كتاب من الصافرة الى الصافرة
10 يونيو 2023
في جديد مؤلفاته، أصدر الكاتب الصحفي الأستاذ جابر الحرمي، كتاباً بعنوان “من الصافرة إلى الصافرة.. مونديال قطر 2022.. انتصار الإرادة والقيم”.
واستشهد المؤلف في صدارة كتابه عن قوة الإرادة والتصميم ما جاء بكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور انعقاد مجلس الشوري في 25 أكتوبر 2022، بأن استضافة كأس العالم تجمع بين عناصر عدة من مكونات المصداقية والقدرة على التأثير الإيجابي، وذلك بقبول التحدي وإدماجه ضمن المشاريع الوطنية وخطط التنمية، وأيضاً على مستوى القدرات الاقتصادية والأمنية والإدارية، وعلى مستوى الانفتاح الحضاري والثقافي، وأنها باختصار مناسبة تظهر فيها من نحن ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا. بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية.
وعرض سعادته للفصول الثمانية التي يضمها الكتاب. مؤكداً أن هذه الفصول ترسم رحلة مونديال قطر للقارئ العربي، وهى رحلة لا تخلو من دروس وتجربة أصبحت علامة فارقة في تاريخ كأس العالم، ومثالاً يُحتذى في تنظيم البطولات الرياضية، وفي الدبلوماسية الثقافية.
فصول الكتاب
يقع الكتاب في قرابة 232 صفحة، ويتضمن ثمانية فصول، حمل الفصل الأول عنوان “مونديال قطر.. خط تقسيم بين زمنين”، وتناول فيه الأستاذ جابر الحرمي ما سبق تنظيم المونديال من حملات جانبية، سقطت فيها أقنعة جهات عديدة أزعجها اضطلاع دولة عربية مسلمة بتنظيم أبرز فعالية عالمية، متصدياً في ذلك بالتحليل لخطاب الكراهية الذي أراد بث سمومه قبل انطلاق الحدث.
وتحت عنوان” افتتاح باهر فضح الأكاذيب.. ووحد العرب”، تناول الفصل الثاني حفل الافتتاح بما حمله من مضامين إنسانية ومقاربة عربية إسلامية لمفهوم التعايش الإنساني، وما تضمنته كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من معان سامية، وكيف تفاعل العالم معها، والتركيز على إبراز الرسالة الحضارية التي قدمتها قطر للعالم مع انطلاق المونديال، دون اغفال ما تميزت به النسخة المنقضية من كأس العالم، وما حملته من إيجابيات، جعلتها متميزة عن سابقتها.
وجاء الفصل الثالث، تحت عنوان “من داخل المستطيل الأخضر”، ليسلط الكاتب خلاله الضوء على أطوار المباريات ومفاجآت النتائج وتفاعل الجمهور الذي قدم إلى الدوحة من مختلف الأصقاع، فلمس عن قرب قيم المجتمع القطري، وطبيعة الحياة فيه، علاوة على إبراز السلوكيات الإيجابية التي لم تكن مألوفة في بطولات المونديال.
أما الفصل الرابع، فجاء تحت عنوان “كأس العالم.. تقارب الحضارات”، وخلاله ألقى المؤلف الضوء على أبرز الفعاليات الفكرية والثقافية، التي أقامتها مختلف المؤسسات والمواقع، علاوة على إبراز البعد الثقافي، والذي سجل حضوره بقوة في المونديال، تأكيداً على الرسائل الثقافية لرياضة كرة القدم، ما عكس أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تجذب الجمهور، بقدر ما هي وسيلة لتحقيق التقارب بين الشعوب، وهو ما عمل عليه مونديال قطر.
ولم ينس الأستاذ جابر الحرمي، القضية الفلسطينية،، ليتناولها في الفصل الخامس، تحت عنوان” فلسطين في قلب المونديال”، مبيناً حضور فلسطين بين الجماهير والملاعب والفعاليات، للتعريف بقضية العرب المركزية.
كما نقل الكتاب تغريدات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، والتي غرد بها مع انطلاق وانتهاء البطولة، ومباركة سموه لمنتخب الأرجنتين الفوز بالنسخة المنقضية من المونديال، علاوة على شكر سموه للاتحاد الدولي لكرة القدم على التعاون البناء في تنظيم البطولة.
ثمار المونديال
وقدم للكتاب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وذلك تحت عنوان “من ثمار مونديال قطر”. واصفًا الكتاب بأنه يؤكد استثمار الحدث بالتوثيق من ناحية وبمقاربته واستقراء حيثياته ونتائجه من ناحية ثانية، لافتاً إلى أن الكتاب يطرح زوايا جديدة لتلك الملحمة التي خاضتها دولة قطر، فوفت فيها بوعودها، “وليس بغريب عن الأستاذ جابر الحرمي، وهو أحد أعلام الصحافة القطرية ورئيس تحرير جريدة الشرق، وهى واحدة من أعمدة الإعلام القطري، أن يتناول حدث المونديال بعمق ورؤية رابطاً إياه بالتحديات التي واجهتها قطر”.
ولفت سعادته إلى الأسلوب الرصين الذي يتمتع به المؤلف، “طالما عُرف به، حيث عُدّ من بين أبرز الوجوه الوطنية المدافعة عن قطر في أزماتها، ومن أهم الناشطين في طرح قضايا المجتمع، وأنه جند قلمه الأصيل لخدمة وطنه، والمشاركة في بناء تقدمه ورفعته”.
وتحت عنوان”إرث كأس العالم”، تناول المؤلف في الفصل السادس، التعريف بالإرث الثقافي لدولة قطر، وأهمية الثقافة كقوة ناعمة، وأنها كانت أفضل وسيلة لتقديم دولة قطر للعالم، مستعرضاً معالم الحضارة العربية في مواجهة الخطابات العنصرية، علاوة على إبراز إسهامات الحضارة العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية، بكل ما تحمله من قيم.
وجاء الفصل السابع حاملاً عنوان “ما بعد الصافرة” عرج خلاله المؤلف على الحملات الغربية الشعواء التي استهدفت قطر، عبر اختلاق الأكاذيب ونشر أخبار مضللة، في محاولة بائسة لإظهار عدم قدرة قطر والعالم العربي والإسلامي على استضافة بطولة عالمية على هذا النحو.
واختتم الكتاب فصوله، بالفصل الثامن، تحت عنوان” ذاكرة البطولة في صور”، متضمناً صوراً من حفلي الافتتاح والتتويج، وكذلك من الساحات والملاعب، وذلك عبر صور عالية الجودة، علاوة على إبراز الأثر السياسي الذي خلفه مونديال قطر، بتلك المصافحة التاريخية بين الرئيسين التركي والمصري، برعاية قطرية، والتي شهدها استاد البيت في الخور، وكان ذلك من نجاحات مونديال قطر 2022.
توثيق البطولة برؤية مغايرة
في مقدمة الكتاب، تحت عنوان “قبل الصافرة”، توقف الأستاذ جابر الحرمي عند العديد من المحاور التي تضمنها كتابه، ووثقها برؤية مغايرة عبر سرده لفصول لهذا الحدث الرياضي الأشهر عالمياً، وتأكيده أن قطر بنت مجداً وتاريخاً جديداً للعرب والمسلمين، ليس كونها استضافت حدثاً رياضياً، بل الأكثر أنها ضمنت هذا الحدث بقيم ورسائل بالغة الأهمية عن العرب والمسلمين، في وقت تكالبت فيه الآلة الإعلامية الغربية على تكريس نظرة الإرهاب والتطرف والدونية إلى المنطقة وشعوبها، وإلباسها لباس التخلف وغياب الحضارة.
من هنا، شدد المؤلف على أن قطر رفضت أن تكون كأس العالم مجرد بطولة رياضية محصورة في المستطيل الأخضر، بل أن تكون فعلاً حقيقاً يبدأ بعد صافرة الحكم في المباريات اليومية، لتبدأ فعاليات أخرى، هي الأكبر قرباً للجماهير التي وفدت إليها، وزاد عددها على 1.2 مليون من مختلف بقاع العالم.
ولفت الكاتب إلى أنه منذ انطلاق المونديال في 1930، لم تتعرض دولة من تحامل وحملات ممنهجة من تشويه وعنصرية وتحريض، كما تعرضت له قطر “الصابرة ” و”المحتسبة”، وأن ازدواجية المعايير كانت واضحة في التعامل مع الحالة القطرية في استضافة المونديال.
وفند الأستاذ جابر الحرمي بالحقائق، عدم صحة زيف الدعايات الغربية بشأن استضافة قطر للمونديال، وتقديمها لنسخة استثنائية من بطولة كأس العالم، بما يعكس قدرتها على التحدي، وتقديمها لتجربة جديدة، قد تكون نموذجية في استضافة نسخ قادمة من بطولات المونديال، بعدما أبهرت العالم بما قدمته من تنظيم وإدارة حشود وتجهيزات وملاعب عالمية المواصفات والتقنيات، وفعاليات غير مألوفة للجماهير، وذلك نتيجة إدارتها لمعركة كأس العالم طوال 12 عاماً بذكاء شديد، ودبلوماسية رياضية ناعمة.