الرئيس اليمني: واثقون من أن أمير قطر سيكمل مشوار المصالحات العربية
أعرب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة عن ثقته بالقيادة القطرية لإدارة القمة العربية، والخروج بنتائج اكثر ايجابية من القمم السابقة.. وقال في حوار شامل وصريح مع الشرق ان الدبلوماسية القطرية قد لعبت دوراً فاعلاً لتنقية الأجواء ورأب الصدع بين الأشقاء العرب، وكذا التواصل مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية حول ما يخص الرئيس عمر البشير لإلغاء القرار المتحدي للأمة العربية، وربما أن الدبلوماسية القطرية هي المهيأة والناجحة التي تستطيع أن تلعب دوراً فعالاً مع الولايات المتحدة الأمريكية بحكم علاقاتها وبحكم علاقاتها أيضاً مع دول الاتحاد الأوروبي ولان لها حضوراً دولياً كبيراً فتستطيع أن تلعب دوراً إيجابيا بحيث تخرج القمة العربية المنعقدة في الدوحة بنتائج أكثر ايجابية من القمم السابقة «، منوها في الوقت نفسه بالعلاقات الاخوية التي تربط فخامته مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى، مشيرا الى ان العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين مميزة .. وردا على سؤال عما اذا كانت المصالحات التي شهدتها الساحة العربية مصالحات دائمة ام مجرد وقتية اعرب فخامته عن امله بأن تكون مصالحات دائمة، مؤكدا ثقته بأن يكمل سمو الامير المفدى مشوار المصالحات.
وطرح الرئيس اليمني رؤية متكاملة لتفعيل العمل العربي المشترك تتمثل باستبدال الجامعة العربية التي قال عنها بأنها «شاخت» باتحاد عربي كونفدرالي، داعيا القادة في قمة الدوحة الى تبني مشروع الاتحاد، واصفا ذلك بأنه سيمثل خطوة ايجابية للعمل العربي المشترك.
وردا على سؤال حول الموقف من مبادرة السلام العربية قال فخامة الرئيس ان هناك تمسكا عربيا بها الا انها لن تظل فوق الطاولة الى ما لا نهاية، مشيرا الى ان مبادرة السلام العربية هي حجة على الاسرة الدولية .. ودعا الرئيس اليمني كل من لديهم علاقات مع اسرائيل ان يعيدوا النظر فيها، مؤكدا ان العلاقات مع اسرائيل ليست مكسبا اقتصاديا وانما هدفها استخباراتي.
وردا على سؤال حول الموقف من جماعة الحوثيين قال فخامته ان العمليات العسكرية قد تم ايقافها، ولا يوجد حوار قائم حاليا معهم، مشيرا الى انه قد تم ارسال مجموعة من النقاط للالتزام بها، موضحا ان الجهود القطرية قد توقفت.
وردا على سؤال حول ما اعلن مؤخرا عن ضبط عناصر من تنظيم القاعدة باليمن اكد ان «القاعدة» موجودة باليمن، وان الاجهزة الامنية تتعقبها، نافيا اي اختراقات لتنظيم القاعدة للاجهزة الامنية.
وتحدث فخامة الرئيس علي عبد الله صالح عن عدد من الملفات الاقليمية والدولية، وفيما يلي نص الحوار :
***
الشرق: بدايةً فخامة الرئيس تنعقد في الدوحة خلال اليومين القادمين القمة العربية كيف تنظرون إلى هذه القمة؟
الرئيس: لا اعتقد أنها ستقل شأناً عن القمم السابقة.
الشرق: في ظل التحديات التي تواجه الأمة سواء فيما يتعلق بالرئيس السوداني الذي صدرت مذكرة توقيف بشأنه، أو جهود المصالحات العربية التي تدور في الساحة؟
الرئيس: قمة الدوحة لا تقل شأناً عن القمم التي سبقت إلا إذا كانت هناك مفاجآت من خلال الإعداد والتجهيز، وان الدبلوماسية القطرية قد لعبت دوراً فاعلاً لتنقية الأجواء ورأب الصدع بين الأشقاء العرب، وكذا التواصل مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية حول ما يخص الرئيس عمر البشير لإلغاء القرار المتحدي للأمة العربية، وربما أن الدبلوماسية القطرية هي المهيأة والناجحة التي تستطيع أن تلعب دوراً فعالاً مع الولايات المتحدة الأمريكية بحكم علاقاتها وبحكم علاقاتها أيضاً مع دول الاتحاد الأوروبي ولان لها حضوراً دولياً كبيراً فتستطيع أن تلعب دوراً إيجابيا بحيث تخرج القمة العربية المنعقدة في الدوحة بنتائج أكثر ايجابية من القمم السابقة.
الشرق: فخامة الرئيس هل يمكن أن تكون الجهود العربية مجتمعة للدفع باتجاه منع ملاحقات أو مذكرات توقيف لزعيم عربي؟
الرئيس: هذا يعتمد على التحضير للقمة والقرارات التي ستخرج بها.
المصالحات العربية
الشرق: لقد شهدت الساحة العربية قبل أيام مصالحات عربية.. هل تعتقدون أنها بالفعل مصالحات دائمة أم هي مصالحات وقتية؟
الرئيس: نتمنى أن تكون مصالحات دائمة.. لا وقتية، ونأمل أن الأخوة في قطر يستطيعون إكمال ما حدث في قمة الكويت، ولقاء القمة الرباعي الذي ضم الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس محمد حسني مبارك والرئيس بشار الأسد والأمير صباح الأحمد الصباح في الرياض، ونحن على ثقة أن سمو أمير دولة قطر سيكمل هذا المشوار.
اتحاد عربي بدلا من الجامعة
الشرق: كنتم يا فخامة الرئيس في السنوات الماضية من أكثر الزعماء الحريصين والمنادين بتفعيل العمل العربي المشترك ما هي رؤية فخامتكم لتفعيل هذا العمل العربي خلال المرحلة القادمة؟
الرئيس: نحن في الجمهورية اليمنية لدينا رؤية متكاملة لتفعيل العمل العربي المشترك ولدينا مشروع لإقامة الاتحاد العربي، وقد أُقر المشروع في البرلمان العربي في دمشق، ورفع إلى أمين عام الجامعة العربية ليتضمنه جدول أعمال القمة العربية في قطر.
الشرق: هل المشروع إقامة اتحاد بدلاً عن الجامعة؟
الرئيس: اتحاد للدول العربية عبارة عن شبه اتحاد كونفدرالي لتفعيل العمل العربي المشترك لأنه مر أكثر من ستين سنة على إنشاء الجامعة وقد شاخت أدبياتها وميثاقها، فشئ جميل أن تتجدد لان كثيراً من الدول العربية عندما أنشئت الجامعة العربية لم تكن أعضاء.. لأنها كانت تحت وطأة الاستعمار.. فلا ينبغي أن يظل الوضع مستمراً.. وان شاء الله يتبنى الأخوة القادة في قمة الدوحة مشروع الاتحاد العربي لأنه سيمثل خطوة ايجابية للعمل العربي المشترك.
المشهد الفلسطيني
الشرق: فخامة الرئيس الجميع يعرف الجهود التي تبذلونها تجاه القضية الفلسطينية وحرصكم على إنهاء الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، والآن هناك حوارات تجرى في القاهرة لكن للأسف مازالت تراوح مكانها، كيف ترون المشهد الفلسطيني؟
الرئيس: نحن تحدثنا مع الإخوان الرئيس محمد حسني مبارك والرئيس بشار الأسد ومع أبو مازن وخالد مشعل وكذلك مع الأشقاء في تركيا بأنه إذا أردنا نجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني فيجب أن يكون برعاية من مصر وسوريا وتركيا، بحكم ما لكل دولة من تأثير على فصيل معين من الفصائل الفلسطينية، فالإخوان في سوريا لهم تأثير على حماس والجهاد والإخوان في مصر على فتح وتركيا لها علاقات مع الجانبين، فمن اجل نجاح المساعي يجب ان تكون هناك جهود مشتركة وخاصة من الثلاث الدول.
الشرق: هل تعتقدون أن هناك نوعاً من الاتفاق العربي على خروج هذه المحادثات بنتائج ايجابية؟
الرئيس: نحن مصرون كأمة عربية على ضرورة أن يكون هناك اتفاق ورأب للصدع بين الفصائل الفلسطينية كلها، وذلك لمصلحة العمل العربي ومصلحة الشعب الفلسطيني أولاً، فالانقسام لا يخدم الشعب الفلسطيني ولا يخدم التضامن العربي.
مبادرة السلام العربية
الشرق: فخامة الرئيس هناك مبادرة سلام عربية مطروحة منذ سنوات والآن ستُناقش في قمة الدوحة.. ستُناقش وخادم الحرمين في قمة الكويت قال إن مبادرة السلام العربية لن تكون مطروحة على الطاولة إلى الأبد.. كيف ترون فخامتكم هذه المبادرة؟
الرئيس: المبادرة.. هي حجة على الأسرة الدولية.. على الولايات المتحدة الأمريكية.. على الاتحاد الأوروبي وعلى إسرائيل نفسها، فإسرائيل رفضتها ونحن متمسكون بها ولكن لن تظل فوق الطاولة كما تحدث خادم الحرمين الشريفين إلى ما لا نهاية فلابد ان يكون للأمة العربية موقف ونحن هنا نتساءل ما هو البديل فالإخوان في الدوحة عندما عقد مؤتمر القمة حول غزة كانوا يطالبون بإنهائها ونحن كنا نريد أن نسمع من الإخوان في الدوحة حول ما هو البديل للمبادرة العربية إذا أضحت غير ذي جدوى.
الشرق: إذا كانت المبادرة ميتة فما هو الداعي لاستمراريتها؟
الرئيس: إذا كنتم تعتقدون أن المبادرة لم تعد صالحة فأعطونا البديل سواء انتم في الدوحة أو الآخرون الذين معكم.
الشرق: لكن إسرائيل في كل مرة ترد على هذه المبادرة بالرفض وترد على اليد العربية الممدودة إليها بجرائم وحشية وقد شاهدنا ذلك في غزة على سبيل المثال؟
الرئيس: كل من لديهم علاقات مع إسرائيل يجب عليهم أن يعيدوا النظر فيها، لأن العلاقات مع إسرائيل ليست مكسباً اقتصادياً وإنما هدفها استخباري.
الشرق: هذا يقودنا إلى الخلية التي تم الكشف عنها مؤخراً في اليمن هل هناك تجسس إسرائيلي على اليمن؟
الرئيس: هؤلاء يمنيون تبرعوا بأنفسهم بان يكونوا جواسيس لإسرائيل وتواصلوا مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ليقدموا أنفسهم وخدماتهم لإسرائيل.
لا سلام دون وحدة عربية
الشرق: الآن هناك حكومة جديدة في إسرائيل برئاسة اليميني المتطرف نتنياهو هل يأمل العرب أن يحققوا سلاماً مع هذه الحكومة؟
الرئيس: لن يحقق العرب سلاماً مع حكومة نتنياهو كليكود أو مع حزب العمل فكلهم وجهان لعملة واحدة سواء الليكود أو غير الليكود، فلن يتحقق سلام على أيدي الحزبين والذي سيحقق السلام هو الوحدة العربية، فلا أمريكا تستطيع أن تلزم إسرائيل ولا أوروبا كذلك.. إلا إذا توحد العرب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وبشرياً عندئذ ستأتي إسرائيل خاضعة للسلام، ويجب أن يفهم العرب (عرب 2001) إذا أرادوا انجاز حل القضية الفلسطينية فعليهم بالوحدة العربية وهذا هو ما تتضمنه رؤية الجمهورية اليمنية لإقامة الاتحاد العربي وهو يمثل الحد الأدنى للتضامن العربي.
الشرق: فخامتكم أشرتم إلى قمة الدوحة وانتم لكم مواقف مشرفة جداً سواءً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو ما يتعلق بدعم المواقف العربية وأيضاً تربطكم علاقات طيبة ووثيقة بسمو الأمير حمد بن خليفة ومع دولة قطر وقد غبتم عن قمة غزة فلماذا؟
الرئيس: أريد هنا أن أوضح اللبس الذي حدث حول قمة غزة في الدوحة، فقد كنت من الداعين لعقد القمة لكن الذي حصل انه تم الإصرار على عقد قمة الدوحة قبل يومين من انعقاد قمة الكويت فتواصلنا مع الإخوان في قطر وطرحنا مقترحاً.. لماذا لا تؤجل القمة ليومين ونذهب سوياً إلى قمة الكويت وتتصدر قضية العدوان والحصار على غزة جدول أعمال قمة الكويت بدلاً من عقد مؤتمرين في يومين متتاليين وحاولنا إقناع الإخوة في قطر ونقنع الإخوة في المجموعة العربية بذلك وأن ما سنبحثه في الدوحة يمكن بحثه في الكويت.
الشرق: ولكن في قمة الكويت ضاعت القضية الاقتصادية بين السياسة والاقتصاد؟
الرئيس: لا، نحن في قمة الكويت أعطينا الجانب الاقتصادي حقه إلى جانب ان قضية غزة التي طرحت في قمة الدوحة قد تصدرت قمة الكويت.
الشرق: فخامة الرئيس عدتم مؤخراً من جولة عربية شملت كلاً من الإمارات والبحرين هل تأتي في إطار تنقية الأجواء أم العلاقات الثنائية؟
الرئيس: الزيارة كانت في إطار تبادل الزيارات فيما بيننا وقد بحثنا العلاقات الثنائية أولاً.. ثم التضامن العربي ووحدة الصف العربي.. وتنقية الأجواء وهذا هو ما يتصدر كل محادثاتي مع كل الأشقاء.
الانضمام لمجلس التعاون الخليجي
الشرق: إلى أين وصلت فخامة الرئيس خطوات انضمام اليمن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي؟.
الرئيس: نحن الآن أعضاء في ثماني مؤسسات خليجية.. وتعتبر خطوة ايجابية ونشكر دولة قطر فهي من الدول الخليجية الداعمة لانضمام اليمن في منظومة دول الخليج العربي.
الشرق: هناك حديث دائماً عن تأهيل اليمن من أجل الدخول إلى مجلس التعاون الخليجي.. ما هي متطلبات هذا التأهيل وكيف تسير خطواته؟
الرئيس: أنا أتحدث عن الهدف.. ولا ندري إلى الآن ما هو المطلوب منا للتأهيل، وما هي شروط التأهيل، إذا كان التأهيل أن يتطور الوضع الاقتصادي والثقافي في اليمن أسوة بدول الخليج فهذا بيد الأشقاء في دول الخليج كما فعل الاتحاد الأوروبي عندما أهل اسبانيا وبعض دول الاتحاد.. قدموا لهم الدعم الكامل حتى أهلوهم وأصبح دخلهم متساوياً مع بقية دول الاتحاد الأوروبي وتأهلوا للعضوية.. نحن حضرنا مؤتمر لندن للدول المانحة عام 2006م وشاركت الكثير من الدول منها دول مجلس التعاون الخليجي وكانت ابرز المشاركين، إلى حد اليوم البعض من هذه الدول حول الهبة التي التزم بها المؤتمر إلى قروض ولم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه.. وعندما كنت في الإمارات حوَّلت الإمارات المبلغ إلى هبة وقد اخبرني مشكوراً سمو الشيخ خليفة أن المبالغ التي حددت في مؤتمر لندن ستتحول إلى هبة وكذلك المملكة العربية السعودية أعطتنا أكثر من مليار دولار كهبة.
الأزمة المالية العالمية
الشرق: فخامة الرئيس العالم يتعرض اليوم لأزمة مالية تعصف به ما مدى تأثركم بهذه الأزمة؟
الرئيس: نحن تأثرنا بهذه الأزمة المالية العالمية مثلما تأثر بها غيرنا، لكن كل بحسب حجم اقتصاده ودخله، وبحسب حضوره في البورصة ونحن لم ندخل في البورصة ولكن عندنا مشكلة تتمثل بانخفاض أسعار النفط ونحن نعتمد عليه في الموازنة العامة بنسبة 70- 75% وهذا أثر علينا كثيراً.. الشق الآخر انخفاض الإنتاج الوطني من النفط وهذا أثر علينا أيضاً، ولهذا فنحن ضحية من ضحايا الأزمة العالمية.
الشرق: هل تأثرت قطاعات المجتمع؟
الرئيس: تأثرت عملية التنمية وتوقف عدد من المشاريع نتيجةً لهذه الأزمة.
الإصلاحات في اليمن
الشرق: إلى أين تسير الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يقودها فخامتكم حالياً؟
الرئيس: حتى الآن نحن راضون كل الرضا عما تم انجازه من الإصلاحات وذلك من خلال إنشاء هيئة مكافحة الفساد ولجنة المناقصات واستقلالية القضاء وانتخاب المجالس المحلية.. وهذه محطات رئيسية في مكافحة الفساد ونحن راضون عنها.
الشرق: مكافحة الفساد هل حققت نتائج ايجابية؟
الرئيس: لاشك أنها حققت نتائج ايجابية وعملت ردعاً لكل من تسول له نفسه أن يعبث بالمال العام.
العلاقة مع المعارضة
الشرق: العلاقة مع المعارضة فخامة الرئيس إلى أين تتجه؟
الرئيس: نتجه نحو الحوار.. ونحن راضون عن العلاقات القائمة وقد أخذنا خياراً وطنياً بالتعددية السياسية فلا تضيق صدورنا من المعارضة، فالمعارضة هي جزء من المجتمع وهي جزء من نظام الحكم، وليس بيننا وبين المعارضة خصومة، بل بيننا حوار كمواطنين يمنيين يصب في اتجاه مصلحة اليمن، لكن قد تحصل تباينات وهذا شيء طبيعي.
الشرق: هل تساهم المعارضة بإيجابية في الحياة السياسية في اليمن؟.
الرئيس: نعم تساهم بايجابية بمفهوم برامجها، لان لهم برامجهم ولنا برامجنا.
تأجيل الانتخابات
الشرق: كان من المفترض أن تقام انتخابات خلال الشهر القادم لكن أجلت؟
الرئيس: أجلت حسب طلب الأخوة في المعارضة لأنهم طرحوا شروطاً بأنهم يرفضون مبدأ الأغلبية، والنظام السياسي عندنا قائم على التعددية والأغلبية لأننا لا نريد أن ندخل في مهاترات.
الشرق: هناك اتهامات يطلقها البعض تجاه الحزب الحاكم انه يسعى لإقصاء بعض الأطراف سواء كانت أحزابا أو شخصيات عن الحياة السياسية في اليمن ما هو تعليقكم على ذلك؟.
الرئيس: ليس صحيحاً، نحن نظامنا قائم على التعددية السياسية.. فكيف نعمل على إقصاء الآخرين؟ هذا لا يجوز.
قلاقل في المحافظات الجنوبية
الشرق: في بعض المحافظات الجنوبية حاولت بعض العناصر إثارة بعض القلاقل في تلك المحافظات كيف يتم التعامل مع مثل هذه الأمور؟
الرئيس: تتعامل معها السلطة المحلية وتتعامل معها بشكل ايجابي.. والذين يثيرون القلاقل هم من العناصر التي أشعلت الحرب في صيف 94م ولم يستفيدوا من قرار العفو العام.. وما يحدث مجرد بلبلة.. وضجيج إعلامي.
الشرق: ألا تقلقكم مثل هذه العناصر؟
الرئيس: لا، لا تقلقنا.
لا خوف على الوحدة
الشرق: بعد 19 عاماً من الوحدة.. ألا يخاف فخامة الرئيس على هذه الوحدة؟.
الرئيس: الوحدة محصنة ومحمية بإرادة الشعب.. لا بحماية المدفع والدبابة والرشاش والطائرة.. محمية بإرادة اليمنيين أنفسهم.. فهم حريصون عليها، وما يحدث من بلبلة مجرد ضجيج إعلامي وكل واحد له مصلحة.. فأي شخص فقد مصلحة أو فقد منصبا.. أو فقد جاها.. يثير مثل هذه البلبلة وهي العناصر التي أعلنت الحرب والانفصال في صيف 1994م وكانت تعتبر نفسها شريكة في الحياة السياسية فاخطأت عندما أعلنت الحرب والانفصال ووجدت نفسها خارج السلطة فتعمل الضجيج، وهم أفراد..
الشرق: أنتم يا فخامة الرئيس تفضلون دائماً لغة الحوار على أية لغة أخرى؟
الرئيس: لغة الحوار هي الأفضل والأحسن.
الموقف من الحوثيين
الشرق: فيما يتعلق بالحوثيين فخامة الرئيس إلى أين وصلت الحوارات؟
الرئيس: لا يوجد حوار.. نحن أوقفنا العمليات العسكرية.. وأرسلنا لهم نقاطاً يلتزمون بها وبأن الدولة وحدها هي المسئولة.. وأن ينزلوا من الجبال.. والمرتفعات، وان يخرجوا من المدارس الحكومية، وألا يتدخلوا في شأن السلطة المحلية وأن يكونوا مواطنين صالحين.. هذا هو السلام.. فإذا استمروا في غيهم يتحملون نتائج ما يقومون به.
الشرق: ماذا عن المساعي القطرية هل توقفت؟
الرئيس: المساعي القطرية مشكورة كانت بحسن نية من قطر ومن الحكومة اليمنية وهذه المساعي جعلت الحوثيين نداً بند مع الدولة.. فهي شجعتهم أكثر مما هم عليه ويريدون منها الابتزاز، يريدون من قطر مالا وأنهم مع المساعي القطرية لسحب المساعدات لهم.
الشرق: والآن توقفت هذه المساعي؟
الرئيس: نعم توقفت.
الشرق: هل تعتقدون أن هناك دعماً يقدم للحوثيين حتى يستطيعوا أن يواجهوا الدولة؟
الرئيس: الحوثيون يقدم لهم دعم من بعض القوى التي ليس لها مصلحة في الدولة، أو من حزب سياسي فقد مشاركته في الدولة او ما يسمى ببقايا الإماميين الذين ثار عليهم الشعب قبل 47 سنة (ثورة 26 سبتمبر 1962م).. هؤلاء يسهمون ويقدمون للحوثيين الدعم، فأي واحد خرج من وزارة أو منصب أو كان فاسداً أو غير صالح يتبرع لهم بمقال.. ويتبرع بالكتابة في الانترنت.. ويتبرع بالكتابة في الصحافة أو يجمع المال نكاية بالنظام السياسي.
الشرق: ألا تعتقد فخامة الرئيس ان هناك دعماً خارجياً يقدم لهؤلاء؟
الرئيس: لا استطيع أن اجزم.
الشرق: هناك حديث عن دعم إيراني يقدم للبعض؟.
الرئيس: تستطيعون سؤال الإيرانيين.
الشرق: كيف هي علاقة اليمن مع طهران؟
الرئيس: علاقات دبلوماسية جيدة.
” القاعدة” باليمن
الشرق: أعلنتم مؤخراً عن ضبط عناصر من القاعدة يا فخامة الرئيس هل يعني ذلك عودة القاعدة من جديد إلى اليمن؟
الرئيس: القاعدة موجودة وأجهزتنا الأمنية تتعقبها، فقد قتل من قتل منها وسجن من سجن والبقية يطاردون.
الشرق: هناك حديث عن اختراقات للقاعدة لعدد من الأجهزة الأمنية ما حقيقة ذلك؟
الرئيس: هذا غير صحيح.
انتشار السلاح
الشرق: فيما يتعلق بالسلاح يا فخامة الرئيس.. إلى الآن السلاح مشاع في اليمن.. أكثر من أي دولة.. كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
الرئيس: عندنا مشروع قانون مطروح على مجلس النواب يحدد الحيازة.. ولا يمنع، لأن المواطن اليمني من حقه أن يمتلك سلاحه.. ولكن تنظيم الحيازة.. حيازة السلاح والترخيص.. متى يحمله؟.. وفي أي مكان.. ويحدد الأماكن التي يجب الا تظهر فيها المظاهر المسلحة.. فالقانون ينظم ذلك.
الشرق: البعض يملك من الأسلحة الثقيلة؟
الرئيس: الدولة هي الوحيدة التي تمتلك الأسلحة الثقيلة ولا نستطيع أن نقول انه لا يوجد لدى المواطنين أسلحة متوسطة (وليست ثقيلة) وهذه من مخلفات حرب الانفصال عندما نُهبت المعسكرات، فتوجد منها في حوزة بعض القبائل كذلك من مخلفات الحرب التي كانت في الستينيات ضد الفلول الإمامية هذه موجودة لكن الدولة تتعقبهم وقد اشترت الشئ الكثير من المواطنين وسحبتها إلى مخازن الدولة.
تسليح الجيش
الشرق: تسليح الجيش فخامة الرئيس للتصدي لمثل هذه الظواهر هل هناك إستراتيجية لتسليح الجيش بأفضل المعدات خاصة وكنتم مؤخراً في موسكو؟
الرئيس: نحن تسليحنا متواضع حسب إمكانياتنا ووضعنا الاقتصادي ولا نستطيع أن نقول اننا نمتلك أسلحة متطورة وكثيرة.. فأسلحتنا تقليدية عادية ودفاعية.
اسلحة من روسيا
الشرق: ماذا عن زيارتكم هل تم الاتفاق على شراء أسلحة معينة؟
الرئيس: نعم تم الاتفاق على شراء عدد من الأسلحة.
الشرق: ألا يشعر الرئيس علي عبدالله صالح بالضيق إزاء بعض المنغصات التي يدفع بها بعض الأطراف أو الأحزاب لعرقلة مشروعكم الإصلاحي في اليمن؟
الرئيس: كانت بالفعل قبل 19سنة تعتبر منغصات لأننا لم نكن قد تعودنا عليها.. لكن بعد 19 سنة أصبحت عندنا شيئاً عادياً وتقليدياً.
الشرق: ألا تسبب لكم أي إزعاج؟
الرئيس: بالعكس في بعض الأوقات نرتاح لبعض المنغصات لأنها تنبه إلى خلل أو تصحيح إعوجاج.
لا توريث للحكم
الشرق: البعض يتحدث عن توريث الحكم في اليمن؟
الرئيس: نحن نحتكم إلى الدستور ولا يوجد أي توريث في الدستور، لكن من حق أي مواطن.. سواءً كان ابن الرئيس أو اخو الرئيس أو ابن عم الرئيس أو أي مواطن آخر يرشح نفسه.. فله الحق.. ولا يوجد في دستورنا توريث، بعض الأنظمة سواء أميرية أو ملكية.. يوجد فيها التوريث وهو شيء طيب.. نحن ليس عندنا توريث فهذا شطب من دستورنا عام 1962م.. ولكن من حق أي مواطن أن يرشح نفسه ولا يمكن أن نقول للمواطنين هذا وريث شرعي لمنصب فهذا غير وارد.
العلاقة مع ادارة اوباما
الشرق: سيادة الرئيس هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية هل لديكم توجه لفتح حوار أو علاقة أفضل مما كانت عليها علاقتكم مع إدارة بوش؟
الرئيس: علاقتنا مع الإدارة الأمريكية هي نفس العلاقات مع بوش أو كلينتون أو أوباما هي نفس العلاقة اليمنية الأمريكية، نحن نتعشم من إدارة الرئيس أوباما أن تكون أكثر فهماً لقضايا المنطقة وخاصة الفلسطينية وهناك في خطابات وتصريحات الرئيس أوباما مؤشرات ايجابية.. ونتمنى أن تتجسد في الواقع وأن يتجنب الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة السابقة.. سواءً ما يتعلق باحتلال العراق أو قتل صدام حسين وإعدام القيادة العراقية بسبب أنهم وضعوا صورة بوش الأب على باب فندق الرشيد وتحت هذه الذريعة قالوا هناك أسلحة دمار شامل وأسلحة كيماوية وبيولوجية وأسلحة…. الخ. واحتلوا العراق وحاكموا صدام حسين وذبحوه، ودمروا العراق، إذاً هذا ثأر قبلي ونحن متهمون بالبدوية والقبلية كعرب لكن ظهر أن البدوية والقبلية والثأر هي في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر مما هي في الوطن العربي.
المعتقلون اليمنيون بغوانتانامو
الشرق: فخامة الرئيس لديكم أكثر من 94 معتقلا في غوانتانامو هل بدأتم الاتصال مع الإدارة الأمريكية حولهم؟
الرئيس: نعم نحن على تواصل مع الأمريكان ونحن بصدد استلامهم وهم يريدون بناء مساكن لهم تجمعهم بعوائلهم ويعاد تأهيلهم ونحن موافقون وتكلفة هذا المشروع حوالي 11مليون دولار، والأمريكان يفضلون نقلهم إلى السعودية ونحن قلنا لهم لا نستطيع أن نوافق على نقلهم إلى السعودية ولكن نوافق على تأهيلهم في اليمن..
الشرق: وهل وافقت الإدارة الأمريكية على هذه الخطوة؟
الرئيس: مازلنا في بحث والتواصل معهم مستمر.. هم مصرون على أن يبعثوهم إلى السعودية ونحن مصرون على تسليمهم إلى اليمن.
قضية القرصنة
الشرق: فخامة الرئيس هناك عمليات قرصنة حالياً تحدث في البحر الأحمر؟
الرئيس: ليس في البحر الأحمر..! وإنما في المحيط الهندي.
الشرق: ما هي التدابير التي اتخذتموها للتصدي للقراصنة؟
الرئيس: نحن نشطنا خفر السواحل اليمنية والبحرية اليمنية وتحملت مسؤولياتها في تأمين مياهنا الإقليمية.. واستطاعت البحرية وخفر السواحل إحباط أكثر من محاولة قرصنة في مياهنا الإقليمية.
الشرق: ألا يخشى فخامتكم من احتلال الأساطيل الأمريكية والغربية للمنطقة تحت ذريعة مكافحة القرصنة؟
الرئيس: لم يعودوا بحاجة إلى احتلال.. سيخسرون إذا جاءوا بعقلية الاستعمار القديم سيخسرون.. هم الآن يبحثون عن جوانب اقتصادية وشفافية اقتصادية لم يعودوا مستعدين أن يحتلوا بغواصات وجيش يخسرون عليه.. الاستعمار الآن استعمار من طراز جديد.. استعمار اقتصادي واستعمار ثقافي.. استعمار آخر لم يعد ذلك الاستعمار الجاثم على اليابسة.
جذب الاستثمارات
الشرق: فخامة الرئيس إذا تحدثنا عن الاستثمارات في اليمن هل هناك توجه لجذب المزيد من الاستثمارات؟
الرئيس: نعم.. عندنا الهيئة العامة للاستثمار تستقبل المستثمرين وتقدم لهم التسهيلات، ونحن نرحب بالاستثمارات في عدة مجالات.. مجال اكتشاف النفط والغاز والمعادن، ومجال السياحة.. سياحة الجزر.. وسياحة الصحراء.. وسياحة المدرجات.. الاستثمارات العقارية نحن نرحب بكل الاستثمارات.
الشرق: فخامة الرئيس هل هناك تشريعات جديدة تسهل عملية الاستثمار؟
الرئيس: هناك قانون للاستثمار يقدم كامل التسهيلات لكل المستثمرين.
الاستثمارات القطرية
الشرق: فخامة الرئيس هناك استثمارات قطرية حسب علمي في اليمن كيف تنظرون إليها؟
الرئيس: نرحب بها ترحيباً حاراً وإن شاء الله تبدأ.. لأنه مازالت حتى الآن كلاماً.. ولم تبدأ بعد.
الشرق: إلى الآن لم يبدأ تنفيذها؟
الرئيس: حجزوا الأراضي ولكن لم يبدأوا.
الشرق: في أي قطاعات؟
الرئيس: في القطاع السياحي والعقاري والتجاري.
العلاقات مع قطر
الشرق: فخامة الرئيس كيف تنظرون إلى علاقتكم المستقبلية مع قطر؟
الرئيس: علاقتنا أخوية مبنية على الاحترام والثقة والشراكة وتربطنا علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية متميزة وعلاقات خاصة تربطنا بسمو الأمير وولي العهد ورئيس الوزراء.. علاقات أخوية وخاصة.. علاقات تستطيع أن تقول انها متميزة.
الشرق: كيف تنظرون إلى قيادة قطر للقمة العربية خلال العام المقبل؟
الرئيس: الله يعينهم.
الشرق: شاكرين لكم يا فخامة الرئيس على سعة صدركم وتحملكم لنا.