عميد HEC Paris :جيل جديد من القطريين مزود بالمهارات القيادية
إطلاق مسار القادة الناشئين وربط أكاديمي بين باريس والدوحة..
كشف الدكتور بابلو مارتن دي هولان عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris باريس عن إطلاق برنامج مسار القادة الناشئين المُصمم للمختصين الشباب واستقبال الدفعة الأولى في 31 الجاري، كما سيتم إطلاق برنامج القيادات النسائية التنفيذية الجديد في الدوحة في يناير القادم، والذي يهدف إلى تعزيز دور المرأة في المناصب القيادية العليا في مختلف القطاعات، ويأتي إطلاق المبادرة الجديدة تلبية للطلب العالي على برامج الجامعة المتخصصة، مما يعكس الالتزام بتزويد رائدات الأعمال بإمكانية الوصول إلى أعلى مستويات التعليم وموارد التطوير المهني.
وقال إنّ الجامعة تهدف إلى تعزيز الابتكار والقيادة وريادة الأعمال في قطاعات الاقتصاد الرئيسية بالدولة من خلال تحسين وتعزيز البرامج باستمرار، والتركيز على التحول الرقمي والاستدامة بما ينسجم مع توجهات الأعمال العالمية والرؤى الوطنية في منطقة الخليج، وتحديداً رؤية قطر الوطنية لإحداث تأثير إيجابي. وفي جولة الشرق بمقر الحرم الجامعي بمدينة مشيرب بدأ بشعارها (المعرفة طريق النجاح) الذي يتصدر الواجهة والدخول إلى قاعات الدراسة الأكاديمية المزودة بتقنيات تكنولوجية أبرزها تقنية الهولوجرام التي تربط فرع الجامعة بقطر مع الجامعة الأم بفرنسا لإشراك الطلبة بزملائهم من مختلف دول العالم في المحاضرات والندوات ولقاءات الأساتذة والفعاليات، بالإضافة إلى قاعات مكتبية وقاعات تفاعلية للمشاركة والاجتماعات.
وقدم د. بابلو مارتن هولان لوحة تشكيلية عبارة عن باب تقليدي يفتح على مبنى عصري للجامعة في إشارة لدور التاريخ والتقدم العصري في بناء الإنسان بالتعليم والمعرفة.
فإلى الحوار:
– خطط إستراتيجية
ما هي الخطط الإستراتيجية لجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر خلال السنوات القادمة؟
ركزت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر خلال العام الحالي على تعزيز أثرها في الدولة والمنطقة، من خلال توسيع محفظة التعليم التنفيذي الخاصة بها.
ونعمل في إطار هذه الجهود على تمكين الهيئة التدريسية لدينا في قطر، ونعمل على تعزيز إمكاناتنا لدعم رواد الأعمال الشباب والطموحين عن طريق الأبحاث والتدريس.
بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتوسيع برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي من خلال إطلاق مسار القادة الناشئين المصمم للمختصين الشباب الذين يمتلكون خبرة تزيد على خمسة أعوام في منطقة الخليج العربي، ويهدف إلى تسريع انتقالهم إلى أدوار قيادية.
سيبدأ البرنامج مع الدفعة الأولى من المشاركين في 31 أكتوبر 2024.
ونهدف في الجامعة إلى تعزيز الابتكار والقيادة وريادة الأعمال في قطاعات الاقتصاد الرئيسية في قطر ومنطقة الخليج العربي، وذلك من خلال تحسين وتعزيز برامجنا باستمرار.
ونركز على التحول الرقمي والاستدامة بما ينسجم مع توجهات الأعمال العالمية والرؤى الوطنية في منطقة الخليج، وتحديداً رؤية قطر الوطنية 2030. ونلتزم من خلال هذه الجهود بإحداث تأثير إيجابي في المنطقة.
– منهجية تعليمية
كيف تسهم المنهجية التعليمية في الجامعة بتزويد المشاركين بإمكانات التكيف والقيادة في عالم سريع التغيّر؟
تجمع منهجيتنا بين التعليم الأكاديمي النظري والتطبيق العملي، ومن خلال إدخال تحديات الأعمال الواقعية في دراسات الحالة والمحاكاة والمشاريع التي تعكس التوجهات الحالية، فإننا نضمن للمشاركين تطوير مهارات التفكير النقدي والمهارات القيادية اللازمة للتغلب على حالات عدم اليقين والقيادة بكفاءة عالية في الاقتصاد العالمي الحيوي.
ويشكل المشروع النهائي عنصراً أساسياً في البرنامج الخاص بنا، ويتم خلاله تشجيع المشاركين على تطوير مشاريع ريادية أو مبادرات إستراتيجية للمؤسسة. وبرزت عدة شركات ناجحة من خلال هذا المشروع، بما فيها (سنونو وسي واليت ودايتور).
وتستمر عملية التعليم بعد انتهاء البرنامج، حيث يحظى الخريجون بفرصة مواصلة إثراء معارفهم وبناء شبكة من العلاقات عن طريق مجتمع الخريجين العالمي الخاص بنا، والذي يضم ما يزيد على 80 ألفاً من الخبراء في مختلف القطاعات من جميع أنحاء العالم.
– فرص تدريبية
ما هي الفرص التدريبية التي توفرها الجامعة؟
في كل عام، تقوم الجامعة بتدريب أكثر من 600 مدير في البرامج المصممة خصيصاً للشركات في قطر والمنطقة.
كما يتخرّج تقريباً 150 مشاركًا كل عام من برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي الرائد.
– معايير القبول
ما هي معايير القبول في الجامعة؟ وكيف تم تصميم البرامج لتناسب المتخصصين العاملين؟
يعتمد القبول في الجامعة على سجل المرشح من الإنجازات الأكاديمية والمهارات القيادية وخبراته المهنية ذات الصلة.
وتم تصميم برامجنا لتلائم المتخصصين العاملين، حيث نقدم مجموعة متنوعة من خيارات الحضور تشمل الدورات الدراسية بدوام جزئي وبرامج التعليم التنفيذي التي تسمح للمشاركين بتحقيق التوازن بين التزاماتهم المهنية ودراستهم، وتوفر هذه المرونة للمشاركين فرصة تطبيق ما يتعلمونه مباشرة في المناصب التي يشغلونها.
تحظى جامعة HEC Paris بتصنيف عالٍ باستمرار ضمن أفضل كليات إدارة الأعمال على مستوى العالم.. كيف تحافظون على هذه السمعة والتميز الأكاديمي؟
ترتكز سمعتنا في التميز الأكاديمي على أعضاء الهيئة التدريسية عالميّ المستوى والتزامنا المستمر بالابتكار وشراكاتنا القوية مع رواد القطاع، ونحافظ على مكانتنا الرفيعة من خلال دمج الرؤى الخاصة بخبراء الأعمال في مناهجنا الدراسية إلى جانب تخصيص البرامج لتلبي متطلبات السوق.
وتعزز شبكتنا العالمية من الخريجين التعاون وتبادل المعارف، حيث تساهم في تطوير برامجنا بشكل مستمر.
كما نضمن حفاظ الجامعة على مكانتها في طليعة التعليم التنفيذي من خلال تطبيق أحدث ممارسات وأبحاث الأعمال.
– مختصون قطريون
كيف تساهم الجامعة في تحقيق رؤية قطر الوطنية، وفي تجهيز المختصين القطريين؟
تلعب الجامعة دوراً محورياً في بناء الجيل الجديد من القادة القطريين المزودين بالمهارات اللازمة لتحقيق أهداف التنوع الاقتصادي.
وتهدف برامجنا إلى بناء الإمكانات القيادية وتعزيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، وهي الركائز الأساسية لرؤية قطر الوطنية 2030.
ونتعاون مع المؤسسات القطرية لتخصيص برامجنا بما يلبي متطلبات المؤسسات والمواهب القطرية الناشئة، مما يضمن تزويد المختصين بالإمكانات الضرورية لرسم ملامح مستقبل الدولة.
– مهارات أساسية
ما هي المهارات الأساسية التي يحتاجها الشباب القطري لتحقيق النجاح في سوق العمل اليوم؟
يتوجب على الشباب القطري تطوير مهارات قيادية راسخة وعقلية ريادية لتحقيق النجاح في سوق العمل اليوم سريع التطور.
وتواصل قطر لعب دور مؤثر على الساحتين الإقليمية والعالمية، مما يتطلب توفر القدرة على التعامل مع بيئات عمل متنوعة ومتعددة الثقافات لتحقيق شروط القيادة الفعالة، وتشمل المهارات الأساسية الوعي الثقافي والذكاء العاطفي والتواصل الفعال والقيادة التعاونية، والتي تمكن الأفراد من النجاح في تولي الأدوار القيادية أثناء الظروف المتغيرة.
وتشكل العقلية الريادية عاملاً أساسياً للابتكار والتكيف في مختلف القطاعات، وتساعد القادة الشباب على إتقان التفكير التصميمي وتقديم الحلول المبتكرة للمشاكل والتركيز على توفير قيمة عالية للعملاء والمجتمعات.
ونلتزم في جامعة HEC Paris بتلبية هذه الاحتياجات المهمة عن طريق دمج مبادئ التفكير الريادي وتطوير مهارات القيادة في برامجنا.
ويزود منهاجنا الدراسي المشاركين بالمعارف والمهارات الضرورية لتقديم أداء متميز في بيئات العمل سريعة التطور، بما يضمن مساهمتهم الفعالة في المشهد الاقتصادي.
– قصص نجاح
ما هو دور HEC Paris في دعم القيادات والخبرات النسائية لتحقيق النجاح المهني؟ هلا أطلعتنا على أيِّ قصص نجاح في هذا الإطار؟
تدعم الجامعة القيادات النسائية من خلال برامج القيادة والمبادرات التوجيهية المخصصة، ونتعاون مع أبرز المؤسسات متعددة الجنسيات في قطر والمنطقة لدعم رواد الأعمال من السيدات.
وتجدر الإشارة إلى أننا عقدنا شراكة مع معهد الدراسات المصرفية في الكويت، بالإضافة إلى إحدى أبرز الجهات الفاعلة في قطاع الطاقة، لتقديم برامج قيادة فعالة لتدريب أكثر من 100 مسؤولة تنفيذية، ونطلق برنامجاً للقيادات النسائية في فرنسا في أكتوبر، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مبادرة برنامج جديد قريباً في البحرين.
كما سنبدأ في يناير برنامج القيادات النسائية التنفيذية الجديد في الدوحة، والذي يهدف إلى تعزيز دور المرأة في المناصب القيادية العليا في مختلف القطاعات، ويأتي إطلاق المبادرة الجديدة تلبية للطلب العالي على برامجنا المخصصة، مما يعكس التزامنا بتزويد رائدات الأعمال بإمكانية الوصول إلى أعلى مستويات التعليم وموارد التطوير المهني.
وتعكس قصص نجاح الخريجات الأثر الإيجابي الكبير الذي تحققه برامجنا. فعلى سبيل المثال، تشغل الشيخة الدكتورة عذبة بنت ثامر آل ثاني منصب الرئيس التنفيذي لإدارة وتطوير الأعمال في شركة (كيودي في سي)، كما نشرت كتاباً حول التقطير؛ وحصلت الدكتورة أميرة الشبيب عقيل على منحة للبحث السريري بقيمة مليون دولار أمريكي لتطوير برنامج مبتكر للكشف المبكر عن مرض السكري في قطر؛ وتعد الشيخة أسماء آل ثاني أول شخص عربي ينجح في تسلق قمتي جبلين بارتفاع 8,000 متر بدون استخدام أجهزة أوكسجين.
وتتضمن قائمة أبرز خريجات الجامعة هند زينل، التي تم قبولها في برنامج زمالة المجلس الأمريكي للتعليم، وفرحة مهنا الكواري، التي تم تعيينها مدير إدارة تميز التحول الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي السعودية، تمت ترقية أثير الخليفة لمنصب رئيس الاستثمار في شركة المراعي، بينما تشغل دانة سمهوري منصب مدير تطوير الأعمال في مركز الملك عبدالله المالي.
وتسلط قصص النجاح المذكورة الضوء على التزامنا المستمر بتعزيز القيادات النسائية في قطر والمنطقة والعالم.
– تجربة رائدة
ما هو الدور الذي تلعبه التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تجربة التعلم بالجامعة؟
تلعب التكنولوجيا عموماً والذكاء الاصطناعي خصوصاً دوراً بارزاً في إعداد مناهجنا الدراسية وبرامج التعليم التنفيذي، إذ يشكل الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات من خلال تطبيقات المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تقدم تقييمات فورية للمشاركين.
وتتناول برامجنا التأثيرات الأخلاقية والإستراتيجية والتشغيلية للذكاء الاصطناعي على الأعمال، وتزود المشاركين بالمهارات اللازمة للاستفادة من هذه التقنيات في تعزيز قيم الابتكار والارتقاء بالمزايا التنافسية.
وتم تجهيز الحرم الجامعي بمدينة مشيرب بالكامل لدعم نماذج التعلم المدمج التي تجمع بين التعلم عن بُعد والحضور الشخصي.
كما ساهمت التقنيات المتطورة مثل تقنية (الهولوجرام) بربط الحرم الجامعي في باريس بنظيره في قطر بمنتهى السلاسة، مما أتاح للمشاركين التواصل مع أعضاء الهيئة التدريسية عن بُعد.
وفضلاً عن دورها في إثراء تجربة التعلم، ساعدت التقنيات الجديدة على تقليل بصمتنا الكربونية من خلال تقليل الحاجة للسفر، مع الاستمرار باستقطاب الخبرات العالمية والاستفادة منها في قاعاتنا الدراسية مباشرة، وتضمن هذه المنهجية التقدمية تجهيز المشاركين لاستكشاف وريادة المستقبل القائم على التكنولوجيا.
– وسائل اتصال متقدمة
كيف يستفيد المشاركون في الجامعة من وسائل الاتصال في الحرم الرئيسي بفرنسا؟
يوفر التواصل القوي مع حرم الجامعة في باريس للمشاركين في الدوحة إمكانية الوصول إلى شبكة عالمية من المعارف والأبحاث والخبرات، ويتيح لهم الانفتاح على آفاق عالمية، والتفاعل مع هيئة تدريس رائدة والاستفادة من شبكة خريجينا حول العالم.
كما يحظى المشاركون بفرصة حضور الندوات التي يستضيفها حرم الجامعة في فرنسا، والتعاون في مشاريع مع زملاء من خلفيات متنوعة، مما يساهم في توسيع شبكاتهم المهنية وتزويدهم بالرؤى اللازمة للنجاح في عالم الأعمال المترابط.
ويمتد تواصلنا مع شبكة الخريجين العالمية والتي تضم أكثر من 80 ألف متخصص من مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية.
وتساهم هذه الشبكة في تعزيز تبادل المعارف وتوفير الإرشادات وفرص العمل، مما يتيح لخريجي الجامعة مواصلة تطوير مسيرتهم المهنية وازدهارها. كما توفر علاقاتنا الوثيقة مع الجهات المعنية حول العالم، بما في ذلك المؤسسات الشريكة وصناع السياسات وقادة الفكر، موارد ثمينة وفرص تعاون مجزية، مما يعزز دور الجامعة بوصفها لاعباً رئيسياً في مجتمع الأعمال الدولي.
– سبل التعاون
ما هي سبل التعاون بين الجامعة ومؤسسة قطر والجامعات الشريكة الأخرى؟
تشكل شراكتنا مع مؤسسة قطر ركيزة أساسية لرسالتنا في دولة قطر، حيث نساهم في تحقيق الأهداف التعليمية والاقتصادية من خلال مواءمة برامجنا ومبادراتنا مع الأهداف الوطنية للتنمية في قطر بما يضمن دعم عروضنا لخطوطها العريضة، كما نتعاون مع الجامعات الشريكة الأخرى ضمن المدينة التعليمية بهدف تعزيز التآزر والارتقاء بجودة التعليم والأبحاث والابتكار.
فعلى سبيل المثال، نقدم برنامج إدارة الرعاية الصحية وسياساتها التنفيذي بالتعاون مع كلية وايل كورنيل للطب في قطر، والذي يجسد التزامنا الراسخ بالتعاون بين المؤسسات للارتقاء بالتجربة التعليمية.
كما نقدم برامج تطوير القيادة لخريجي مؤسسة قطر، ودورات تعليمية دورية في الجامعات الشريكة، مما يعزز التزامنا بإنشاء منظومة تعليمية حيوية تعود بالفائدة على جميع الجهات المعنية.