مقالات

اليوم الوطني.. مسيرة عز وأمجاد

يمثّل اليوم الوطني محطة مهمة في مسيرة وطننا، محطة شكلت علامة فارقة من الإنجازات المتكاملة على مختلف الأصعدة، بفضل رؤية وحكمة وإخلاص قيادة هذا الوطن العزيز ورجالاته، الذين قدموا الكثير في مسيرة متعاظمة على مر السنوات، حتى وصلنا اليوم إلى ما نحن فيه من المكتسبات، التي هي محل تقدير وإشادة العالم أجمع، وليس أبناء هذا الوطن أو المقيمين على أرضه الطيبة.

ربما الحديث عن الإنجازات التي حققها هذا الوطن بفضل من الله أولا ثم بالقيادة الحكيمة والمخلصة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي تسلم الراية من حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله ورعاه، يستغرق الكثير من الوقت، والكثير من الكتابة والرصد والتوثيق، فما تحقق خلال مسيرة هذا الوطن منذ المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه إنجازات حفلت بها سنوات طوال، قدم فيها رجالات قطر في علاقة نموذجية بين الحاكم وأهل قطر جميعا، الكثير من التضحيات، وخاضوا الكثير من التحديات، من أجل بناء مجتمع يسوده الوئام والتآلف والتعاضد، كأسرة واحدة، وتأسيس دولة يسودها العدل والمساواة والقانون، لينطلق الجميع معا لبناء هذا الوطن بروح الأسرة الواحدة، طوال هذه العقود من السنوات، الحافلة بالإنجازات والمكاسب على كل صعيد.

لكن المؤكد أن الإنجاز الأكبر هو صناعة الإنسان الذي قامت عليه كل هذه الإنجازات، والتوظيف الصحيح لقدرات وإمكانات هذا الإنسان، الذي ظل على الدوام يتصدر أولى الأولويات لدى القيادة الرشيدة في هذا الوطن العزيز.

الاهتمام بالمواطن هو الشغل الشاغل على الدوام لقيادتنا الحكيمة، التي ما فتئت تعمل من أجل توفير سبل الحياة الكريمة بكل أوجهها للمواطنين، حياة مصحوبة بالكرامة والعزة.

* هذه الإنجازات التي ننعم بها اليوم، لم تأت صدفة، أو دون عناء، بل إنها بعد الله عز وجل تعود لحكمة القيادة وإخلاصها في العمل من أجل هذا الوطن ورفعة مواطنيه، وتسخير كل الإمكانات المادية والفكرية والعلمية من أجل ذلك، ومن أجل نهضة وتقدم هذا المجتمع وهذه الدولة بمؤسساتها المختلفة.

الحديث عن قطر وما تتبوأه اليوم من مكانة، وما تلعبه من أدوار فاعلة، على الصعيد العربي والدولي، حديث يتجاوز الأطر الجغرافية المحدودة، ليشهد بذلك على هذه المكانة وهذا الحضور، وعلى هذه الإنجازات الكبرى في مختلف المجالات، دول وشعوب العالم أجمع، إن أتيت ذلك على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو الاجتماعي أو الاستثماري…

ففي أهم مؤشرين، واللذين عادة يقاس بهما تقدم المجتمعات، وهما التعليم والصحة، تتصدر قطر مراتب متقدمة عربيا ودوليا، ففي جودة التعليم تأتي قطر بالمركز الأول على الصعيد العربي والشرق الأوسط، وفي مؤشر الرعاية الصحية (جودة الحياة) تحتل قطر المركز 17 عالميا من بين 83 دولة حسب مؤشر «نومبيو».

* هذه الإنجازات التي حققتها دولة قطر، اصطحبت معها الأخلاق والمبادئ والقيم والهوية الوطنية، التي تمثل ركيزة أساسية في كل المكتسبات التي تحققت، فهناك تكامل بين الإنجازات والحفاظ في نفس الوقت على قيمنا وأخلاقياتنا وديننا ومبادئنا، وهو أمر نعتز به، ونمضي به قدما جنبا إلى جنب مع انفتاحنا وتقدمنا وتطور مجتمعنا ونهضة وطننا.

صحيح أننا في اليوم الوطني نحتفل بإنجازات كبرى في مختلف المجالات، ونهضة عمرانية، وبنى تحتية ومرافق ومنشآت على أعلى المواصفات، لكننا قبل ذلك نحتفل أن هذا المجتمع وهذه الدولة تأسست على ركائز وأركان قوية ثابتة راسخة كالجبال، من العلاقات الأسرية المتداخلة، والتواصل العميق بين أبناء المجتمع الواحد، والعلاقة النموذجية بين بيت الحكم والشعب، والبناء المؤسسي القائم على العدل والمساواة بين أبناء المجتمع، وهو ما خلق هذه الوحدة الوطنية الصلبة، واللحمة الاجتماعية القوية فيما بين أهل قطر جميعا.

* إننا اليوم نحصد ثمار هذا الزرع الطيب الذي غرسه المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

احتفالنا باليوم الوطني تجديد للولاء والانتماء.. تجديد لروح الأسرة الواحدة.. تجديد لروح العمل الجاد لرفعة هذا الوطن وتقدمه…

احتفالنا باليوم الوطني عهد ووفاء، لقيادة هذا الوطن ورجالات قطر الأوفياء، الذين بذلوا الغالي والرخيص، وخاضوا التحديات، وقدموا التضحيات من أجل هذا الوطن العزيز، والحفاظ عليه، والعمل على رقيه ونهضته وتقدمه وازدهاره…

احتفالنا باليوم الوطني لنؤكد ويؤكد الأبناء والأحفاد أنهم على النهج سائرون، لا يغيرون ولا يتغيرون، يكملون مسيرة هذا الوطن المعطاء بكل ولاء وإخلاص وانتماء، يستلهمون من الماضي، لبناء حاضر مزدهر، ويستشرفون المستقبل بطموحات تعانق السماء…

كل شعوب العالم يعيشون في وطن، لكننا نحن الوطن يعيش فينا..

كل عام وهذا الوطن.. قيادة وشعباً.. في عز ومجد وسؤدد..

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x