وزير الداخلية الباكستاني: قطر حققت إنجازاً في استضافة مؤتمر الإنتربول
أعرب سعادة السيد عبدالرحمن مالك وزير الداخلية الباكستاني عن شكره وامتنانه لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لاستضافة الجمعية العمومية الـ79 للإنتربول.. مؤكداً أن قطر حققت إنجازاً عظيماً وخدمة كبيرة للعالم في استضافة مؤتمر الإنتربول. وكشف سعادة وزير الداخلية الباكستاني في حوار مع الشرق عن اجتماعه مع سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية على هامش المؤتمر.. مشيراً إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على استثناء الدبلوماسيين ورجال الأعمال القطريين من استخراج التأشيرات لزيارة باكستان، ورفض الوزير الباكستاني الاتهامات الموجهة لبلاده بأنها مأوى للإرهابيين.. مؤكداً أن جميع تلك الاتهامات واهية، وأن بلاده هي التي تعرضت للكثير من الهجمات من قبل القاعدة وبعد أحداث 11 سبتمبر تعرضت باكستان للكثير من الخسائر، سواء في الأرواح أو اقتصادياً، التي زادت على ملياري دولار.
***
◄ في البلدية ما رأيك في استضافة قطر للجمعية العمومية الـ79 للإنتربول والجلسات التي شهدتها من خلال حضورك؟
► في البداية أود أن أعبر عن شكري وامتناني لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية لاستضافة هذا المؤتمر وأعتقد بأن قطر قد حققت إنجازاً عظيماً وخدمة كبيرة للعالم لاستضافتها هذا المؤتمر وعائلة الإنتربول بكاملها حاضرة اليوم في هذا المؤتمر، وهو شرف عظيم لنا كلنا الوجود في الدوحة.
لقد كان المؤتمر ذا أهمية كبيرة، حيث تمت إعادة انتخاب الأمين العام السابق مجدداً، وكان له الدور في جعل الإنتربول منظمة فاعلة وقوية على ما هي عليه اليوم، وكضيف تحدثت عن حفظ الأمن في العالم وقدمت بعض المقترحات وأنا سعيد جداً لما تمخضت عنه مشاركتي، حيث عقدت لقاء مع سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية أمس وشكرته على تمديد التأشيرات للباكستانيين لمدة ستة أشهر، وأتفقنا على أن يستثنى الدبلوماسيون ورجال الأعمال القطريون من استخراج التأشيرات في حال رغبوا في زيارة باكستان، حيث يتم منحهم التأشيرة في المطار.
العلاقات مع قطر
◄ ما نظرتكم للعلاقات القطرية – الباكستانية في جميع المجالات بصفة عامة وفي المجال الأمني بصفة خاصةً؟
► في الحقيقة لدينا تعاون كبير على كافة الأصعدة، كما أننا تناقشنا في الموضوع بشكل مستفيض وقررنا التعاون بشكل أكبر من الناحية الأمنية، وهناك تعاون استخباراتي بين باكستان وبين قطر، لذا فإن التعاون القائم جيد جداً ولكنني أعتقد بأن علينا تمتين تلك العلاقات أكثر وقد تلقيت دعوة كريمة من سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية بتبادل الزيارات وقد دعوته لزيارة باكستان وقبل مشكوراً الدعوة، وأنا حين أزور قطر أشعر بأنني في بلدي الثاني، وزيارتي هذه المرة هي لحضور مؤتمر الإنتربول، ونحن في باكستان نحترم ونقدر الشعب القطري بشكل كبير وفي قطر هناك 83،000 باكستاني يعملون هنا لذا نحن نسعى دوماً لتمتين تلك العلاقات.
◄ تعرضت باكستان في الفترة الأخيرة إلى فيضانات مدمرة أثرت كثيرة على المواطنين في باكستان فكيف تثمن المساعي القطرية في التخفيف عن الباكستانيين في هذه الأزمة؟
► لقد كان لما قدمته قطر من عون ومساعدة الأثر الكبير في التخفيف عن معاناة الشعب الباكستاني جراء الفياضانات ونحن ممتنون جداً لما قدمته قطر ولن ننسى هذه المساعدات التي كان لها الأثر الكبير، فموقف قطر يعبر عن الإخوة الإسلامية، فحين يحتاج المسلم الى إخيه المسلم يجده بقربه يمد له يد العون والمساعدة والأمة الباكستانية كلها مدينة لقطر ولأميرها على ما قدموا.
اتهامات واهية
◄ في ما يتعلق بالجانب الأمني والاضطرابات وطالبان وجهت بعض الاتهامات للحكومة الباكستانية بأنها مأوى للقاعدة وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى ما ردكم على ذلك؟
► هذه الاتهامات واهية، فنحن ممن تعرضوا للكثير من الهجمات من قبل القاعدة وبعد أحداث 11 سبتمبر كنا نحن من تعرض لأكثر الخسائر من ناحية الأرواح والخسائر الاقتصادية التي زادت على ملياري دولار، وأتمنى ممن يكيلون الاتهامات أن يأتوا بدليل واحد على ما يدعون. فنحن حاربنا هؤلاء الإرهابيين في كل الأماكن وغيرها من الأماكن بشكل لا يترك مجالا للشك في أننا ضد هؤلاء الإرهابيين، وأعتقد بأن ما قدمناه في هذا الاتجاه كان كبيراً وعلى العالم أن يبذل الجهد المتبقي فقد قبضنا على الكثير وقتلنا منهم الكثير وما زلنا نحارب القاعدة وسنستمر في ذلك، ولو كان لدى أية جهة أي دليل على غير ذلك فعليه أن يتقدم بهذا الدليل.
لقد خسرنا الكثير من الدماء.. خسر أطفالنا الدماء، كما خسرها شيوخنا من وراء العمليات الإرهابية وأنا شخصياً مستعد للنقاش مع أي شخص يمكن ان يتهمنا بشكل باطل، فنحن أولى الضحايا من وراء الإرهاب.
لا حوار
◄ كان هناك حديث حول إمكانية إجراء حوار من قبل طالبان مع باكستان.. فهل تلك القنوات لا تزال مفتوحة بين الحكومة وطالبان باكستان؟
► لا…لا… سياستنا هي أن نفتح معهم الحوار فقط إذا ألقوا أسلحتهم، ونعم نحن نؤمن بالحوار إذا كان له معنى وإذا كان مثمراً، لقد قطعنا شوطاً كبيراً في التصدي لهم وسنستمر في ذلك ما داموا يرفعون السلاح، أما إذا ألقوا السلاح وجنحوا للسلم وأصبحوا مواطنين مسالمين فنعم يمكن أن نتحاور معهم وأما غير ذلك فلا حوار.
◄ ولكن مثل هذا الاستبعاد من الممكن أن يخلق المزيد من عدم الاستقرار؟
► لا فالتأزم موجود أصلاً، وعلى الدولة أن تصل إلى حد معين يصبح لزاما عليها أن تتعامل معهم وبالفعل وصلنا إلى هذا الحد وسنستمر بقتالهم حتى القضاء عليهم فهم غير جيدين للدولة، وغير جيدين للإسلام، وهم يعملون وكأنهم قتلة مأجورون وأقول بصراحة إن الإسلام برئ من هؤلاء إذ أنهم يشوهون الإسلام في كل مكان في الشرق الأوسط وفي جنوب شرق آسيا، ولابد من القضاء عليهم ونحن ليس فقط نحاربهم، ولكننا مستعدون على مساعدة الأمة الإسلامية كلها في القضاء عليهم، فإذا وجدت أية دولة أي نشاط لطالبان أو القاعدة فنحن على استعداد أن نساعدهم للتصدي لهم فنحن نتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كافة دول الشرق الأوسط.