رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش: مشروعات متطورة لتعزيز العلاقات مع قطر
للمؤسسة التشريعية في تركيا مكانتها الخاصة لدى الشارع التركي ولدى السياسيين ولطالما بقي البرلمان التركي حائط صد منيع لحماية الديمقراطية في البلاد يلجأ إليه الساسة حينما كان يحدث تجاوز في ممارسة السلطات فيتدخل البرلمان لضبط الايقاع وسط تناغم حزبي ميز التجربة التركية، ولا يغيب عن الذاكرة ما تعرض له البرلمان التركي من هجوم مسلح خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو 2016 حيث هاجم الانقلابيون البرلمان لإسقاط الديمقراطية في ليلة التف فيها الشعب التركي حول الرئيس ليحمي تجربته الديمقراطية وتعاطف فيها العالم الحر مع الرئيس أردوغان ومع الشعب والبرلمان ووقفت أحزاب المعارضة التركية موقفا انحازت فيه إلى الديمقراطية ونجحت في تفويت الفرصة على الانقلابيين وحماية المسار السياسي لتركيا ولتعبر مئويتها بسلام إلى آفاق أكثر إشراقا فشعار القادة والبرلمانيين في تركيا «من اعتدل يوماه فهو مغبون» وتركيا اليوم غير تركيا الأمس وتركيا الغد غير تركيا اليوم، وهذا ما أكده سعادة السيد نعمان قورتولموش رئيس البرلمان التركي في حواره مع “الشرق” عشية زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى قطر وحلوله ضيفا على القمة الخليجية وترؤسه الجانب التركي في اجتماعات اللجنة العليا الإستراتيجية بين قطر وتركيا، في الحوار يجيب سعادة السيد نعمان قورتولموش على أسئلة يطرحها الشارع التركي والعربي والإسلامي عن دور البرلمانات في العالم الإسلامي مما يحدث في غزة وهل تقدمت الشعوب نوابها في نصرة غزة ويكشف أسباب عدم قدرة البرلمانات على اتخاذ مواقف مشابهة لمواقف برلمانات عالمية غير إسلامية دعمت غزة وسكانها ودافعت عن حقهم في الوجود على أرضهم، كما يتطرق الحوار إلى تعزيز العلاقات البرلمانية القطرية التركية والعربية التركية واللقاءات المقبلة على مسار تطوير هذه العلاقات والأداء التشريعي في البرلمان التركي وآفاقه في مئوية تركيا الجديدة..
فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار..
– بداية معاليكم نود لو تضعونا في صورة العلاقات القطرية التركية كيف تنظرون إليها وكيف تقيمون هذه العلاقة ؟
العلاقات بين تركيا وقطر هي بمستوى مثالي رائع وأساسها الصداقة القوية بين البلدين، ولعلها تكون إن شاء الله نموذجاً للدول الأخرى، وديمومتها تعود بالخير على الشعبين، وهي تتواصل على مستوى إستراتيجي عالي المستوى.
علاقات مميزة
– ما الذي يميز هذه العلاقات حتى تصل إلى هذه الخصوصية ؟
العلاقات بين تركيا وقطر تطورت في مراحل حرجة مر بها البلدان، بالنسبة لتركيا نذكر الخامس عشر من يوليو ٢٠١٦، وتلك المحاولة الانقلابية المدعومة من الخارج، والدعم الذي تلقته تركيا في هذه الفترة كان دعما مهما من دولة قطر، وكذلك أثناء الأزمة الخليجية وقفت تركيا إلى جانب قطر وتوطدت العلاقات وقت الشدائد، والصداقات التي تتكون وقت الشدائد تكون متوطدة ومتجذرة.
علاقات متنامية
– هذه الاختبارات التي تعرضت لها العلاقات سواء في ٢٠١٦ أو في ٢٠١٧ هل هي مؤشر على أنها بنيت على أسس صحيحة وكيف تحافظ على زخمها؟
نعم، فالعلاقات متعددة القطاعات، ويجب اتخاذ خطوات لتطويرها والاستفادة من القدر الأكبر من حيث العلاقات التجارية أو غيرها أو قطاعات الصناعات الدفاعية والقطاعات المركزية المهمة، وكذلك فيما يخص المسائل الإقليمية والمنطقة يمكن تطوير السياسات بل والمحافل المشتركة لاتخاذ خطوات من شأنها تطوير العلاقات وهذا ما يجعل العلاقات متنامية الى ما لا نهاية.
تواصل دائم
– فخامة الرئيس سوف يكون في الدوحة في غضون ساعات لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة مع أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الدورة الجديدة من الاجتماعات للعلاقات بين البلدين؟
العلاقات بين تركيا وقطر أخوية، أي أنها ليست محصورة على جانب رسمي فقط، ولذلك فهي تتواصل على إطار اللجان الاستراتيجية عالية المستوى في القطاعات كافة سواء الثقافي أو التجاري أو الصناعي أو الاستثماري وفي غيرها من القطاعات، والوزراء على اتصال مستمر ولا يكتفون بالأمنيات بل يتخذون خطوات عملية ومشروعات، وكل لقاء بحسب متابعتي الشخصية يجري بين القيادتين أو بين وزيرين تتقدم فيه العلاقات خطوة إلى الأمام ويكون ذلك تطوراً إيجابياً في علاقات البلدين.
تجارب برلمانية
– إذا أتينا إلى القطاع البرلماني ما هي المشاريع التي تبنى اليوم بين البرلمان التركي ومجلس الشورى القطري ؟
فيما يخص علاقات المجلسين، فإن الدبلوماسية البرلمانية أحد القطاعات المهمة لتوطيد العلاقات، وهي علاقات جيدة نسعى لزيادة مستواها عبر اللجان البرلمانية.
– كيف يمكن الاستفادة من التجربة البرلمانية التركية العريقة خاصة في الجانب التشريعي والعمل البرلماني ؟
فيما يخص هذه التجربة نحن مستعدون أن نتشاركها مع الجانب القطري عبر الزيارات المتبادلة، ويمكن أن يأتي أعضاء مجلس الشورى ويطلعون على آلية العمل وكيف تصاغ القوانين واستصدارها وأيضا فيما يخص اللائحة الداخلية للمجلس.
– هل يمكن أن نرى ذلك التعاون قريباً في الدوحة ؟
إن شاء الله في العام المقبل تكون هناك زيارات برلمانية متبادلة.
– اليوم الوجع الأكبر في العالم الإسلامي تتعرض له غزة من الكيان الإسرائيلي كيف تفاعل البرلمان التركي مع العدوان وكيف كانت وقفته في دعم الشعب الفلسطيني ؟
في هذا الشأن عندما حدثت الهجمة الأولى من قبل إسرائيل اجتمعت الكتل البرلمانية الست وأصدروا بياناً موحداً أدان الهجمات الإسرائيلية، كما أصدروا مذكرة إدانة للهجمات وعندما وقع الاعتداء على المستشفى الأهلي المعمداني كان المجلس في حالة انعقاد وأوقف وقتها النواب الجلسة وأصدروا بيان إدانة، وفيما يخص العلاقات مع الدول الأخرى، فقد أوضح البرلمان التركي ذلك بكل الوسائل وأكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وتم التأكيد أيضا على أهمية محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما تم التشديد على أهمية إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
مواقف لا بيانات
– الشعب التركي والشعوب عموما لهم موقف متقدم في دعم الشعب الفلسطيني.. فهل البرلمان التركي أو برلمانات العالم الإسلامي عموماً ارتقت قراراتها إلى مطالب الشارع؟
فيما يخص البرلمان التركي يمكنني أن أجيب بأريحية تامة أنه نبض الشارع التركي ونبض الشعب ويواكب نبض الشعب، وكانت له أنشطته في هذا الإطار، فلجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي ستذهب إلى رفح الأسبوع القادم وتحاول الدخول إلى جانب غزة، وأمس شارك زملاؤنا في اجتماع في جنوب أفريقيا فيما يخص التضامن مع قطاع غزة وأنا شخصيا شاركت في خمسة اجتماعات على مستوى رؤساء البرلمان الأوروبي واتحاد الدول العشرين وبرلمان اتحاد ميتكا وبرلمانات المجموعات الأخرى التي تشملها عضوية تركيا، ومؤخرا في أنطاليا استضفنا مؤتمر اتحاد برلمانيي آسيا، وفي هذا الإطار نبذل جهودا موسعة لإضافة عبارات تتعلق بالأوضاع في غزة إلى البيانات الختامية للاجتماعات، لكن أقول للأسف وبألم شديد إن بعض الدول إسرائيلية اكثر من إسرائيل، فهي تدافع وتقاتل لئلا تضاف هذه العبارات ونحن نكافح لتسجيل موقفنا هذا، وفي كل الأحوال فإن نظراءنا وسياسيينا يتأثرون مثل بقية الشعب، وبالمواقف السياسية وخلال الأيام الأخيرة فالتقيت بنحو ٤١ مسؤولاً على مستوى رئيس دولة أو برلمان أو ممثل من ٢٢ دولة وتم تداول هذه القضايا معهم.
– نحن نقدر هذا الجهد الشخصي الرسمي الذي يقوم به البرلمان التركي لكن في الوقت الذي تصدر فيه بيانات شجب واستنكار إسرائيل ترمي قنابل على سكان غزة لم يشهدها العصر الحديث فما جدوى هذه البيانات طالما أن القتل مستمر بشكل ممنهج حتى على الصعيد الإسلامي أين هو الدور المؤثر لوقف هذه العربدة الإسرائيلية في غزة ؟
في الحقيقة هذا اكثر الجوانب إيلاماً بالنسبة لنا، فالشعوب تتابع ما يحدث في غزة بألم شديد لكن لا نتمكن من اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الإطار، وهذه المرحلة لها ماضيها فهي لم تنشأ اليوم واعتقد منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام ١٩٩١ يومها أذكر تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس صرحت وقالت إن 22 دولة إسلامية سوف يتغير ترسيم حدودها وشهدنا بعد ذلك فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن وتم اصطناع عداوات جديدة مختلفة، وهذا التشرذم تواصل إلى اليوم منذ الأمس. وأمسه الأول لهذه القضية بدأ عام 1917عندما انسحبت الدولة العثمانية من فلسطين وبدأ الإنجليز بتوطين الإسرائيليين في فلسطين، هنا فعلوا أمرين، الأول توطين من أسموهم المستوطنين فجاءوا بهم وأسكنوهم في ديار الفلسطينيين وجعلوا يستحوذون على بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم وحوانيتهم وكل أمور معايشهم والثاني تشكيل النوايات الأولى للجيش الإسرائيلي عبر العصابات ومنذ انسحاب العثمانيين لم تتمكن دولة إسلامية من اتخاذ موقف يواكب هذا التطور وإسرائيل أكبر عوامل قوتها ليس من داخلها بل من تشرذم العالم الإسلامي وتمزقه.
ضغط برلماني
– العلاقة التاريخية التي تربط الدولة العثمانية بالشعب الفلسطيني لو نظرنا إليها اليوم الموقف التركي الرسمي هل يرتقي إلى هذه العلاقة التاريخية الشعبية؟
نحن وباعتبار أننا أحفاد أجداد حكموا هنالك مدة طويلة تزيد على 400 سنة وحققوا العدالة والعدل فالعلاقة مع الشعب الفلسطيني ليست منحصرة في التاريخ بل توجد روابط وجدانية موجودة اليوم أيضا. وهي ليست مجرد روابط وجدانية فالقضية الفلسطينية احد المحاور في سياسة تركيا الخارجية والقضية الفلسطينية ضمن السياسة التركية الخارجية وهذه السياسة استمرارها أمر مهم، ونسأل الله أن يمد تركيا بقوة لتحدث تطورات أكبر في هذا الإطار. وستسعى تركيا لتأخذ موقعها دولة ضامنة في الآلية التي تؤسس لحماية وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.
ملاحقة القتلة
– هل البرلمان التركي سيتقدم بطلبات للمحكمة الجنائية لتقديم نتنياهو وفريقه القتلة إلى المحكمة الجنائية ؟
سألنا حقوقيينا ومستشارينا وأخبرونا بأننا لسنا طرفا في اتفاقية المحكمة فلا يمكننا التقدم بطلب إليها لكن المحامين تقدموا بطلبات.
– هناك دول غير مسلمة تقدمت إلى المحكمة تطالب بمحاكمة نتنياهو لم نر دولاً لا عربية ولا إسلامية ؟!
صحيح.
– طالما نتحدث عن العدوان فإن قطر سعت إلى هدنة وقف خلالها العدوان سبعة أيام كيف ترون هذا الجهد من قبل قطر ؟
نحن ندعم هذه الجهود من البداية، ونأمل أن تصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لأنه حتى اليوم اكثر من 16 ألف شخص قتلوا وآلاف المنازل هدمت ومن ثم ليتمكن الناس هناك من الحياة يجب تهيئة الأجواء لوقف إطلاق النار فهو أمر لا مناص منه، والآن الأطفال والنساء والجرحى والضحايا كثيرون ويجب توفير سبل العيش لهم ونحن تحمر وجوهنا خجلا من تصريح أمريكا قبل انتهاك الهدنة بأن وقف إطلاق النار يجب ألا يكون دائماً فهذا تصريح يحتوي ضمنا أنه يمكن لإسرائيل أن تقتل وتهدم وتقصف كل مكان، وفي هذا الإطار فإن كل الجهود المبذولة من قطر والدول الأخرى نحن ندعمها في إطار الدول التي تسعى لوقف إطلاق النار، ودور قطر إيجابي جدا فيما يخص مرحلة تبادل الأسرى وأشكر قطر على دورها الكبير للغاية.
نظام متعدد الأقطاب
– إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أعطت ضوءا أخضرا لإسرائيل لممارسة هذه الجرائم ألم يحن الوقت لكي نقول لهذه الدول قبل إسرائيل كفى وآن الأوان لأن تكون هناك خطوات عملية على مستوى البرلمانات الإسلامية، ألا توجد علاقة صحية يمكن أن تبنى عليها قرارات توقف هذه الآلة العسكرية الإسرائيلية ؟
توجد علاقة صحية بلا شك مع البرلمانات الإسلامية لكن ليس كل الدول تتخذ الموقف نفسه ونقطة أخرى أن أمريكا والغرب رغم أنها تدعم إسرائيل لكنها اليوم باتت عبئا على أمريكا وعلى الغرب، والولايات المتحدة وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي قامت على نظام عالمي ذي قطب واحد وأدارت المرحلة على هذا الإطار لكن بات محل تشكيك، ومع هذه الحرب المشهد ازداد وضوحاً فالعالم يتجه إلى نظام متعدد الأقطاب وآلام هذا المخاض نعيشها جميعا والعالم خرج من فكرة القطب الواحد.
– عفواً معالي الرئيس أعرف أن برنامجكم مزدحم ماذا عن علاقاتكم البرلمانية مع دول الخليج والعالم العربي ؟
العلاقات بين البرلمانات جيدة، في إطار منظمة التعاون الإسلامي عقدت العديد من الاجتماعات وخلال العام المقبل فإن المخطط أن أقوم بجولتين إلى تلك الدول، ونأمل أن تسفرا عن تحسين العلاقات مع هذه البرلمانات وتحسينها.
تفعيل دور المجلس
– تتولون رئاسة البرلمان التركي في مرحلة انتقال تركيا إلى المئوية الثانية ما هي أبرز المشاريع التي تدرس اليوم في البرلمان التركي لكي تواكب هذه المرحلة ؟
هناك خطوتان مركزيتان نخطط لهما، الأولى هي تعديل اللائحة الداخلية للمجلس في هذا الإطار سوف يتحقق تفعيل أكثر للمجلس من حيث التشريع والإجراءات التشريعية وتوفير بيئة أفضل للنقاشات البرلمانية التي تجري، والخطوة الثانية هي الدستور الجديد الشامل مدنيا وأساسه ومركزه الإنسان، وهذان أمران مركزيان وإجراؤهما وبذل المساعي في سبيلهما في برلمان كالبرلمان الحالي فيه أحزاب وكتل مختلفة أمر صعب، لكن ما نطمح إليه بشكل أساسي هو توفير بيئة صحية بيئة يتمكن فيها من إجراء النقاشات بشكل صحيح وإذا تمكنا من هذه الخطوات نكون قد حققنا الكثير لتركيا.
المصادقة على الدستور
– الكتلة الرباعية إن صح التعبير التي تقود في البرلمان التركي هل ستتمكن من المصادقة على دستور جديد يقود تركيا في المئوية الجديدة ؟
هذا أمر يعتمد على البيئة التي تجرى فيها النقاشات، فالسياسة هي البيئة التي يطرح فيها الناس أو الأطراف آراءهم وينشأ فيها التحاور بين الأطراف، وإذا امكن ذلك بشكل صحيح نكون قد حققنا أمراً جيداً، وفي الفترات الماضية فإن الأحزاب توافقت وصدقت على 64 مادة وأرى أنه في حالة توافرت البيئة الصحية المناسبة فهناك عدد من المواد التي ستتم المصادقة عليها سيكون أكثر ومن اجل هذا يجب تحسين العلاقات بين الأحزاب وتناولها في بيئة أكثر مرونة.
من اعتدل يوماه فهو مغبون
– كيف تستشرفون مستقبل تركيا في المئوية الثانية للجمهورية؟
نحن منذ أتى أجدادنا إلى هنا ونحن نضع هدفا جديدا في كل يوم ولم نكتف بما تم وضعه وقلنا يكفي هذا بل كل يوم جديد ونحن نرى ليس التراجع فكما يقال: “من اعتدل يوماه فهو مغبون” فحتى استواء يومينا نرى فيه نقصا ومن ثم ففي كل يوم سنسعى ونبذل إلى الجديد وألخص رؤيتي لمستقبل تركيا بجملتين: هدفنا هو تحقيق تركيا كلمتها قوية وقوتها فعالة مؤثرة وهذا له تفصيله للرقي بتركيا في كل المناحي الرقي بالإنسان والرقي بالدولة ولتقوية الدولة وتدعيمها وهذا ما أراه لمستقبل تركيا.
جبهة إنسانية
– هناك برلمانات غير مسلمة في جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية لها مواقف أفضل بكثير من برلمانات عربية وطالبت بقطع العلاقات مع الكيان، وهي مواقف لم نشهدها في البرلمانات الإسلامية، ما الذي يمنع هذه البرلمانات أن تضغط على دولها لتكون لها مواقف عملية تجاه الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان ؟
هناك سببان، أولهما التشرذم الذي أشرت إليه سابقا، ثانيا على المستوى السياسي أتحدث عن بعض السياسيين لديهم خوف مفرط من إسرائيل وممن يقف خلف إسرائيل وإلا لو كانت الأوضاع تناقش على مستوى سياسي معقول فهناك الشعوب والبرلمانات التي تضع موقفها بشكل واضح، ففي لندن اجتمع 300 ألف شخص ثم في الأسبوع الذي تلاه اجتمع مليون شخص وتضامنوا مع فلسطين ومثلها مظاهرات في واشنطن ونيويورك وبرلين وباريس والناس يجتمعون وينددون بما يحدث ويسعون لإيقاف ذلك وما نراه اليوم أنه باتت تتشكل جبهة إنسانية على صعيد عالمي واليوم نرى أن مئات الملايين من البشر يقفون موقفاً إنسانياً تجاه ما يجري في غزة، وهذا الأمر نشهده ويتواصل في المسيرات التي نراها وهذه مؤشرات جيدة ويجب تدعيمها، وما نراه اليوم هو أن إسرائيل تدخل مرحلة من العزلة وهي لديها قوة كبيرة على الصعيد الإعلامي والتمويل ولديها قوة كبيرة يمكن أن تؤثر على صانعي القرارات في الدول، لكن من قبل الشعوب هناك حالة من عزل إسرائيل ستتصاعد بحسب ما أرى وهذه الجبهة الإنسانية إذا تم تدعيمها فإن الموقف سوف يتعزز ضد إسرائيل ونصرة للفلسطينيين. والخطوة الثالثة التي ينبغي القيام بها هي القيام بالمراجعات والمتطلبات اللازمة ليذهب نتنياهو وفريقه ليمثلوا أمام محكمة العدل الدولية. وهذا الأسبوع هناك نحو 3200 محام قدموا بلاغات لمحكمة العدل الدولية عن جرائم الحرب الإسرائيلية وإذا تراكمت هذه الطلبات من دول العالم سيتم الضغط على إسرائيل.