علي السادة في حوار شامل: قناة اقتصادية.. وإدارة للذكاء الاصطناعي بتلفزيون قطر
نحتاج المزيد من الكفاءات القطرية لدعم منظومتنا الإعلامية.. وعازمون على إعادة الدراما القطرية إلى الساحة الخليجية والعربية و"سيوف العرب" البداية

■ سعود المعاضيد: المستقبل يحمل برامج جديدة تحت إشراف ومتابعة كادر قطري محترف
■ جابر الهاجري: استقطبنا الكوادر القطرية في إدارة التشغيل ونعمل على تدريبهم داخل التلفزيون
■ محمد الأنصاري: القائمون على التلفزيون قدموا لنا مهام وتغطيات على مستوى الدولة
■ سيف العمادي: التجربة في التلفزيون تمنح المذيع فرصة لمعرفة نقاط قوته وتوجهاته
منذ أكثر من خمسة عقود، رسّخ تلفزيون قطر حضوره في المجتمع المحلي بوصفه مرآة تعكس تنوّعه وتجانسه. ولأنه «المرئيُّ والرَّائِي»، فقد ظلّ شريكاً أصيلاً في تغطية الأحداث والفعاليات المحلية والدولية، مؤديا دوراً ريادياً في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة وتعزيز قيم المواطنة، كما حافظ على التزامه بالمعايير المهنية التي تُرسّخ مكانته كوسيلة إعلامية خدمية عامة يواكب التطور بأعلى المعايير.
وفي الوقت الذي يعزّز فيه حضوره في المشهد الإعلامي المحلي، يواصل تلفزيون قطر حصد الجوائز المرموقة في المهرجانات الخليجية والعربية، لعل آخرها فوزه بأربع ذهبيات وإحدى جوائز التبادلات التلفزيونية لهذا العام في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس. ولم يكن هذا التألق ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة، وحرص سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، وتوجيهات سعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، على تمكين الكوادر القطرية واستقطاب الطاقات الشابة من مدارج العلم وصروح المعرفة للمشاركة في صناعة المحتوى الإعلامي.
وتأتي المناسبات المتعاقبة التي تشهدها الدولة لتدفع إلى وقفة تأمّل في ما أنجزه التلفزيون خلال 55 عاما من مسيرته. ومن أبرز المناسبات التي يستعد لها التلفزيون خلال هذه الفترة: اليوم الوطني للدولة، ومونديال العرب، الى جانب مونديال الناشئين المقام في الدوحة. كل ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتلفزيون الذي يصادف 21 نوفمبر الجاري، لذلك ارتأت (الشرق) أن تفتح صفحاتها لهذا الصرح الإعلامي العريق عبر جولة داخل استوديوهاته وأروقته، حيث تتقاطع التقنية مع الخبرة، والإبداع مع الشغف، لتتشكّل صورة الوطن في أبهى تجليّاتها.
وخلال الجولة تم اللقاء مع عدد من قيادات التلفزيون وطاقاته الشابة الذين يعملون أمام الكاميرا وخلفها. واستُهلّت الجولة بلقاء مع السيد علي بن صالح السادة، مدير تلفزيون قطر، الذي تحدّث عن مخطط اليوم الوطني، وموسم رمضان المقبل، إضافة الى استراتيجيات العمل، ومحاور هامة أخرى..

◄ نحن على أبواب الاحتفال باليوم الوطني للدولة الذي يمثّل بالنسبة لتلفزيون قطر مناسبة مهمة. نودُّ أن نعرف منكم ملامح الخطة التي تم إعدادها لمواكبة احتفالات الدولة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة؟
كعادتنا في كل عام، نغطي اليوم الوطني بأعلى المستويات من خلال كوادرنا الموجودة في التلفزيون، سواء كان كادرًا بشريًا أم تقنيًا. جهّزنا باقة من البرامج لتغطية اليوم الوطني، ومن جميل الصدف أن تلتقي هذه المناسبة مع استضافة قطر لمونديال الناشئين، وبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، مما يجعل أجواء الفرح والبهجة تعمّ بلادنا.
في مخطط اليوم الوطني برامج صباحية تخص المجتمع والوطن، وأخرى مسائية، إضافة الى سهرات فنية ستقام في مواقع متعددة، منها قرية المؤسس في لوسيل، واستوديو في جزيرة جيوان بمنطقة اللؤلؤة، واستوديو في الحي الثقافي (كتارا)، إضافة إلى شبكة مراسلينا الذين سيكونون منتشرين في كافة أنحاء قطر، لنغطي الاحتفالات، ونبرز دور المؤسسات والهيئات من خلال الرسالة الإعلامية.
◄ هل هناك برامج محدّدة تم إعدادها لهذه المناسبة؟
أعددنا الكثير من البرامج الاجتماعية والثقافية الخاصة باليوم الوطني، إضافة إلى باقة من الأغاني الوطنية الجديدة التي تم إنتاجها في تلفزيون قطر بالتعاون مع زملائنا في صوت الخليج وإذاعة قطر، ستُعرض قريبًا.
◄ يحمل اليوم الوطني هذا العام شعارًا عميق الدلالة: «بكم تعلو ومنكم تنتظر». كيف سيسعى تلفزيون قطر إلى ترجمة معاني هذا الشعار في برامجه ورسائله الإعلامية للجمهور؟
وظّفنا كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في برامجنا، وحرصنا على أن يكون لها أثر، وتكون مرآة لرؤية سيدي سمو الأمير. كل رسائلنا تخص المواطن والمقيم، وتستهدف الأسرة والقيم والإرث الذي عندنا في قطر. هناك جاهزية تامة بالتعاون مع باقي الإدارات في التلفزيون لنبرز الصورة البديعة لدولتنا قطر، ونأمل أن يسعد الجمهور بتغطيتنا لهذه المناسبة.
◄ أشرت إلى تزامن اليوم الوطني مع أحداث رياضية كبيرة. ما هو دور تلفزيون قطر في تغطية هذه الأحداث؟
إضافة الى برامج اليوم الوطني لدينا برنامج خاص بكأس العرب يشمل مراسلين وتغطيات واستوديو. يواكب هذا البرنامج البطولة، ويبرز دور الدولة الريادي في المنطقة. سنغطي منطقة المشجعين، وسننتشر في الأسواق والمجمعات التجارية وفي كل شوارع قطر لنبين احتفالات الدولة بهذه البطولة، ونسترجع ذكريات كأس العالم 2022 بنفس النمط، لنكون نحن والجمهور يدًا بيد لإبراز هذه الفعالية.
◄ كيف يمكن لتلفزيون قطر نقل هذه الأحداث إلى العالم العربي وإبراز حجم الإنجازات الموجودة في الدولة؟
قيادتنا الحكيمة حريصة على إرسال رسائل إيجابية من كل حدث في الدولة. حتى الآن نرى نتائج كأس العالم وأثره على المجتمع، وننقل من خلالها تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وأسلوب حياتنا واحترام ديننا. على نفس المنوال سنواكب كأس العرب: نبرز ما تستحدثه الدولة من رسائل، ونعكس الصورة الحضارية لمجتمعنا وقيمنا وعاداتنا من خلال برامجنا ومقابلاتنا وإعداد مذيعينا ومراسلينا لهذه الأحداث.
• مخطط رمضان
◄ مع اقتراب شهر رمضان المبارك الذي يحظى باهتمام كبير من تلفزيون قطر، هل يمكن أن تقدّم لنا لمحة عن استعداداتكم للشهر الفضيل؟
بدأنا التحضير للمخطط الخاص بشهر رمضان منذ أشهر عديدة، وذلك بالتزامن مع باقي الأحداث التي تشهدها الدولة. نعمل يومًا بيوم، ولدينا خطة سنوية جاهزة. وخلال هذا العام بدأ قسم البرامج في التلفزيون بإعداد البرامج وتصويرها. جهزنا العديد من البرامج المباشرة، والأعمال الدرامية الجديدة، منها أعمال تاريخية تُصوّر حاليًا في المغرب بعنوان «أبطال الرمال»، وهي عبارة عن ثلاث خماسيات (15 حلقة)، تتناول شخصيات إسلامية بارزة وأخرى ذاع صيتها في فترة ما قبل الإسلام. كما أننا بصدد إنتاج الموسم الثالث من المسلسل الكوميدي «مرضي ودحام»، ونعمل يداً بيدٍ مع الأشقاء في دول الخليج لإنتاج أعمال مشتركة، أو شراء أعمال منتجة من قبلهم لإثراء شاشتنا بأعمال عربية ودولية.
• عودة الدراما المحلية
◄ ما حجم الإنتاج الخاص بتلفزيون قطر هذا العام، وهل هناك عودة لمستويات الإنتاج السابقة؟
سأكون صريحًا، الدراما في تلفزيون قطر توقفت لسنوات طويلة، وآخر إنتاج درامي تاريخي هو مسلسل «عمر» عام 2013، ثم توقف الإنتاج طوال السنوات الماضية، إلى أن أعدنا الدراما التاريخية في العام الماضي بمسلسل “سيوف العرب» الذي كان له صدى جيد وحقق انتشارا واسعا بعد عرضه على منصة «شاهد» العالمية.
نحن في بداية طريقنا لإعادة الدراما القطرية إلى الساحة الخليجية والعربية، بفضل توجيهات قيادتنا الحكيمة. نعمل جاهدين على إعادة قسم الدراما للتلفزيون، وستكون الإنتاجات داخلية قريبًا.
◄ ما تصور التلفزيون لموضوع الدراما تحديدًا، خصوصًا في ظل وجود منافسة كبيرة في هذا المجال؟
لا أحبذ استخدام مصطلح «منافسة»، لأننا نكمّل بعضنا بعضا في الدراما، سواء على المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي، والنجاح مشترك لإيصال قيمنا ورسائلنا. كما ذكرت، سنعيد قسم الدراما، وسنعززه بالعديد من الكفاءات القطرية الشابة لدعم هذه المنظومة، وسنبدأ بإنتاجات قصيرة (خماسيات وعشاريات في المرحلة الأولى) لدعم المنتِج والسوق القطري، ثم الانطلاق للأعمال الضخمة في المستقبل القريب.
◄ أين موقع الكفاءات القطرية في التأليف، السيناريو، الإنتاج، والإدارة؟
قطر تمتلك مواهب وطاقات كثيرة تحتاج إلى أرضية تعمل فيها، ونحن فتحنا المجال لهذه الطاقات القطرية (المنتج، الممثل، الكاتب، والمخرج السينمائي أيضا) سننتج معهم، وسنضع يدنا في يدهم لنصل إلى نتيجة مرضية لأن دورنا استقطاب المواهب الشابة، وبوجود الخبرات سنرى تفاعلًا في المستقبل، وسنعقد معهم اجتماعات مثمرة حسب توجيه الإدارة.◄ البعض يشتكي من موضوع الدعم، فهل ستشهد المرحلة
◄ المقبلة دعم هؤلاء في مجالات مختلفة؟
هناك دعم وتوجيه من القيادة الحكيمة، ومن سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، وسعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة.
اجتمعنا مع العديد من المنتجين والممثلين، وتم وضع آلية للإنتاجات المستقبلية، وقريبا سيكون هناك دعم مثمر لإعادة الدراما بصورة مشرّفة.
◄ هل لاحظتم إقبالا على الورش؟
سأكون صريحا، هناك عزوف لأسباب عدة سابقة، لعل أهمها أن العديد من الطاقات والمواهب لم تجد من يأخذ بيدها ويتعامل مع موهبتها بجدية. اليوم هناك إقبال وإن كان شحيحا ولكن سيتلوه إقبال أكبر، ونعدهم بأننا نعمل معهم لإنتاجات درامية مشرّفة.
◄ ما حجم الشراكات التي عقدها تلفزيون قطر مع مختلف الجهات مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وجامعة قطر؟
لدينا العديد من الشراكات والاتفاقيات التي تم توقيعها بين المؤسسة القطرية للإعلام/ تلفزيون قطر، والجهات الأخرى، وبعض هذه الشراكات أثمرت أعمالا، من بينها عمل ديني مشترك بين تلفزيون قطر ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وقطر الخيرية، سيرى النور في رمضان، ولدينا تعاون مستمر مع جامعة قطر في استقطاب المواهب الإعلامية من خريجي الإعلام، الى جانب إقامة ورش تدريبية، ونحن بصدد حصد النتائج من خلال الوجوه والطاقات الشابة التي تم توظيفها في التلفزيون، ونأمل أن يحمل المستقبل أعدادا أخرى.
◄ أحيانًا يكون التعاون محدودًا لشهر رمضان فقط، هل يمكن أن يكون مستمرًا على مدار العام؟
شهر رمضان هو الهدف الرئيسي، لأن المشاهد يتوجه للتلفزيون، وهذا أمر طبيعي، لكننا اليوم نتجه أيضًا إلى السوشيال ميديا ومنصات مثل «تابع»، ولا نركز فقط على موسم رمضان. لدينا برامج منتجة خارج الشهر الفضيل، مثل دورة سبتمبر التي أعددنا لها من 12 إلى 14 برنامجًا، ومخطط اليوم الوطني، ودورات جديدة بعد رمضان، والإنتاج مستمر طوال العام.

• صورة مشرّفة
◄ أشرت قبل قليل إلى البطولات الرياضية والأحداث الكبرى، وفي المقابل هناك أحداث سياسية وثقافية واقتصادية تستضيفها الدولة على مدار العام، مثل مؤتمر القمة العالمية للتنمية الاجتماعية الأخير. كيف يمكن لتلفزيون قطر أن يستثمر هذه الأحداث لإظهار قطر للعالم؟
نحن كتلفزيون حكومي دورنا إبراز جهود الدولة على الشاشة وعكسها للعالم، نضع كل جهودنا في المؤتمرات والأحداث الرياضية التي تستضيفها الدولة، ونبرزها بصورة إعلامية مشرّفة تليق باسم قطر. كما نسلط الضوء على الجانب السياحي من خلال تغطياتنا لإبراز الوجهات السياحية والتراثية في البلد، مثل كتارا، ونظهر للمشاهد الجانب السياحي والإرث الثقافي الجميل. وهو ما انعكس على عدد الزوار القادمين خاصة من المملكة العربية السعودية وجيراننا من خلال ما يشاهدونه على الشاشة، فهي مرآتك لإبراز ما ليدك من إرث ومن معالم سياحية الخ.
◄ من يتابع تلفزيون قطر يرى تنوعًا في المحتوى، لكن هناك من يعتبر هذا التنوع قوة وهناك من يراه نقطة ضعف قد تستغل في عدم تقديم ما هو متخصص بدرجة كبيرة ؟
المشاهدون لديهم اهتمامات مختلفة، وكل واحد لديه توجه. نحن حريصون على تنويع برامجنا قدر الإمكان، لاستهداف كافة فئات المجتمع وتغطية مختلف التخصصات ونتشعب في كل المجالات، لنرضي المشاهد، نستمع دائمًا لآراء الشارع، ونطور برامجنا بما يرضي تطلعاته، مع التأكيد أن الكمال لله سبحانه وتعالى.
◄ هل لا تزال الشاشة تحظى بإقبال المشاهد، أم أن هناك مغريات أخرى؟
عند تنظيم أي حدث مهم مثل مؤتمر أو زيارة رسمية أو احتفالات، يفتح المشاهد التلفزيون تلقائيًا، لكن لا ننكر أن المنصات الرقمية سحبت بعض المشاهدين. اليوم أصبح المشاهد يتابع التلفزيون عبر الهاتف والمنصات الحديثة، ويختار ما يريد متى يريد، وهذا يتطلب منا ذكاءً في استخدام المنصات لاستقطاب الجمهور.
• منصات رقمية
◄ أين موقع تلفزيون قطر على المنصات الرقمية؟
لدينا منصة «تابع» التي تضم إنتاجات تلفزيون قطر، قنوات الكاس، الإذاعات، الأرشيف، والبث المباشر. نعمل باستمرار على تحديث محتوى المنصة، ونحن راضون عن المستوى الحالي، ونسعى لتطويرها أكثر في المستقبل.
◄ هل هناك إنتاج خاص بالمنصات الرقمية يختلف عما يُعرض على الشاشة؟
نعم، هذا الأمر قائم بالفعل. ففي خطة العام القادم هناك برامج وإنتاجات مخصصة للمنصة فقط لجذب المشاهدين وتوفير تفاعل أكبر. نحن ماضون في هذا الاتجاه، فكل منصة تحتاج لإنتاج محتوى خاص بها لزيادة عدد المشاهدين.
◄ هذا يشكل تحديًا أمام الإعلام التقليدي، خاصة لجيل الشباب المتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، كيف تحولون هذه التحديات إلى فرص؟
المنصة إذا لم تستهدف الشباب أو الأطفال أو حتى البالغين، فلن يشاهدها أحد. يجب أن ننتقل إلى الشارع، نستمع لآراء الناس، وننتج المحتوى الذي يرغبون فيه. التنوع مهم في المنصات الرقمية وكذلك على الشاشة. يجب أن نواكب الأحداث الجديدة ونلبي رغبات الجمهور.
◄ كيف تواجهون التحديات التي تتعلق باستقطاب الشباب القطري، في ظل وجود مغريات خارج التلفزيون؟
نحن راضون نسبيًا عن مستوى استقطاب الشباب القطري، ذكورًا وإناثًا. على سبيل المثال، أطلقنا مبادرة «إعلام يتجدد» لاستقطاب المذيعين من القطريين والمقيمين، وكان الإقبال كبيرا تجاوز 600 شاب وشابة تلقوا دورات تدريبية، وتم اختيار 7 مذيعين جدد ظهروا على الشاشة خلال العامين الماضيين، ونحن نعمل على تحديث هذه المنظومة وإطلاق مبادرات جديدة بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية.

• مواكبة التطور
◄ هل هناك خطط للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التلفزيون؟
الذكاء الاصطناعي لابد منه، ويمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا حسب توظيفه. نحن وظفنا العديد من جوانب التقنية بالذكاء الاصطناعي، ونعمل على إنشاء إدارة كاملة له. الذكاء الاصطناعي عامل مساعد، لكنه لن يعوض الإنسان، وعلينا مواكبة التطور بما يليق برسالتنا، سواء في الإنتاج أو الأخبار أو في أي جانب آخر.
• تعاون خليجي
◄ كيف هو التعاون مع التلفزيونات الخليجية بالنسبة لكم في تلفزيون قطر؟
هناك تعاون كبير مع الإخوة في دول الخليج، مثل مبادرة التبادل بين المذيعين والمخرجين والفنيين لاكتساب الخبرات. لدينا أيضًا إنتاجات مشتركة مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، بينها أعمال كوميدية، وأخرى مشتركة بين قطر والسعودية، وأعمال مع الكويت وغيرها.
◄ ما دور المشاركة العربية والدولية لتلفزيون قطر؟
لدينا مشاركات عديدة في مهرجانات ومؤتمرات عربية ودولية، وكانت لها نتائج إيجابية. على سبيل المثال، شاركنا في مهرجان الدانة للدراما في البحرين والمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس وحصدنا جوائز، مما يدل على المهنية العالية والكفاءات التي لدينا.
◄ هل يمكن أن نعتبر مسلسل «سيوف العرب» بداية العودة للدراما التاريخية؟
نعم، والأعمال القادمة ستكون بمستوى أعلى. لدينا كما قلت عمل تاريخي بعنوان «أبطال الرمال»، والإنتاج الدرامي هذا العام متنوع بين الكوميدي والتاريخي، وهناك إنتاجات درامية اجتماعية قادمة بالتعاون مع مؤسسات إعلامية خليجية.

• محطة جديدة
◄ البعض يرى أن هناك نقصا على الشاشة في بعض البرامج منها البرامج السياسية والاقتصادية، ألا تعتقدون أنه لابد من وجود برامج متخصصة في هذه المجالات تحديدا؟
في الوقت الحالي نحن راضون عن المستوى الذي حققناه في المواكبة السياسية والاقتصادية، وهناك قناة اقتصادية جديدة سترى النور، ونحن بصدد العمل عليها؛ حيث اتجهت إدارتنا الكريمة لإنشاء محطة اقتصادية لما لها من مردود على الدولة، إذ أن التوجه الاقتصادي عالٍ جدا وهناك منافسة عربية ولابد أن ندخل السوق وننافس.
على المستوى السياسي نحن نغطي الجوانب السياسية، يبقى أن هناك نقصا في بعض الأمور ولكننا في طور التحديث والاستماع لآراء المشاهدين ورغباته.
◄ ما مصير قناة 37؟
القناة موجودة، مبناها قائم، والإدارة تعمل عليها، وسترى النور قريبًا.
• مشاهدات عالية
◄ كيف ترى مستقبل الشاشة اليوم؟
الأرقام تتحدث، نحن نحصد نسب مشاهدات عالية مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا دليل على ثقة المشاهدين، وعلينا توظيف أدواتنا بما يليق برغبات المشاهد حتى نستقطبه في ظل الخيارات الكثيرة، إذ بضغطة زر يستطيع أن يغير المحطة أو القناة، وهو ليس مجبرا على أن يشاهدك إلا إذا كان لديك محتوى يهمه ويلامسه، ونحن نعمل على هذا الجانب حتى نكسب المشاهد.
◄ إذن التحدي الحقيقي يكمن في المحتوى؟
هي منظومة متكاملة. المحتوى يجب أن يكون قويًا مع صورة إبداعية متناسقة، وإلا فلن يجذب المشاهد. كل الإدارات تعمل معًا لإبراز العمل: التحرير، الإخراج، والإبداع البصري، لضمان محتوى متميز من كل النواحي.
◄ ما رسالتكم للشباب من الجنسين؟
أبوابنا مفتوحة، والمجال الإعلامي ليس محصورًا على التقديم فقط، هناك مجالات متعددة، لدينا كفاءات قطرية كثيرة ونحتاج المزيد لدعم المنظومة. أهلا بهم في تلفزيونهم، لأن طموحنا وهدفنا أن نؤسس خطًا ثانيًا وثالثًا ونضمن استمرار هذه المسيرة الإعلامية.
• ورش كتابة
◄ هل ستكون هناك ورش تجمع الخبرات مع المواهب الشابة؟
بدأنا فعليًّا في إقامة ورش كتابة جمعنا فيها الخبرات الموجودة في قطر مع المواهب الشابة حتى يتعلموا أساسيات الكتابة الدرامية، لأن هناك العديد من الشباب من الجنسين لديهم الموهبة ولكن لا يمتلكون الأساسيات. أنجزنا أكثر من 4 ورش حتى الآن ستظهر مخرجاتها بعد شهر رمضان في أعمال خماسية، وكلنا أمل في أن تظهر هذه المواهب أفضل ما لديها على صعيد الكتابة.
• منافسة مسؤولة
◄ البعض يتحدث عن منافسة بين الإعلام الحكومي والإعلام الخاص، هل يمكن أن ينافس التلفزيون الرسمي القنوات الخاصة؟
القنوات الخاصة لديها هدف تجاري ربحي، ونحن كقناة حكومية لا نتوجه نحو الربح، وإنما نعكس جهود الدولة، لذلك لا نعتبر أنفسنا في نفس خط المنافسة، ولكن يمكننا أن نتميز بأفكارنا وبفريقنا المتجانس، ونستطيع أن ننافس في استقطاب المشاهدين من خلال محتوى قيّم ومواضيع مهمة تغطي مختلف المجالات.


سعود المعاضيد: المستقبل يحمل برامج جديدة تحت إشراف ومتابعة كادر قطري محترف
أحد الكوادر القطرية التي حظيت بثقة المسؤولين في المؤسسة لتولي منصب مساعد مدير تلفزيون قطر هو السيد سعود بن علي المعاضيد، الذي كان معه الحوار التالي:
◄ ما المعايير التي يتبعها تلفزيون قطر في اختيار وإنتاج برامج جديدة تناسب فئات المجتمع؟
في تلفزيون قطر، هدفنا إعادة المشاهد القطري إلى الشاشة من خلال تقديم برامج وأفكار ومحتوى قريب من حياته اليومية واهتماماته. لذلك نحرص على تغطية مختلف المجالات، ومن خلال تغطياتنا اليومية في الميدان، نكون قريبين من المجتمع والعائلة القطرية.
نسعى كي يشاهد التلفزيون كل بيت، ومؤسسة، ووزارة.. ولمسنا هذا التغيير من خلال البرامج والاختصاصات التي ركزنا عليها، وكذلك من خلال نوعية المذيعين والضيوف على الشاشة.
◄ ذكرت أنكم تستهدفون فئات مختلفة وبرامج متنوعة، كيف توازنون بينها؟ هل يعتمد ذلك على آراء الجمهور؟
بالتأكيد، رأي المشاهد يهمنا جدًا، ونحرص على الاستماع لكل ردود الأفعال والأفكار التي تصلنا، كما أننا نحاول تغطية كل التخصصات والمجالات مثل التعليم، الأسرة، الاقتصاد، السياسة، البيئة وغيرها حتى يجد المشاهد اهتماماته على الشاشة، ويشعر بأننا نغطيها بشكل شامل. بالنسبة للأطفال، نحرص على تقديم محتوى قيّم يطمئن الأهالي، أما المرأة فيعتبر برنامج «هنّ» الذي قدمته الزميلة شيخة المناعي مثالًا ناجحًا بطاقات قطرية بدءا من المذيعة وصولا إلى فريق العمل والإنتاج، وقد حقق البرنامج نسب مشاهدة عالية خلال عرضه، لذلك نركز على إبراز الرجل والمرأة القطرية في مختلف المجالات، ونسعى لعرض ضيوف قطريين ووجوه جديدة نفتخر بها على الشاشة.
◄ هل يمكن الاستفادة من مقترحات المجتمع في إنتاج برامج محددة؟
بكل تأكيد، برامجنا تُعرض للجمهور أولًا، وإذا لم نأخذ ملاحظات المجتمع وأفكاره، فلن نتطور. المجتمع جزء أساسي من نجاح تلفزيون قطر وبرامجه، ونحن مرآة له وللجهات في الدولة.
◄ هل يمكن اعتبار كلامك دعوة لأصحاب الأفكار والمنتجين القطريين؟
نعم.. نرحب بالاقتراحات والملاحظات، وهدفنا أن نصل إلى كل بيت في المجتمع القطري، وهذه الملاحظات تساعدنا على تقديم برامج تناسب العائلة والمجتمع، الى جانب أنها تساعدنا على تطوير الطرح والمحتوى بما يلامس الجمهور.
◄ إلى أي مدى هناك تركيز على الإنتاج المحلي، وهل سنرى المزيد منه مستقبلًا؟
كل البرامج التي تُعرض على الشاشة هي إنتاج محلي مائة بالمائة. نحن نؤمن بالكفاءات القطرية ونعطيها الفرصة، ومستوى الإنتاج والتغيير في الصورة والمحتوى بارز للعيان، والمستقبل يحمل برامج جديدة تحت إشراف ومتابعة كادر قطري محترف.
◄ كمواطن، كيف تلمس صدى التلفزيون في المجالس؟
الانطباعات جيدة جدًا، وهذا يعطينا دافعًا لتقديم المزيد وإنتاج برامج جديدة في مختلف المجالات. نحن لا نتحدث عن الإنتاجات المحلية فقط، بل هناك برامج أنتجت خارج قطر مثل «قصة طير» في منغوليا، وبرنامج «النايلة» في أكثر من 7 دول، ليتعرف المشاهد الى أسرار اللؤلؤ ورحلته من الخليج إلى الهند، ونحاول بهذه البرامج أن نعيش تجارب الأجداد ونعرضها على الشاشة بطريقة مشوّقة.
◄ ماذا تقول للمجتمع، وما وعودكم للمستقبل؟
ندعو الجميع لمتابعة برامج تلفزيون قطر، ونعدهم بالمزيد في قادم الأيام، وسيواصل التلفزيون تطوير برامجه وإنتاجاته، واهتمامه بجميع الفئات واحتياجات المجتمع، مع الاستمرار في رسالته في المجالات الاقتصادية والسياسية.

جابر الهاجري: استقطبنا الكوادر القطرية في إدارة التشغيل ونعمل على تدريبهم داخل التلفزيون
واحد من الكفاءات القطرية التي تعمل بجد واجتهاد خلف الكواليس، في واحدة من أهم الإدارات بالتلفزيون، هو السيد جابر بن سعيد الهاجري، مدير إدارة التشغيل الذي كان معه هذا الحوار:
◄ لو تعطينا فكرة عن إدارة التشغيل والاختصاصات والمهام التي تقوم بها؟
إدارة التشغيل الفني، أو ما يُسمى بإدارة العمليات في تلفزيون قطر، هي العمود الفقري للعمل. هي الإدارة المسؤولة عن الإشراف على الخطة التشغيلية للبرامج والنشرات الإخبارية. مثلما تشاهد في الخلفية نشرة أخبار الساعة الواحدة ظهرًا، الجاليري (Gallery) المسؤول عنها تشرف عليه إدارة التشغيل بكل القطاعات: المخرج، مساعد المخرج، الميكسر (Mixer)، التحكم في الإضاءة، وأجهزة الفيديو الخاصة بعرض محتوى النشرة والإشراف عليها، والتأكد من جاهزيتها للانطلاق في موعدها المحدد.
◄ ربما يحتاج ذلك الكثير من التنسيق والتعاون.. كيف تديرون هذه العملية بين كل الأطراف حتى يشاهد الجمهور الصورة في لقطتها النهائية؟
عملية التشغيل أو الإنتاج التلفزيوني قبل البث مباشرة معقدة إلى حد ما. إدارة التشغيل تضم العديد من الأقسام التي تقوم بعملها بالتنسيق مع الإدارات المختلفة. إذا كانت هناك نشرة أخبار، نقوم بالتنسيق مع الزملاء في الأخبار لمعرفة ما المطلوب عرضه على الهواء، ومعرفة المذيع، والزملاء في الإخراج، وكذلك التنسيق مع غرفة التحكم الرئيسية (Master Control Room – MCR). إذا كان لدينا ضيف في النشرة، ويتم تجهيز الميكروفون والسماعة الخاصة به، وتجهيز الكاميرا، وتحديد موقع جلوسه، باختصار: هي خلية نحل متكاملة.
◄ هذه الإدارة كما قلت هي العمود الفقري للعمل التلفزيوني، بالتأكيد هناك كادر قطري وأيضًا زملاء عرب وأجانب.. كيف تعمل هذه الخلية مع بعضها البعض؟
الزملاء سواء كانوا قطريين أم من الإخوة المقيمين يتمتعون بمستوى عالٍ من المهنية والكفاءة. في الفترة الأخيرة، استقطبنا مزيدًا من الكوادر القطرية ونعمل على تدريبهم من خلال ورش عمل داخل التلفزيون، وكذلك بعض المراكز التدريبية، والتعاون مع الجامعات المحلية لاستقطاب الطلاب الموهوبين وتعريفهم بسير العمل التشغيلي داخل التلفزيون وأساسياته. كل شخص في الجاليري يكمّل الآخر، والمخرج هو من يوجه هذه العملية التكاملية. لدينا تحكم بألوان الكاميرات، وأجهزة على أعلى المعايير العالمية، ونواكب دائمًا التطور في مجال الأجهزة سواء كانت في الصورة أم الفيديو أم أنظمة القراءة الآلية.
◄ هناك تطور متسارع في مجال التقنية اليوم.. كيف تواكبون هذه المرحلة وتضمنون أن يظل تلفزيون قطر متقدمًا؟
إدارة التشغيل بالتعاون مع الإدارة الهندسية ترصد أحدث الأجهزة في منظومة الإعلام العالمية، سواء في البث الرقمي أم التلفزيوني، وتتابع آخر التطورات في الأسواق العالمية لاختيار الأجهزة التي تدعم أنظمة البث الحالية، ثم نقوم باقتنائها للارتقاء بجودة البث التلفزيوني.
◄ هل الالتحاق بإدارة التشغيل متاح وسهل للشاب القطري أو الفتاة القطرية اليوم؟
بالتأكيد، إدارة التشغيل تفتح ذراعيها للراغبين من الجنسين من القطريين، خصوصًا من ذوي الخبرات الموجودة في البلد.
◄ كيف تشرح لنا بشكل مبسّط عملية ضبط الصورة لتكون مناسبة للمشاهد؟
لدينا قسم جودة الصورة (Picture Quality) أو جودة الكاميرا والتحكم بالكاميرا (Camera Control). في أنظمة التلفزيون، هناك الإضاءة والكاميرا والمذيع، ويتم مزج الصورة. مكونات الصورة التلفزيونية الأساسية تندرج تحت ثلاثة ألوان: الأحمر والأخضر والأزرق. هناك خطوط دقيقة لمزج الألوان بحيث تظهر الصورة بأعلى جودة على الشاشة.
◄ هل هناك معايير يتم تدريب الموظفين عليها؟
نعم، قدمنا قبل فترة دورة تدريبية باستخدام نظام GIDE للتحكم بالكاميرا داخل الجاليري، ومتابعة الألوان، والتعامل مع درجات البشرة المختلفة للضيف. لدينا غرفة التحكم في الأخبار، وفريق مختص بالبرامج، وأيضًا عربات البث الخارجي. كل العمليات التشغيلية تتم بواسطة فرق متكاملة تعمل مثل الفرقة الموسيقية، كل واحد يعرف دوره ضمن الفريق، تحت توجيه المخرج.
◄ الفريق الذي يعمل داخل التلفزيون أو في النقل الخارجي، وكذلك المراسلون، جزء من مسؤولية إدارة التشغيل.. كيف يتم إدارة التكامل بينهم دون أن يؤثر ذلك على جودة الصورة؟
جميع المصادر تصل إلى غرفة التحكم الرئيسية (Master Control) والموظف في هذه الغرفة يكون على تواصل دائم مع غرفة الأخبار والبرامج، يوجههم، ويتأكد من الانتقال السلس بين الأخبار والبرامج والنقل الخارجي.
◄ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في هذه العملية المعقدة؟
التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا. فالعالم يتغير بشكل كبير، ونحن نواكب آخر التطورات، مثل أنظمة الأرشفة الإلكترونية، والبث المباشر (Live Streaming) ما يسمح للمشاهد بمتابعة البرامج عبر الهاتف الجوال. كذلك طورنا التحكم عن بعد في الاستوديوهات، وتشغيل الكاميرات عن بعد باستخدام كاميرا آلية (Robot Camera)، وهذا من تحديثات أنظمة النقل التلفزيوني الحديثة التي أدخلناها.
◄ كيف تتم عملية الربط بين المنصات والشاشة لتواكب هذه التقنيات؟
البنية التحتية في إدارة التشغيل والهندسة متكاملة. طوّرنا أنظمة الإنترنت وأنظمة EIB التي تدعم البث الحي على المنصات المختلفة، بالإضافة إلى تطوير الأرشفة الإلكترونية.
◄ هل يستطيع الجمهور الاستفادة من هذا الأرشيف؟
ربما في المستقبل، لكن حاليًا يقتصر الاستخدام داخليًا في التلفزيون.
◄ أين تتجه الإدارة فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة؟
الإدارة تواكب أحدث التطورات، سواء بالكاميرات، أم أنظمة التسجيل الصوتي، أم أنظمة الإضاءة، أم أنظمة البث واستقبال الإشارة. لدينا قسم متابعة الجودة (Quality Control) الذي يضمن جاهزية الإشارة وصلاحيتها للعرض. إذا كان هناك مراسل في الميدان يريد الظهور في النشرة، يتواصل عن طريق غرفة QC، ويتأكد المهندسون من أن الصوت متزامن مع الصورة وأن البث خالٍ من أي مشاكل قبل تزويد المصدر للجهة الطالبة.
◄ أنتم الجنود المجهولون خلف الشاشة، لكن دوركم كبير ومهم.
نعم، نحن الجنود المجهولون، وإدارة التشغيل من أهم الإدارات في التلفزيون، تضم العديد من الطاقات البشرية المبدعة، جميعهم على قدر عالٍ من المهنية سواء كانوا قطريين أم من المقيمين، وأبوابنا مفتوحة لكل من يرغب في الانضمام إلى الإدارة.

محمد الأنصاري: القائمون على التلفزيون قدموا لنا مهام وتغطيات على مستوى الدولة
المذيع محمد الأنصاري أيضًا من الكفاءات القطرية التي أثبتت حضورها بجدارة على شاشة تلفزيون قطر، وكان لنا معه هذا الحوار:
◄ لماذا اخترت التلفزيون ولم تذهب إلى أماكن أخرى؟
دخلت المجال الإعلامي كنوع من التحدي. كنت في أحد المعارض المهنية، بصحبة صديق، فقلت له: أريد أن أصبح مذيعًا، قال بلهجتنا المحلية: «مستحيل يطلع منك هالشي». فتحديته، وكان الأستاذ عبدالعزيز السيد موجودًا، فأجرى لي اختبارًا، وفي اليوم التالي اتصل بي وقال: تعال ابدأ معنا التدريب. ومن هنا دخلت المجال الإعلامي.
◄هل تعتبر نفسك خضت التحدي وتورطت؟
بالعكس، فأنا أحب هذا المجال عامًا بعد آخر، وأشعر بأن شغفي به يزداد.
◄ منذ متى وأنت في هذا المجال؟
منذ حوالي 14 سنة في تلفزيون قطر، لكن بدايتي في الإعلام كانت قبل 17 عاما من خلال إذاعة قطر.
◄ ما الذي دفعك للانتقال من الإذاعة إلى التلفزيون؟
بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، كانت هناك لجنة لدعم وتطوير التلفزيون، فتقدمت إليها وتم قبولي، وقد فتح لي ذلك أبواب تجربة أكبر ومختلفة.
◄ كيف ترى التجربة بعد 14 سنة، وما طموحاتك المستقبلية؟
التجربة رائعة، والفرص التي قدمت لنا كبيرة جدًا، وأنتهز هذه الفرصة كي أوجه التحية لكل القائمين على التلفزيون، الذين قدموا لنا مهام وتغطيات على مستوى الدولة، بدءًا من أعلى هرم في الدولة، سمو الأمير المفدى، وعلى مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء، وهذا يعتبر شرفًا وتكليفًا على أعلى مستوى. لذلك دائما ما أقول إن المذيع هو الذي يصنع نفسه على الهواء ويكتشف نقاط الضعف لديه، ويعمل على تطويرها باستمرار.
◄ما المجالات التي قدمتها خلال مسيرتك في تلفزيون قطر؟
جرّبت كل المجالات تقريبًا: البرامج بأنواعها، ونشرات الأخبار بفروعها المختلفة، والمسابقات .
◄ هل تشجّع الشباب القطري على الالتحاق بالتلفزيون؟
أشجعهم سواء مذيعين أم صحفيين. ربما هناك نقص في بعض المجالات، مثل الصحفيين والمخرجين، ولابد من تغذية هذه المجالات من الجامعات والمدارس الثانوية.
◄ إذا أتيحت لك فرصة العمل خارج التلفزيون، هل ستغادر؟
بنسبة 70 إلى 80% لا. وصلتني بعض الفرص، لكن الجهة التي تعمل بها تصبح في النهاية بيتك الثاني، فتشعر بالراحة النفسية والبقاء جزء من فريقك.
◄ كيف هو الدعم المقدم لكم كمذيعين قطريين؟
الدعم ليس محدودا، يكفي أن الإدارة تمنحك الثقة لتغطية مهام رفيعة المستوى. هذا العام تجددت الإدارة، وأصبح عدد كبير من رؤساء الأقسام قطريين. أنا الآن مذيع ورئيس قسم المذيعين ورئيس قسم الاقتصاد، قد يكون هناك ضغط في العمل، لكن بتكاتف الجميع ودعم الإدارة نعمل دون كلل لتحقيق رسالتنا.
◄ ما الرسالة التي توجهها للشباب القطريين الراغبين في الالتحاق بالتلفزيون؟
أقول للشباب الذين يعتقدون أن المجال الإعلامي صعب أو خطر في بعض القنوات، في الواقع مجال لا تنتهي فيه المتعة والتحدي الذي يدفعك للاستمرار. هناك دعم كبير، وهناك العديد من الفرص التي تتاح للشباب في المجال الإعلامي، والمهنة تمنحك فرصة لتحقيق ذاتك وتطوير مهاراتك بشكل مستمر.

سيف العمادي: التجربة في التلفزيون تمنح المذيع فرصة لمعرفة نقاط قوته وتوجهاته
خلال الجولة في مركز الأخبار بتلفزيون قطر فتحنا نافذة أخرى مع المذيع سيف العمادي الذي برز في السنوات الأخيرة كأحد الوجوه التي يعوّل عليها في البرامج السياسية تحديدا، فكان هذا الحوار..
◄ متى التحقت بالتلفزيون، ولماذا اخترت أن تكون وجها على الشاشة؟
أنا في التلفزيون منذ حوالي تسع سنوات، وسبب اختياري الشاشة هو شغفي وحبي للإعلام منذ المرحلة الثانوية، وأيضًا تأثير والدي الذي عمل في المجال الإعلامي سواء في الصحافة أو ظهوره كضيف على الشاشة، وهو من حببني بهذا المجال. في آخر سنة بالمدرسة قررت دراسة الإعلام في الجامعة، وكنت أميل في البداية إلى الإخراج، ولكن في السنتين الأخيرتين من الدراسة الجامعية التحقت بدورات قدمتها المؤسسة القطرية للإعلام في التقديم التلفزيوني وغيرها، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى خضنا غمار التجربة بعد استشارة والدي والمقربين الذين شجعوني. وبمجرد دخولي هذا المجال، تعلقت بالمهنة، لأنني أعتبرها خدمة للوطن.
◄ ألم تشعر بالندم على السنوات التسع التي قضيتها في التلفزيون؟
إطلاقًا، لا أندم. صحيح أن العمل يزداد صعوبة أحيانًا ويجعل الموازنة بين الحياة اليومية والمهام المهنية صعبة، ولكن ما يبقيني ملتزمًا هو حبي لهذا المجال وشغفي بما أقدمه.
◄ هل صقلت تجربة التسع سنوات موهبتك وأعطتك دافعًا للاستمرارية؟
بالتأكيد، خصوصًا مع الأحداث الكبرى التي نغطيها في البلاد. ارتبطنا بكأس العالم، والأحداث السياسية، وزيارات سمو الأمير المفدى، وهذا ساعدني على التطور في أكثر من مجال. غطيت جوانب سياسية واقتصادية ورياضية، وأخذت من كل مجال زهرة استفدت منها، وفي التلفزيون تتعلم من المنتجين والصحفيين والمخرجين، وكل تجربة تضيف لرصيدك المهني.
◄ هل ترى أن المذيع يجب أن يجرّب كل المجالات أم يختص بمجال محدد؟
في سنوات التجربة الأولى، على المذيع أن يجرّب ويأخذ من كل بستان زهرة، وبعد فترة سيكتشف نفسه والمسار الذي يميل إليه. شخصيًا، مررت بهذه التجربة إلى أن استقررت في السنتين الأخيرتين في المجال السياسي. التجربة تمنح المذيع فرصة لمعرفة نقاط قوته وتوجهاته.
◄ كيف ترى الدعم المقدم لكم من المؤسسة؟
الدعم ممتاز ولله الحمد، سواء من مدير التلفزيون أو مدير الأخبار، هناك دعم كامل من كل النواحي، وهذا يسهل علينا تقديم أفضل ما لدينا.
◄ هل تشجع الشباب على الانضمام للمؤسسة؟
نعم، أنصحهم بالالتحاق بالمؤسسة، لأنها تقدم العديد من المجالات سواء في الإذاعة أو التلفزيون، في الإخراج، والتقديم، والإنتاج، والعمل الصحفي. نحتاج إلى صحفيين قطريين، والمؤسسة تتيح لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم والانطلاق في مسيرة مهنية مشرفة.




