حوارات

د. معين عبد الملك رئيس وزراء اليمن: قطر انتهجت مساراً يساعد اليمنيين على الحوار

يقال دائما اليمن السعيد، لكن في ظل وجود عاصمتين ما حظ المواطن اليمني اليوم من السعادة؟ ومنذ 2011 يعيش اليمن فصولا متصاعدة من الأزمات المتلاحقة ضاعفت تحديات الوحدة وأضعفت الامل في حسم الصراعات التي أخذت الشعب اليمني الشقيق بعيدا عن التنمية والاستقرار. الدكتور معين عبد الملك واحد من القيادات اليمنية التي عهد إليها قيادة الحكومة اليمنية من عاصمة مؤقتة في ظل سيطرة جماعات الحوثيين على العاصمة صنعاء وفي ظل تيارات أخرى تتجاذب الدولة الضعيفة. ومنذ توليه رئاسة الحكومة يسعى الدكتور معين للعمل وفق أولويات يحدثنا عنها في هذا اللقاء منوها بأهمية الدعم الذي تتلقاه الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن للقيام بمسؤولياتها في ظل تحديات تجعل الدعم عاجزا عن تلبية جميع المتطلبات.
وفي حوار ينوه رئيس الحكومة اليمنية بالدعم القطري والخليجي لليمن وأن البيت الخليجي هو الحصن الأساسي الذي يضمن الحماية لليمن كما نوه بشريان المساعدات التي تقدمها دولة قطر لليمن، مؤكدا أن دولة قطر انتهجت مسارا يساعد اليمنيين على الحوار والوصول الى حلول وأن دولة قطر لها دور مشهود في المشاريع ذات التدخل المباشر في اليمن وأن طرقا مشهورة في المحافظات اليمنية أنجزت بتمويل من قطر فضلا عن وجود دعم قطري للطاقة وصيانة محطة كهربا بـ 60 ميجا. وكانت زيارة د. معين عبدالملك للدوحة فرصة لتعزيز التعاون خاصة مع صندوق قطر والمؤسسات القطرية التي تنخرط في مشروعات انسانية عديدة في اليمن، حيث كانت الزيارة فرصة للتباحث مع صندوق قطر لدعم التعليم الفني في المحافظات اليمنية. وفيما يلي نص الحوار الذي جرى بحضور سعادة السفير راجح بادي سفير الجمهورية اليمنية الشقيقة لدى دولة قطر..

◄ دولة رئيس الوزراء نرحب بك في الشرق ونتمنى أن تكون الزيارة موفقة من خلال اللقاءات التي أجريتها نود لو تحدثنا عن أفق هذه الزيارة وما سوف تنعكس عليه من خلال مباحثاتكم في الدوحة؟
► الزيارة بناء على دعوة من معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس الوزراء على هامش افتتاح اكسبو وقمنا بجولة من النقاشات وبالطبع فان العلاقات القطرية اليمنية راسخة وقوية وممتدة وتفعيل عدد من الملفات مهم في المرحلة القادمة وكانت فرصة لاطلاع الاشقاء في دولة قطر على المستجدات في اليمن في ضوء التحديات في الوضع الاقتصادي والانساني والوضع السياسي ايضا مع جهود السلام المبذولة الان من الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، فكانت الزيارة مهمة لإطلاع الاشقاء في قطر على التفاصيل وعلى تفعيل الكثير من الملفات.

دعم قطري متواصل
◄ كانت هناك زيارات مؤخرا من القيادات اليمنية للدوحة فهل هناك ملفات جديدة يجري البناء عليها؟
► كثير من الملفات تم بحثها والان تستكمل ونوقشت الكثير من الامور الفنية والقضايا وتفعيل لبعض الامور حيث يوجد دعم من دولة قطر لمحطات الكهرباء والملفات التنموية الكبيرة وكانت حاضرة قبل الحرب. الان كيفية العمل في الوضع الحالي واعادة تفعيل للامور في الكثير من الملفات التي قد تحقق انفراجة وتساعد في دعم جهود الحكومة للحفاظ على استقرار الوضع في اليمن.

الاحتياجات كبيرة
◄ أشرت – دكتور – الى المشاريع التنموية التي ربما تكون الحاجة ملحة اليها اليوم من قبل الشعب اليمني الشقيق.. إلى أي مدى وجدتم تجاوبا قطريا على هذا الصعيد سواء الكهرباء أو الامور التنموية الاخرى والتي تتصل بالحاجة المعيشية للشعب اليمني؟
► الاحتياجات كبيرة ويبقى دور مجلس التعاون الخليجي مهما حيث كانت هناك زيارة للامين العام للمجلس الى عدن مؤخرا واعادة تفعيل دور المجلس والعلاقة الثنائية مع كل دولة على حدة مهمة حيث كانت هناك مشاريع طرق ومشاريع مهمة مرصودة، وهناك دول تعكف على اقامة السدود وانتاج الكهرباء وغيرها من المشاريع، واليمن دولة كبيرة حوالي 500 الف كلم مربع وعدد السكان قرابة الـ 30 مليون نسمة فتوقف المشاريع التنموية كان عقبة والان نفعل مع كل دول الخليج بعض الامور حيث كانت كل الصناديق متوقفة تقريبا، وقطر لها دور مشهود في المشاريع ذات التدخل المباشر في اليمن فكانت تنجز وتختار المقاولين وهناك طرق مشهورة انجزت بتمويل من قطر ومؤخرا كانت في بداية الحرب دعم لمحطة كهرباء بـ 60 ميجا يجري الان اعادة صيانتها بالاضافة الى عدد من الملفات قطر كانت تنوي التدخل فيها مباشرة ولما جاءت الحرب توقفت.
والبيت الخليجي هو الحصن الاساسي الذي يضمن الحماية الحقيقية لليمن من الوقوع في تبعات الحرب ونتائجها فالان الوضع هش واذا حدث أي انهيار في الخدمات بشكل كبير ونحن نتكلم عن وضع صعب في القدرة الشرائية والعملة تدهورت ونحاول بشكل كبير الحفاظ عليها وهي نتاج 8 سنوات من عدم الاستقرار وجولات العنف ونحن نتوجه بطريق اقرب الى موضوع السلام واستعادة الاستقرار في البلد واستعادة الجهود التنموية عنصر مهم انسانيا وسياسيا.

مواطنة متساوية
◄ بالأمس كانت هناك تصريحات لرئيس الوزراء عن المبادرة الخليجية والحوار اليمني اليمني ووحدة اليمن هل هناك افق جديد في موضوع السلام والاستقرار في اليمن؟
► هناك جدية في الخطوات وجهود مبذولة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية وعمان ودعم من المجتمع الدولي والخليجي والكل داعم لهذه الخطوات وهناك تشكك في جدية الحوثي في الالتزام ونشهد الاحداث التي وقعت مؤخرا على الحدود مع المملكة العربية السعودية كإحدى هذه النتائج، لذلك فتصريحات رئيس وزراء قطر مهمة فقطر مهتمة بالحفاظ على اليمن وعلى المرجعيات الثلاث وهو موضوع مهم لأن أي سلام لا يضمن مؤسسات الدولة والمواطنة المتساوية في اليمن يؤسس لدورة عنف اكبر ولذلك المسار الذي انتهجته قطر منذ بداية الازمة يشدد على الحفاظ على هذه المرجعيات لأنها اساس قانوني يساعد اليمنيين على الجلوس على الطاولة والوصول الى حلول مستدامة ولذلك مهم ان تثمر هذه الجهود بالدعم الاقليمي والدولي لإنتاج حلول مستدامة للحفاظ على استقرار اليمن ووحدته.

استيعاب ما حدث
◄ عرفنا الدعم الخليجي والدول الخليجية الحاضنة للملف اليمني بالنسبة الى المواقف الدولية الى اي مدى تعولون عليها حقيقة لدعم جهود السلام والاستقرار؟
► دائما ارى ان الاساس هو داخلي، واذا استوعب اليمنيون ما حدث خلال ثماني سنوات والتدخلات التي جرت بشكل كبير فالناس ارهقت من الحرب ولكنها الى الان لم تفرط في حقوقها وبالذات في الكثير من المناطق التي قاومت. واليمن بلد متنوع ويحتاج ان يستوعب الكل انه لن يكون هناك اقصاء او استخدام للعنف لتحقيق مآرب سياسية فلذلك قد يكون الدعم الاقليمي والدولي جهدا مساندا ما لم تتوافر المعطيات الداخلية، وبالطبع هناك تدخلات اقليمية وخارجية ولكن في الاساس هي مشاكل داخلية لم يستطع اليمنيون التغلب عليها وكانت فترة المسار السياسي هي الاساس الذي كان يمكن المحافظة عليها وقد مررنا بتجربة مسار سياسي جرى الانقلاب عليه بشكل كامل واصبح العنف هو سيد الموقف وتفككت مؤسسات مركزية والمعاناة خلال السنوات الثماني الماضية طالت كل يمني في داخل البلاد وخارجها.

تعنت الميليشيا
◄ كيف ترى جهود الامم المتحدة والمبعوثين الدوليين في ضوء اللقاءات الاخيرة للحكومة مع سفراء الاتحاد الاوروبي في اليمن ودور المؤسسات الدولية في اليمن هل تخدم مصلحة اليمنيين أم هناك اجندة اخرى؟
► هي تبذل جهودا لكن الاشكالية هي تعنت ميليشيا الحوثي وهو العنوان الابرز لكثير من الجهود وكنت شاهدا على عدد منها في مفاوضات الكويت قبل ان اصبح رئيسا للوزراء ومنذ بداية الحرب ثالث مبعوث اممي بالاضافة الى مبعوث امريكي هناك جهود تبذل ما لم تتوفر نية صادقة لن نستطيع الوصول الى محطات تؤسس الى مسار سياسي فحتى الاطار السياسي القادم سيحتاج الى سنوات وكيف يمكن ان يؤسس لهذا المسار. والحاصل انه منذ الهدنة التي اعلنت تقريبا قبل اكثر من عام ونصف تقريبا ان الحوثي رفع من مستوى الحرب الاقتصادية وآثارها اكبر وهي تمس ملايين حيث حرية التجارة والتنقل واجراءات معينة اثرت على البنوك وحركة الطيران اضافة الى الاعتداءات الارهابية وهي كلها تفقد الهدنة معناها وكلها تؤثر في مقدرات الشعب اليمني وقد نتحول الى التدمير الداخلي ما لم نتدارك الوضع فهناك هدنة على مستوى المعارك وعلى المستوى الواسع لكن هناك نتائج خطيرة تترتب على الحرب الاقتصادية وتؤثر على مصالح معينة ينبغي تحييدها منها حركة الناس والاشخاص والبضائع وغيرها من الامور التي جرى تصعيدها وتؤدي الى نتائج اقتصادية وقد تنعكس انسانيا بشكل كبير.

اختراقات للهدنة
◄ الهدنة هل كانت عسكرية اكثر من كونها داخلية على الصعيد المعيشي بالنسبة للمواطن؟
► نعم، وقد رأينا مؤخرا في استشهاد الجنود من دولة البحرين الشقيقة لكن حتى على مناطق في مأرب وتعز وجبهات الحرب الاخرى هناك اشتباكات ومستوى التصعيد العسكري اقل بكثير من مستوى ما قبل الهدنة لكن مازالت هناك اختراقات تسجل بشكل كبير من قبل الميليشيات ولن يؤدي العنف الى اي نتائج والدولة عندها القدرة دائما على الرد وعلى احتواء كل ما يتم لكن لم تنتج حلول تساعد في تحسين الوضع الاقتصادي وغيرها والدولة تقوم بعملها كحكومة وكدولة وكمسؤولية كاملة لكن بالنسبة للميلشيا اتخذت قرارات كبيرة جدا سواء بمنع السلع او غلق الطرق والاشكالية الكبيرة في الهدنة هي عدم فتح اي طرق انسانية وبعض المناطق المتجاورة يضطر المواطنون الى السفر 17 ساعة وقد يؤدي فتح طريق الى اختصار المسافة الى نصف ساعة وهو أمر موجود في تعز والضالع وطرق التجارة واليمن بلد جبلي وبدائل الطرق ليست كبيرة وكنا قطعنا شوطا كبيرا في التنمية ولكنها تتعرض للانهيار بسبب عدم الصيانة وعدم الاستثمار.

حتى لا تنهار البلد
◄ وما هو دوركم انتم كدولة؟
– نحن نوجد بدائل قدر الامكان والان نحافظ على المنشآت ونحاول توفير الطاقة ولدينا منشآت لشركات وطنية تعمل في اصعب الظروف لا توجد استثمارات خارجية، فكدولة نحاول الحفاظ على المقومات الداخلية حتى لا ينهار البلد اقتصاديا بشكل كبير وحتى لا يكون الوضع الانساني اصعب من الوضع الحالي بمراحل.
* قلتم ان الحل يمني يمني وتتحدث عن الدولة ودورها لكن في نفس الوقت هناك قوات او ميليشيات خارج سيطرة الدولة ألا تؤثر على الاستقرار والتواصل بين المناطق؟
* افرازات الحرب لا يمكن السيطرة عليها فهناك مقاومة وعنف ومدن كانت تحمى بـ 400 – 500 جندي في ظل مقاومة وسلاح وتبعات وانخراط هذه القوات في الدولة يحتاج الى عمل غير عادي ورغم ان الحل ينبغي أن يكون بين اليمنيين ويعتمد على الحوثيين ان يحسوا بيمنيتهم بشكل اكبر وتأثير ايران عليهم واضح وقد رأينا المظاهرات الاخيرة في ذكرى ثورة 26 سبتمبر وهي جزء من نزعة تفتقد فيها الناس للهوية الجامعة وهذه الامور تشظت بتعرض اليمنيين لأي تشظي حقيقي مع جهويات عديدة وهي امور تنتجها الحروب وعلاجها يصعب كلما طال أمد الحرب.

اليمن بتنوعه
◄ هذا يعكس غياب المشروع الوطني وهناك انتقادات لأداء الحكومة ضاعفت غياب الهوية الجامعة وهو ما رأيناه من رفض رفع العلم اليمني ؟
– دعني اتحدث بصراحة،، اليمن يمر بأزمات كبيرة وقديمة وفي الوقت الذي يحاول اي طرف ان يسيطر او يملي شيئا تشتعل حروب داخلية وفي الوقت الذي يتفق فيه اليمنيون على صيغة للحكم تضمن عدم هيمنة اي طرف على آخر نقترب من الحل ولهذا ننادي بالحوار الوطني لحل الاشكاليات المتراكمة في الشمال والجنوب وبعد الوحدة فقدرتنا على معالجة امورنا ونتفق عليها بدون املاءات وبدون فرض هي الاساس للحفاظ على الاستقرار وغير ذلك سنبقى في اطار النزاعات والعالم لن يعرف تعقيدات الملف اليمني وهي كبيرة ولكن هناك مسارات للحل واليمن ليست مكونا واحدا يفرض نفسه بقوة ولكنه بتنوعه ونحتاج الى ان نرتب لمؤسسات دولة اكثر قوة وحزما في التعامل مع الملفات.
◄ هل أنتم راضون عن أداء مؤسسات الدولة؟
– لا يوجد رضا كامل حتى في دول مستقرة دائما الحكومة ملامة والناس تعاني من وضع اقتصادي صعب ومن امكانات شحيحة وتبعات للحرب وبالطبع لسنا راضين بشكل كبير ايضا عدم توفر الامكانيات والدعم الشحيح لليمن الذي لديه مقدرات اذا استقرت يرجع لنقطة توازن والى معدلات تنمية كانت سائدة من قبل، وللأسف في الوضع الحالي عاجزون عن ترتيب امور كثيرة وان كنا محافظين على الوضع مستقرا بدون انهيار اكثر للعملة لكن لدينا اشكاليات كبيرة في الناتج القومي واشكالية في المدارس آلاف المدارس وعشرات الجامعات تدار بموازنات ضعيفة واليمنيون استنفدوا قدراتهم على الصمود في ظروف غير عادية لا يمكن لشعب ان يتحملها وهذا مبعث قلقي لأنه سينتج اجيالا تحت وطأة الظروف الحالية سنرى نتائجها بعد 15 – 20 سنة.

المحاصصات السياسية
◄ لكن البعض يرى ان اسناد بعض الوزارات الى بعض الاطراف نتيجة تقاسم المناصب ادى الى عدم اداء بصورة ذات كفاءة عالية نظرا لتقاسم المؤسسات ؟
► بلا شك ان حكومات المحاصصات السياسية هي الاصعب ونحن قدر الامكان نحاول تجاوز ذلك فهناك فرق بين الشراكة والتقاسم ولا نريد ان نؤسس في اليمن لمحاصصات تؤدي الى شلل كبير في وظائف الدولة مستقبلا. وكثير من التعيينات الان تتم بمعايير نحاول الابتعاد فيها عن المحاصصة وان كان الوضع صعبا فالكل يريد انتزاع حصة ويرى الشراكة بالتقاسم واذا تمت بهذه الطريقة لا نستطيع ادارة المؤسسسات.
◄ مواقف قطر تاريخية في دعم وحدة اليمن ورفض التقسيم هل سمعتم خلال نقاشاتكم في الدوحة افكارا تعزز الوحدة الوطنية على صعيد مشاريع الحوار الوطني ؟
► مازال مبكرا الحديث عن كيف نستطيع ايقاف اطلاق النار لأن اي اطار سياسي ستوضع فيه كل القضايا على الطاولة حتى قضايا الجنوب وغيرها كانت موجودة قبل 2011 واليمن لا يحكم الا بتوافق يبني لمؤسسات دولة وهو يعتمد علينا كيمنيين حتى نستطيع حل مشاكلنا ونضمن وحدة وسلامة الاراضي وهذا يعتمد على القيادات اليمنية وان تكون لديهم الحكمة الكافية لمعالجة جذرية للقضايا لأن هناك امورا قد تنتج معالجتها الى مشاكل اكبر، والنقاشات لن تكون سهلة في المرحلة القادمة وأي حوار قادم سيكون صعبا. وهذه من اصعب الفترات والخروج منها يتطلب حكمة ووعيا وقيادة استثنائية.

دور صيني
◄ الحكمة يمنية ولكن يبدو انها صينية ايضا في ضوء الاختراقات التي نجحت فيها بكين بين الرياض وطهران هل نتوقع وساطة صينية في الازمة اليمنية ؟
► لن تكون على المستوى التفصيلي فالوساطة الصينية الاخيرة تشمل كثيرا من الملفات المشتبكة والملف اليمني احداها وهناك دور صيني معين ولكن نحاول في اليمن المحافظة على مسافة متساوية لأن اي تقاطع لليمن باتجاه اي محور في الوضع الحالي سيؤثر بشكل كبير ونحاول ان نستفيد من المناخات التي توفرت لإرساء مبادئ الامن والاستقرار في اليمن والدول الخمس لها موقف من الازمة اليمنية متوازن واليمن لا تتحمل خضات كبيرة في المرحلة القادمة.
◄ هذه المصالحات الإقليمية الا تنعكس ايجابا على الملف اليمني؟
► ستنعكس وعلينا ان ننتظر النتائج ولا نستبق الاحداث وتوفير مناخات اقل حدة واستقطابا لاشك سيقلل من موضوع الحرب بالوكالة او تدخلات كبيرة او امداد بالاسلحة فهناك امدادات كبيرة للحوثيين فيما يتعلق بالوقود وغيرها وهي اشكالات كبيرة لأنها تساعد في زيادة القدرة العسكرية أو التجهيز او استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية كما استخدمت مؤخرا وهي امور من المهم ان تساعد في الحد من دعم الميليشيات المسلحة وبالاخص جماعة الحوثي.
◄ السلام أين هو اليوم في اليمن ؟
► السلام يحتاج الى شجاعة وجهود غير عادية واذا ارسينا خارطة طريق فيها منهجية واضحة للنقاش يمكن ان نتلمس الطريق للسلام.

هيئة التشاور والمصالحة
◄ ماذا عن جهود هيئة التشاور والمصالحة وما الذي ينقصها لتحقيق خطوات عملية؟
– هيئة التشاور والمصالحة تضم قيادات سياسية كبيرة من قيادات قبلية وبرلمانية وسياسية وكلهم لديهم خبرة في ملفات داخلية مهمة وبدأت لقاءات كثيرة مع قيادات الدولة في مجلس القيادة والمحافظات والخبرات الموجودة فيها يمكن ان تساعد وهي انشئت بعد قرار نقل السلطة وبالنظر الى الاسماء الموجودة فيها فهي تغطي طيفا واسعا من المكونات السياسية قادرة على تفعيل النقاشات والحوارات الداخلية للوصول الى تهدئة.
◄ الحكومات الان تواجه بمعارضة ليست فقط حزبية ولكن من وسائل التواصل الاجتماعي وهناك انتقادات كثيرة لأداء حكومتكم كيف تتعاطون معها هل بها انتقادات موضوعية تتفاعلون معها ؟
► المناخ صاخب وأي نقد نحن نتقبله ولكن هناك فرق بين النقد والتشهير والقذف واستخدام معلومات مغلوطة وهذا هو الحاصل للأسف وللأسف فان وسائط الاعلام خارج الدولة اقوى من وسائل الاعلام داخل الدولة التي اضعفتها الحرب ومن حق المواطن ان يعرف المعلومة الصحيحة ولكن الاشكالية الكبيرة في استخدام معلومات مغلوطة تؤدي الى اثارة الرأي والحكومة تعرضت لهجوم مرة من طرف بشكل مركز وينتقل الى طرف اخر والنقد علامة صحية فالحكومة ليست مجيرة على طرف واحد. ونحن نتفادى ان تكون حكومة مشلولة والاشكالية في الامكانيات والاولويات تتغير والوقائع السياسية تتغير ونحاول الا نفقد الحس بالواقع وتحدياته سواء في عدن او بقية المحافظات في مأرب او حضرموت او تعز او غيرها.

ربط المحافظات
◄ هل الحكومة اليوم تسيطر على كل المحافظات ولديها القدرة على التحرك بسلاسة ؟
► الى حد كبير، وهناك جهد كبير بذل فمؤسسات الدولة المركزية كانت في صنعاء وحتى نربط المحافظات وخصوصا الحدودية والايرادات فأنت تعيد بناء المؤسسات وتقدم الخدمة في نفس الوقت والتحدي تعلمنا منه الكثير وتطورت المالية العامة للدولة وأعدنا بناء الامور بناء على نفس القوانين واللوائح والنظم وقطعنا تحديا كبيرا، وبعض المحافظات تعاني من بعض الاشكالات التي لم تحل والخلاف بين المركز والمحافظات والتنمية والانفاق جزء من الحياة الصحية وقطعنا شوطا كبيرا في هذا الشأن.
◄ الحلول الامنية موجودة لكنها غير ناجعة بدليل وقوع ضربات امنية توجه بين فترة واخرى الا تعتبر الحلول الخدمية وسيلة افضل لحل مشاكل اليمن؟
– الخدمات والتنمية اساس للاستقرار ولكن الجهود الامنية مطلوبة ومنعت تكرار العمليات بشكل كبير فكانت هناك مساحات غير مسيطر عليها وتتعرض لاختراقات من عناصر متطرفة والى حد كبير تم تأمين عدد من المدن رغم وقوع حوادث متفرقة يتبعها جهد من الدولة للوصول الى هذه العناصر والحد من نشاطاتها وهو تحد موجود مع الدولة المستقرة القوية ونحن نحاول استعادة الدور التنموي للخليج وللدول الشقيقة والصديقة.

عاصمة لكل اليمنيين
◄ إلى متى تظل العاصمة مؤقتة؟
► العاصمة الاساس فيها ان تكون عاصمة لكل اليمنيين واليمن شهد عواصم كثيرة في تاريخه بل عدة عواصم ولذلك صنعاء العاصمة الرسمية ولكنها الان ليست العاصمة التي توحد اليمنيين او تكون فيها كل مؤسسات الدولة ولذلك احتضنت عدن الجميع رغم كل الصعوبات والتحديات وتاريخ اليمن طويل ومتشعب ولن تستطيع جماعة ان تتغلب لفرض السيطرة على البلد بشكل مركزي بعد الان ونحن نحتاج الى ان نتشارك جميعا في بناء مؤسسات مركزية قوية ولكن لن تكون قوية الا اذا كنا جميعا شركاء فيها بمبدأ الشراكة وليست تقاسم النفوذ وبالامكان ان ننظر الى فترات مشرقة في تاريخنا تحققت فيها هذه الامور وشهدنا فيها ازدهارا شمالا وجنوبا وكانت لدينا قيادات تعمل لصالح الناس بدون طغيان أو فرض للإرادة بالقوة ونأمل ان تساعدنا تلك الدروس على أن نرسي حلولا سياسية مستدامة في اليمن تحافظ على أمنه واستقراره.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x