وزير الإعلام السوداني: نحن على وعدنا وعهـدنـا مع قطر لحل قضية دارفور
أشاد وزير الإعلام والاتصالات السوداني الزهاوي إبراهيم مالك بالجهود الكبيرة التي قام بها سمو الأمير المفدى لحل أزمة دارفور، مشيرا إلى أن بلاده فوض سمو الأمير ومعالي رئيس الوزراء لحل القضية بالصورة التي يرونها مناسبة، معرباً عن استعداد الخرطوم للجلوس مع أي طرف في هذا السبيل.
وقال في حوار شامل مع “الشرق” إن السودان متمسك باتفاق الدوحة لحل قضية دارفور، وقال”نحن على وعدنا وعهدنا مع دولة قطر في هذا المجال، لن نتنازل ولن نغير رأينا من أجل السلام في دارفور ونحن نثمن عاليا ونقدر توجه سمو الأمير في أن يعالج المشاكل بيننا وبين الآخرين وقام سموه بزيارة الى تشاد للقائهم ونحن نثمن هذا الدور ونتوقع من الاخوة في قطر مزيداً من الاتصالات من أجل تهيئة المناخ لنجلس من أجل وضع حد لهذه الحرب إن شاء الله “.
وفيما يتعلق بمذكرة التوقيف التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس عمر حسن البشير قال: إن هذه المذكرة تمثل عملية استهداف للسودان لعرقلة المزيد من التنمية التي تشهدها بلاده، مؤكداً أن هذا الاستهداف سيفشل كما فشلت محاولات أخرى طوال السنوات الماضية.
ونفى وزير الاعلام السوداني علمه بوجود طرح عربي يتمثل بمنح الرئيس البشير حق اللجوء السياسي.
وفيما يلي نص الحوار..
***
** كيف تنظرون إلى قرار المحكمة الجنائية بحق الرئيس البشير ؟
– نحن ننظر إلى هذه المحكمة على أساس أنها عملية استهداف منظم ضد السودان لعرقلة مساره التنموي ولعرقلة السلام المتوقع المستدام في ربوع السودان وهي كلها خطوات استباقية لكي تعرقل وتعطل العمل التنموي البشري والمادي والمعنوي داخل السودان، وهذه المجموعة الغربية لاتريد للسودان ان يستقر، ولا تريد للسودان ان يستفيد من ثرواته الكثيرة التي بدأ السودان بصورة مباشرة يتعامل معها، ووصل بها الى مثل هذا السد – سد مروي – الذي يولد حوالي 1250 ميجاواط من الكهرباء والتي هي دعامة أساسية للتنمية، وقد رأيت بعيني رأسك الطرق التي تشق طول البلاد وعرضها، كل هذا العمل التنموي والنسبة العالية من النمو الاقتصادي جعلت الذين لايريدون لهذا السودان كل هذا الخير ان يجمعوا كل محاولاتهم لضرب السودان، هذا مشروع متكامل نحن نشعر بانه قد بدأ تنفيذه من أوقات سابقة ولكن كل مشروعاتهم ولله الحمد فاشلة “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
وكل مشروعاتهم التي بدأوا في تنفيذها لم تنجح وأخيراً لجأوا لهذه العملية للاساءة الى السودان ممثلا في رئيسه.
مخطط عالمي
** هل ترون أن هناك مخططاً عالمياً يسعى لزعزعة استقرار السودان ؟
– نعم فهم لايريدون للسودان إلا أن يظل رغم كل هذه الامكانيات وبانسانه الذي استطاع من خلال الحوار والحل السلمي ان يصل الى حل لأعقد قضية حرب أهلية في افريقيا استمرت عقودا من الزمان واستطاع السودان بحمد الله ان يحل هذه المسألة وان يصل الى سلام في الجنوب. وكانت هي الشوكة التي وضعت في خصر السودان لكي لايتحقق السلام.
** لكن البعض – معالي الوزير – يقول ان السودان تأخر في ايجاد حلول لقضايا داخلية وهو ماحمل منظمات لها اهداف سياسية ومدفوعة من الخارج بأن تقدم على مثل هذه الخطوات ؟
– نعم قد يحق للبعض ان يقول ان السودان قد تأخر في حل قضاياه لكن لماذا تأخر السودان في حل مثل هذه القضايا؟ لأن العقد التي توضع أمام السودان في كل تحرك له بواسطة هذه العناصر نفسها ومحاولة منع الطرف الاخر من الوصول الى أي اتفاق او محاولة حل أي قضية من القضايا وان يضعوا دائما وأبدا الحطب على النار على اساس ان تظل هذه الازمات مشتعلة على الدوام، العالم الغربي الذي لايريد للسودان الاستقرار ولا النماء يقف حجر عثرة اساسية جدا امام أي محاولة لنا نحن في السودان لحل قضايانا هذه في وقت مبكر،والدليل الواضح انه حتى مسألة جنوب السودان التي استطعنا ان نحلها عندما اتفقنا على أن يمدوا يد العون على تحقيق السلام في السودان لم يقدموا شيئا على الإطلاق، وفي أبوجا عندما اتفقنا مع فصيل اساسي كان هو الذي يمتلك الوجود الفعلي للحركة في دارفور كان رأيهم ان أي مجموعة لاتوقع على هذا الاتفاق وتدخل فيه لابد من معاقبتها ولكن بدلا من ذلك شجعوا هذه الحركات ومدوها بالمال وبالسلاح وبكل مايمكن ان يقدم لطعن هذه القضية من جديد، إذن المسألة ليست مسألة السودان وحده، وكما تعلم ففي ظل العولمة هذه كل الاشياء مترابطة مع بعضها ترابطاً وثيقاً للغاية، الحل الداخلي والخارجي تتداخل عناصرهما بصورة وطيدة جدا والعناصر التي تعمل ضد السودان ليست موجودة داخل السودان بل هي خارج السودان تؤثر فيها تشاد وفرنسا وانجلترا وأمريكا وجهات أخرى باستعمال تشاد والدليل على ذلك اننا بقدر ماحاولنا ان نصل الى وفاق وسلام مع تشاد، وكلما توقع اتفاقية يتم خرقها وهكذا دواليك.
مذكرة التوقيف
** كيف سيتعامل السودان مع مذكرة التوقيف؟
– نحن كسياسيين لابد أن نبني إستراتيجيتنا على أسوأ الاحتمالات، وهناك لجنة لمعالجة هذه الازمة يرأسها السيد سلفا كير النائب الاول لرئيس الجمهورية ويعاونه الاخ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ومعهما اعضاء آخرين، وهذه اللجنة في حالة انعقاد منذ ان بدأت النوايا تتضح بشكلها الذي تبلورت فيه أخيراً، في الجانب الاعلامي مثلا نحن وضعنا استراتيجية محددة جدا للتعامل مع هذه القضية بأن نعطي المعلومة كاملة للشعب السوداني، وان نسعى جاهدين ما وسعنا الجهد لكي نبين الحقائق أولاً بأول وأن تتسع النظرة في هذه المسألة، وترفع إلى المحكمة، كنا ننظر الى الافتراءات التي يقوم بها اوكامبو وقمنا بتحليل شخصيته وتعريته تعرية كاملة في كل المجالات ونعتقد اننا نجحنا في ذلك الى حد كبير، والقضية إذا أخذت مجراها ستستغرق سنة على الأقل من صدور مذكرة التوقيف والطلب بان يمثل الرئيس أمام المحكمة وكل الخطوات التي تتراءى بعد ذلك، ثم رفع المسألة الى مجلس الأمن في حال أن السودان رفض أن يسلم الرئيس وبعد ذلك ينظر مجلس الأمن في الخطوة التالية وهل سيستعمل المادة 16 أم لا وهل هناك فيتو قد يصدر وغيرها من المسائل التي نتعامل معها على أساس أنها مرحلة من مراحل تطور هذه المهزلة، ونحن وضعنا احتياطاتنا من كافة النواحي الأمنية والاقتصادية والإعلامية والعلاقات الخارجية وغيرها ونحن لم نفاجأ بهذا القرار نحن الذين قد نفاجئ الآخرين بمواقف محددة، لأننا وضعنا المسألة على أسوأ الاحتمالات.
الجبهة الداخلية
** على صعيد الجبهة الداخلية ألا تتخوفون من الانفلات الأمني على خلفية القرار ؟
نحن نتحسب لذلك لكني شخصياً لا أرى أي مسألة قد تثير أي توترات أمنية والهلع الذي يتوقعه اوكامبو في صفوف الشعب السوداني لكي تكون هناك فوضى خلاقة كما يظنون ويصرحون، نقول انه ليس هناك في السودان مكان لكل هذه الفوضى. والقوات الأمنية أعدت العدة لمواجهة كل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن ولا أتوقع في ظل هذا الاجماع منقطع النظير من الشعب السوداني بكافة طوائفه وأحزابه وكل مكوناته في مسألة كهذه لأن الشعب السوداني لايمكن ان يهان او يضام. ومجرد مايشعر انه يتعرض لاهانة تستهدف تركيعه أو التقليل من شأنه يصطف.
** حتى المعارضة ؟
حتى المعارضة، المعارضة السلمية والمبنية على مواقف محددة واعتقد انه ليس هناك من يريد ان يثير شغبا حتى لو كان رأيه مخالفا، فأحزاب الأمة والاتحادي والشيوعي والاتحاد الديمقراطي كلها لها آراء ومواقف واضحة جدا وتعلن مواقفها بصورة مستمرة والحراك الذي أحدثناه في الاتحادات والمنظمات الشعبية تؤكد نفس هذه الحقيقة فنحن لانخشى محاولات لخلق اي توترات رغم ان هذا من السيناريوهات المحددة جدا لهذه المحكمة ولقرارها بهدف خلق فوضى خلاقة لكي يكون هناك تدخل.
** والحركات المسلحة هل سيكون لديه دافع أكبر لحلق مزيد من التوتر والفوضى ؟
هذا أمر واضح جدا بل هناك من يحثهم على خلق هذه الفوضى لكننا من قبل ومن بعد نتحوط تحوطاً كاملاً لأي تحرك شبيه بهذا التحرك أو غيره من مثل هذه المجموعات.
غير صحيح
** سمعنا أن بعض الدول العربية عرضت على الرئيس اللجوء السياسي ؟
لم أسمع بذلك لكني سمعت عن مطالبات لبعض الجهات الغربية على أساس ألا يترشح الرئيس لفترة رئاسة أخرى لكني لم أسمع بوجود طلبات بمنح اللجوء السياسي.
** وهل ترشح الرئيس لفترة أخرى قائم ؟
– هذا أمر يخص المؤتمر الوطني فهو الذي يراعي هذا الأمر ويقرره لأن الرئيس هو رئيس المؤتمر الوطني ومن ثم يكون ترشيحه من قبل المؤتمر الوطني وإذا أصبحت هناك مساندة ومعاضدة من أحزاب أخرى كل حزب يعلن موقفه بعد تحديد من المرشح.
** هل عرضت على الحكومة حلول وسط لحل هذه الأزمة ؟
لا لم تعرض أي حلول، والحلول التي يعرضونها هي ان يستسلم السودان ويركع ويصبح اداة لتنفيذ السياسة الغربية كما تراها امريكا وأوروبا.
** لكن ألم تأت وفود غربية تعرض حلولاً ؟
هناك وفود امريكية لكن ليس هناك أمامنا شيء ناضج يمكن ان نقول انه يحتاج الى الجلوس للتفاوض حوله.
العلاقات مع أمريكا
** الوفود الأمريكية هل يمكن أن تلعب دوراً ايجابياً في حل الأزمة ؟
-نحن كنا نتوقع من الرئيس اوباما ان تكون له كما ذكر وجهة نظر مختلفة عما كان عليه الوضع في عهد بوش ونحن نرحب بأي مسألة جديدة في هذه العلاقات لاننا لسنا ضد الدول وليس لدينا عداء مع امريكا ونكن للشعب الامريكي كل المحبة لكن المواقف العدائية تجاهنا تجعلنا نقف متحفزين لمواجهة اي تدخل بأي صورة من الصور في أمورنا الداخلية.
** هل تأملون من الادارة الأمريكية الجديدة أن تفتح معكم صفحة جديدة؟
– نتمنى ذلك، لكن لم تصدر أي بوادر ايجابية إلى الآن لكن كانت هناك محاولات كثيرة للحديث مع امريكا لكن امريكا امتدت كحاكم للعالم ويجب ان تتعامل بوضوح واستراتيجيات واضحة في مختلف المسائل.
** لكن هي الآن تفتح صفحة جديدة مع دول كانت تصنفها في محور الشر أليست السودان على قائمة الدول التي يمكن ان تفتح معها صفحة جديدة ؟
علاقتنا مع الولايات المتحدة ليست مثل علاقاتها بايران أو سوريا نحن علاقتنا معها في حالة مهادنة شديدة جداً، علاقات طيبة في مظهرها لكنهم في الاساس لديهم اجندتهم الخاصة التي يريدون ان يفرضوها على السودان.
اتفاق الدوحة
** إذا تحدثنا عن مصير الاتفاقية التي تم توقيعها في الدوحة كيف تسير الآن ؟
من جانبنا نحن بقدر ما رحبنا بالدور الذي لعبته قطر الشقيقة ممثلة في أميرها ورئيس وزرائها وشعبها وتطلعنا كبير بالالتزام الذي لارجعة فيه بما تم الاتفاق عليه ونحن نسير في هذا الطريق، ورغم مايقوله الان الدكتور خليل وما يقال نحن على وعدنا وعهدنا مع دولة قطر في هذا المجال لن نتنازل ولن نغير رأينا من أجل السلام في دارفور ونحن نثمن عاليا ونقدر توجه سمو الأمير في أن يعالج المشاكل بيننا وبين الآخرين وقام سموه بزيارة الى تشاد للقائهم ونحن نثمن هذا الدور ونتوقع من الاخوة في قطر مزيداً من الاتصالات من أجل تهيئة المناخ لنجلس من أجل وضع حد لهذه الحرب إن شاء الله.
** على أرض الواقع لاتزال المواجهات العسكرية قائمة؟
– نعم، لأننا لم نصل إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار هذه مجرد نوايا حسنة تبنى عليها مستقبلاً مواقف محددة وكنا نرجو أن ندخل في وقف اطلاق النار لكنهم لسبب أو لآخر رفضوا أن يكون هناك حديث واضح حول وقف اطلاق النار.
** هل تتوقعون إمكانية التوصل خلال هذه الأشهر إلى حلول جذرية للأزمات في دارفور ؟
إذا صدقت النوايا يمكن أن نصل إلى اتفاقات نهائية في هذا الشأن لان معالجة القضية واضحة، والتدخل الأجنبي والخارجي هو الذي يعرقل الحل.
تدخلات أجنبية
** من تقصدون بالتدخل الأجنبي ؟
– نقصد فرنسا وأمريكا وانجلترا وأداة هذا العمل هي تشاد.
** كيف هي علاقاتكم الآن مع تشاد هل هناك بوادر للتحسن ؟
-ليست هناك أية بوادر محددة نحن من جانبنا ليس لدينا أي عداء مع الشعب التشادي ووقَّعنا كثيراً من الاتفاقات، وسعينا بكل مانملك من قوة لنصل مع الاخوة في تشاد الى علاقات حسن جوار وإخاء، وتطور العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ولنا مع تشاد علاقات كبيرة جدا وتاريخية وأزلية لكن حكومة إدريس ديبي لديها وجهة نظر أخرى وهي أداة للاستعمار الحديث.
** إذن ماهي الضمانات لنجاح اتفاق الدوحة طالما وقع عدد من الاتفاقات السابقة ولم يتم الالتزام بها وماذا عن الحركات الأخرى ؟
– نحن لم نتفق إلا مع حركة تحرير السودان بقيادة ميني ميناوي ونحن نعتبر أن الاتفاقية تسير بصورة متكاملة وليست هناك قضية أساسية شائكة تواجه هذه المسألة هنالك بعض المشاكل تظهر من وقت لآخر لكن مع استمرار الحوار فان كل القضايا سوف نحلها بصورها متكاملة.
** وتشاد هل هناك مساع لضمان عدم تحريكها للمعارضة المسلحة ؟
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قام بزيارة مباشرة الى تشاد والتقى إدريس ديبي ونأمل التوصل الى نتائج ايجابية.
** هل المطلوب عقد قمة ثلاثية تجمع تشاد والسودان وقطر؟
كل هذه المسائل واردة ونحن فوضنا سمو الأمير ومعالي الشيخ حمد بن جاسم للسعي إلى حل القضية بالصورة التي يرونها ونحن على استعداد للجلوس مع أي جهة تساعدنا في حل هذه المشاكل.
التضييق على الحريات
** معالي الوزير إذا انتقلنا إلى موضوع الحريات الاعلامية هناك شكاوى من التضييق على الحريات وهناك اغلاق لبعض المؤسسات الصحفية ؟
– صحيح حدث إغلاق لكن القضية تأخذ شكلها الرسمي جداً من خلال المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية وهناك لجنة شكاوى وهناك لجنة استئنافات لهذه الشكاوى والقضايا ونحن لانصدر كوزارة للاعلام أي رأي إزاء صحيفة من الصحف هي ليست مسؤوليتنا نحن نشرف على المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية الذي يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية ونحن نعتقد ان القانون الذي يحكم العمل الصحفي الان في السودان هو قانون تم التشاور فيه بصورة موسعة للغاية ونحن نطور في هذا القانون الان وسوف يصدر قريبا القانون الذي تم الاتفاق عليه بين مختلف الجهات وسوف يقدم الى مجلس الوزراء في القريب العاجل إن شاء الله ونتمنى ان يكون في هذا القانون مايسد اية ثغرة تجعل الآخرين يعتقدون أننا نقف حجر عثرة أمام الحريات الصحفية. في السودان الان 36 صحيفة وحوالي 15 شركة تعمل في مجال الصحافة وهناك عدد كبير من الاصدارات شبه الحكومية للوزارات المختلفة، لكن الحكومة لاتملك صحيفة واحدة وكل الصحف ملك القطاع الخاص وهي مسؤولة كمجتمع مدني في إدارة هذا الشأن، والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية لديه القوانين والتشريعات التي تم الاتفاق عليها مع كل هذه الصحف وهو الذي يعطي هذه الصحف الحق في ان تصدر، وهو الذي يوقف هذه الصحف اذا تعدت ميثاق الشرف الصحفي الذي تم الاتفاق عليه بين كل الجهات التي توفر للصحافة الجو الذي يساعدها على النماء وعلى التطور، والسيد رئيس الجمهورية في يوم من الأيام طالب بأن تتجمع هذه الصحف جميعا لنخلق مؤسسة صحفية متكاملة تدعمها الدولة بعد ذلك وتقدم لها كل المساعدات الممكنة واعتبر البعض ان هذا يعد تدخلاً في شأن الصحفيين والصحافة وهو مجرد مقترح وهكذا أي تحرك من جانب الحكومة فيه الخير للصحافة والصحفيين ينظر اليه بأن هذا تدخل في الشأن الصحفي وهناك صحف أو صحيفة “ألوان “ موقوفة.
** لماذا ؟
– تم إيقافها لدخولها في ذكر معلومات خاطئة عن القوات المسلحة السودانية وهذا أمر في غاية الخطورة بالنسبة للأمن القومي وقد تم لفت النظر فيه مرات سابقة ونحن نسعى الى ان نطلق سراح هذه الصحيفة من جديد وتتعامل وفق اتفاق مع الجهات المختلفة.
** صحيح أن الحكومة ليست لديها صحيفة واحدة لكن الـ 36 صحيفة تسير في فلك الحكومة ولا تستطيع الخروج عنه ؟
– (يضحك)، والله هذا شأن يخصها، وان تطابقت الرؤى مع رؤى الحكومة فهذا مانتمناه ونرجوه واذا كان هناك نقد يجب أن يكون نقداً بناءً مبنياً على المهنية الصحفية لأن هناك ضمير الصحفي يؤسس لسياسات الصحيفة ومنطلقاتها وهذا مانريده ونحن لانريد أي صحف تطبل للحكومة نريد صحفا توضح للحكومة الاخطاء وتقدم لها الحلول وتكون في ذلك مجردة من الكيل بمكيالين وان تأخذ الأمر بمهنية صادقة وبنظرة متكاملة لمختلف القضايا ونحن نرحب بأي نقد بناء ونشجعه أيضا.
** هناك صحف تصدر من الخارج وتقول بأنكم تمنعونها من الصدور من الداخل ؟
– ليس هناك مبرر لهذا الأمر مثلا جريدة “الخرطوم” كانت تصدر من القاهرة وكانت جريدة تعارض الحكومة بصورة واضحة جدا، هذه الصحيفة هي الان في الخرطوم تمارس عملها ولم تتعرض لأي ايقاف أو لفت نظر في أي وقت من الاوقات في اي قضية سياسية والقانون يعطي الحق لكل من تضرر ان يتقدم بشكوى الى لجنة الشكاوى في المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية وهذه لا تأخذ وقتاً، كما أننا نفكر مع مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية لخلق منطقة بين التقدم لمحاكمة الجريدة وبين التمسك بأقاويل وخلافه لحل هذا الخلاف في اطار أسري وأخوي قبل أن تصل إلى المحاكم لكن كل هذا الامر لكي نبعد الصحافة عن المواجهات القانونية حتى مع المشتكين فالحكومة كحكومة لم ترفع قضية ضد اي جريدة من الجرائد مثلا، الأمن إذا تضرر من شيء يشتكي كأمن والداخلية اذا تضررت تشتكي كداخلية والجيش اذا تضرر يشتكي كقوات مسلحة نحن لانتبنى قضايا ضد الصحافة.
** لكن هل انتم تقفون مع الصحافة أم ضدها ؟
– نقف معها لأنها لسان حال ضروري جدا بالنسبة للإعلام.
** هل تتوقعون أن القانون الجديد يعالج أوجه القصور الموجودة الان ؟
– نعتقد ذلك لأن المسألة أخذت حواراً موسعاً جداً جداً، وأخذت مايمكن أن تأخذه من اتصالات مع الجهات المختلفة لكن الكمال لله وحده قد تظهر هناك بعض الثغرات في المستقبل حسب المتطلبات وعلى أرض الواقع.
** ومتى تتوقع صدوره ؟
-قريبا جدا إن شاء الله، وبالنسبة لنا نحن كمجلس وزراء اذا لم تحدث أحداث أخرى سوف نقدمه في الاستفتاء القادم إن شاء الله.
** صياغة هذا القانون هل روعي فيه الاستئناس بآراء الصحفيين ؟
-نعم، هذا الأمر خضع لمناقشات موسعة للغاية ليس بين الصحفيين فقط بل حتى الاحزاب السياسية نفسها لمعرفة رؤياها وخاصة الحركة الشعبية لأنها هي الشريك الاساسي مع المؤتمر الوطني تمت مناقشة هذا القانون في لجنة مشتركة بينهم.
** هناك عدد من الدول العربية أقدمت على إيجاد مدن إعلامية ألا تراودكم الفكرة لانشاء مدينة إعلامية؟
-نعم، وهناك دراسة معدة تنتظر التمويل.
** التمويل الخارجي أم الداخلي ؟
– الخارجي والداخلي ونرحب بالشراكات في هذا المجال أيضا.
** كيف هو سوق الاتصالات والإعلام في السودان معالي الوزير ؟
– الاتصالات في السودان متميزة، ونحن نعتبر ان الاتصالات عندنا لاشبيه لها في كثير من دول العالم المتحضر جدا والمتقدم والان تعمل ثلاث شركات في مجال التلفون الخلوي والثابت ولدينا شركة واحدة تعمل في مجال التلفون الثابت، وهناك حظر على منح اي رخصة جديدة بالنسبة للتلفون الخلوي إلا بعد عام 2010 ونحن ننظر الى هذه المسائل بمتابعات دقيقة جدا لنرى هل السوق السوداني في حاجة الى شركة أخرى ومشغل جديد أم أن المشغلين الآن يؤدون هذا الدور ونحن نتابع التطورات والتحديث الذي يتم في التقنيات ووسائل الاتصالات المختلفة لكي نواكب متطلبات الزمن وهناك شركات سودانية الان لديها أعمال في دول عربية وافريقية كثيرة جدا وهناك شركات متعددة الجنسيات تعمل في السودان.
** هل تتوقعون بعد2010 أن تدخل شركات جديدة ؟
– نعم نحن نجري تقييما في هذا الأمر ونعتقد إذا لم تتضافر الجهود لدى هذه الشركات لتوسيع الشبكات والوصول إلى الريف والمناطق النائية فان المجال سيكون واسعاً لإدخال مشغل جديد في مجال الهاتف الخلوي.