة برعاية اتفاق الدوحة وحضوره الشخصي لجلسة انتخابي في مجلس النواب
ومثلما شكل سمو الأمير ضمانة لتنفيذ اتفاق الدوحة، فإنني على يقين أنه سيكون الضمانة لقمة عربية مهمة ومميزة في الدوحة، كما أنني أجزم بأن سمو الأمير متى قصد توحيد العرب وجمعهم في اطار افق العمل المشترك فإنه يفعل، وهذا ما لمسناه ونلمسه من جهوده المبذولة ومساعيه المتواصلة لرأب الصدع العربي وجمع القادة العرب في أجواء من المصارحة والمصالحة.
وحدة الموقف العربي
* ما هي أهمية المصالحة في ظل التطورات الإقليمية؟
– إن أهمية المصالحة تكمن في وحدة الموقف، إذ انه لا يمكننا مجابهة اسرائيل سوى بتوحد العرب وبوحدة الموقف العربي، ولا نستطيع مجابهة تداعيات الأزمة المالية العالمية سوى بوحدة الموقف العربي، ولن نتمكن من التصدي لها بدون التعاون المشترك، فالموقف الوحدوي الذي يسود الشارع العربي، يحتاج إلى غطاء سياسي عبر تفاهم القادة وصياغة موقف عربي موحد.
ويضيف فخامته: ليس لدينا خيار سوى وحدة الموقف، ويكفي أن ننظر حولنا إلى تجارب الدول، حيث لا نجد دولة قوية سوى بوحدتها، فالولايات المتحدة التي اصبحت القوة العظمى، ما كانت لتكون كذلك لولا توحد ولاياتها، أوروبا نفس الأمر، ولذلك يجب أن نتوحد وواجب كل رئيس عربي أن يسعى لهذه الوحدة، ومتى انطلق العمل الجاد لوحدة الموقف تنجلي الرؤية ونخرج من الحالة الضبابية إلى التفاؤل بمستقبل أفضل.
* لكن الوحدة تحتاج إلى ظروف ملائمة فهل هي متوافرة حاليا
في ظل الانقسام العربي؟
– إن ما نشهده من جهود ومساع حثيثة قبل انعقاد القمة يؤكد توافر الظروف الملائمة لوحدة الموقف، وسمو الأمير كان من ابرز المساهمين والعاملين على تحقيق المصالحة العربية، وقد تحدثت مع سمو الأمير بهذا الخصوص، ونحن في لبنان هدفنا التضامن العربي، إذ اننا نرحب بالتنوع ونرفض الانقسام واكبر مثال على ذلك هو لبنان حيث ان التنوع اللبناني الذي يجعله يبدو كقطعة فسيفساء يكون نعمة بتنوعه، لكنه يصبح نقمة بانقسام وتناقض آرائه، ولذلك أنا أدعم التنوع ضمن سقف الوفاق وأرفض الانقسام ضمن سقف الاختلاف.
الخطاب التصالحي
* كيف يمكن صياغة موقف جامع في ظل التجاذبات، وقد تعرضتم لتحفظات من بعض الفرقاء خلال قمتي غزة والكويت؟
– الخطاب التصالحي أقوى من كل التجاذبات وهذا ما حملته معي إلى قمة غزة في الدوحة، وإلى الكويت. وقد كان لخطابي التصالحي أثره الايجابي عند الجميع، وكذلك سيكون خطابي في قمة الدوحة وسوف أبذل جهدي للعب الدور التقريبي والتوفيقي بين الرؤساء العرب.
المصالحة السعودية ـ السورية
* لطالما كان الحديث ان رأب الصدع اللبناني – اللبناني والعربي – العربي، يبدأ بتصحيح العلاقات السورية – السعودية.. كيف ينظر فخامتكم إلى التطورات على هذا الصعيد؟
– أنا أكثر المتحمسين للمصالحة السورية – السعودية، وقد بذلت جهودا كبيرة على هذا الصعيد، وكانت اتصالاتي دائمة بهذا الخصوص مع سمو الأمير ومع الرئيس السوري بشار الأسد، وأجريت اتصالات مع المسؤولين في الادارة الأمريكية والدول الأوروبية وتركيا، وأبلغتهم صراحة بوجوب جمع الدول العربية. وقلت لهم إذا كنتم تريدون الحل والاستقرار، فإن ذلك يتحقق بالمصالحة العربية والتضامن العربي.
العلاقات مع سوريا
* فخامة الرئيس.. أين وصلت العلاقات اللبنانية – السورية؟
– العلاقات اللبنانية – السورية ممتازة على المستوى العام، وهي جيدة على مستوى التواصل بين الرؤساء والوزراء، وعلى المستوى السياسي، فهي تحتاج إلى بعض الجهود.
وأعتقد أن العلاقات على المستوى السياسي ستعود إلى طبيعتها بعد الانتخابات النيابية في لبنان، ومن المؤكد أن العوامل التي أثرت سلبا على طبيعة العلاقات بين البلدين ستزول وسيتم التبادل الدبلوماسي وسيستكمل ترسيم الحدود، والخلاف الذي حصل بسبب اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيزول حتما، لأن مصالح لبنان وسوريا واحدة، والأخطار التي تهدد البلدين واحدة، وأهم خطر يواجهنا ويستدعي تكاتف جهودنا هو الارهاب، ولذلك يجب أن تكون أولوية البلدين هي القضاء على الارهاب.
المحكمة الدولية
* عاد الجدل مجددا بشأن المحكمة الدولية عبر الخلاف حول مذكرة التفاهم، هل تخشى أن يتطور الخلاف بين فريقي 8 و14 آذار؟
– قرار المحكمة الدولية يوجد فيه نص بإنشاء مكتب خاص في بيروت، والمطلوب ترتيبات تقنية للتعاطي مع المكتب، وقد عرضت مذكرة التفاهم على الوزراء لدراستها والوصول إلى صيغة ملائمة ترضي الجميع ولا تخرج عن جوهر قرار المحكمة، ولذلك فإن مذكرة التفاهم لن تفجر الخلاف بين الفريقين، ما دام الوزراء يدرسون الأمر وقد منحوا المهلة اللازمة لاستكمال دراستها.
* ماذا بشأن تسليم اللبنانيين المطلوبين للمحكمة وهل توجد حصانة سياسية؟
– لا يوجد في العالم كله قانون بدون شروط، والمحكمة لا تكون بالقرارات العشوائية أو المرتجلة، كما حصل بالنسبة لقرار اعتقال الرئيس السوداني، وهذا القرار غير حكيم، إذ انه عندما تكون مسؤولا او قاضيا يجب ان تحتكم إلى المنطق في اتخاذ القرار، فالدساتير والقوانين وجدت لرعاية الحقوق وليس للتجني أو الظلم، ومن حق الشعوب أن تختار قادتها، ولا يجوز ظلم الشعوب بسبب خياراتها.
* ألا تخشى تسييس المحكمة؟
– أعتقد أن تسييس المحكمة صعب للغاية، ولو حصل فانه سيخلق إشكاليات لا يقوى أحد على تحملها، والنموذج ما حصل ازاء مذكرة اعتقال الرئيس البشير. ولذلك فإنني مطمئن إلى عدم تسييس المحكمة.
الانتخابات النيابية
* هل فخامتكم مطمئنون إلى سير العملية الانتخابية في موعدها؟
-الانتخابات هي حالة ديمقراطية تعكس رقي وتقدم الشعوب وليست ساحة للتصادم والخلاف، وبما ان جميع القوى تؤمن بالديمقراطية وبأهمية حصول الانتخابات فلا خوف من الانتخابات ولا خوف على عدم حصولها في موعدها.
* هل تعتقد ان القوى الامنية قادرة على تأمين سلامة الانتخابات؟
– يوجد لدينا 50 الف جندي في الجيش اللبناني و23 الف شرطي في قوى الأمن أي انه لدينا 73 الف عسكري بامكانهم تأمين سلامة الانتخابات، لكن في واقع الامر حجم القوة العسكرية ليس مقياسا لحصول الانتخابات اوعدم حصولها، ذلك ان كثرة استخدام العسكر ليس دليلا على ديمقراطية الانتخابات، فالديمقراطية عملية سياسية، وكذلك الأمن هو عملية سياسية.
بالأمس القريب حصلت مشكلة امنية بين فريقي 8 و14 اذار وقتل شاب درزي، وليد جنبلاط ترك المهمة للقضاء والجهات المختصة وفريق 8 اذار رفع الغطاء السياسي عن الجاني، وقامت القوى الأمنية باعتقال الجاني وانتهى الموضوع باحالته الى القضاء المختص، إذا الأمن سياسي بامتياز وليس بحجم استخدام العسكر.
التدخل الخارجي
* فخامة الرئيس هناك من يرى مشكلة الانتخابات في التدخل الخارجي فما رأيكم؟
– للأسف التدخلات الخارجية في الانتخابات مظهر من مظاهر التخلف، وعندما نجد دولا تريد ان تتدخل في الانتخابات، فان ذلك يعطي انطباعا ان هذه الدول تبحث عن مصالحها لا عن مصالحنا.
ان من يحب لبنان يتدخل لاجل الصلح والوفاق والاتفاق تماما مثلما فعل سمو الامير الذي بذل جهوده لتهدئة الوضع في لبنان لكنه لم يتدخل في الانتخابات وهذا ما نأمله من الجميع.
* ماذا بشأن نتائج الانتخابات وانعكاساتها السياسية؟
– الانتخابات عملية ديمقراطية تحصل باجواء ديمقراطية تتوافر فيها الحرية التامة للناخبين لاختيار ممثليهم في البرلمان اللبناني، ومتى أعلنت النتائج يجب ان نقبل بها كما هي ونحترم رغبة الناخبين فهذه هي طبيعة الانتخابات الديمقراطية.
* يجري الحديث عن وجوب ايجاد كتلة وسطية لكسر حدة الانقسام بين الفريقين فما رأيكم؟
– من طبيعة اللعبة الديمقراطية ان يتنافس فيها الحزبي مع الوسطي او المستقبل، خصوصا وان هناك اشخاصا ليسوا مع فريق 8 آذار أو فريق 14 آذار ومن حقهم ان يخوضوا التجربة الانتخابية وفق قواعد اللعبة الديمقراطية، لكن بالنسبة لي كرئيس جمهورية فانني لا ادعم ولا احالف ولا اعترض ولا احتاج لكتلة خاصة بي، وهذا لا يعني أنني ارفض ترشيح المستقلين فمن حق كل مواطن تنطبق عليه الشروط الانتخابية ان يترشح للانتخابات، فلتجري الانتخابات بديمقراطية وسلام ومحبة لانه بعد الانتخابات لدينا الكثير لنفعله في مجال التنمية والإصلاح.
توسيع الحوار
* فخامة الرئيس أطلقتم طاولة الحوار الوطني وعقدتم عدة جلسات حوارية كيف تقيم لنا مسيرة الحوار الوطني؟
– إحياء الحوار الوطني جاء استكمالا لبنود اتفاق الدوحة، وقد عقدنا عدة جلسات وتناولنا القضايا الخلافية وجرى النقاش بمناخ ايجابي وعقلاني بعيدا عن الخطاب السياسي المتشنج، ولدينا موعد جديد للحوار بتاريخ 28 ابريل سنستكمل فيها النقاش الموضوعي حول القضايا المطروحة باجواء وطنية، وبعد ذلك ربما ينشغل الجميع في الاستحقاق الانتخابي فيتم استكمال الحوار بعد الانتخابات، لكن الحوار لن يتوقف وسيستمر حتى الوصول الى الصيغة الوفاقية التي ترضي الجميع حول جميع القضايا الخلافية.
* ترتفــع بيــن الحيـــن والآخر أصــــوات مطـــــالبة بتوسيع طاولة الحوار الوطني فهل هذا الامر يصبح ممكنا بعد الانتخابات النيابية ؟
– امر توسيع طاولة الحوار الوطني لتشمل جميع الفئات غير الممثلة متروك لاعضاء الحوار الوطني الذين وقعوا على اتفاق الدوحة، وبالتالي انا لا أمانع بتوسيع طاولة الحوار الوطني لتشمل الجميع بموافقة اعضاء هيئة الحوار وليس لدي أي تحفظ على هذا الصعيد.
سلاح حزب الله
* يقال ان الحوار الوطني يصطدم بموضوع نزع سلاح حزب الله فكيف سيتم الخروج من هذه العقدة؟
– لا أحبذ استخدام عبارة نزع سلا ح حزب الله، لان نزع السلاح يتم من المجرمين والخارجين على القانون والميليشيات، أما بالنسبة لحزب الله فان سلاحه لعب دورا اساسيا في الدفاع عن لبنان واللبنانيين وحرر جنوب لبنان، وحزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ودوره اساسي في مصير البلد، لذلك يجب معالجة موضوع سلاح حزب الله عبر طاولة الحوار الوطني.
* هل تقصــــد ان العــــلاج يتم عبر الاستراتيجـــية الدفاعيــــة التـــي لم تتبـــــلور معالمــهـــــا بعد ومازالت قيد النقاش والدراسة؟
– الاستراتيجية الدفاعية قضية وطنيــة ومن الطبيعي ان تكون موضع الدراسة والنقاش، لأنها ليست شكلية بل هي قضية جوهرية، وقد تداولنا بافكــار كثيرة على طالولة الحوار.
وفي رأيي ان تجربة التعامل في الجنوب بين الجيش اللبناني والمقاومة خلال العدوان على غزة قدمت نموذجا جيدا للاستراتيجية الدفاعية، حيث تولى الجيش ضبط الجنوب وملاحقة الصواريخ العشوائية، فيما كانت المقاومة على اتم الاستعداد والجهوزية للتصدي لاي عدوان اسرائيلي بالتفاهم والتنسيق مع الجيش وهذا هو النموذج المنشود.
تسليح الجيش
* نشرت أخبار كثيرة عن تسليح الجيش اللبناني ودعمه، فما هي حقيقة الأمر؟
– معظم الدول تؤكد دعمها ورغبتها في تسليح الجيش، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية فالكل يحاول مساعدتنا، لكن طبيعة الصراع العربي – الإسرائيلي، تجعل رغبة الدول في دعم الجيش بأسلحة وعتاد تقويه لكن بدون أن تمكنه من التفوق على اسرائيل.
الحكومة الميثاقية
* كيف تتطلع إلى حكومة ما بعد الانتخابات النيابية؟
– الحكومة المطلوبة بعد الانتخابات هي حكومة منسجمة ومعبرة عن روح الدستور اللبناني، خصوصا وأن دستورنا يختلف عن دساتير العالم، لأنه دستور ميثاقي، يقضي بتمثيل جميع الطوائف، واي خروج عن الميثاق ينعكس سلبا على البلد، والمشكلة أن طبيعة تكوين تكوين 8 آذار يوجد فيه التمثيل الشيعي، وفريق 14 آذار يوجد فيه التمثيل السني، ولذلك فإن الميثاق يحتم عدم استبعاد طائفة من الطوائف خلافا للنتائج الانتخابية، ولذلك نحن نحتاج إلى وجود مستقلين بين الفريقين للحفاظ على التوازن، وأعتقد أنه علينا العمل على تطبيق قانون النسبية في الانتخابات المقبلة.
صلاحيات الرئاسة
* هل تعتقد أن تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية باتت أكثر إلحاحا؟
– بعد اتفاق الطائف كان السوريون موجودين في لبنان ويساعدون على تطبيق بنود الاتفاق، والآن خرج السوريون واصبحنا وحدنا وبات واجبنا أن نعتمد على انفسنا في تطبيق بنود اتفاق الطائف، ولذلك يجب دراسة ثغرات مسيرة تطبيق الطائف لتلافيها، ويجب اكتشاف هذه الثغرات بالدراسة والحوار والتوافق، بما يعزز الاستقرار والازدهار ويعزز دور رئيس الجمهورية كحاكم وحكم.