مقالات

زيارة موسكو.. وأهمية التوقيت وملفات المباحثات

تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه” إلى موسكو ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية بالغة، ان كان ذلك في التوقيت أو في الملفات التي تناولتها المباحثات الثنائية التي أجريت بين الجانبين.

المنطقة تعاني من صراعات مشتعلة، وأزمات متفجرة، وأخرى على وشك الانفجار، واحتقان كبير في علاقات المنطقة بعضها ببعض، وهو ما يستوجب على العقلاء من القادة البحث عن سبل لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من ويلات الحروب وتدمير إمكانات واستنزاف خيراتها في حروب ونزاعات لا طال منها، وتكتوي الشعوب بنيرانها.

بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، كانت الحفاوة الروسية وما أظهره الرئيس بوتين من اهتمام وحديث مطوّل عن العلاقات الثنائية وعلاقته مع سمو الأمير ودور قطر، دليلا على قناعة روسية راسخة لما تمثله قطر من أهمية في المنطقة وعلى مستوى العالم، كلاعب بارز ومؤثر في صناعة القرار، والأدوار الإيجابية التي تقوم بها، والمعالجات للعديد من الملفات التي نجحت في تحقيقها، وهو ما يرسم لعلاقات أكثر قوة بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، وهو ما نتجت عنه الزيارة بالفعل من اتفاقيات ومذكرات تعاون جديدة تم التوقيع عليها، لتضاف إلى مشاريع وشراكات كانت قائمة في عدد من المجالات، خاصة قطاع الطاقة والاستثمار والصحة والتعليم والرياضة والثقافة.

ولم يكن ملف العلاقات بين البلدين هو الملف الوحيد الذي حمله سمو الأمير المفدى، معه إلى موسكو، فكل تحركات ومساعي سمو الأمير لا تقتصر على شأن قطري بحت، بل إن الهم العربي وقضايا الأمة وشعوبها تكون حاضرة، إن كان ذلك في اللقاءات والمباحثات الرسمية التي يجريها سموه مع قادة ورؤساء الدول، أو في الخطابات في المحافل الدولية.

ويوم أمس في الكرملين كانت فلسطين ووقف العدوان الإسرائيلي البربري على غزة، واستقرار سوريا في عهدها الجديد، ضمن الملفات التي بحثها سمو الأمير في موسكو مع الرئيس الروسي.

هكذا هو دائما سمو الأمير” حفظه الله ورعاه”، هو الزعيم العربي الذي يظل يحمل قضايا الأمة وشعوبها، ويبحث عن حلول لها، ويدافع عنها.

فلسطين لن تغب يوما عن أجندة سمو الأمير، فطالما الاحتلال موجود لا يمكن إيجاد أمن واستقرار بالمنطقة، فالكيان الإسرائيلي لا يستهدف غزة، وان كانت هي اليوم في عين العاصفة الصهيونية الوحشية التي تمارس حرب إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، إلا أن الضفة الغربية ومدن فلسطين الأخرى مستهدفة كذلك من الكيان الصهيوني، ففي الضفة لا يكاد يمر يوم دون عدوان وقتل وملاحقات للشعب الفلسطيني الشقيق.

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة سعت قطر الى وقف العدوان، وقادت وساطة لوقف حرب الإبادة الوحشية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وعملت على ادخال المساعدات الإنسانية والطبية الى القطاع.

سوريا في عهدها الجديد كانت حاضرة، وهي اليوم بحاجة الى دعم المجتمع الدولي لتعزيز توجهها نحو التنمية الشاملة والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة.

ولا شك أن سوريا الجديدة وروسيا بحاجة اليوم لاعادة ترتيب علاقاتهما، والمؤكد أن الأقدر على ” هندسة ” العلاقة الجديدة بين سوريا الجديدة وروسيا هي قطر بقيادة سمو الأمير بحكمته المعهودة، والتي لطالما فككت الكثير من الأزمات.

سمو الأمير الذي التقى بالدوحة بالرئيس السوري أحمد الشرع قبل توجهه إلى موسكو بيومين حريص على سوريا وشعبها الشقيق، والعمل على إعادة سوريا للمجتمع الدولي.

إقامة علاقات صحية بين سوريا وروسيا ليس فقط في مصلحة البلدين فحسب، بل هو في مصلحة المنطقة بأسرها.

هذا الحرص الذي يبديه سمو الأمير “حفظه الله ورعاه ” في الدفاع عن القضايا العربية، والعمل على إيجاد معالجات للأزمات لها، واضح في محطات عديدة، فلطالما كانت اليد القطرية الحانية هي البلسم لعلاج الكثير من الجروح في الجسد العربي، ولطالما سارعت في تلبية نداء الواجب، وتقديم العون والمساعدة للأشقاء أينما كانوا.

قضايا الأمة وشعوبها تتصدر اهتمامات سمو الأمير “حفظه الله” أينما توحه، وفي أي محفل حل، ومن يتتبع خطوات سموه، يرى أن هذا الأمر هو نهج متأصل لدى سمو الأمير، ولا تغيب هذه القضايا ابدا عن تحركات ومساعي وجهود هذا الزعيم العربي المنتمي بإخلاص لأمته، الساعي لاستقرارها وازدهارها وأمن شعوبها.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x