رجب أردوغان: علاقاتنا وطيدة مع قطر ورؤيتنا واحدة تجاه قضايا المنطقة
أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعمق العلاقات التركية القطرية، مؤكدا أن الشعبين مرتبطان بروابط ثقافية وتاريخية عميقة حيث يشتركان في الدين والجغرافيا ويواجهان نفس التحديات، لافتا إلى أن الزيارات المتبادلة لقيادات البلدين ساهمت في تعزيز العلاقات وتسريع نموها وتطورها.
وقال اردوغان في حوار خص به “” عشية وصوله إلى الدوحة إن تركيا وقطر تشتركان في الأهداف والاهتمامات ذاتها المتعلقة بالسياسة الخارجية، حيث تسعيان لتحقيق نفس الاهداف الاقليمية والدولية في اطار رؤية مشتركة لكافة القضايا الاقليمية، خصوصا الدعوة الى الدخول في الحوار لتسوية المشاكل.. والبلدان يلعبان دورا بناء في تحقيق السلام والأمن والتقدم في الشرق الاوسط..
وفي هذا السياق أشار الى أن البلدين يشددان على تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وتعزيز فرص المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لمواجهة الحالة الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولتحقيق الاستقرار في العراق ولبنان وأفغانستان واليمن والسودان، اضافة إلى إيجاد الحلول السلمية للملف النووي الايراني للإبقاء على الشرق الاوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء.وأعلن اردوغان أن محادثاته في الدوحة تتركز على توحيد الجهود للمساهمة في استقرار المنطقة، وقال سنتبادل الرؤى ونتشاور حول التطورات الاقليمية والدولية الاخيرة.. وقال ان لدينا رغبة شديدة لترجمة علاقاتنا السياسية المتميزة مع قطر إلى نتائج ملموسة في المجالين الاقتصادي والتجاري، كاشفا عن اصطحابه لكل من وزير الدولة المسؤول عن التجارة الخارجية ووزيري المالية والطاقة والمصادر الطبيعية. مشيرا الى انه سيتطرق خلال مباحثاته الى الوضع الحالي للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وسبل تعزيز وتحسين هذه العلاقات، موضحا انه سيكون طرفا في منتدى الأعمال التركي- القطري وتشجيع الاعمال بين الدوائر التجارية في البلدين وتنمية سبل الاتصال والتعاون من اجل المصلحة المشتركة للشعبين التركي والقطري.واعرب عن سروره للاهتمام المتزايد من قبل الشركات القطرية في السوق التركية.. وكرر اردوغان ان بلاده لن تتخلى عن شروطها تجاه اسرائيل لتطبيع العلاقات معها،
مؤكدا ان اسرائيل مازالت تمثل العائق الاكبر بوجه السلام واستقرار المنطقة، محملا اياها مسؤولية استمرار سياسة الاستيطان ومواصلة الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة.. وفيما يلي نص الحوار..
***
◄ بعد عام تقريبا من زيارتكم للدوحة، التي وقعتم فيها عددا من الاتفاقيات.. كيف تقيمون ما أنجز من عمل بين البلدين خلال عام؟
► كنت قد زرت الدوحة في 13 — 14 فبراير 2010 وكان محادثاتي مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية مثمرة وبناءة. ومنذ ذلك الحين ورغم انه كانت تربطنا علاقات طيبة، فقد تطورت العلاقات أكثر بين تركيا وقطر وبشكل سريع، كما تعززت العلاقات أكثر من خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين في قطر وتركيا وكان لها الاثر الايجابي الكبير في بناء المزيد من الجسور. وبعد زيارتي لقطر زار سمو الأمير تركيا ثلاث مرات في مايو وفي يونيو وفي سبتمبر 2010، كما زار تركيا معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية عدة مرات، وكل هذه الزيارات المتبادلة عززت بشكل كبير من الروابط ومن الحوار السياسي القائم بيننا وعزز من فرص التعاون القائمة على المصالح المشتركة. كما قمنا بتوسيع نطاق التعاون مع قطر ليشمل مجالات الثقافة.. وفي هذا النطاق نحن في تركيا مسرورون جداً بأننا قد ساهمنا في معرض الكتاب الدولي في نوفمبر الماضي وكنا اثناء ذلك ضيوف شرف.
العلاقات القطرية – التركية
◄ قلتم في مقابلة سابقة مع جريدة القطرية إنكم والقيادة القطرية كأنكم تنظرون من نافذة واحدة لمختلف قضايا المنطقة والعالم.. هل مازالت الرؤية القطرية التركية لقضايا العالم متفقة؟
► الشعبان التركي والقطري مرتبطان بروابط ثقافية وتاريخية عميقة فنحن نشترك في الدين والجغرافيا كما اننا واجهنا التحديات بذاتها اضافة الى اننا نواجه نفس الفرص، ورؤيتنا المشتركة للسلام الدائم والأمن والاستقرار في العالم وخاصة في الشرق الأوسط تقرب بيننا بشكل أكبر.
كما اننا نشترك في الاهداف والاهتمامات ذاتها المتعلقة بالسياسة الخارجية فتركيا وقطر تسعيان لتحقيق نفس الاهداف الاقليمية والدولية، لذا فإن رؤيتنا مشتركة تقريباً في كافة القضايا الاقليمية وكلا البلدين يدعوان الى الدخول في الحوار لتسوية المشاكل وكلا البلدين يلعبان دورا بناء في تحقيق السلام والأمن والتقدم في الشرق الاوسط وما يتعداه. وفي هذا السياق فإن تركيا وقطر تشددان على تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وتعزيز فرص المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لمواجهة الحالة الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى تحقيق الاستقرار في العراق ولبنان وافغانستان واليمن والسودان اضافة الى ايجاد الحلول السلمية للملف النووي الايراني للإبقاء على الشرق الاوسط خالياً من اسلحة الدمار الشامل دون استثناء.
جدول المحادثات في الدوحة
◄ ما الذي تحمله زيارتكم الحالية لقطر؟
► لا شك في ان الزيارات العالية المستوى تخلق ديناميكية في العلاقات الثنائية وفي المجال السياسي نتمتع بعلاقات ممتازة لا تشوبها أي شائبة مع قطر، لذا وخلال محادثاتي سوف اشدد على التزامنا بتطوير علاقاتنا مع قطر خلال الفترة القادمة، بما ان في رؤانا تقارباً في الكثير من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما اننا سنتبادل الرؤى ونتشاور حول التطورات الاقليمية والدولية الاخيرة وتنسيق جهودنا مع القيادة القطرية للمساهمة في حفظ السلام والأمن والاستقرار والتقدم في المنطقة.
من ناحية اخرى لدينا رغبة شديدة لترجمة علاقاتنا السياسية المتميزة مع قطر الى نتائج ملموسة في المجالين الاقتصادي والتجاري، وليس لدي من شك بأن الاشقاء في قطر يشاركوننا نفس الرؤية، لذا يرافقني في زيارتي كل من وزير الدولة المسؤول عن التجارة الخارجية وكذلك وزيرا المالية والطاقة والمصادر الطبيعية. لذلك سأتطرق خلال مباحثاتي الى الوضع الحالي لعلاقاتنا التجارية والاقتصادية وابحث عن سبل تعزيز وتحسين هذه العلاقات، كما سأكون طرفا في منتدى الاعمال التركي القطري وتشجيع الاعمال بين الدوائر التجارية في البلدين وتنمية سبل الاتصال والتعاون من اجل المصلحة المشتركة للشعبين التركي والقطري. اخيرا، سأقوم بتهنئة القيادة والشعب القطري لما تحقق في استضافة مباريات كأس الفيفا 2022، وليس لدي من شك في ان قطر ستنظم أفضل مباريات كأس العالم. وفي هذا السياق كلي ثقة بأن زيارتي للدوحة ستكون اضافة مهمة لما تحقق اصلا من تمتين لروابط الصداقة بين قطر وتركيا ولتعزيز وتنمية شراكتنا.
العلاقات العربية – التركية
◄ في الوقت الذي تقومون فيه بجولة بالمنطقة، يقوم الرئيس عبدالله غول بزيارة إلى اليمن، وسبق لكم خلال العام الماضي زيارة عدد من العواصم العربية.. كيف تنظرون لتطور العلاقات التركية العربية؟
► تولي تركيا اهتماما كبيرا لتنمية العلاقات مع الدول العربية، وهناك روابط تاريخية واجتماعية وثقافية عميقة مشتركة بين الشعبين العربي والتركي وينبع التقارب الحاصل من حرصنا على ضمان الأمن والاستقرار والتقدم في منطقتنا وكذلك لتقوية علاقة تركيا بالدول العربية. ونحن جميعاً لدينا طموح مشترك وهو تحقيق السلم والاستقرار في الشرق الاوسط والقضاء على كافة التهديدات والمخاطر ونشر الرخاء الاجتماعي في المنطقة. وتوفر الزيارات عالية المستوى لنا فرصة استطلاع سبل تنمية التعاون المشترك وعقد المباحثات التشاورية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد قمنا بتأسيس العديد من منتديات التعاون بين تركيا والعالم العربي متعددة وثنائية الاطراف، مع الاخذ بعين الاعتبار تقوية العلاقات الثنائية على اسس متينة. ويعد منتدى التعاون التركي العربي خير مثال على المنبر الاقليمي لتعزيز الحوار والتنسيق والتعاون، وقد ادركنا اهمية هذه المنتديات من أجل إقامة الحوار البناء والتعاون مع الدول العربية. وتقام هذه المنتديات على مستوى وزراء الخارجية بشكل منتظم اضافة لإقامة الورش الفنية بهدف تعزيز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين تركيا والدول العربية. وخلال فترة رئاسة قطر لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قمنا بتأسيس مجلس التعاون التركي الخليجي من أجل تقوية العلاقات أكثر بين تركيا ودول الخليج العربي واقامة الحوار الاستراتيجي عالي المستوى في 2008. وتؤسس هذه الآلية لقيام أرضية عملية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والمجال الثقافي والتعليمي من جهة، ومن جهة اخرى عقد الاجتماعات التشاورية حول التطورات الجارية الاقليمية والدولية اضافة للقضايا ذات الاهتمام المشترك بين دول التعاون وتركيا.
مجلس قمة رباعية
من جهة اخرى فيما يخص العلاقات الثنائية بيننا والدول العربية قمنا بتأسيس المجالس الاستراتيجية ذات المستوى العالي مع العراق وسوريا ولبنان ونعمل حالياً على تأسيس مجالس مشابهة مع بعض الدول العربية الاخرى ومن خلال هذه الآلية حققنا مستويات مرضية من التعاون المتبادل، كما اننا نقوم بعقد اللقاءات المشتركة مع مجلس الوزراء للتباحث حول مشاريع التعاون المشترك الحالية والمستقبلية.
كما وفرت استراتيجية مجالس التعاون المشتركة نواة لإنشاء “مجلس تعاون الرباعية العالي المستوى” بين تركيا وسوريا والاردن ولبنان، وهو يقوم على اتفاقية تعاون مشترك قائمة ويعزز من التبادل التجاري الحر والاستثناء من التأشيرة ويسعى الى بسط الاستقرار الاقليمي من خلال بناء علاقات اقتصادية وتجارية اكثر قوة. ونحن نولي التجارة والمواصلات والطاقة والسياحة أهمية كبرى في مجلس تعاون الرباعية ويتم عقد الاجتماعات بين الوزراء في هذه القطاعات وخلال الاشهر القادمة سنستضيف اجتماع قمة لدول الرباعية في اسطنبول.
◄ إلى الآن حجم التبادل التجاري العربي التركي لا يرقى لمستوى الطموحات.. فما الأسباب باعتقادكم؟ وكيف يمكن زيادة هذا التبادل خلال المرحلة المقبلة؟
► هناك علاقات أخوية قوية بيننا وبين كافة الدول العربية، ومع هذا ورغم العلاقات المتينة التي تربطنا في المجال السياسي فإن مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية ما زال متأخراً عن الامكانات الحقيقية له، ما أعنيه هو ان مستوى التجارة لدينا لا يضاهي مستوى العلاقات التي تربطنا، ومع هذا ومع تعافي الاقتصاد العالمي من الازمة المالية أرجو ان تنمو العلاقات في مجالات التجارة والسياحة والاستثمار بشكل اسرع خلال الفترة القادمة. ومن اجل تقوية العلاقات التجارية لا بد من تشجيع المؤسسات التجارية لدينا للمساهمة في المعارض والمهرجانات والنشاطات التسويقية الاخرى، فهذا التفاعل سيعزز بشكل اكبر العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة. واذا امكننا استكشاف السبل والطرق الجديدة لتحقيق مستويات أعلى وذات استمرارية في مجال التجارة، سنتمكن من مضاعفة بل وربما زيادة التبادل التجاري الى ثلاثة إضعاف مع الدول العربية.
◄ البعض متوجس من الدور التركي، ويتحدث عن هيمنة تركية قادمة على دول المنطقة.. ما تعليقكم على ذلك؟
► ليس هناك سبب لوجود التوجس، فما نحاول فعله هو تعزيز مصالحنا المشتركة من خلال خلق تعاون قوي بين دولنا وتحقيق احساس بالانتماء الاقليمي القائم على تصور راسخ بالمساواة التامة وبالمشاركة الطوعية بين كافة الدول العربية التي يربطنا بها رباط أخوة وصداقة. حقيقة أننا نشترك برابط تاريخي عميق ونشترك كذلك بنفس السمات الموجودة لدى الدول العربية؛ يشكل ميزة فريدة يمكن البناء عليها لخلق مستقبل مشترك؛ ولكن ذلك لا يمكن بأي حال أن يفهم على أنه جزء من جهد عام للسيطرة على المنطقة.
الموقف التركي من إسرائيل
◄ إذا اعتذرت إسرائيل لكم وقدمت تعويضات.. هل ستعود علاقاتكم معها كما كانت في السابق؟
► ان عدم قيام الحكومة الاسرائيلية باتخاذ السياسات التي تدعم السلام والاستقرار في المنطقة ادى الى تداعيات كبيرة في العلاقات الثنائية، خاصة ان الغارة التي قامت بها قوات الدفاع الاسرائيلية ضد اسطول المساعدات الانسانية في 31 مايو 2010، والتي انتهت بقتل 9 مدنيين ابرياء والتسبب بكثير من الاصابات الاخرى؛ قد ادت الى قيام هذا الوضع الراهن. ويعد هذا الهجوم خرقاً واضحاً للقانون الدولي، والحق يقال إن “بعثة تقصي الحقائق الدولية” التي انشئت من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، قد برهنت على مسؤولية اسرائيل في هذا الشأن، وانا اعتقد ان لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق ستؤكد ايضا ان لا توجد دولة فوق القانون.
وما تزال اسرائيل ترفض طلب تركيا الشرعي في “الاعتذار الرسمي” و”التعويضات” وخلال الاشهر الماضية لم تتغير مطالبنا، كما اننا لم نتخل ابداً عنها.
فك الحصار عن غزة
◄ على الرغم من كل ما فعلتموه من أجل غزة وجهودكم الكبيرة لفك الحصار عنها فإن الحصار مازال قائما.. فهل ذهبت جهودكم سدى؟
► ليس هذا الحصار سوى عقاب جماعي لأكثر من 1.5 مليون انسان يعيش هناك، وقد دعت الكثير من المنظمات العالمية وتلك التابعة للامم المتحدة الى تحسين ضروف المعيشة بشكل فوري على الارض، ولكن اسرائيل ما زالت تتجاهل قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 1860، الداعي الى ايصال الغذاء والمواد الاغاثية والغذائية والطبية والوقود دون عائق لسكان غزة. لا يوجد شخص عاقل في المجتمع الدولي بغض النظر عن تركيا يمكن أن يتغاضى عن الوضع المزري الانساني في قطاع غزة، لا بد ان تتم معالجة المأساة في غزة دون أي تأخير. ورغم ما اعلنته اسرائيل من اجراءات لتخفيف الوضع الانساني المتأزم في غزة لم نشهد ترجمة لهذه الاجراءات من حيث حصول تحسن ملحوظ على الارض. لقد تركزت جهودنا على رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي تجاه الظروف المأساوية في غزة، وقد طالبت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من الدول الاخرى من اسرائيل لتحسين الوضع في قطاع غزة لذا لا يمكن وصف جهودنا بأنها ذهبت ادراج الرياح.
سياسة التعنت الإسرائيلية
◄ وزير الخارجية الإسرائيلي قال مؤخرا: إنه مع وقف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين لمدة عشر سنوات قادمة.. هل ترون من جدوى لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
► لا يزال اساس المشكلة في المنطقة وجود صراع عربي – اسرائيلي، وتهيب تركيا بكل الاطراف بضبط النفس والابتعاد عن القيام بالاعمال الاستفزازية التي يمكن ان تقوض عملية السلام، ومع هذا فان الموقف المتصلب من قبل اسرائيل يبقى العقبة الرئيسية في وجه عملية السلام، من خلال موقفها من عملية الاستيطان والوضع في غزة ووضع القدس، اضافة الى كافة قضايا الوضع النهائي. ان السياسات الحالية للحكومة الإسرائيلية تخلق شكوكا حقيقية حول نواياها تجاه عملية السلام، ومع هذا ومع عدم وجود بديل للتسوية علينا ان نستمر في جهودنا للإبقاء على عملية السلام حية وفي هذا الصدد من الاهمية بمكان لكافة الدول الاقليمية تترك خلافاتها جانباً وتوفر الدعم للقضية الفلسطينية.
الإصلاحات الدستورية
◄ في سبتمبر الماضي دافعت الأغلبية التركية من الشعب التركي على التعديلات الدستورية.. هل ترون أن تركيا بهذه التعديلات تدخل مرحلة جديدة؟
► يقوم مبدأ الاصلاحات الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية في تركيا على الاخذ في الحسبان حاجات وتوقعات الشعب، ويعد التعديل الدستوري الاخير الذي تم الاخذ به من خلال الاستفتاء في 12 سبتمبر 2010، خطوة مهمة نحو ايجاد دستور أكثر ديمقراطية. وفي هذا الشأن حقق الشعب التركي ارادته ثانية لحياة اكثر ديمقراطية تماشياً مع ما هو موجود في دول الاتحاد الاوروبي، وسوف نستمر في بذل الجهود من اجل اعطاء الشعب التركي أعلى المستويات في كل نواحي الحياة.
لقد تم تبني التعديلات الدستورية بموجب الاغلبية التي بلغت 58 بالمائة من الاصوات في الاستفتاء الذي ساهم فيه 77 بالمائة من المؤهلين للتصويت، وقد تم التصويت على الحزمة الاصلاحية للدستور حسبما يتطلبه الدستور، وبسبب عدم تحقيق الاغلبية المطلوبة المتمثلة في (336 بدلا من 376) في الجمعية العمومية التركية العظمى في 6 مايو2010 لتمرير الحزمة الإصلاحية. وبالرغم من رفض المحكمة الدستورية طلباً لألغاء الحزمة الاصلاحية ككل وبزعم عدم دستورية الطلب وضرورة رفعها الى المحكمة الدستورية والمجلس الاعلى للقضاة والمدعين العامين. وقد تم الغاؤها بشكل جزئي من حيث بعض البنود المتعلقة بنظام اختيار الاعضاء في المجلس الاعلى للقضاة والمدعين العامين والمحكمة الدستورية. وقد تضمنت الحزمة التعديلية للدستور في 12 سبتمبر البنود التالية:
◄ منح حقوق جديدة
◄ توسيع مجال الحقوق الدستورية الحالية
◄ تقديم آليات جديدة لحماية الحقوق الدستورية
◄ تقوية دور القانون
◄ الحد من صلاحيات المحكمة الدستورية والمجلس الاعلى للقضاة والمدعين العامين ليكونوا كأمثالهم في الدول الديمقراطية
◄ الحد من التفويض الممنوح للجيش
نتيجة للنصوص الموجود في حزمة تعديل الدستور تم تعزيز وتوسيع حقوق الانسان والحريات الاساسية وتمت موازاة الدستور التركي مع متطلبات المجتمع الدولي، كما ازالت النصوص المضافة عدة نواقص اشارت اليها المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان وتحقيق عدة توصيات من قبل المجلس الاوروبي والمقرر العام لحقوق الانسان ولجنة فينيسيا واللجنة الاوروبية ضد التمييز العرقي واللجنة الاستقصائية للمجلس الاوروبي ولجنة التخلص من التحيز ضد المرأة ولجنة الامم المتحدة حول ازالة التفرقة العنصرية والعديد من توصيات الهيئات والمنظمات الدولية، اضافة لما جاء في تقرير التقدم ومواد اخرى.
الاستراتيجية الاقتصادية
◄ الناتج القومي التركي خلال فترة حكم العدالة والتنمية حقق معدلات مرتفعة، والأمر نفسه بالنسبة لدخل المواطن التركي.. ما استراتيجيتكم في بناء تركيا القوية اقتصاديا والمتماسكة داخليا؟
► نتيجة للإصلاحات الشاملة التي قمنا بها بعد ازمة 2001، في بلدنا أظهر الاقتصاد التركي مرونة وقوة في وجه الانحدار العالمي العام في الاقتصاد. هذه الاصلاحات ادت الى تقوية الانتاجية والكفاءة في اقتصادنا، وقد حققنا نسبة عالية من الناتج القومي بالرغم من الانحدار العالمي. ونتوقع ان يبلغ الناتج المحلي الاجمالي 7 % في 2010، وحسب المنظمات الدولية المعروفة ستستمر تركيا بشكل مطرد في بلوغ اعلى نسبة نمو في أوروبا في 2011.
الشراكة القطرية – التركية
◄ ما توقعاتكم لمستقبل الشراكة الاستثمارية بين تركيا وقطر تحديدا والخليج بصفة عامة؟
► نحن مسرورون ان نرى الاهتمام المتزايد من قبل الشركات القطرية والتي في دول الخليج الاخرى بتركيا خلال الاعوام الاخيرة نتيجة للبيئة الاستثمارية المشجعة في تركيا، ومع ذلك يؤسفني القول ان نسبة الاستثمار المباشر الذي تم في تركيا ما زال غير كافٍ، وفي الحقيقة قمنا بتغيير كامل النظام القانوني في تركيا لكي يتمكن المستثمر الاجنبي من المجيء والاستثمار في تركيا دون أي تردد. ومع وجود اقتصاد ديناميكي ومفتوح في تركيا ووجود سوق داخلية كبيرة وصناعة منافسة وعمالة ماهرة باتت لدى تركيا القدرة على توفير العديد من الفرص للشركات الاجنبية، اضافة لوجود امكانية الولوج الحر للأسواق القريبة الاوروبية وغيرها مما يعد ميزة مضافة وفريدة توفرها تركيا للمستثمرين الاجانب، لذا نحن ندعو المستثمرين القطريين للاستثمار في تركيا لاستغلال كل هذه الامكانيات. نحن مستعدون لأن نستقبل المزيد من الاستثمارات المباشرة من قطر ودول الخليج، خاصة في مجال الطاقة والبنوك والصحة والكمبيوتر والزراعة والسياحة.
ومن ناحية استثمارات الشركات التركية يسرني ان اعلن ان شركات المقاولات التركية تساهم بشكل كبير في بناء مشاريع البنية التحتية في قطر والخليج وكما تعرفون فإن قطاع المقاولات يمثل احد المجالات الواعدة للتعاون بين بلداننا، حيث قامت شركات المقاولات التركية بالتعاقد على مشاريع تبلغ اكثر من 180 مليار دولار امريكي في 83 بلدا وهي تملك سمعة طيبة في العالم ولها باع طويل وحضور في دول الشرق الاوسط والخليج العربي مع وجود مشاريع بنية تحتية عملاقة، ان شركاتنا جاهزة للقيام بمزيد من العقود في المنطقة.
ترحيب بالمنتدى العربي – التركي
◄ أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى طرح فكرة توسيع الجوار العربي.. كيف تنظرون لهذه الفكرة؟
► نحن نرحب باستعداد الجامعة العربية للقيام بمبادرة لتقريب العلاقة مع تركيا، وقد قمت بالرد بشكل ايجابي وفوري عندما قام سعادة عمرو موسى بالاعلان عن افكاره خلال قمة الجامعة في سرت لقيام منتدى الجيران بين الجامعة العربية وبعض الدول الجارة بما فيها تركيا. وفي الحقيقة قد اسسنا هيكلية لقيام تعاون وثيق بين تركيا والجامعة العربية وهوما يسمى المنتدى العربي – التركي. وحتى الآن قام المنتدى بعقد 3 اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية وآخرها كان في اسطنبول في 10 يونيو 2010 والاجتماع التالي سيكون في المغرب خلال هذا العام.