مقالات

قطر وقيادتها للحق مناصرون.. ولا تخشى فيه لومة لائممواقف قطر «شامة بيضاء» على الجسد العربي

لقد كان الموقف القطري شامة بيضاء على هذا الجسد العربي، الذي قلما أن نرى فيه علامة حسن، في زمن تبيد أنظمة عربية شعوبها في سبق وإصرار، وقمع واضطهاد لا يمكن تصورها، ولا يمكن تصديقها إلا لمن رآها وشاهدها على أرض الواقع.

الموقف القطري ليس مع الشعب الليبي الشقيق، أو أشقاء آخرين يعانون الويلات في دول عربية أخرى، بل إن الموقف القطري المشهود له بالنبل والشهامة والنجدة.. ليس معزولا عن تاريخ ممتد لعقود من الزمن، سجلت فيها قطر قيادة وشعبا مواقف من الدعم والمساندة والكرم والشهامة..، ومدت أياديها الحاملة للعطاء للقريب الوافد إليها، أو البعيد الذي تتحمل قطر من أجله عناء السفر والمشقة من أجل نجدة الأخوة والأشقاء والأصدقاء.

دعم ومساندة الأشقاء في ليبيا ليس موقفا منفردا، فقد رأينا هذه المواقف مع مختلف الدول العربية والإسلامية في أوقات المحن والشدائد، وما أكثر معاناة العالم العربي والإسلامي وشعوبه.

مَن مِن الدول العربية تقود مبادرات لخدمة قضايا الأمة وشعوبها كما هي قطر، التي آلت على نفسها الدفاع عن الشعوب العربية الاسلامية، وحمل آلام وآمال الأمة، والعمل على تبنيها في مختلف المحافل القارية والدولية.

كان يمكن لقطر وقيادتها أن تبحث عن مبررات لامتناعها عن القيام بأي دور ريادي، أو تبني أي مبادرات تخدم الأمة، خاصة ان هناك دولا بالمفهوم العام والدارج، أكبر من قطر مساحة وسكانا وإمكانات أيضا، إلا أن القيادة القطرية رفضت هذا النهج، ورفضت البحث عن مبررات للتخلي عن مسؤولياتها التاريخية أمام الله ثم أمام التاريخ والأمة والشعوب والأجيال.

–صحيح أن البعض يحاول الإساءة إلى قطر من خلال دورها الريادي، ويتحدث سفها أنها تبحث عن دور إقليمي، فيما حقيقة لم يسمع عن قطر أو قيادتها حفظها الله ورعاها التلهف على لعب دور، أو البحث عن أي منصب، بل الأكثر من ذلك أنها ترفض حتى الحديث عن الدعم والمساعدة اللذين تقدمهما للأشقاء، والاعمال الانسانية التي تتبناها، وفي كثير من الأحيان نعرف عن هذه الجهود من وسائل إعلام غير قطرية، علما بأن هناك دولا قبل ان تقوم بتقديم أي مساعدات تحشد الإعلام للترويج لخطواتها، وتوعز لمختلف وسائل الإعلام في الداخل والخارج للحديث عن منجزها، ويظل الحديث عن تلك المساعدات أشهرا وربما سنوات، وربما حجمها لا يتجاوز عُشر المساعدات القطرية.

قطر تعمل انطلاقا من دورها الوطني، وإحساسها بالمسؤولية تجاه الأشقاء، دون انتظار لرد جميل أو حتى كلمة “شكرا” فهي لا تنتظر منا ولا شكورا، بل إن هناك انظمة عربية طالما قدمت قطر وقيادتها دعما ومساعدات لها، وسعت لاحتواء خلافاتها مع شعبها ومع جيرانها، وعملت على إيجاد حلول لمشاكلها، ومع ذلك تسيء اليوم إلى قطر، وبالرغم من ذلك لم نجد أن قطر أو قيادتها تحدثت عن تلك المساعدات أو الأدوار الإنسانية التي قامت بها، أو جهودها لإحلال السلام في تلك الديار.

قطر وقيادتها تترفع دائما عن أن تذكر ما تقوم به من جهد في خدمة قضايا أمتها، وتعتبر ذلك واجبا وطنيا يمليه عليها ضميرها تجاه شقيقاتها.

قطر ليس لديها “اجندة” تتحرك من أجلها، ولا تنتظر مكاسب تجنيها من تحركاتها، ولا تبتغي دورا من مبادراتها،..، وكل الشواهد التاريخية لمبادرات تقول ذلك.

اليوم الدعم الكبير الذي تقدمه قطر للأشقاء في ليبيا، والمساعدات الإنسانية التي بادرت بها سواء تجاه الليبيين أو حتى الأشقاء والأصدقاء العالقين في المدن الليبية من الأخوة المصريين والسودانيين وغيرهم من الجنسيات، والتي قامت قطر وبتوجيهات من سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه بتسيير رحلات وبواخر من أجل نقلهم وإعادتهم إلى بلدانهم.. هذه المساعدات جاءت نجدة لأولئك الضعفاء المحاصرين الذين سامهم النظام الليبي المجرم سوء العذاب، لم يرحم شيوخهم او نساءهم أو أطفالهم..، رأينا كيف وجه لهم الطائرات والصواريخ والراجمات.. أسلحة شتى لا تبقي ولا تذر، في وقت خرج المطالبون بالإصلاح من الشعب الليبي بصدور عارية، هدفهم سلمي إصلاحي تغييري بالكلمة، ولكن الطواغيت والأنظمة الديكتاتورية لغتها تختلف، فهم لا يعرفون إلا لغة السلاح والدمار والقتل والتشريد..، هكذا كان استاذهم وكبيرهم فرعون، وهكذا كانوا عبر التاريخ.

إن الغبار الذي يحاول بعض “الأقزام” أن يثيروه على جهود قطر وقيادتها، ومبادراتها تجاه قضايا أمتها لن يقلل من عطاء هذا البلد وابنائه، ولن يثبط من عزيمة قيادته، التي عرفت عبر التاريخ أنها ملجأ المستغيث، ونصير المظلوم، ومن يقرأ سيرة المؤسس المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني يعرف الصفات الحميدة التي تتصف بها هذه الأسرة الكريمة ويتصف بها أهل قطر الشرفاء عامة.

ففي مقطع من إحدى القصائد يقول المؤسس:

حن كعبة المظيوم الي من وزابنا

نجيره ولا نرضى بغير رضاه

ولنا هضبة يأمن بها من نجيره

على رغم من ضده ومن عاداه

وكم قد دهتنا من خطوب ملمّه

ولا ليّنت منا صليب قناه

صبر على صكّات بقعا فعاننا

اله علا من فوق عرش سماه

 

هذه قطر، وهؤلاء هم رجالاتها.. في الماضي.. والحاضر.. والمستقبل..، هذه الدولة تقدم اليوم نموذجا مشرفا، وقيادتها تقود اليوم عملا غير مسبوق، فيه الكثير من التضحية والشهامة والنخوة والبطولة..، تقود جهدا إنسانيا رائعا من أجل هذه الامة..، تتحمل المتاعب في سبيل رفع الظلم والمعاناة عن المظلومين والمضطهدين في أمتنا..، تمد يد العون والمساعدة لكل ملهوف ومحتاج، قريبا كان أو بعيدا..، لم يعرف عن هذا البلد ورجالاته وأبنائه انه خذل من لجأ إليه أو استجار به..، وليس من أخلاق وشيم قيادته الوقوف جانبا والتفرج على آلام الضعفاء، ومعاناة المحتاجين، والسكوت على ظلم الظالمين، وتجبّر الجبارين… قطر وقيادتها ورجالاتها وأهلها للحق مناصرون.. ولا تخشى فيه لومة لائم.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x