سنوات مضت في عمر هذا الوطن، إلا أن المبادئ التي أرساها المؤسس مازالت وستبقى تنير الطريق، وتتمسك بها أجيال هذا الوطن جيلاً بعد جيل، وقيادة هذا الوطن المعطاء اليوم وفية لتلك المبادئ والقيم التي غرسها المؤسس، وتسير على هذا النهج، الذي يلتف حوله كل أبناء هذا الوطن، في صورة نتباهى بها أمام العالم أجمع.
الوطن اليوم لا يعيش فرحة ظاهرية فحسب، إنما يعيش إنجازات ومكاسب على أرض الواقع تمثل الفرحة الحقيقية، هذه الإنجازات ترجمة لهذا الولاء والعطاء لهذا الوطن، الذي تقدم قيادته للعالم أجمع نموذج القائد الذي يعيش في الوطن ومن أجل الوطن.
اليوم نحن نستلهم من تلك المبادئ والقيم والمثل، ومن تلك التضحيات، ومن تلك المواقف الخالدة في التاريخ.. لتكون زاداً على طريق بناء هذا الوطن، ومشعلاً يضيء طريق الأجيال، للمضي قدما على نهج الآباء والأجداد، الذين قدموا التضحيات، ولم يتزحزحوا عن النهج وعن المبادئ التي آمنوا بها، فانتصروا في معركة بناء الوطن.. وطن شامخ يطاول عنان السماء.
مبادئ آمن بها هذا الوطن قيادة وشعباً، وهي التي تحرك سياسته، وتوجه مساره، فالانتصار للحق، ونصرة المظلوم، والوقوف مع الضعيف، ومساعدة أصحاب الحاجة، ومد يد العون الى كل ملهوف ومحتاج، وحماية من يلجأ الى هذا الوطن من المضطهدين والمغلوبين على أمرهم.. نهج سار عليه المؤسس، وسار عليه ” هل قطر ” منذ القدم، وواصل السير عليه الاحفاد والأبناء، ويكمل الطريق اليوم سمو الأمير المفدى، وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله ورعاهما، ففي الخير أياديهما الكريمة تسابق الخيل المرسلة، وأعمالهما الخيرة في كل مكان تتحدث عن نفسها، ومساعي الصلح ذات البين لم تتوقف في بقعة من بقاع العالم، وفي الحق لا تأخذ سموهما لومة لائم، وفي الدفاع عن المظلومين لا تحجزهما الحواجز،..، أما عن توفير الحماية لكل من يلجأ الى هذا البلد فاراً من الاضطهاد او مغلوباً على امره، وباحثاً عن الأمن والأمان فالتاريخ القديم والحديث شاهد على مواقف تسجل بأحرف من نور.
قطر بقيادتها ورجالاتها وشعبها لم تحد عن المبادئ التي أرساها المؤسس، وستظل تسير عليها، وتتمسك بها، ولن تحيد عنها أبدا، وما مواقف القيادة القطرية في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية إلا خير شاهد على ذلك، فمواقف قطر الداعمة للحق، والمنتصرة للمظلوم، والمنحازة إلى الشعوب، والباذلة في الخير كل مسعى.. هذه المواقف تتحدث عن نفسها في كل مكان…
هذه المواقف للذين يتساءلون عنها نقول إنها نابعة من مبادئ وقيم آمنت بها القيادة القطرية، وتأسست عليها هذه الدولة، وبني عليها هذا الوطن، ودافع عنها هذا الشعب، وهي تترسخ في الأبناء جيلاً بعد جيل.
القيادة في هذا الوطن لا تطلب جزاءً او شكوراً فيما تقوم به من عمل أو مبادرات تستهدف الاصلاح أو دعم المضطهدين او الانتصار للمظلومين أو الوقوف في وجه الظالمين والمستبدين..، فما تقدمه قطر من مساعدات على سبيل المثال لمختلف الدول والشعوب، هل سمعتم يوما أنها تحدثت عن ذلك، أو سعت إلى عمل دعاية إعلامية، أو تحدث عنها مسؤول ولو بالإشارة من بعيد أو قريب عنها..، أبدا، إنها تأتي انطلاقا من قوله تعالى “لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً “.
قطر.. قيادة وشعباً.. هي لحمة واحدة.. جسد واحد، واحتفالات القبائل اليوم، هي احتفال واحد للوطن.. احتفال بالمكاسب والإنجازات.. هي روح واحدة تسري في جسد واحد.. فـ ” هل قطر ” على قلب رجل واحد.. قطر تسمو بروح الاوفياء.. هي كذلك دائما.
حفظ الله هذا الوطن الغالي.. حفظ الله سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الامين.. حفظ الله هذا الشعب الطيب المعطاء.. أدام الله الأمن والأمان والاستقرار على وطننا وقيادته الرشيدة.. ووفق الله سمو الأمير المفدى وسمو ولي العهد الأمين وسدد على طريق الخير خطاهما.
لم يتحدث كثيرا، لكن ما قاله حمل الكثير من المعاني العظيمة التي تربط هذا القائد بأبنائه وشعبه الوفي، الذي يبادله الحب والوفاء والإخلاص..
هذه العلاقة المتجذرة بين سمو الأمير المفدى وشعبه.. هذا التواصل الدائم الذهني والفعلي والعملي.. فالشعب حاضر في فكر سمو الأمير في كل حركة، وفي كل سكنة، وفي كل قول وعمل يقدم سمو الأمير المفدى عليه..
كان بالإمكان عدم الاشارة الى “هل قطر”، فالمناسبة رياضية وليس من المتعارف عليه إحضار الشعب في هكذا مناسبات، أو الحديث باسمه، اضافة إلى أنها مناسبة غير محلية، والحشد فيها من كل حدب وصوب، ولكن بالرغم من كل ذلك حرص سمو الأمير على أن يقدم “هل قطر”، وأن يرحب بالأشقاء العرب باسم “هل قطر”، وهي دلالة كبيرة على المكانة التي يحتلها “هل قطر” عند الأمير.
وفي لمسة حانية أخرى، كيف وقف سمو الأمير للطفلة التي حملت هدية تذكارية لسموه، وكيف انحنى سموه مقدراً هذه الطفلة، بلطف وحنان ابوي، مبتسماً إليها، مداعباً إياها، وداعياً لها بالوقوف إلى جواره.. رسالة عظيمة اخرى تدل على العلاقة الابوية الحانية بين الأب القائد والجيل الصاعد.
نعم كان حفل افتتاح دورة الألعاب العربية حفل الكرامة العربية مبهراً وساحراً، حاملاً معاني قيمة، ومجسداً حال الأمة العربية في مراحل التاريخ،..، ولكن الإبهار الأكبر كان في رسائل سمو الأمير، ومواقفه العظيمة، التي تركت اثراً بالغاً ليس فقط محلياً، بل في كل من شاهد هذه المواقف النبيلة.. فكم أنت عظيم يا سمو الأمير.
مظاهر الفرح التي تعم الوطن بمناسبة اليوم الوطني، تجسد مدى الولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته، وتذكِّر بالرجالات الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل بناء هذا الوطن، وعلو شأنه وشموخه بين الأمم..
نستذكر من خلال هذه الاحتفالات المؤسس والدور القيادي الذي بذله من أجل بناء قطر الحديثة، وكيف التفت القبائل حوله للمضي قدماً في حماية كيان هذه الدولة، فكان نعم القائد، ونعم القيادة، ونعم الرجال الذين التفوا حوله، وبايعوه من أجل عزة هذا الوطن وكرامته.