مقالات

ألم يحن الوقت لإيجاد آليات لتسهيل التنقل بين الدول الخليجية ؟

ما حدث في «البطحاء» خلال الأيام الماضية يستوجب التوقف

هذا الوضع ليس مقتصرا على مركز البطحاء ، بل ان مراكز ومنافذ حدودية اخرى خليجية شهدت هي الاخرى اختناقات وان كانت بدرجة اقل ، والسؤال : لماذا هذه الحالات تتكرر دون ان يكون لها حلول من قبل الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي ؟ لماذا يجلس المواطن الخليجي بالساعات على المراكز الحدودية انتظارا لدخول دولة خليجية اخرى ؟ اليست هناك حلول وبدائل تعمل على تسهيل حركة التنقل بين ابناء دول مجلس التعاون ؟ هل من الجائز ان ينتظر كل هذا الوقت في مركز حدودي ؟ .

صحيح ان كثافة المسافرين ، واعدادهم الكبيرة في ايام الاجازات تعمل على احداث ضغط على تلك المراكز ، الا ان ذلك غير مبرر لانتظار المسافرين بالساعات في تلك المراكز ، فلا يعقل ان يقضي مواطن خليجي يوما كاملا من اجل الوصول الى بلد خليجي لا يبعد عنه اكثر من 400 او 500 كم ، فاين هي توصيات قمم مجلس التعاون التي تدعو لتسهيل حركة التنقل بين ابناء دول مجلس التعاون الخليجي ؟ .

هناك اسبابا عدة تخلق هذا الازدحام والاختناق عند بعض المراكز الحدودي خاصة في المناسبات والاجازات المشتركة بين دول مجلس التعاون ، كما هو الحال في اجازات الاعياد ، ابرزها ان الاجراءات المتخذة ، ونقاط التوقف لكل مسافر او سيارة في المركز الحدودي الواحد متعددة ، فهي لا تقل عن 4 مرات يتوقف فيها المسافر ، تتمثل في نقطة الجوازات ثم الجمارك ثم التفتيش ثم تأمين السيارة ، هذه النقاط بالتأكيد تعمل على تكدس اعداد السيارات بدلا من تسهيل حركة المرور ، وجعلها انسيابية ، فالذين سافروا خلال اليوم الاول او الثاني من ايام العيد اعتقد انهم كرهوا السفر عن طريق البر ، لما تعرضوا له من تضييع للوقت جراء الانتظار الطويل .

ايضا كثرة المراكز الحدودية بين دول مجلس التعاون ، فحتى تصل الى دولة خليجية قد يتطلب الامر المرور على 4 مراكز ، وفي كل مركز لابد ان تتوقف وتمر بنفس النقاط تقريبا ، وان كان الخروج عادة اسهل واقل تأخيرا من الدخول .

الامر الآخر ، او السبب الآخر ، ان البعض من المراكز الحدودية تجد ان عدد البوابات تتجاوز 10 بوابات ، في حين ان المفتوح للعمل لا يتجاوز اثنان او ثلاثة ، وفي احسن الاحوال نصف العدد ، بل انه في الايام العادية ـ غير ايام الاجازات ـ تجد بوابة او بوابتان فقط هما اللتان تعملان ، وهو ما يسفر عن تكدس اعداد السيارات ، ويخلق ازمات وارباك للمسافرين .

واذا كنت ذكرت اسبابا رسمية ، فان هناك من السائقين كذلك يتحمل طرفا من الازدحام والاختناق الذي يحدث في المراكز الحدودية ، هناك من السائقين الفوضويون الذين لا يلتزمون ابدا بدورهم ، ويحاولون الوصول الى البوابات من خلال تجاوز السائقين الذين ينتظرون دورهم ، هؤلاء السائقين الفوضويون يتسببون باعاقة الحركة من خلال عدم التزامهم بالدور ، بل ويتسببون بحوادث واصطدام للسيارات الاخرى ، فلو التزم كل سائق بدورهم لمضت الامور بسهولة وسلاسة افضل من محاولة تجاوز الآخرين ، والدخول عليهم دون استئذان .

والامر العجيب ان هؤلاء السائقين الفوضويون عندما يحاول من ينتظر دوره عدم السماح لهم بأخذ دوره ينزعجون ويغضبون ، وكأن ما اقدموا عليه حق مكتسب ، لا يجب منعهم عنه !! .

اعتقد آن الأوان للجهات المعنية بدول مجلس التعاون ان تبحث بجدية قضية المراكز والمنافذ الحدودية من اجل تطويرها بشكل افضل مما هي عليه الآن ، وان تسعى الى ايجاد آليات تسهل من انتقال المسافرين دون تأخير بصورة مزعجة .

اليوم العالم اجمع يعمل على تسهيل استقبال القادمين الى دوله ، فما بالنا بدول مجلس التعاون وشعوبها ، التي هي امتداد وتداخل فيما بينها ، مما يستوجب اعادة النظر بصورة اكبر وافضل للاجراءات المتبعة خلال السفر ، خاصة في المراكز والمنافذ البرية .

نريد تعزيز اواصر التواصل بين الشعوب الخليجية ، وكلما كانت الاجراءات مبسطة وسهلة كلما وجدنا تزاورا اكثر لابناء دول المجلس ، فطالما المدة الزمنية لرحلة السفر لن تستغرق وقتا طويلا ، فان الزيارات ستتعزز ، والتواصل سيكون اكثر واكبر وفي جميع ايام السنة .

◄ كلمة اخيرة …

لا يعني الحديث عن المراكز الحدودية التقليل من الجهود التي يبذلها القائمون على هذه المراكز ، والدور البارز للعاملين فيها ، فالحق يقال ان هناك جهود كبيرة ـ حتى وان وجد تقصير ـ تبذل من القائمين والعاملين في هذه المراكز والمنافذ الحدودية ، فلهم الشكر والتقدير .

 

في العطلات والإجازات الخليجية المشتركة غالباً ما تتعرض المنافذ الحدودية في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة البرية منها إلى اكتظاظ وازدحام غير مسبوق، يثير حالات من الاستياء لدى المواطنين الذين عادة يفضلون قضاء هذه الإجازات في دول خليجية مجاورة. ربما ما حدث في الأيام الأولى لإجازة عيد الفطر المبارك، وما نشر من تقارير وصور لحالة الازدحام والاختناق الذي حدث في أكثر من مركز حدودي خاصة مركز البطحاء السعودي المؤدي إلى الامارات، مما اضطر المسافرون الى الانتظار لنحو 14 ساعة لانهاء اجراءات السفر، وما صاحب ذلك من حالات اغماء واعياء شديدين للاطفال والنساء ، وحالات غضب بين السائقين، بسبب المدة الطويلة التي مكثوها ، في ظل ارتفاع في درجات الحرارة ، وغياب الخدمات والمرافق التي قد تخفف من ذلك .

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x